إطلالة فوتوغرافية على مآذن وقباب «القاهرة المحروسة»

معرض يضم 110 لوحات تبرز جمالياتها وتبايُن طرزها

قبة ومئذنة المنصور قلاوون بشارع المعز (عمل للفنان كريم بدر)
قبة ومئذنة المنصور قلاوون بشارع المعز (عمل للفنان كريم بدر)
TT

إطلالة فوتوغرافية على مآذن وقباب «القاهرة المحروسة»

قبة ومئذنة المنصور قلاوون بشارع المعز (عمل للفنان كريم بدر)
قبة ومئذنة المنصور قلاوون بشارع المعز (عمل للفنان كريم بدر)

«مآذن وقباب من القاهرة المحروسة» هو عنوان المعرض الفوتوغرافي الذي افتتحه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري مساء (الثلاثاء) في قصر «الأمير طاز» بالقاهرة احتفالاً باليوم العالمي للتراث الذي يقام في الثامن عشر من أبريل (نيسان) من كل عام.

قباب مسجد محمد علي بقلعة صلاح الدين من الداخل للفنان حسام المناديلي

ويضم المعرض، المقام تحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، نحو 110 لوحات تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن والقباب في العصور الإسلامية المختلفة، وذلك بداية من الفتح الإسلامي والعصر الأموي والإخشيدي والطولوني مروراً بالعصر الفاطمي ومن ثم الأيوبي، وفق الدكتور محمد الرشيدي، مشرف إدارة النشر بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومنسق المعرض.

قباب مسجد محمد علي بقلعة صلاح الدين من الخارج (تصوير: حسام المناديلي)

يقول الرشيدي لـ«الشرق الأوسط»: «عُرفت القاهرة منذ القدم بأنها (مدينة الألف مئذنة)؛ لكثرة مساجدها ومآذنها، ويستطيع كل من يقف على ارتفاع عالِ وينظر للمدينة أن يستمتع بمنظر المآذن المنتشرة بمختلف الأشكال والارتفاعات».

ووفق الرشيدي، فإن «المعماريين تنافسوا في بناء هذه المآذن وتزيينها على مر العصور منذ الفتح الإسلامي لمصر، وتحديداً، منذ تم بناء أول مئذنة في مصر، وكانت لجامع عمرو بن العاص في سنة 21هـ، وحتى مئذنة (جامع باصونة) المقام عام 2020».

مسجد أم السلطان شعبان بالدرب الأحمر (تصوير: عمر الرزاز)

إلى هذا، يمثل المعرض جولة بين المآذن يتعرف من خلالها الزائر على المؤثرات المختلفة للعمارة في العالم الإسلامي وانعكاسها على الطرز المعمارية للمساجد في مصر، كما تبرز الصور التي يضمها المعرض امتداد تأثير الطرز الإسلامية القديمة على المساجد المصرية، وتطور المآذن بالعصر العثماني وعصر أسرة محمد علي وصولاً إلى العصر الحديث.

«تظهر الكثير من المآذن التي تم بناؤها بمصر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، التأثر بالطرز القديمة مثل جامع عمر مكرم والفتح والنور؛ فما زال المعماريون يستلهمون تصاميمهم من التراث المعماري الهائل من المآذن المختلفة بالقاهرة المحروسة»، بحسب الرشيدي.

مسجد خاير بك في الدرب الأحمر (تصوير: عمر الرزاز)

في حين سجلت القباب ذلك العنصر المعماري الجمالي الذي يدعو عبر رمزيته الإنسان إلى التخلي عن العالم الأرضي والتوجه نحو السماء؛ حضوراً لافتاً كذلك في المعرض، فبالتوازي مع فكرة تطور وتنوع المآذن يحتفي المعرض أيضاً بتاريخ القباب وأنواعها المختلفة التي تعلو الأضرحة، أو تغطي أجزاء من المسجد، أو تغطي كذلك بيت الصلاة بالكامل في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي.

مسجد جاهين الخلوتي في جبل المقطم (تصوير: عمر الرزاز)

وتستعرض الصور تفاصيل القباب، وكيف أن الشكل الخارجي للقبة والنصف الكروي المرتكز على الأطراف يوحي بتواضع وخضوع المؤمن لخالقه، وإدراكه أنه لن يرقى إلا إذا خضع وسلّم لله في جميع أموره الدنيوية، يقول الرشيدي: «تجسد القباب عنصراً مميزاً للكثير من المباني ذات الطابع الإسلامي في مصر».

ويقدم المعرض مجموعة صور نادرة أبيض وأسود من مقتنيات (لجنة حفظ الآثار العربية) وأرشيف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، فضلاً عن صور حديثة لنخبة من المصورين المتخصصين في فوتوغرافيا الآثار والتراث، وهم: حسام المناديلي، عمر الرزاز، ميشال حنا، هشام توحيد، أندرو شنودة، كريم بدر، علياء نصار، دعاء عادل، جورج فخري، محمد عبد الظاهر، والذين تم تكريمهم لجهودهم في هذا المجال.

يشارك الفنان عمر الرزاز بمجموعة صور، منها صورة لمئذنة مسجد «جاهين الخلوتي» في جبل المقطم، إضافةً إلى قبتي مسجد «أم السلطان شعبان»، وقبة مسجد «الأمير أصلم السلحدار» ومسجد «خاير بك» في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة.

مآذن وقباب في مدينة الألف مئذنة... من الأعمال المشاركة بالمعرض (الشرق الأوسط)

ويقول الرزاز لـ«الشرق الأوسط»: «من أهم مميزات الحدث أنه يقام في مكان أثري يتماهى مع أجواء المعروضات ويعزز من فلسفته».

وجاءت مشاركة الفنان حسام المناديلي عبر صورتين تجسدان جماليات قباب مسجد محمد علي في «قلعة صلاح الدين» من الداخل والخارج، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعد المعرض وسيلة فعالة من جانب المركز القومي للتنسيق الحضاري لتسليط الضوء على الأماكن الأثرية والحضارية والثقافية المختلفة؛ ما يعزز الهوية المصرية».

ويشارك الفنان كريم بدر بعمل يبرز تفاصيل قبة ومئذنة «المنصور قلاوون» بشارع المعز لافتاً لـ«الشرق الأوسط»: إلى «الدور المتنامي للفوتوغرافيا في التوثيق والتنشيط السياحي».


مقالات ذات صلة

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.