ما مصير مسلسلات رمضانية بعد حريق «ستوديو الأهرام» بمصر؟

التهمَ ديكور الحارة الشعبية الخاص بـ«المعلم»

الحريق التهم ديكور الحارة الشعبية لمسلسل «المعلم» (رئاسة مجلس الوزراء)
الحريق التهم ديكور الحارة الشعبية لمسلسل «المعلم» (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

ما مصير مسلسلات رمضانية بعد حريق «ستوديو الأهرام» بمصر؟

الحريق التهم ديكور الحارة الشعبية لمسلسل «المعلم» (رئاسة مجلس الوزراء)
الحريق التهم ديكور الحارة الشعبية لمسلسل «المعلم» (رئاسة مجلس الوزراء)

تسبب الحريق الكبير الذي نشب في «ستوديو الأهرام» بمصر، في إرباك صنّاع بعض الأعمال الدرامية الرمضانية، الذين يستكملون أعمالهم في الاستوديو، الذي يعدّ أحد أشهر الاستوديوهات المصرية وأقدمها، ويرجع تاريخ تأسيسه لعام 1944، ويضمّ بلاتوهات عدة.

والتهم الحريق، الذي اندلع مساء الجمعة واستمر حتى الساعات الأولى من صباح السبت، ديكور الحارة الشعبية المخصص لتصوير مسلسل «المعلم» للفنان مصطفى شعبان، وهو الديكور الرئيسي للأحداث في المسلسل الذي انطلق عرضه مع بداية شهر رمضان.

وفي أحد بلاتوهات الاستوديو يُصوّر مسلسل «الكبير أوي 8» من بطولة أحمد مكي، وهو المسلسل الذي تعرّض أحد مواقع تصويره في منطقة المنصورية غرب القاهرة، لحريق كبير قبل بداية شهر رمضان بوقت قصير، لكن البلاتوه الخاص بالمسلسل في «ستوديو الأهرام» لم تمتد إليه النيران، وفق تصريحات منسوبة لبعض أبطال العمل.

لقطة من مسلسل «المعلم» (رئاسة مجلس الوزراء)

ولم تصل النيران إلى بلاتوهات التصوير الأخرى الموجودة في الاستوديو، التي يستخدمها عادة صنّاع الأعمال الدرامية لإنجاز بعض المشاهد الداخلية.

وأكدت وزيرة الثقافة المصرية، الدكتورة نيفين الكيلاني، أن ديكورات «الحارة» التي شبّت بها النيران، كانت منشأة في أرض تبعد عن البلاتوهات والاستوديوهات والمباني الرئيسية والتاريخية لاستوديو الأهرام. وأشارت خلال تفقّدها موقع الحريق، (السبت)، إلى أن «بلاتوهات الاستوديو لم تُصب بأذى»، وفق بيان للوزارة.

وقال مرقس عادل مخرج مسلسل «المعلم» في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الأولوية بالنسبة لهم في الوقت الحالي، معالجة الموقف بالنسبة للسكان الذين تضرّرت منازلهم في محيط الاستوديو، مشيراً إلى أنهم سيجتمعون بصفتهم صنّاعاً للعمل خلال الساعات المقبلة؛ لبحث طريقة التعامل مع المشاهد المتبقية.

ويشكّل الديكور المحترق للحارة الشعبية، الذي يضمّ السوق في مسلسل «المعلم»، نحو 75 في المائة من أحداث المسلسل التي تدور في شادر للسمك.

وكان صنّاع المسلسل قد انتهوا من تصوير المشاهد الخارجية له بشكل كامل قبل بداية رمضان، على أن يستمر التصوير داخل ديكور الحارة حتى النصف الثاني من الشهر الفضيل، وفق الجدول المحدد سلفاً.

ولم يُصب أيّ من العاملين في المسلسل خلال الحريق، فقد اشتعلت النيران مساء الجمعة، بعد وقت قصير من انتهاء يوم تصوير استمرّ لأكثر من 9 ساعات، بمشاركة مجموعة من الفنانين منهم مصطفى شعبان وطارق النهري.

آثار حريق «ستوديو الأهرام» (رئاسة مجلس الوزراء)

وقالت الفنانة سلوى عثمان، التي تشارك في بطولة «المعلم»: «يتبقى لفريق المسلسل نحو 15 يوماً من التصوير بشكل كامل داخل الديكور المحترق، وهي أيام خاصة بالمشاهد الموجودة في الحلقات الأخيرة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «المَشاهد المتبقية داخل السوق مهمة درامياً ومرتبطة بنهاية العمل».

