هل خطفت المسلسلات القصيرة الأضواء في النصف الأول من رمضان؟

الأعمال الكوميدية حظيت بتفاعل لافت... و«الاجتماعية» تطرقت إلى قضايا جديدة

إياد نصار في مشهد من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)
إياد نصار في مشهد من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)
TT

هل خطفت المسلسلات القصيرة الأضواء في النصف الأول من رمضان؟

إياد نصار في مشهد من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)
إياد نصار في مشهد من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)

مع صعود نجم المسلسلات القصيرة خلال الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، الذي شهد عرض 10 مسلسلات مكونة من 15 حلقة، ظهرت تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الأعمال خطفت الأضواء من الأعمال الدرامية الطويلة؟ خصوصاً بعد انتهاء تلك الأعمال مع انقضاء النصف الأول من رمضان.

من بين الأعمال التي عرضت في 15 حلقة خلال النصف الأول من رمضان، جاء بعضها في إطار كوميدي مثل «أشغال شقة» من بطولة هشام ماجد، و«بابا جه» بطولة أكرم حسني، فيما حمل بعضها الطابع التراجيدي مثل «صلة رحم» لإياد نصار، و«أعلى نسبة مشاهدة» بطولة سلمى أبو ضيف وليلى زاهر.

بوستر «نعمة الأفوكاتو» (الشركة المنتجة)

كما عرضت أعمال أخرى اتسمت بالإثارة والإيقاع السريع مثل «لحظة غضب» بطولة صبا مبارك، و«مسار إجباري» بطولة عصام عمر وأحمد داش، و«نعمة الأفوكاتو» من بطولة مي عمر، و«سر إلهي» بطولة روجينا، و«كامل العدد +1» لشريف سلامة ودينا الشربيني، و«عتبات البهجة» بطولة يحيى الفخراني.

أشادت أستاذة النقد بأكاديمية الفنون، الدكتورة سامية حبيب، بالمسلسلات القصيرة التي جاءت في 15 حلقة، قائلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «التكثيف الدرامي الذي اتسمت به المسلسلات القصيرة أخرجنا من المط والتطويل اللذين اعتدناهما في مسلسلات رمضان ذات الـ30 حلقة، مما جعل الأعمال القصيرة تخطف الأضواء من الأعمال الطويلة خلال النصف الأول من شهر رمضان»، وأوضحت أن «هذا الموسم شهد أعمالاً متميزةً على مستوى الفكرة والصورة».

سلمى أبو ضيف وليلى زاهر في «أعلى نسبة مشاهدة» (الشركة المنتجة)

وتوقفت حبيب عند مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، قائلة «إنه عمل متميز للغاية، جديد في فكرته، بارع في اختيار أبطاله، موفق في الجو العام الذي اختارته المخرجة للأحياء الشعبية البسيطة»، وترى أن المسلسل يعيد اكتشاف ليلى زاهر وسلمى أبو ضيف ويؤكد موهبة كاتبته سمر طاهر ومخرجته ياسمين أحمد كامل. ورغم نهايته الحزينة بسجن بطلته (شيماء)، فإن حبيب ترى أنها نهاية متوافقة مع الأحداث.

وحظيت المسلسلات الكوميدية بتفاعل لافت، كما في مسلسل «أشغال شقة»، الذي عدته الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط»، «نموذجاً للعمل الكوميدي الناجح»، وكذلك مسلسل «بابا جه» الذي افتتح بطله في نهاية أحداثه «مطعم كشري» يحمل عنوان المسلسل.

هشام ماجد وأسماء جلال ومصطفى غريب في كواليس مسلسل «أشغال شقة» (الشركة المنتجة)

وحسب الناقد الفني المصري خالد محمود، فإن «العملين استطاعا أن ينتزعا البسمة من الجمهور وسط مسلسلات الغدر والانتقام»، وأضاف محمود لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسلات القصيرة تطرقت لقضايا مهمة، كما أن سرعة إيقاعها جعلها تنافس بقوة، وتنجح في خطف الأضواء خلال النصف الأول من رمضان».

بينما وصفهما أستاذ الدراما بمعهد الفنون المسرحية الدكتور حاتم حافظ بأنهما «من الأعمال الكوميدية اللطيفة»، لافتاً إلى ظهور عدد كبير من الوجوه الجديدة الواعدة من الأطفال والممثلين الشباب، وقال حافظ لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلسلات القصيرة التي عُرضت خلال النصف الأول من رمضان تمتعت بزخم درامي حتى إن حلقات بعضها الأخيرة تجاوزت الساعة في عرضها»، منوهاً بأن «الأعمال القصيرة لاقت اهتماماً متزايداً من الجمهور».

لقطة من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)

ويرى حافظ أن «(صلة رحم) أفضل مسلسل عُرض خلال النصف الأول من رمضان»، مؤكداً أنه «الوحيد المتماسك درامياً وفنياً ونهايته جاءت منطقية».

فيما أكدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي أن «العمل أثار جدلاً واسعاً بطرحه قضية شائكة هي تأجير الأرحام»، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «إدانة البطل جاءت لتحقق له التطهر»، وأشادت بتماسك الأحداث وتشابكها ونجاح المخرج في طرحها بإيقاع مناسب، وفق قولها.

ووفق نقاد، فإن المسلسلات القصيرة هذا العام نجحت كذلك في تقديم مواهب جديدة إلى ساحة البطولة، كما كشفت عن كتاب ومخرجين واعدين، محققة رواجاً درامياً على الشاشات.

عصام عمر وأحمد داش في لقطة من مسلسل «مسار إجباري» (الشركة المنتجة)

وأشاد حافظ بـ«تميز مسلسل (مسار إجباري) وممثليه الشابين الواعدين عصام عمر وأحمد داش»، عاداً أن مخرجته «نادين خان أوجدت حالة رائعة في المسلسل»، وفق قوله.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».