إلهام الفضالة: «بعد غيابك عني» سلط الضوء على تناقضات النفس البشرية

الفنانة الكويتية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الدراما الخليجية تنافس بقوة عربياً

شهاب جوهر وإلهام الفضالة وتركي اليوسف في كواليس مسلسل «بعد غيابك عني» (الشركة المنتجة)
شهاب جوهر وإلهام الفضالة وتركي اليوسف في كواليس مسلسل «بعد غيابك عني» (الشركة المنتجة)
TT

إلهام الفضالة: «بعد غيابك عني» سلط الضوء على تناقضات النفس البشرية

شهاب جوهر وإلهام الفضالة وتركي اليوسف في كواليس مسلسل «بعد غيابك عني» (الشركة المنتجة)
شهاب جوهر وإلهام الفضالة وتركي اليوسف في كواليس مسلسل «بعد غيابك عني» (الشركة المنتجة)

قالت الفنانة الكويتية إلهام الفضالة، إن شخصية «شاهة» التي تجسدها في المسلسل الخليجي «بعد غيابك عني» أرهقتها كثيراً؛ بسبب طبيعة الشخصية المريضة باضطراب ثنائي القطب، وكان يعرف باسم الاكتئاب الهوسي، لافتة إلى أن المسلسل يسلط الضوء على تناقضات النفس البشرية. ووصفت إلهام في حديثها لـ«الشرق الأوسط» المسلسل الذي يُعرض في الموسم الرمضاني الحالي، بأنه «دراما خليجية جديدة مختلفة تماماً عن التي كانت تقدم من قبل»، وأضافت: «أستطيع القول إن الدراما الخليجية الآن أصبحت قادرة على المنافسة العربية بقوة».

الفنانة الكويتية إلهام الفضالة تؤكد منافسة الدراما الخليجية عربياً بقوة (الشركة المنتجة)

وعن سبب قبولها تقديم المسلسل، قالت: «أبرز ما يميز (بعد غيابك عني) هو تناوله تناقضات النفس البشرية باستفاضة، والعلاقات الاجتماعية التي قد تتسبب في انهيار حياتنا، من خلال الزواج والطلاق، فأنا في المسلسل أتزوج ابن عمي (عبد الله) بالإكراه وأنجب منه طفلتي ياسمين ومعها تبدأ المشكلات والأزمات، كما أنني وافقت على المسلسل لكونها المرة الأولى التي أقف فيها أمام الفنان السعودي الكبير تركي اليوسف».

وفيما يتعلق بشعورها حين قرات النص الذي كتبته علياء الكاظمي تقول: «استفزني للغاية، وعشقت شخصية شاهة» وتحدثت إلهام الفضالة عن إرهاقها الشديد خلال تأدية الدور، موضحة: «(شاهة) تعاني من مرض نفسي وهو ثنائي القطب، الذي يفصل الإنسان عن الحياة لفترة ما، ثم يعود مرة أخرى لطبيعته، ولذلك كان أمراً مرهقاً للغاية، لم أعانيه من قبل في أعمالي السابقة، ولكنه استفزني حينما قرأته، وصممت على تقديمه».

ونفت الفنانة الكويتية استعانتها بطبيب نفسي لأداء الدور مضيفة: «قررت أن أعيش الدور بنفسي، وكنت أقرأ النص، وخبرتي التمثيلية توجهني لتأدية المشاهد، وأعتقد أن ما فعلته حقق صدى واسعاً لدى الجمهور مع عرض المسلسل» كما أشادت بطلة «بعد غيابك عني»، بأداء زوجها الفنان والمنتج شهاب جوهر في تأدية دور «شعلان» في المسلسل، قائلة: «شهاب قدم دور شعلان بصورة رائعة، فقد كان متحمساً للدور، وهو من أنجح الشخصيات التي تركت بصمة لدى الجمهور، حيث أثبت شهاب موهبته النادرة في تقديم دور الشر بإتقان».

إلهام الفضالة مع زوجها شهاب جوهر (الشركة المنتجة)

وحول تفضيلها مشاركة زوجها في أعمالها الفنية، تقول إن «شهاب يختار الدور الذي يراه لائقاً عليه، فهو مثلاً رفض المشاركة في المسلسل السابق «خواتي غناتي»، حتى أنه كان يحبذ عدم المشاركة في مسلسل «بعد غيابك عني» بسبب قسوة الدور وابتعاده عن شخصيته الحقيقية». وأكدت النجمة الكويتية أنها تفضل التراجيديا على الكوميديا في بعض الأحيان وتابعت: «التراجيديا تقدم مستويات مختلفة من موهبة الفنان، وتفجر طاقته الإبداعية، ولكني لا أنكر أن الكوميديا أيضاً قدمتني بشكل مغاير، وأحبني الجمهور أثناء تقديمها».

وفيما يخص منافستها مع الأعمال الخليجية والعربية الأخرى في السباق الدرامي الرمضاني، قالت: «اعتدت كل عام على هذه المنافسة، ولكن بالنسبة لي أنا أرى أنني أنافس نفسي فقط، حيث أعمل على تطوير أدائي من عمل لآخر، وأسعى لتقديم أعمال هادفة، ولا أنكر أن الموسم الدرامي الرمضاني الحالي قوي، ويتضمن عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية العربية والخليجية الهامة».

إلهام الفضالة مع نساء مسلسل «بعد غيابك عني» (الشركة المنتجة)

وعن طرحها مؤخراً أولى أغنياتها «أنت الأول»، التي أهدتها للأمهات في عيد الأم، قالت: «لم أحترف الغناء، ولكنني فنانة أؤدي الغناء والاستعراضات أحياناً في أعمالي الدرامية، وأحببت أن أقدم أغنية في تلك المناسبة السعيدة لي كأم، وأيضاً للأمهات كافة، والحمد لله أن الأغنية لقيت استحسان الجمهور». تجدر الإشارة إلى أن مسلسل بعد غيابك عني من تأليف علياء الكاظمي، وإخراج سائد الهواري، وإنتاج شركة دريم بيكتشرز، ويشارك في بطولة العمل إلى جانب إلهام الفضالة نخبة من النجوم بينهم تركي اليوسف، وشهاب جوهر، ومرام البلوشي، وشهد سلمان، وعبد الله عبد الرضا.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.