تشابه مشاهد درامية بموسم رمضان... صدفة أم «فقر خيال»؟

استبدال الأبناء والهروب لإثبات البراءة والإصابة بالسرطان الأبرز

السقا وصلاح عبد الله ضمن كواليس «العتاولة» (حسابه على «فيسبوك»)
السقا وصلاح عبد الله ضمن كواليس «العتاولة» (حسابه على «فيسبوك»)
TT

تشابه مشاهد درامية بموسم رمضان... صدفة أم «فقر خيال»؟

السقا وصلاح عبد الله ضمن كواليس «العتاولة» (حسابه على «فيسبوك»)
السقا وصلاح عبد الله ضمن كواليس «العتاولة» (حسابه على «فيسبوك»)

شهدت بعض الأعمال الدرامية المصرية المعروضة في رمضان تشابهاً في الأحداث والمشاهد، على غرار استبدال الأبناء والهروب لإثبات البراءة والإصابة بالسرطان. وتكررت فكرة استبدال الأبناء عند الولادة في مسلسلي «العتاولة» و«بدون سابق إنذار»، ففي الأول يعرف «نصار» الذي يجسده أحمد السقا أن «فارس» ليس ابنه الحقيقي وأن ابنه الحقيقي موجود في مكان آخر.

«بدون سابق إنذار» (الشركة المنتجة)

بينما يخوض «المهندس مروان» الذي يقوم بدوره آسر ياسين في «بدون سابق إنذار» رحلة البحث عن طريقة استبدال نجله أثناء الولادة بعد اكتشاف الأمر بالمصادفة خلال رحلة علاج الابن من مرض «سرطان الدم».

لقطة من مسلسل «المعلم» (الشركة المنتجة)

«سرطان الدم» والمعاناة من رحلته المرضية كانت محوراً رئيسياً بمسلسل «المعلم» لمصطفى شعبان وسهر الصايغ، بعدما اكتشف شعبان خلال الأحداث إصابة زوجته بهذا المرض، إذ تواجه صعوبات عدة نتيجة مضاعفاته. وتشابهت بعض أحداث مسلسلي «بيت الرفاعي» لأمير كرارة و«كوبرا» لمحمد عادل إمام، حيث تدور الكثير من المشاهد حول هروبهما من جريمة قتل من أجل محاولة إثبات براءتهم، فيما قامت بدور الأم في العملين الفنانة صفاء الطوخي، كما تشابهت تفاصيل عدة بالأحداث من بينها وجود أخ وأختين للأبطال، مع جولتهما في عدد من المدن وتورطهما في جرائم قتل ليس لهم علاقة بها.

محمد إمام في «كوبرا» (حسابه على «فيسبوك»)

ومن بين مفارقات المشاهد المشتركة في الأعمال، قيام الفنان رياض الخولي بتطليق زوجتيه في مسلسلي «صيد العقارب»، و «حق عرب» وظهرت معاناة أبطال مسلسلي «أشغال شقة» و«كامل العدد +1» من الإصابة بالقمل لأسباب مختلفة، وهي المشاهد التي أثار ظهورها بالعملين تفاعلاً كبيراً عبر «السوشيال ميديا». وتؤكد بطلة «أشغال شقة» أسماء جلال لـ«الشرق الأوسط» أن تكرار مشهد إصابة الأبطال بـ«القمل» في العملين جاء مصادفة بحتة، وفاجأ صناع المسلسلين، وهو أمر لم يكن متفقاً عليه، مما أصابهم كفريق عمل بالضحك عند معرفة هذا الأمر. لا تشعر أسماء جلال بالقلق من مقارنة الجمهور لاختلاف سياق تقديم المشاهد وفق الأحداث، لافتة إلى أن التعليقات التي تابعتها رصدت فيها تفهم للأمر وحدوثه عن طريق الصدفة البحتة.

