مهيار خضّور لـ«الشرق الأوسط»: تفاعُل المُشاهد مع «ع أمل» يغسل تعبنا

يَعِد بأحداث ومفاجآت قبل انكشاف اللغز

يترجم مهيار خضّور بلغة جسد مُتقنة أداءه التمثيلي (صور الممثل)
يترجم مهيار خضّور بلغة جسد مُتقنة أداءه التمثيلي (صور الممثل)
TT

مهيار خضّور لـ«الشرق الأوسط»: تفاعُل المُشاهد مع «ع أمل» يغسل تعبنا

يترجم مهيار خضّور بلغة جسد مُتقنة أداءه التمثيلي (صور الممثل)
يترجم مهيار خضّور بلغة جسد مُتقنة أداءه التمثيلي (صور الممثل)

يلفت الممثل السوري مهيار خضّور، أحد أبطال المسلسل الرمضاني «ع أمل»، بشخصية الأستاذ الجامعي «نبال»، مُشاهده بأداء محترف.

تميّزه يعود لتمرّسه في عالم الرقص التعبيري منذ بداياته. يترجم حواراته كمن يرسم لوحات، فيستخدم لغة جسد يُعبّر فيها عن مشاعر الشخصية بإتقان، لتلامس القلوب، لا سيما أنه يصقلها بحضور خاص.

في المسلسل، ينجح خضّور في تقديم شخصية مركبة تُضاف إلى مشواره التمثيلي. فهي تتخبّط وسط مشاعر متناقضة يكتنفها الغموض. ومنذ لحظاتها الأولى، تدفع بالمشاهد إلى التساؤل عن سرّها وغاياتها. فما يفهمه هو أنه ينوي الانتقام من بطلة العمل «يسار» (ماغي بو غصن)، ومع مرور الحلقات، يبدأ تفكُّك الألغاز التي يتركها كألغام على وشك أن تنفجر.

يجسّد خضّور دور الأستاذ الجامعي الراغب في الانتقام (صور الممثل)

يقول مهيار خضّور لـ«الشرق الأوسط» إنه منذ قراءته الأولى للدور، استنبط فيه خطاً تمثيلياً جديداً: «أجريتُ مناقشات مع كاتبته نادين جابر، ومخرجه رامي حنا، لأضعه على الخطّ المستقيم. ارتكاز الشخصية على عوالم مبطّنة تضمر عكس ما تُظهره، يجعل تركيبتها صعبة، مما يستدعي الإبحار في عملية إيصالها إلى المُشاهد ليفهمها بسهولة. ومثل سلّم موسيقي يتصاعد بأسلوب (الكريشاندو)، تتفكّك معالمها تدريجياً، وهو ما يميّزها عن أي شخصية نمطية واضحة المعالم».

أسوةً بلقاء أول بين طرفين يصعب فيه تكوين فكرة واضحة عن الآخر؛ يصف خضّور لقاءه بالشخصية: «من البديهي استغراق الأمر وقتاً لأتشرّب طبيعتها، فلا أستطيع اكتشافها منذ اللحظات الأولى. كما أنّ (نبال) يعاني حالة نفسية، فتراوده هواجس تتعلّق بمرض الوسواس القهري، إضافة إلى نوبات هلع. استغرقتُ وقتاً لإيجاد الطريقة الأفضل لإيصال الشخصية. وحاولت استخدام كل الأدوات التي تفيدني في هذه المسألة. كان المطلوب مني الدخول في تفاصيلها لأعبّر عنها بحركة يد، وبنظرة، أو عبارة تزوّدها بالدفق التمثيلي».

يحبّ خضّور مشاعر الخوف التي تعتريه عند التصوير والعرض (صور الفنان)

وعن كيفية اختياره أدواره، يوضح بأنه عادة ما يبحث عما يُجدّد مسيرته: «يهمّني دور أستطيع الإضافة إليه ويحفّزني على الإعجاب به لألعبه. دائماً تكون النتائج مجهولة وفق الجهد المبذول، والتوقّعات بمثابة كتاب مُغلق، لا نضمن ماذا نقرأ فيه. فكلّ شيء يعود إلى ردّ فعل المشاهد وتفاعله».

يركز مهيار خضّور في خياراته على عناصر العمل مكتملةً، وكما المخرج والكاتب، يهتمّ بالممثلين والجهة المُنتجة. التمثيل برأيه «صناعة كغيرها من الصناعات، تتطلّب الدقّة والتفاني، والمطلوب اتّباع خطوات مدروسة، لا عشوائية».

يُعد اليوم واحداً من أبطال الشاشة العربية المحبّبين إلى المُشاهد. فقد حجز لنفسه مكانة مهمة في الدراما المشتركة، تُعزّزها النجاحات؛ فهل يخشى على موقعه من الاهتزاز؟ يردّ: «يجب أن أخاف، وهذا يصبّ في خانة المسؤولية. كل منا يعمل لإنجاز طموحات كثيرة. ومنذ بداية مشواري قبل 16 عاماً، أنجزتُ الكثير. من الضروري أن أبقى حذراً، فأُقدم دائماً على الخطوة اللازمة. لا أحد يدخل هذا المجال من دون أحلام وأفكار. لكنني أؤمن دائماً بالجهد الفردي، ولا بدّ أن يصبّ وجوده، مع الطموح، في مصلحة المهنة».

