هل نجحت «المسلسلات الروائية» في سباق الدراما الرمضانية؟

«عتبات البهجة» و«إمبراطورية ميم» و«صيد العقارب» أبرزها

بوستر مسلسل «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)
بوستر مسلسل «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)
TT

هل نجحت «المسلسلات الروائية» في سباق الدراما الرمضانية؟

بوستر مسلسل «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)
بوستر مسلسل «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)

تخوض سباق الدراما الرمضانية الجاري مسلسلات مقتبسة من أعمال روائية أبرزها «عتبات البهجة» و«إمبراطورية ميم» و«صيد العقارب» و«جودر»، فهل نجحت في تقديم دراما مختلفة وتصدرت هذا السباق، أم تراجعت لأسباب متباينة ذكرها نقاد؟

يعتمد مسلسل «عتبات البهجة» على رواية بالاسم نفسه للروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، كما استند الكاتب محمد سليمان عبد المالك على النص الأصلي لقصة «إمبراطورية ميم» لإحسان عبد القدوس، ومسلسل «جودر» مقتبس من العمل الكلاسيكي العربي «ألف ليلة وليلة»، في حين اعتمد الكاتب باهر دويدار على رواية «الأب الروحي» للروائي الأميركي «ماريو بوزو» في كتابة حلقات مسلسل «صيد العقارب».

يشهد الموسم الحالي توسعاً في الاعتماد على الأعمال الأدبية بسبب غزارة الإنتاج الدرامي، وفق الناقد الفني المصري رامي المتولي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «جهات الإنتاج لجأت لنصوص السيناريو الأصلية خلال السنوات الأخيرة، غير أن التوسع في عملية الإنتاج يتطلب الاعتماد على أكثر من مصدر، فكانت الروايات مرتكزاً جيداً لبناء أعمال درامية تلعب على نص أدبي مضمون فنياً، ويحتاج فقط لمعالجة درامية تعطيه طابعاً خاصاً».

وعَدّ المتولي الأعمال الأربعة التي ارتكزت على نصوص روائية خلال شهر رمضان «مسلسلات استطاعت أن تستفيد من النص الروائي الذي بنيت على أساسه، ما عدا مسلسل (عتبات البهجة) الذي جاء ضعيفاً فنياً بشكل عام» بحسب وصفه، معتبراً أن «الزخم التاريخي والتجربة الثرية ليحيى الفخراني كانا السبب في اتجاه المشاهدين لمتابعة العمل فقط خلال أولى حلقات عرضه».

وبينما يعزو المتولي التوسع في الاعتماد على الأعمال الأدبية إلى غزارة الإنتاج الدرامي خلال السنوات الأخيرة، ترفض الناقدة الفنية ماجدة خير الله هذا الرأي، معتبرة أن «النص الدرامي يفرض نفسه بغض النظر عن كونه مقتبساً من رواية أم مكتوباً مباشرة»، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن «غزارة الإنتاج الدرامي لا يجب أن تقوم على الكم من دون الكيف، ولا يوجد مبرر لذلك، وعلى سبيل المثال خسر الفخراني سباق رمضان بسبب مسلسل (عتبات البهجة) الذي جاء السيناريو الخاص به بعيداً تماماً عن مستوى الرواية».

بوستر مسلسل «عتبات البهجة» (الشركة المنتجة)

وهو رأي يدعمه الناقد الفني أحمد سعد الدين، معتبراً أن «مسلسل (إمبراطورية ميم) نجح، في حين فشل مسلسل (عتبات البهجة)»، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هذين النموذجين أكبر دليل على أن نجاح العمل من عدمه يعتمد على كيفية التناول الدرامي للقصة، سواء كانت نصاً أصلياً أم عملاً مأخوذاً عن رواية».

وفي حين اعتمد مسلسل «جودر» على قصص «ألف ليلة وليلة»، يرى المتولي أن «العمل جاء موفقاً للغاية، وسينافس على أهم أعمال رمضان بنهاية عرضه»، معتبراً أنه «مهد الطريق لتشجيع جهات الإنتاج لاستلهام نصوص كلاسيكية أدبية لإنتاج أعمال بهذا الشكل الذي جاء مبهراً على مستوى السيناريو والصورة».

بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

وفيما عدت الناقدة ماجدة خير الله مسلسل «إمبراطورية ميم» «غير موفق» بسبب «اعتماد المؤلف على شخصيات من روايات أخرى لإحسان عبد القدوس بدلاً من الالتزام بشخصيات القصة الأصلية، أو ابتكار شخوص جديدة من جانبه»، معتبرة أن «هذا الأمر أضعف العمل، وكان الأفضل إما أن يكتفي المؤلف بعرض المسلسل في 15 حلقة فقط، أو إضافة شخصيات وأبطال جدد». بينما عَدّ سعد الدين العمل «نجح في جذب اهتمام المشاهد»، مؤكداً أن «المؤلف من حقه الاعتماد على شخصيات روائية خارج الرواية الأصلية، كما يكفيه استلهام روح الرواية فقط في السيناريو الذي يكتبه».

