وفاة مدوّنة طعام شهيرة عاشت دون معدة لسنوات... ما سبب حالتها؟

ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
TT

وفاة مدوّنة طعام شهيرة عاشت دون معدة لسنوات... ما سبب حالتها؟

ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)

تُوفيت مدوّنة طعام هندية شهيرة قامت بتسجيل تجاربها مع الطعام بعد استئصال معدتها جراحياً بسبب ورم، عن عمر يناهز الخمسين، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

أُكد خبر وفاة ناتاشا ديدي، المعروفة أيضاً باسم «The Gutless Foodie»، على منصة «إنستغرام»، زوجها بينجت جوهانسون؛ إذ تُوفيت في الصباح الباكر من يوم 24 مارس (آذار) في مدينة بيون الغربية.

وقال المنشور: «إعلان مفجع... لقد اضطررت بألم وحزن شديدين إلى الإعلان عن وفاة زوجتي ناتاشا ديدي، المعروفة أيضاً باسم (The Gutless Foodie) المحزنة والمفجعة. لقد فقدناها في الصباح الباكر من يوم 24 مارس 2024 في بيون بالهند».

وأضاف: «يظل حساب @thegutlessfoodie على (إنستغرام) حياً ومفتوحاً، لأنني أعلم أن منشوراتها وقصصها تلهم كثيراً من الأشخاص، والعديد من متابعيها كثيراً ما يعودون للحصول على وصفاتها، ويستمر المحتوى المنشور في العمل مصدر إلهام لكثيرين».

لا يزال سبب وفاة السيدة غير معروف، لكنها تحدثت عن الحالات الطبية المزمنة التي عاشت معها، بما في ذلك الإسهال والغثيان والدوار بعد تناول الطعام، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة الإغراق.

في حالة متلازمة الإغراق، بدلًا من تنظيم حركة الطعام ببطء من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، تحصل العملية بسرعة كبيرة جدًا.

واضطرت مدوّنة الطعام إلى إزالة معدتها جراحيًا عن طريق الاستئصال، وإعادة توجيه جهازها الهضمي لتجاوز المعدة، بسبب إصابتها بورم في عام 2018. بعد عملية استئصال المعدة، كان على ديدي الالتزام بإرشادات النظام الغذائي الصارمة، وتناول وجبات صغيرة ولكن متكررة، وإدارة السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي تتناولها لضمان تناول وجبة متوازنة.

وقد قدّم العديد من متابعيها تعازيهم على هذا المنشور، حيث علق المستخدم @thefoodusi قائلاً: «في هذا العالم الذي يشارك فيه الكثير من الأشخاص وصفاتهم وقصصهم، كان لدى ناتاشا شيء فريد جدا مما جعلها تبرز وتختلف عن الآخرين. طاقتها المرحة والمفعمة بالحيوية على الرغم من خوضها رحلة مضطربة في حياتها تشكل مثالاً يحتذى به».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي قد يقلل من خطر الإصابة بـ«كورونا»... تعرّف عليه

صحتك الدراسات وجدت ارتباطاً «مهماً» بين النظام الغذائي المتوسطي وانخفاض خطر الإصابة بفيروس «كورونا» (رويترز)

نظام غذائي قد يقلل من خطر الإصابة بـ«كورونا»... تعرّف عليه

لطالما أشاد بعض الخبراء بالنظام الغذائي الصحي باعتباره أحد العوامل المهمة المحتملة التي تؤثر على خطر الإصابة بـ«كوفيد - 19» أو مدى سوء العوارض لدى المرضى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
مذاقات الشيف باسكاريلا وخلفه فرن البيتزا الإيطالي التقليدي (الشرق الأوسط)

«نابولي أون ذا رود» قطعة من إيطاليا في قلب لندن

مما لا شك فيه أن الألقاب والجوائز تلعب دوراً مهماً في شهرة أي مطعم، لكن تبقى التجربة خير برهان.عندما تفتش عن أفضل بيتزا في لندن يأتي مطعم «نابولي أون ذا رود».

جوسلين إيليا (لندن)
الرياضة وزير الدفاع المجري كريستوف سزالاي بوبروفنيتشكي يزور الرياضيين المجريين بالقرية الأولمبية في باريس (رويترز)

وسط التركيز على الخيارات النباتية... الرياضيون الأولمبيون يشتكون نقص اللحوم

اشتكى الرياضيون في أولمبياد باريس من أن الكمية الكبيرة من الطعام النباتي المقدمة في القرية الأولمبية تركتهم من دون ما يكفي من اللحوم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك الدراسة وجدت أن استبدال اللحوم الحمراء المصنعة وتناول أطعمة أكثر صحة يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف (رويترز)

دراسة: تناول اللحوم الحمراء المصنعة قد يصيبك بالخرف

يبرز تناول اللحوم الحمراء المصنعة كعامل خطر كبير للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة كبيرة تتبعت أكثر من 100 ألف شخص على مدى أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
مذاقات البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات.

إيمان مبروك (القاهرة)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
TT

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

القبلات المتطايرة التي تدفّقت من هاني شاكر إلى أحبّته طوال حفل وداع الصيف في لبنان، كانت من القلب. يعلم أنه مُقدَّر ومُنتَظر، والآتون من أجله يفضّلونه جداً على أمزجة الغناء الأخرى. وهو من قلّة تُطالَب بأغنيات الألم، في حين يتجنَّب فنانون الإفراط في مغنى الأوجاع لضمان تفاعل الجمهور. كان لافتاً أن تُفجّر أغنية «لو بتحبّ حقيقي صحيح»، مثلاً، وهو يختمها بـ«وأنا بنهار»، مزاج صالة «الأطلال بلازا» الممتلئة بقلوب تخفق له. رقص الحاضرون على الجراح. بارعٌ هاني شاكر في إشعالها بعد ظنّ أنها انطفأت.