برأي خضور، الشعور بقليل من عدم الرضا يدفع صاحبه إلى الأمام، «لذلك أطالب نفسي دائماً بالأفضل والأصعب مهما بلغ صدى النجاح».

يُبدي خضّور سعادته بتعاونه مع «إيغل فيلمز» (صور الممثل)

يتحدّث عن الشراكة مع شركة «إيغل فيلمز»، ويعدّها «جيدة ومهمة، ويمكنها أن توصل إلى أماكن قادرة على إحراز الفارق، ومن الجميل أن أكون جزءاً من مشاريعها». هل يعني هذا أنه بات ينتمي إلى إنتاجاتها حصراً؟ يردّ: «لا، فارتباطي بها له علاقة ببناء الأفضل، ولا يرتكز على ناحية الانتماء. فهي بيتي وعائلتي، وأشعر بالسعادة عندما أتعاون مع شركة رائدة في عالمنا العربي».

استمتع خضّور في تجربة «ع أمل» من نواحٍ كثيرة، من بينها وجود المخرج رامي حنا. فمكانته لديه تعود إلى بداياته: «إنه مخرج من الطراز الرفيع يهتمّ بالممثل بتفانٍ، ويساعده على تجسيد الشخصية كما يجب. يلتقط أفكاره بسرعة ويترجمها بكاميرته، مما يولد الشعور بالطمأنينة لدى الواقف أمامها».

الخوف يراوده منذ المرحلة الأولى لقراءته الدور، مروراً بآلية التصوير، ووصولاً إلى توقيت العرض. ولكنه يحبّه ويتماهى معه: «أجلد نفسي مرات عندما أشاهدُ أدائي، وألاحظ أخطاء كثيرة وأدوّنها. ولكن هذا الخوف يمدّني بالقوة».

يلوّن خضّور دوره في «ع أمل» بـ«قفشات كوميدية تليق بأدائه، فيوصلها بعفوية بلا مبالغة». ولكن لماذا طعّم دور دكتور «نبال» بخفّة الظلّ؟ يردّ: «هو إطار تُبنى عليه بعض نواحي الشخصية، وأردنا نكهة تلطّفها، فتقرّبها من الناس، ومن (يسار)، التي تُردّد، تكراراً، بأنّ (نبال) يُضحكها. كانت الطرافة وسيلة لإغوائها، لا سيما أنها تغطّي حقيقة مشاعره نحوها». في هذا السياق، لا يستبعد دخول أعمال كوميدية إنْ أقنعه نصّ. وخلال دراسته الجامعية في المعهد العالي للتمثيل بدمشق، كانت له تجارب أحبَّها في هذا المضمار.

يرفض مهيار خضّور تقييم نفسه أو الادّعاء بأنه «أستاذ بالتمثيل»، فالتصنيفات يقرّرها الجمهور: «إنه رأسمالنا ومَن يضع المعادلات. وما نشهده اليوم من تفاعل مع المسلسل يسعدنا جداً، ويغسل تعبنا. هدفنا هو الدخول إلى قلوب الناس وعقولهم».

يَعِد خضّور بأحداث مفاجئة في الحلقات الأخيرة (صور الممثل)

مَشاهد عدّة برع في تقديمها، لا سيما تلك التي تطلّبت تجسيد دور مريض بالوسواس القهري يعاني نوبات هلع، وكذلك حين يتحدّث عن ذكرى ابنتيه اللتين يتّهم «يسار» بموتهما؛ فمتى تنكشف أسباب رغبته في الانتقام؟ يجيب: «هي ألغاز ستتفكك تباعاً، ليظهر المخفي في الحلقة الأخيرة. لا يزال ثمة كثير من الأحداث والمفاجآت، لنكتشف إنْ كان (نبال) جانياً أو ضحية».

وهل يفضّل النهاية السعيدة للعمل الدرامي؟ يردّ: «ليس بالضرورة أن تكون هكذا. الأمر يتعلق بسياق القصة وشخصياتها وما يناسبها. فلا تكون دائماً وردية؛ لأنّ الدراما تنبع أيضاً من واقعٍ فيه الحلو والمرّ. ولأنّ (ع أمل) واقعيّ، فيمكننا أن نستشف أحداثاً تشبه ما يحدُث في الحياة».

يختم خضّور بالحديث عن الانسجام الملحوظ بين الممثلين في المسلسل: «وُلد بيننا جميعاً تفاهُم وتناغُم كبيران، فشعرنا كأننا عائلة. تعلّمنا من بعضنا كثيراً، وكنا كرماء في تبادل الخبرات، مما رفع المستوى».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.