شهدت بعض الأعمال الدرامية المصرية المعروضة في رمضان تشابهاً في الأحداث والمشاهد، على غرار استبدال الأبناء والهروب لإثبات البراءة والإصابة بالسرطان. وتكررت فكرة استبدال الأبناء عند الولادة في مسلسلي «العتاولة» و«بدون سابق إنذار»، ففي الأول يعرف «نصار» الذي يجسده أحمد السقا أن «فارس» ليس ابنه الحقيقي وأن ابنه الحقيقي موجود في مكان آخر.
بينما يخوض «المهندس مروان» الذي يقوم بدوره آسر ياسين في «بدون سابق إنذار» رحلة البحث عن طريقة استبدال نجله أثناء الولادة بعد اكتشاف الأمر بالمصادفة خلال رحلة علاج الابن من مرض «سرطان الدم».
«سرطان الدم» والمعاناة من رحلته المرضية كانت محوراً رئيسياً بمسلسل «المعلم» لمصطفى شعبان وسهر الصايغ، بعدما اكتشف شعبان خلال الأحداث إصابة زوجته بهذا المرض، إذ تواجه صعوبات عدة نتيجة مضاعفاته. وتشابهت بعض أحداث مسلسلي «بيت الرفاعي» لأمير كرارة و«كوبرا» لمحمد عادل إمام، حيث تدور الكثير من المشاهد حول هروبهما من جريمة قتل من أجل محاولة إثبات براءتهم، فيما قامت بدور الأم في العملين الفنانة صفاء الطوخي، كما تشابهت تفاصيل عدة بالأحداث من بينها وجود أخ وأختين للأبطال، مع جولتهما في عدد من المدن وتورطهما في جرائم قتل ليس لهم علاقة بها.
ومن بين مفارقات المشاهد المشتركة في الأعمال، قيام الفنان رياض الخولي بتطليق زوجتيه في مسلسلي «صيد العقارب»، و «حق عرب» وظهرت معاناة أبطال مسلسلي «أشغال شقة» و«كامل العدد +1» من الإصابة بالقمل لأسباب مختلفة، وهي المشاهد التي أثار ظهورها بالعملين تفاعلاً كبيراً عبر «السوشيال ميديا». وتؤكد بطلة «أشغال شقة» أسماء جلال لـ«الشرق الأوسط» أن تكرار مشهد إصابة الأبطال بـ«القمل» في العملين جاء مصادفة بحتة، وفاجأ صناع المسلسلين، وهو أمر لم يكن متفقاً عليه، مما أصابهم كفريق عمل بالضحك عند معرفة هذا الأمر. لا تشعر أسماء جلال بالقلق من مقارنة الجمهور لاختلاف سياق تقديم المشاهد وفق الأحداث، لافتة إلى أن التعليقات التي تابعتها رصدت فيها تفهم للأمر وحدوثه عن طريق الصدفة البحتة.
«رغم ثبات قواعد وأصول الدراما التي تدور حول 36 ثيمة لكن تبقى المشكلة الرئيسية في معالجتها وطريقة تقديمها، وهو ما يفتقده عدد ليس بالقليل من الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان»، وفق تعبير أستاذة النقد بأكاديمية الفنون، الدكتورة سامية حبيب، التي ترجع الظاهرة إلى «وجود استسهال من كتاب الأعمال الدرامية في التعامل مع النصوص». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن هناك حالة من «التشتت» واضحة بعدة أعمال نتجت عن فقر في الخيال، وضعف في معالجة الموضوعات، حتى مع وجود بعض الأفكار الجيدة التي كان يمكن أن تقدم بصورة أفضل حال الخروج من الإطار النمطي. رأي يدعمه الناقد الفني، طارق الشناوي الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التشابهات المتكررة ليست مقصودة لأنها موجودة في الحياة، وبعضها جرى التطرق إليه بالفعل في أعمال فنية سابقة»، مشيراً إلى أن «كتاب الأعمال الدرامية لم يخرجوا عن الإطار التقليدي المتعارف عليه».
ويرى الشناوي أن ما حدث من تكرار وتشابه مرتبط بما يمكن أن يطلق عليه «الدراما الكسولة»، التي تتسم بإيقاع بطيء في كثير من الأحيان، وهو ما يتطلب إعادة نظر من المنتجين وصناع الأعمال الدرامية، خصوصاً مع وجود أعمال متميزة استطاع صناعها الابتعاد عن المسارات النمطية. لكن وفق الناقدة ماجدة خير الله فإن ما يهم الجمهور في المقام الأول هو العمل الدرامي وما إذ كان العمل جيداً أم لا، وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «تشابه التفاصيل أمر يحدث عن طريق المصادفة لكن الأهم دوماً يكون في المعالجة الدرامية وطريقة تقديمها».