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

تغلَّب على عطل في هندسة الصوت، وقدَّم ما يُدهش. كان أقوى مما قد يَحدُث ويصيب بالتشتُّت. قبض على مزاج الناس باحتراف الكبار، وأنساهم خللاً طرأ رغم حُسن تنظيم شركة «عكنان» وجهود المتعهّد خضر عكنان لمستوى يليق. سيطر تماماً، بصوت لا يزال متّقداً رغم الزمن، وأرشيف من الذهب الخالص.

أُدخل قالب حلوى للاحتفاء بأغنيته الجديدة «يا ويل حالي» باللهجة اللبنانية في بيروت التي تُبادله الحبّ. قبل لقائه بالآتين من أجله، كرَّرت شاشة كبيرة بثَّها بفيديو كليبها المُصوَّر. أعادتها حتى حُفظت. وحين افتتح بها أمسيته، بدت مألوفة ولطيفة. ضجَّ صيف لبنان بحفلاته، وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات، فكان الغناء بلهجته وفاءً لجمهور وفيّ.

بقيادة المايسترو بسام بدّور، عزفت الفرقة ألحان العذاب. «معقول نتقابل تاني» و«نسيانك صعب أكيد»، وروائع لا يلفحها غبار. الأغنية تطول ليتحقّق جَرْف الذكريات. وكلما امتّدت دقائقها، نكشت في الماضي. يوم كان هاني شاكر فنان الآهات المستترة والمعلنة، وأنّات الداخل وكثافة طبقاته، وعبق الورد رغم الجفاف والتخلّي عن البتلات. حين غنّى «بعد ما دابت أحلامي... بعد ما شابت أيامي... ألقاقي هنا قدامي»، طرق الأبواب الموصودة؛ تلك التي يخالها المرء صدأت حين ضاعت مفاتيحها، وهشَّم الهواء البارد خشبها وحديدها. يطرقها بأغنيات لا يهمّ إن مرَّ عُمر ولم تُسمَع. يكفيها أنها لا تُنسى، بل تحضُر مثل العصف، فيهبّ مُحدِثاً فوضى داخلية، ومُخربطاً مشاعر كوَقْع الأطفال على ما تظنّه الأمهات قد ترتَّب واتّخذ شكله المناسب.

هاني شاكر مُنتَظر والآتون من أجله يفضّلونه جداً (الشرق الأوسط)

تتطاير القبلات من فنان يحترم ناسه، ويستعدّ جيداً من أجلهم. لا تغادره الابتسامة، فيشعر مَن يُشاهده بأنه قريب ودافئ. فنانُ الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى، وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى، وللندبة فتتوارى قليلاً. ولا بأس إن اتّسم الغناء بالأحزان، فهي وعي إنساني، وسموّ روحي، ومسار نحو تقدير البهجات. ابتسامة هاني شاكر المتألِّمة دواخلَه، إصرار وعناد.

تراءى الفنان المصري تجسيداً للذاكرة لو كان لها شكل. هكذا هي؛ تضحك وتبكي، تُستعاد فجأة على هيئة جَرْف، ثم تهمد مثل ورقة شجر لا تملك الفرار من مصيرها الأخير على عتبة الخريف الآتي. «بحبك يا هاني»، تكرَّرت صرخات نسائية، وردَّ بالحبّ. يُذكِّر جمهوره بغلبة السيدات المفتتنات بأغنياته، وبما تُحرِّك بهنّ، بجمهور كاظم الساهر. للاثنين سطوة نسائية تملك جرأة الصراخ من أجلهما، والبوح بالمشاعر أمام الحشد الحاضر.

نوَّع، فغنّى الوجه المشرق للعلاقات: «بحبك يا غالي»، و«حنعيش»، و«كدة برضو يا قمر». شيءٌ من التلصُّص إلى الوجوه، أكّد لصاحبة السطور الحبَّ الكبير للرجل. الجميع مأخوذ، يغنّي كأنه طير أُفلت من قفصه. ربما هو قفص الماضي حين ننظر إليه، فيتراءى رماداً. لكنّ الرماد وجعٌ أيضاً لأنه مصير الجمر. وهاني شاكر يغنّي لجمرنا وبقاياه، «يا ريتك معايا»، و«أصاحب مين»؛ ففي الأولى «نلفّ الدنيا دي يا عين ومعانا الهوى»، وفي الثانية «عيونك هم أصحابي وعمري وكل أحبابي»، لتبقى «مشتريكي ما تبعيش» بديع ما يُطرب.

ضجَّ صيف لبنان بحفلاته وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات (الشرق الأوسط)

استعار من فيروز «بحبك يا لبنان» وغنّاها. بعضٌ يُساير، لكنّ هاني شاكر صادق. ليس شاقاً كشفُ الصدق، فعكسُه فظٌّ وساطع. ردَّد موال «لبنان أرض المحبّة»، وأكمله بـ«كيف ما كنت بحبك». وكان لا مفرّ من الاستجابة لنداء تكرَّر. طالبوه مراراً بـ«علِّي الضحكاية»، لكنه اختارها للختام. توَّج بها باقة الأحزان، كإعلان هزيمة الزعل بالضحكاية العالية.