شباب سودانيون يركبون جواد «الإنسانية» في رمضان بعدد من مبادرات الإطعام

تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)
تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)
TT

شباب سودانيون يركبون جواد «الإنسانية» في رمضان بعدد من مبادرات الإطعام

تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)
تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)

تحت القصف وحرارة الطقس المرتفعة في نهارٍ رمضاني، يجتمع محمد كندشة وعدد من الشباب والشابات المتطوعين في مركز لإعداد الوجبات الرمضانية بجنوب العاصمة الخرطوم لتقديمها للمحتاجين الذين يتحمّلون أعباء معيشية مضاعفة جرّاء توقف أعمالهم وفقدان مصادر رزقهم بسبب الحرب.

شباب يعملون على إطعام مئات الأُسر في منطقة حي النهضة بجنوب العاصمة الخرطوم (الشرق الأوسط)

آخر الأسبوع المنصرم، قالت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية الدّولية، إن نحو 220 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد وأكثر من 7 آلاف أم جديدة في السودان مهددات بالموت جوعاً في الأشهر المقبلة.

ويقول محمد كندشة، أحد مؤسسي مبادرة «قدح النبي»، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم يعملون على إطعام مئات الأُسر في منطقة حي النهضة بجنوب العاصمة الخرطوم، وتابع: «قبل شهر رمضان، كنّا نقدم وجبات كل يوم جمعة للجيران والأسر التي عادت إلى الخرطوم من رحلة النزوح».

وحسب كندشة، تُعِدُّ المبادرة وجبات إفطار يومية خلال الشهر الفضيل تتضمن طعاماً مغذيّاً مكوناً من «اللحم والأرز والفول والطعمية والعصائر البلدية»، وقدمت المبادرة خدماتها لأكثر من 250 أسرة في اليوم الأول، حصل كل فرد منهم خلالها على وجبة متكاملة»، مضيفاً أن «المتطوعين من الشباب والشابات يبذلون مجهوداً كبيراً على الرغم من قلّة الإمكانات المادية والظروف الأمنية الصعبة، حيث تتعرض المنطقة لقصف مدفعي بشكل شبه يومي يعرّض حياتهم للخطر وتُعدّ المنطقة منطقة صراع مسلح لسيطرة أحد طرفي النزاع عليها».

وينشط هؤلاء الشباب في تقديم الخدمات الإنسانية للمواطنين من خلال «غرف الطوارئ» أو مبادرات تطوعية داخل الأحياء تعمل على توفير الغذاء وإنشاء مطابخ تكافلية وتوزيع سلال غذائية على الأسر.

من ناحيته، قال المتطوع أحمد المصطفى، لـ«الشرق الأوسط»، إن المتطوعين أنشأوا 53 مطبخاً في الخرطوم موزعة على أحياء الجريف غرب وتوتي والعزوزاب وأركويت وبري والديم وجبرة وأحياء سوبا، موضحاً أن هذه المطابخ تُدار عبر متطوعين لتوفير وجبات لكل محتاج وإعداد إفطارات رمضان في أحياء وصل الجوع فيها إلى مراحل استثنائية.

ووجدت المبادرات استحساناً كبيراً في نفوس المواطنين ورفعت من القيم الإنسانية في ظل الأوضاع التي يعيشونها.

تحضير وجبات الإفطار خلال رمضان (الشرق الأوسط)

أما محمد عشر، مسؤول ملف القضايا الإنسانية في غرفة طوارئ الخرطوم، فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن ضاق الحال بالناس يتجمّع سكان الحي، وكل أسرة تُجلب ما لديها من مؤن ويبدأ الطهي في الشارع، عن طريق شباب الحي لتوزّع الوجبات على الجميع، في أماكن مفتوحة، في محاولة لتخفيف وطأة الجوع.

