مساجد مصر التاريخية تشهد إقبالاً كبيراً في أواخر أيام رمضان

صلاة المغرب بالجامع الأزهر (الأزهر)
صلاة المغرب بالجامع الأزهر (الأزهر)
TT

مساجد مصر التاريخية تشهد إقبالاً كبيراً في أواخر أيام رمضان

صلاة المغرب بالجامع الأزهر (الأزهر)
صلاة المغرب بالجامع الأزهر (الأزهر)

تشهد مساجد مصر التاريخية إقبالاً كبيراً في أواخر شهر رمضان، خصوصاً المساجد التي تفتح أبوابها للمعتكفين في العشر الأواخر من الشهر الكريم؛ وتلعب الأجواء الروحانية والتاريخية المميزة لتلك المساجد دوراً مهماً في جذب الآلاف يومياً.

من أهم المساجد التاريخية الموجودة في مصر والتي خضعت للتجديد وجرى افتتاحها أخيراً، مسجد السيدة زينب، ومسجد عمرو بن العاص ومسجد الحسين، ومسجد السيدة نفيسة، والسلطان حسن، وكذلك الجامع الأزهر الذي يشهد تجمعات كبيرة في أواخر رمضان.

زحام كبير داخل مسجد عمرو بن العاص (تصوير: عمر فتحي)

ويلفت مدير إدارة التفتيش سابقاً بوزارة الأوقاف المصرية، الدكتور سامي العسالة، إلى أن هذه المساجد يسمح فيها بالتجمعات الأسرية، ليستفيد كل أبناء الأسرة الواحدة من الأجواء الروحانية المبهجة التي توفرها تلك المساجد التاريخية.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المساجد التاريخية لها مكانة كبيرة لدى المصريين، لذلك يقبلون عليها ويحرصون على الصلاة فيها أو على الأقل زيارتها، خصوصاً في شهر رمضان، بالإضافة إلى أنها تعد مظهراً للحضارة الإسلامية منذ فجر الإسلام وحتى وقتنا الحاضر، لذلك من يذهب لأداء الصلاة في هذه المساجد يجد فيها أثر الصالحين، لذلك يفضل الكثيرون أداء صلوات التهجد أو الاعتكاف بها في أواخر شهر رمضان».

مسجد عمرو بن العاص يشهد إقبالاً كبيراً من المصلين (تصوير: عمر فتحي)

وكان وزير الأوقاف المصرية قد ذكر قبل أيام، خلال افتتاح مسجد السيدة زينب عقب ترميمه أنّ إجمالي المساجد التي أنشئت أو جرى تجديدها وتطويرها وصيانتها وصل إلى 11 ألفاً و887 مسجداً، وقال إن التكلفة الإجمالية لهذه الأعمال وصلت لنحو 18 مليار جنيه (الدولار يعادل نحو 47.33 جنيه مصري).

وعزا الدكتور محمد حرز الله، من علماء الأوقاف، الإقبال الشديد على مساجد آل البيت والمساجد التاريخية إلى قيمتها الكبيرة، وأورد أمثلة لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «مسجد عمرو بن العاص هو أول مسجد بني في مصر وفي أفريقيا كلها، وله طابع خاص، كما أن مساجد آل البيت لها مكانة خاصة، وفي حضرتهم يكون هناك ارتياح في القلوب».

الجامع الأزهر (الأزهر)

ويضيف: «يوجد إقبال على مساجد الأزهر والحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب وغيرها من المساجد التي يجد فيها الإنسان ضالته من العلم والفقه والراحة النفسية»

وذكر أن «العشر الأواخر من رمضان تتنزل فيها نفحات العلم والرحمات من كل مكان، لذلك يقبل الكثيرون على هذه المساجد في هذا الوقت».

وأورد وزير الأوقاف أنّ افتتاح مسجد السيدة زينب جاء بعد افتتاح مسجد الإمام الحسين، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة فاطمة النبوية، ومسجد السيدة رقية، رضي الله عنهم، وشدد على الاهتمام بتطوير الإنشاءات والعمارة المتعلّقة بالمساجد.