محمد إمام مع أحمد بدير (حسابه على «فيسبوك»)

«رغم ثبات قواعد وأصول الدراما التي تدور حول 36 ثيمة لكن تبقى المشكلة الرئيسية في معالجتها وطريقة تقديمها، وهو ما يفتقده عدد ليس بالقليل من الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان»، وفق تعبير أستاذة النقد بأكاديمية الفنون، الدكتورة سامية حبيب، التي ترجع الظاهرة إلى «وجود استسهال من كتاب الأعمال الدرامية في التعامل مع النصوص». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن هناك حالة من «التشتت» واضحة بعدة أعمال نتجت عن فقر في الخيال، وضعف في معالجة الموضوعات، حتى مع وجود بعض الأفكار الجيدة التي كان يمكن أن تقدم بصورة أفضل حال الخروج من الإطار النمطي. رأي يدعمه الناقد الفني، طارق الشناوي الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التشابهات المتكررة ليست مقصودة لأنها موجودة في الحياة، وبعضها جرى التطرق إليه بالفعل في أعمال فنية سابقة»، مشيراً إلى أن «كتاب الأعمال الدرامية لم يخرجوا عن الإطار التقليدي المتعارف عليه».

أمير كرارة في لقطة من «بيت الرفاعي» (الشركة المنتجة)

ويرى الشناوي أن ما حدث من تكرار وتشابه مرتبط بما يمكن أن يطلق عليه «الدراما الكسولة»، التي تتسم بإيقاع بطيء في كثير من الأحيان، وهو ما يتطلب إعادة نظر من المنتجين وصناع الأعمال الدرامية، خصوصاً مع وجود أعمال متميزة استطاع صناعها الابتعاد عن المسارات النمطية. لكن وفق الناقدة ماجدة خير الله فإن ما يهم الجمهور في المقام الأول هو العمل الدرامي وما إذ كان العمل جيداً أم لا، وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «تشابه التفاصيل أمر يحدث عن طريق المصادفة لكن الأهم دوماً يكون في المعالجة الدرامية وطريقة تقديمها».


مقالات ذات صلة

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

يوميات الشرق شخصية (برّاك) التي يقدمها كاكولي في المسلسل مليئة بالعقد النفسية (إنستغرام الفنان)

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

المسلسل الذي بدأ عرضه الخميس الماضي على منصة «شاهد»، يُظهر أنه لا هروب من الماضي؛ إذ تحاول هند تجاوز الليالي الحمراء التي شكّلت ماضيها.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)

عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

يتساءل اللبناني عماد فغالي، أسوةً بغيره من الممثلين، عن الخطوة التالية بعد تقديم عمل. من هذا المنطلق، يختار أعماله بدقة، ولا يكرّر أدواره باحثاً عن التجديد.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أحمد حاتم في لقطة من مسلسل «عمر أفندي» (صفحة شاهد بـ«فيسبوك»)

«عمر أفندي»... دراما مصرية تستدعي الماضي

حظيت الحلقة الأولى من المسلسل المصري «عمر أفندي» بتفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت «الترند» صباح الاثنين على «غوغل».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق أطلقت علامة تجارية لتصميم الأزياء خاصة بها (صور باتريسيا داغر)

باتريسيا داغر لـ«الشرق الأوسط»: أرفضُ كوميديا لا تفي موضوعاتها بالمستوى

بالنسبة إلى الممثلة اللبنانية باتريسيا داغر، الأفضل أن تجتهد وتحفر في الصخر على أن تزحف وتقرع الأبواب من دون جدوى.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق هند وإياد في مشهد يؤكد تباعدهما (شاهد)

نهاية مفتوحة لـ«مفترق طرق» تُمهد لموسم ثانٍ

أثارت نهاية حلقات مسلسل «مفترق طرق» ردود أفعال متباينة من جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، حيث وصفها البعض بأنها «صادمة».

انتصار دردير (القاهرة )

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.