«ليالي المقامات الروحية» تنثر البهجة في القاهرة

تتضمن أناشيد ورقصات المولوية احتفالاً برمضان

«ليالي المقامات الروحية» تنثر البهجة في القاهرة
TT

«ليالي المقامات الروحية» تنثر البهجة في القاهرة

«ليالي المقامات الروحية» تنثر البهجة في القاهرة

في أجواء رمضانية مبهجة بالقاهرة، يمتزج فيها الإنشاد الديني مع الموسيقى والغناء الشعبي والرقص الصوفي المولوي؛ في خلطة روحية تقدمها 8 فرق ضمن مهرجان «ليالي المقامات الروحية»، الذي أسسه الفنان الدكتور انتصار عبد الفتاح ويكمل في رمضان الحالي نسخته العاشرة وسط إقبال جماهيري كثيف.

والفعاليات التي بدأت يوم 18 مارس (آذار) الحالي، وتستضيف مجموعة من محبي الإنشاد الديني جاءت من ألمانيا لمتابعة الحفلات، ومناقشة إمكانية تقديمها في مهرجان يقام هناك خلال الصيف المقبل في عدد من المدن الألمانية.

وقال عبد الفتاح لـ«الشرق الأوسط» إنه يتمنى أن يستمر انعقاد ليالي المقامات الروحية 15 يوماً من رمضان، استجابة لرغبات جمهور بيت السناري الأثري، وقبة الغوري التي تستضيف أيضاً بعض الحفلات، لكن الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها تؤثر على طموحاتي وقدرتي على تلبية طلبات الجمهور.

ويؤكد: «قمنا باقتسام التمويل مع مكتبة الإسكندرية التي ساهمت في توفير أجور نصف الفرق المشاركة في المهرجان، فيما قمت أنا بتحمل ميزانية النصف الآخر، من أجل تقديم الليالي في رمضان الحالي».

وعلى مدى ثمانية ليالٍ تقدم العديد من الفرق المتخصصة في الإنشاد الديني بالقرب من رحاب مسجد السيدة زينب وفي ساحة بيت السناري الأثري مزيجاً روحياً من حكايات السيرة النبوية يرويها الفنان ربيع زين، مع قصائد دينية مغناة بأصوات منشدين يقدمهم عبد الفتاح.

وتشهد الليالي رقصات تعبيرية صوفية تصاحب الموسيقى والأناشيد لفرقة «رسالة سلام»، التي تتضمن مجموعة «سماع» و«التراتيل والألحان القبطية» و«أكابيلا» الكنائسية.

يوضح عبد الفتاح: «يقدم الرقصات عدد من أعضاء الفرقة المولوية ضمن رؤية فنية أراعي فيها المزج بين حركة الراقص وصوت المنشد وما يقول من قصائد، ولعل هذا ما ظهر واضحاً في الليلة الأولى في قصيدة (يا من عودونا الوفا أنتم حسبنا وكفا)، وقد ظهر فيها الراقص متطلعاً للسماء لا يرجو سواها».

ولا تتوقف فعاليات الليالي عند حدود الإنشاد الديني وحكايات السيرة، لكنها حسب الدكتورة سهام إسماعيل مديرة المهرجان تسعى لإرضاء أذواق الجميع من جمهور بيت السناري وقبة الغوري وغيرها من أماكن توجه لها المهرجان بحفلاته وفرقه.

وذكرت سهام إسماعيل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «مشاركة بارزة لفرقة الطبول النوبية والآلات الشعبية سوف يكون الجمهور في بيت السناري على موعد معها قبل نهاية المهرجان بليلة واحدة، أما ختام الفعاليات فسوف يكون يوم 25 من مارس الحالي بحفلة يجمع فيها المخرج انتصار عبد الفتاح، الفنان والمنشد السوري عدنان الساسة وفرقته (تواشيح) مع فرقة (سماع) للإنشاد الديني والرقص المولوي».

برامج الفرق وما تقدمه من فقرات، حسب سهام إسماعيل، يتجدد دائماً بأغنيات وأناشيد جديدة، لكن هذا يكون في حدود تسمح أيضاً بأن يقدموا ما يجذب الجمهور من فقرات اشتهروا بها وأحبها منهم، ففرقة «حور» تقدم مثلاً «المسك فاح» و«برضاك» و«النبي ذاك الإمام» فضلاً عن الأنشودة الجديدة «يا جمال النبي» والتي امتزجت بتصفيق إيقاعي جعل الكثيرين من الجمهور يتفاعلون معها.

وتستضيف الأوبرا المصرية برنامج «هل هلاك»، الذي يتضمن حفلات لفرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، وفقرات من السيرك القومي، وعروضاً فنية لفرقة «الحضرة»، وحفلاً للفنانة آية عبد الله، وآخر للفنان علي الألفي.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».