من ناحية أخرى، يقول محمد سيف، متطوع في غرفة طوارئ جنوب الحزام، لـ«الشرق الأوسط»، إن العاصمة الخرطوم مهدّدة بأكبر أزمة جوع تضرب عاصمة في العالم، تضاف إلى أزمة النزوح، داعياً منظمات الإغاثة المحلية والدّولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

حكم بحق نجل محمد رمضان يضعه في صدارة الاهتمام

محمد رمضان ونجله في صورة نشرها سابقاً (إنستغرام)
محمد رمضان ونجله في صورة نشرها سابقاً (إنستغرام)
TT

حكم بحق نجل محمد رمضان يضعه في صدارة الاهتمام

محمد رمضان ونجله في صورة نشرها سابقاً (إنستغرام)
محمد رمضان ونجله في صورة نشرها سابقاً (إنستغرام)

تصدر الحكم القضائي الصادر من محكمة «جنح مستأنف الطفل» في مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) بتأييد الحكم ضد نجل الفنان محمد رمضان بإيداعه إحدى دور الرعاية لمدة سنة مع وقف التنفيذ، الاهتمام في مصر، لصدوره بعد تصالح الطفل مع زميله، الذي اشتبك معه خلال وجودهما في النادي لممارسة الرياضة.

ومنذ صدور الحكم منتصف مايو (أيار) الماضي، سعى محامي رمضان لتسوية الخلاف مع والدي الطفل المجني عليه، بعدما أصدرت محكمة الجنح الحكم من أول جلسة.

واشتبك نجل محمد رمضان مع زميله عمر، خلال وجودهما في النادي، وتطور الأمر لاشتباك بالأيدي، في وقت زعم فيه محامي محمد رمضان أن نجل موكله تعرض للتنمر بسبب لون بشرته، بينما قال محامي المجني عليه إن الطفل تباهي بوالده، وأنه لا أحد يستطيع محاسبته.

ورغم إتمام التصالح بين الطفلين ووجود الأسرتين وإعلان التصالح بشكل رسمي، ونشر صور لجلسة الصلح في منزل صديق مشترك للأسرتين، فإن محكمة «جنح مستأنف» أيّدت الحكم الصادر من محكمة أول درجة مع وقف التنفيذ.

وقال المحامي المصري محمد رضا لـ«الشرق الأوسط» إن الحكم بحقّ نجل محمد رمضان يمكن الطعن عليه من خلال محكمة النقض بمجرد استلام محاميه الحيثيات التي دفعت المحكمة لاستصدار قرارها.

وأضاف أن «المحامي يمكن أن يطلب تخفيف العقوبة أو الإجراءات المتبعة مع الطفل إذا أثبت تحسن سلوكه، وهو أمر يعتمد على تقارير من المختصين الذين سيقومون بمتابعة حالته».

وكان رمضان قد انتقد تعامل وسائل الإعلام مع قضية نجله في تدوينة كتبها بعد صدور الحكم على نجله في محكمة أول درجة، مؤكداً أن «قانون الطفل» طالب بضرورة حماية الطفل وأسرته عبر حجب هويته واسمه وصورته عن الإعلام، حتى لو كان مجرد شاهد في القضية.

محمد رمضان (حسابه على «فيسبوك«)

ودافع رمضان عن نجله، مؤكداً تعرضه للتنمر من زملائه في النادي، بسبب لون بشرته والحديث عن أموال والده «فلوس حرام»، مشيراً إلى أن التشهير بنجله حدث لكونه ابن محمد رمضان.

وهنا يشير الناقد محمد عبد الرحمن إلى أن «جزءاً من الاهتمام بالقضية والتفاعل معها مرتبط بنجومية رمضان واهتمامه بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، وحرصه المستمر على تصدر (الترند) حتى لو كان غائباً على مستوى الأعمال الفنية». وأضاف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «الاهتمام هذه المرة ليس بإرادته ولكن مفروض عليه».

وأوضح الناقد الفني أن «الممثل المصري يظهر باستمرار برفقة نجله، وينشر له الكثير من الصور. وبالتالي من الطبيعي أن تحدث له بعض الأمور نتيجة تبعات الشهرة التي اكتسبها، وهو أمر يتجنبه بعض الفنانين من خلال الحرص على عدم إظهار أبنائهم في فترات الطفولة بشكل خاص».

وهنا يشير المحامي المصري إلى أن القانون يتعامل مع الطفل بشكل مجرد، لكون المحكمة لا تنظر إلا للأوراق المقدمة إليها، لافتاً إلى أن هذه النوعية من القضايا متكررة ولا تقتصر على نجل محمد رمضان.

وتعرّض رمضان خلال السنوات الأخيرة لدعاوى قضائية، من بينها اتهامه بالتشهير بأحد البنوك، وسجالات مع شركات إنتاج، بالإضافة إلي صدور حكم قضائي بتغريمه مبلغاً مالياً لصالح شركة إنتاج، كان يفترض أن يقدم معها عملاً درامياً، لكنه لم ينفذ التعاقد.