البرنامج السعودي «طويق»... يطلق الدهشة إلى أقصاها

محمد النحيت يحكي لـ«الشرق الأوسط» رحلته في توثيق ريادة المملكة بمجالات غير مسبوقة

محمد النحيت أثناء تقديم برنامجه «طويق» (الشرق الأوسط)
محمد النحيت أثناء تقديم برنامجه «طويق» (الشرق الأوسط)
TT

البرنامج السعودي «طويق»... يطلق الدهشة إلى أقصاها

محمد النحيت أثناء تقديم برنامجه «طويق» (الشرق الأوسط)
محمد النحيت أثناء تقديم برنامجه «طويق» (الشرق الأوسط)

ما هو الجينوم السعودي؟ وكيف تشكّل الأمن المائي؟ وإلى أين وصل أمن المحتوى والنشر في السعودية؟ أسئلة كثيرة يحاول برنامج «طويق» الإجابة عليها، وهو يُعرض يومياً في شهر رمضان على قناة السعودية، ويستوحي اسمه من مقولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حين قال «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلّا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض».

البرنامج الذي يصنع الدهشة على وجوه المشاهدين هو أشبه بمرآة حيّة للمتغيرات النهضوية التي تعيشها البلاد بشتى المجالات، ما بين الأمن السياحي وأوضاع الطفولة وترسيخ العادات والموروث والأمن العدلي ومواضيع أخرى متنوعة تطلّ على المشاهد كل يوم، في جهد وثائقي ينقله من مكان إلى آخر بسرعة كبيرة، انسجاماً مع ديناميكية التحوّلات التي تشهدها البلاد.

أكثر من 30 قطاعاً

يتحدث مقدم «طويق» الإعلامي محمد النحيت لـ«الشرق الأوسط» عن هذا البرنامج، مبيناً أنه يتناول الريادة السعودية في مختلف القطاعات، ويتناول «الهمة» بشكلها الأوسع، من حيث همة الشباب السعوديين، والجهات الحكومية والخاصة، وكذلك همة كل من يبادر في العمل على تحقيق مستهدفات رؤية 2030، مضيفاً: «في كل جزءٍ من برنامج طويق نحن نركّز على موضوع معين، ففي البداية ركزنا على الفرق بين السعودية ودول مجموعة الـ20، فنحن إمّا أن نكون من الأسرع نمواً أو من بين أفضل 5 دول في القطاع الذي نتناوله، وتحدثنا حينها عن أكثر من 30 قطاعاً». وأفاد بأن الجزء الثاني تناول البرنامج، كواليس الجودة والأمن والسلامة في قطاعات سعودية مختلفة، مضيفاً: «اليوم ومع سرعة النمو في المملكة، يوجد لدينا جودة عالية في عمل القطاعات، وكفاءات قوية جداً، وهو ما نحاول إظهاره من خلال هذا البرنامج».

محمد النحيت يتناول حلوى المقشوش في حلقة عن الموروث السعودي (الشرق الأوسط)

رحلة التصوير

يراهن النحيت على أن البرنامج قادر على جذب المشاهدين في اعتماده على التنوّع وأسلوب الطرح المختلف، ويضيف: «هو برنامج مرن، وقريب من الناس يضمّ الكثير من المشاهد وأماكن تصوير متعدّدة في كل حلقة، واستغرق تصويره مدة تجاوزت 7 أشهر، إلى جانب المعلومة الثرية التي يجدها المشاهد مع كل حلقة».

وأوضح أن تصوير العمل بدأ في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي 2023، وإلى الآن لم ينتهِ من تصوير بقية الحلقات، وهو ما يرجعه لكون كل حلقة تضمّ العديد من الأماكن، وسافر الفريق فيها إلى مدن كثيرة داخل السعودية، ويتابع: «صورنا عدداً ضخماً من اللقاءات، لأننا نؤمن بأن المُشاهد اليوم يحتاج إلى أن يُشبع عينه ويرى مادة شيقة ومنوّعة، ويشعر أن هناك جهداً كبيراً بُذل لأجله، وهو ما نحاول العمل عليه عبر البرنامج».

اختيار الحلقات

وبسؤاله عن طريقة اختيار مواضيع الحلقات، يجيب: «نعتمد في ذلك على القطاعات الأسرع والأكثر نمواً في المملكة، وكذلك إمكاناتنا في التصوير، فبعض القطاعات تتطلب جهداً أكبر، كما حرصنا على المواضيع التي تهمّ المجتمع وتلامسه لنصنع مادة جيدة». وعن أكثر حلقة استمتع النحيت بها، يشير إلى حلقة الطفولة، قائلًا: «كانت جميلة وتحمل جانباً خيرياً كبيراً».

برنامج طويق يُعرض يومياً قبيل إفطار رمضان على قناة السعودية (الشرق الأوسط)

البرامج السعودية

جدير بالذكر أن محمد النحيت بدأ مسيرته الإعلامية في الإذاعة عام 2013، حين انطلق ببرامج التواصل الاجتماعي، ويمتلك حالياً قاعدة جماهيرية كبيرة كونه من صنّاع المحتوى المؤثرين في البلاد. وفي عام 2015 اتجه إلى قناة «MBC» وتفرّغ للإعلام بشكل كامل، بعد أن كان موظفاً في القطاع المصرفي سابقاً، ليقدم برنامج «أكشن» الذي استمر لمدة عامين، ومن ثَمّ انتقل خارج البلاد في الفترة من 2018 إلى 2020.

وفي عام 2021 قدم النحيت برنامج «الناس للناس» في شهر رمضان، وبعده قدّم برنامج «من هنا» على «MBC»، كما قدم برنامج «أوقاف» في رمضان عام 2022 على القناة نفسها، واتجه بعد ذلك، لتقديم برنامج «طويق» في العام الماضي والعام الحالي، ويُعرض على قناة السعودية، وهنا يقول: «لدي العديد من التجارب التلفزيونية، ولدي شركة إنتاج هي (نبذة) التي تُنتج برنامج طويق، حيث لدينا هدف يتضمن رفع عدد البرامج الاجتماعية».

وبسؤاله عن رأيه في البرامج السعودية المقدمة هذا العام خلال شهر رمضان، يقول النحيت: «ارتفعت العام الحالي جودة البرامج السعودية، وزادت فيها اللمسة المحلية وتضاعفت القيمة كذلك»، مشيداً بعدد من البرامج، مثل «رباعيات» لياسر الحزيمي، و«قانون نيوتن الثالث» لعبد الله الحسين، و«مالك بالطويلة» لمالك الروقي، و«مخيال» لعبد الله البندر.


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.