المساجد الأثرية تشهد إقبالاً لافتاً في العشر الأواخر من رمضان (الأزهر)

ويعود مدير إدارة التفتيش السابق بالأوقاف ليقول إن هناك مساجد مثل عمرو بن العاص أو الحسين، أو مساجد أهل البيت والصحابة عموماً حرصت وزارة الأوقاف على أن تكون ملتقى للأفراد والعائلات، كمتنفس لهم والعمل على تحقيق الروح الاجتماعية وكذلك الدينية، بالإضافة إلى الأنشطة الكبيرة التي أضافتها الوزارة في السنوات الأخيرة.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)

شاركت مصر في الأسبوع العربي للتراث بمنظمة اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، بأنشطة متنوعة، بين حفلات للغناء والرقص التراثي، وعروض الأزياء المصرية، بالإضافة إلى محاضرات حول صون التراث غير المادي، والتراث العلمي.

وتضمّنت الفعاليات التي شاركت فيها مصر عروضاً فلكلورية استعراضية، مثل رقصة التنّورة بتنويعاتها المختلفة، بالإضافة إلى معرض للحِرَف اليدوية التراثية، وكذلك عرض أزياء شعبية مستوحى من التراث المصري عبر عصور مختلفة، إلى جانب عرض موسيقي غنائي بمشاركة السوبرانو العالمية المصرية فرح الديباني.

ويمثّل وزارة الثقافة المصرية في احتفالية اليونيسكو بأسبوع التراث العربي الدكتورة نهلة إمام، ممثلة مصر في اتفاقية صَون التراث الثقافي غير المادي، ومن المقرَّر أن تُلقي محاضرة خلال الفعاليات حول الآفاق المستقبلية لصَون التراث الثقافي غير المادي، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، الثلاثاء.

وبينما تستعرض محاضرة إمام خارطة طريق تهدف إلى حماية التراث الثقافي، وتعزيز دوره بصفته وسيلةً لترسيخ الاحترام المتبادل بين الشعوب ودعم السلام في عالم يتّسم بالتوترات، مع إبراز دور التراث بصفته جسراً يربط بين الشعوب، ويدعو إلى احترام الإنسان والبيئة، ويشارك في الفعاليات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ومرشح مصر لرئاسة اليونيسكو لعام 2025، ويقدّم محاضرة عن تاريخ العلوم.

وتربط الفعاليات التي تُقام بين الأصالة والمعاصرة والتنمية المستدامة، وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب العربية، ويشارك في الاحتفالية أكثر من بلد عربي بفعاليات ومبادرات متنوعة.

أسبوع التراث العربي باليونيسكو شهد عديداً من الفعاليات (وزارة الثقافة المصرية)

ويُعدّ حدث «أسبوع التراث العربي» هو الأول من نوعه في تاريخ عمل الدول العربية مع اليونيسكو، وتستهدف الفعالية الاحتفاء بالثقافة العربية، وتسليط الضوء على جوانبها المتعددة.

وتستهدف الفعاليات تسليط الضوء على التراث الثقافي والحضاري العربي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي يتميّز بتنوّعه وفق تنوّع البيئات والدول العربية، كما يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية في المنظمة الدولية، وكذلك العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادَل، وعقد وتطوير شراكات بين الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والدول الأعضاء الأخرى، فيما يتعلق بحفظ وحماية التراث.

وتهتم منظمة اليونيسكو بالتراث الثقافي غير المادي الذي تعرّفه بأنه «الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات التي تعتبرها الجماعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وما يرتبط بهذه الممارسات من آلات وقِطَع ومصنوعات وأماكن ثقافية».

وتؤكد - وفق إفادة على الصفحة الرسمية للمنظمة الدولية - أن «هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارَث جيلاً عن جيل، تُبدِعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة، بما يتّفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها»، بما يُنمّي الإحساس بالهوية، ويُعزّز احترام التنوع الثقافي.

وكانت مصر قد تقدّمت بملفات لمنظمة اليونيسكو لصَون التراث الحضاري غير المادي لديها، ونجحت في تسجيل السيرة الهلالية في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2008، كما سجّلت لعبة «التحطيب»، أو اللعب بالعصي لعبةً قتاليةً مستوحاةً من التراث المصري القديم، ضمن قائمة التراث غير المادي عام 2016، وسجّلت أيضاً الممارسات المتعلقة بالنخلة، والخط العربي، والنسيج اليدوي، والأراجوز، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة، والنقش على المعادن.