دواء جديد يظهر نتائج واعدة في علاج البلهارسيا

عدوى البلهارسيا قد تنتقل عند التعرض للمياه الملوثة (رويترز)
عدوى البلهارسيا قد تنتقل عند التعرض للمياه الملوثة (رويترز)
TT

دواء جديد يظهر نتائج واعدة في علاج البلهارسيا

عدوى البلهارسيا قد تنتقل عند التعرض للمياه الملوثة (رويترز)
عدوى البلهارسيا قد تنتقل عند التعرض للمياه الملوثة (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن تطوير مركب دوائي أظهر نتائج واعدة في علاج داء البلهارسيات البشري أو مرض البلهارسيا.

وأوضح الباحثون أن داء البلهارسيات هو مرض استوائي تسبّبه ديدان طفيلية، ولم يخضع للدراسة بالشكل الكافي. وعدّت الدراسة التي عُرضت نتائجها، الاثنين، أمام الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في ولاية تكساس الأميركية، البلهارسيا مرضاً مسؤولاً عن وفاة ما يقرب من 12 ألف شخص على مستوى العالم سنوياً، ووُثّق انتشاره في 78 دولة حول العالم.

ويُصاب الأشخاص بالعدوى أثناء ممارستهم الأنشطة الزراعية والمنزلية والمهنية والترفيهية الروتينية التي يتعرضون فيها للمياه الملوثة.

وعلى الرغم من أن انتقال داء البلهارسيات يحدث في الغالب بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، فإنّ التغيرات المناخية يمكن أن تؤدي لانتقاله إلى مناطق جديدة مثل جنوب أوروبا.

ولا يوجد حالياً لقاح متاح لهذا المرض الذي يأتي مع أعراض سريرية حادة بينها آلام البطن والإسهال، وخروج الدم مع البراز.

ويُستخدم عقار «البرازيكوانتيل» في علاج البلهارسيا، ومع ذلك، فإن الطفرات المقاومة تقلّل من فاعليته، كما أن الدواء لا يقتل الطفيليات في مرحلة اليرقات.

وأوضحت الدراسة أن كل زوج من ديدان البلهارسيا ينتج نحو 300 - 500 بيضة يومياً، وإنتاج البيض هو المسؤول عن الأعراض الشديدة للبلهارسيا.

واختبر الباحثون 350 مركباً دوائياً، ووجدوا أن 5 منها فعّالة في استهداف البلهارسيا، مع سلالة مقاومة لـ«البرازيكوانتيل»، ومن بين المركبات الفعّالة، أظهرت التجارب أن المركب المسمى «CIDD-0149830» قتل اليرقات في الخلايا المستنبتة بالمختبر، وفي الفئران المصابة بالبلهارسيا.

وفي مجموعات الفئران، انخفض عدد يرقات الديدان بنسبة 71.7 في المائة باستخدام المركب الجديد، مقارنة بـ21.1 في المائة باستخدام «البرازيكوانتيل».

البلهارسيا قد تنتقل خلال الأنشطة المهنية المختلفة (رويترز)

وقلل المركّب الجديد إنتاج بيض ديدان البلهارسيا بشكل فعّال، مقللاً الأعراض السريرية للمرض. وطوّر بوصفه جزءاً من جهود الفريق لتصميم وتوليف مشتقات جديدة من عقار «أوكسامنيكين»، الذي كان يُستخدم سابقاً لعلاج الطفيليات، ولكنه فقد فاعليته بسبب مقاومة الأدوية وفاعليته المحدودة.

ومن جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة تكساس الأميركية، الدكتورة سيفان علوان: «يمكن إعادة تنشيط عدوى البلهارسيا عندما تتطور اليرقة إلى طفيليات بالغة، وتأتي مع أعراض أكثر خطورة ومعدلات انتقال أعلى للمرض».

وأضافت علوان عبر موقع الجامعة موضحة، أن «المركب الدوائي الذي طوّره الفريق يتغلّب على قيود (البرازيكوانتيل) لكونه فعالاً ضد مرحلة اليرقات والسّلالات المقاومة من البلهارسيا».

وعلى الرغم من النتائج الواعدة، فإن الباحثين يحذّرون من ضرورة تحديد الجرعات البشرية، وإجراء دراسات السّلامة والسمية قبل استخدام العلاج على نطاق واسع.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.