وبينما يقوم مسلسل «صيد العقارب» على رواية «الأب الروحي»، يرى سعد الدين أن العمل «استفاد من بنية روائية ثرية يمكن من خلالها توليد أحداث وصراعات ومواقف تنتج عملاً فنياً جيداً، وهو ما نجح فيه المسلسل».

وعَدّت خير الله أن «اعتماد العمل الدرامي على نص أدبي، أمر يمنحه انطلاقة جيدة ومضمونة لدى المشاهد، غير أن عدم وجود سيناريو محكم ومتماسك يعني انصراف المتابعين سريعاً»، ما أيّده سعد الدين، معتبراً أن «جهات الإنتاج تستطيع من خلال الاعتماد على رواية شهيرة أو رائجة تسويق العمل الفني بشكل أفضل، ولكن يجب أيضاً التركيز على المعالجة الدرامية بشكل جيد لضمان نجاح العمل».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير
TT

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

في إنجاز عالمي جديد، تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعد جائزة «MENA Effie Awards» من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير.

وقال آل الشيخ عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»: «هذه جائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل (MENA Effie Awards 2024)، في موسم الرياض بدعم القائد الملهم حفظه الله وكل الشكر والتقدير لأبناء وطني الغالي على دعمهم للوصول إلى هذه الجائزة العالمية... هم سر النجاح».

ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه واحداً من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه، وشهادة على نجاح السعودية في وضع بصمتها في المجالات الثقافية والترفيهية على الساحة الدولية.

وسبق لتركي آل الشيخ أن حقق المركز الأول في تصنيف «ESPN» العالمي، وذلك في إطار تأثيره اللافت في فنون الملاكمة وفنون القتال المختلطة ومصارعة المحترفين، بعدما جعل السعودية مكاناً يحتضن البطولات الرياضية الكبرى، ويستقطبها مثل مباريات المصارعة الحرة (WWE)، بشراكة طويلة الأمد تمتد 10 سنوات مع الاتحاد الدولي للمصارعة.

وجاء نيل آل الشيخ لجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل النسخة الـ15 من الجائزة الذي أُقيم ضمن فعاليات موسم الرياض 2024، وهي المرة الأولى التي يقام فيها الحفل في السعودية للجائزة التي تحتفي بالابتكار والتميز في قطاع التسويق والإعلان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشهد قطاع الترفيه في السعودية تحت قيادة آل الشيخ، إطلاق مبادرات رائدة، منها موسم الرياض الترفيهي الأكبر عالمياً، الذي استقطب ملايين الزوار من داخل السعودية وخارجها، وحقق أرقاماً قياسية في حجم الفعاليات والعوائد الاقتصادية. كما نجح في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والرياضية والثقافية العالمية، مما عزز من صورة السعودية بوصفها عاصمة للترفيه في المنطقة.

وبفضل الجهود التي قادها آل الشيخ في هيئة الترفيه، ساهمت الهيئة في تعزيز جودة الحياة في البلاد، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، من خلال خلق بيئة ترفيهية عالمية المستوى تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

ومنذ أن بدأت أعمال موسم الرياض 2024 الذي أطلقه تركي آل الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول)، شهد الموسم الترفيهي حضوراً لافتاً من الزوار من مختلف أنحاء العالم، إذ نجح في جذب نحو 6 ملايين زائر في أقل من شهر من انطلاقته، محققاً بذلك رقماً قياسياً يدلل على حجم إقبال الجمهور المحلي والدولي.

وشهد الموسم الترفيهي، تنظيم آلاف الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، والأنشطة الترفيهية المناسبة لجميع الفئات العمرية في الوقت الذي يضم الموسم 5 مناطق رئيسية، هي: بوليفارد وورلد، والمملكة أرينا، وبوليفارد سيتي، وThe Venue، وحديقة السويدي. وتقدم كل منطقة تجربة فريدة للزوار، في الوقت الذي حقق الموسم رقماً قياسياً في أسبوعه الأول، حيث بلغ عدد الزوار مليونين، مما يعكس الشغف الكبير بالموسم الذي ينتظره الجمهور سنوياً.

ويستمر موسم الرياض 2024 في تقديم المزيد من الفعاليات والأنشطة المميزة، مع توقعات بزيادة أعداد الزوار في الأسابيع المقبلة، مما يعزز مكانة الرياض بوصفها وجهة ترفيهية عالمية.