وأضافت أنها «لا تعلم حتى الآن كيفية التعامل مع هذا الموقف الصّعب، خصوصاً أن المشاهد مرتبطة بالسوق بشكل مباشر، ومن الصعب تنفيذها خارجها»، ورجّحت إعادة بناء أجزاء من السوق؛ لاستئناف التصوير في موقع آخر قريباً.

الناقد الفني طارق الشناوي وصف الحريق بـ«الكارثة». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «مثل هذه المواقع لا بد أن تكون لها حماية مدنية وإجراءات لمنع أو لتخفيف هذا النوع من الحوادث»، وتساءل عن كفاءة إجراءات الحماية وإطفاء الحريق الموجودة في «ستوديو الأهرام».

ولفت الشناوي إلى أن «(ستوديو الأهرام)، هو ثاني ستوديو سينمائي بعد (ستوديو مصر)، وارتبط بمئات الأعمال الفنية المصرية، كما ارتبط بوجدان كل من درس بمعهد السينما الواقع في منطقة قريبة منه». وقال: «(ستوديو الأهرام) حالة سينمائية». وعدّ حساب آخر باسم «مستر إكس» ما حدث «إهمالاً كبيراً».

ويرجع تاريخ تأسيس «ستوديو الأهرام» إلى عام 1944، حيث أنشئ على يد اليونانيين أفابخلوس أفراموسيس وباريس بلفيس، على مساحة 27 ألف متر مربع، ويضم 3 بلاتوهات وقاعة عرض وقاعة مونتاج. وشهد تصوير عدد كبير من الأفلام والمسلسلات المصرية. وتساءل حساب باسم «ياسر فرج» عن «سبب عدم عمل أجهزة الحماية المدنية». وعدّ الحريق «خسارة فنية عظيمة لن تمحوها إعادة بنائه».


مقالات ذات صلة

مخاوف من مسلسل تايواني يحاكي الغزو الصيني للجزيرة

آسيا تشنغ هسين مي منتجة مسلسل «زيرو داي» تتحدث إلى مراسلي «رويترز» في تايبيه (رويترز)

مخاوف من مسلسل تايواني يحاكي الغزو الصيني للجزيرة

دراما تلفزيونية تايوانية جديدة تتصور وقوع غزو صيني للجزيرة تثير مخاوف من رد فعل بكين تجاه عرضها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
يوميات الشرق لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

«مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

تختتم «نتفليكس» عامها بمسلسل من الطراز الرفيع يليق باسم الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ورائعتِه «مائة عام من العزلة».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال مسلسل «فقرة الساحر» (الشركة المنتجة)

دراما التشويق والإثارة للسيطرة على الشاشات والمنصات

تسيطر دراما التشويق والإثارة على المسلسلات الجديدة التي استقبلتها الشاشات والمنصات خلال الشهر الحالي؛ حيث طرحت دفعة جديدة من الأعمال بشكل متتالٍ عبر المنصات.

أحمد عدلي (القاهرة )

دريد لحام لـ «الشرق الأوسط» : لم أكن مع النظام

لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)
لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)
TT

دريد لحام لـ «الشرق الأوسط» : لم أكن مع النظام

لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)
لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)

أمضى الفنان دريد لحّام أكثر من نصف عمره، الذي يقارب التسعين، في بلدٍ كان يُعرف بـ«سوريا الأسد». اليوم تبدّلت التسميات والرايات والوجوه، ويبدو الممثل العابر للأجيال مستعداً هو الآخر للعبور إلى فصلٍ مختلف من تاريخ وطنه.

«الشرق الأوسط» حاورته حول التغيير، فاختصر انطباعه بالقول: «أشعر بأنَّ هناك حياة مختلفة عمّا كانت عليه سابقاً خلال سنوات القهر». يذهب في تفاؤله أبعد من ذلك ليعلن أنَّه على استعداد لتجهيز عملٍ مسرحي أو تلفزيوني جديد. يودّ أن يطلق عليه عنوان «مبارح واليوم».

عُرف لحام بدعمه النظام، لكنَّه يوضح موقفه السابق بالقول: «أنا مع النظام بمعنى أنني ضد الفوضى».