حقيقة مفاجئة عن «عرق السوس»... حتى بكمياته القليلة

دراسة تدفع نتائجها إلى مزيد من الحذر

جهاز لقياس ضغط الدم (رويترز)
جهاز لقياس ضغط الدم (رويترز)
TT

حقيقة مفاجئة عن «عرق السوس»... حتى بكمياته القليلة

جهاز لقياس ضغط الدم (رويترز)
جهاز لقياس ضغط الدم (رويترز)

من المعروف أنّ تناول كميات كبيرة من «عرق السوس» يُسبّب ارتفاع ضغط الدم، لكنّ دراسةً سويديةً كشفت أنه حتى الكميات القليلة منه ترفع ضغط الدم أيضاً، وتؤثر في صحة القلب؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في «الدورية الأميركية للتغذية السريرية».

ويُنتَج عرق السوس من جذور نبات من فصيلة «غليسرهيزيك»، ويُعد مشروباً شعبياً في دول عربية عدّة، ويُحضَّر من الجذور بعد غليها في الماء، كما أنه يدخل مكوّناً في منتجات غذائية وحلويات عدّة.

ويمكن لتناوله أن يرفع ضغط الدم لاحتوائه على مادة تُسمَّى حمض «الغليسرهيزيك» التي تؤثر في توازن السوائل بالجسم من خلال التأثير على إنزيم في الكلى، وارتفاع ضغط الدم بدوره يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

عرق السوس يلقي رواجاً في عدة بلدان عربية (أمازون)

وخلُص الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية إلى أنّ تناول 100 ملغ من حمض «الغليسرريزيك» يومياً ربما يكون آمناً بالنسبة إلى معظم الأفراد.

لكن البعض يتجاوز تلك الكمية، وقد قدّرت «وكالة الأغذية السويدية» أنّ 5 في المائة من السويديين يحصلون على كمية أعلى من هذا المستوى.

وفي الدراسة الجديدة، أراد الباحثون اختبار ما إذا كان الحدّ المذكور على أنه آمن على الأرجح، هو في الواقع كذلك أم لا.

خلال الدراسة، طُلب من 28 امرأة ورجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً تناول عرق السوس، أو منتج آخر لا يحتوي عليه، على مدى فترتين من الزمن، كل منهما أسبوعان.

وكان وزن 3.3 غرام من جذور عرق السوس يحتوي على 100 ملغ من «الغليسرريزيك»، وهي الكمية المُشار إليها على أنها آمنة على الأرجح بالنسبة إلى معظم الناس يومياً.

وطُلب من المشاركين في الدراسة قياس ضغط الدم في المنزل يومياً، بالإضافة إلى قياس مستويات الهرمونات المختلفة، وعبء عمل القلب في الفترة الأخيرة.

وعندما تناولوا عرق السوس، ارتفع ضغط الدم لديهم بمعدل 3.1 ملم زئبقي، كما شهد رُبع المجموعة التي تناولته انخفاضاً في مستويات هرمونات معيّنة يفرزها الجسم في حالات الجهد الزائد لضخّ الدم، مما يشير إلى زيادة عبء عمل القلب لدى هؤلاء الأفراد.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة «لينشوبينغ» بالسويد، الدكتور بيدير غيغيرستام: «وجدت دراستنا أنّ تناول عرق السوس يومياً بمقدار يحتوي على 100 ملغ من حمض (الغليسرهيزيك) يرفع ضغط الدم لدى الشباب الأصحاء».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «لم يُثبَت ذلك من قبل بالنسبة إلى مثل هذه الكميات الصغيرة من عرق السوس»، مشيراً إلى أنّ النتائج تدفع إلى مزيد من الحذر عندما يتعلّق الأمر بالتوصيات ووضع العلامات على الأطعمة التي تحتوي على هذا المكوِّن.


مقالات ذات صلة

الأطعمة المُعالَجة ترفع مستويات السكر في الدم

صحتك الأطعمة فائقة المُعالَجة مرتبطة بزيادة مستويات السكر التراكمي في الدم (جامعة تكساس)

الأطعمة المُعالَجة ترفع مستويات السكر في الدم

توصّل باحثون بجامعة تكساس الأميركية إلى أنّ الأنظمة الغذائية الغنيّة بالأطعمة فائقة المُعالَجة مرتبطة بزيادة مستويات السكر في الدم لدى المصابين بمرض السكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ضغط الدم العالي يؤثر سلباً على وظائف الرئة (جامعة ولاية ساو باولو)

ارتفاع ضغط الدم يُضعف رئة المُسنّين

أظهرت دراسة أجرتها جامعة ولاية ساو باولو في البرازيل أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تصلب الشعب الهوائية؛ ما يؤثر سلباً على وظائف الرئة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مواد بلاستيكية دقيقة (أرشيفية - د.ب.أ)

بعد العثور على مواد بلاستيكية دقيقة في دماغ البشر... إلى أي مدى يجب أن نقلق؟

أكدت دراسة حديثة أن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تكون موجودة في بصيلات الشم في الدماغ لدى البشر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع ضغط الدم قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن ارتفاع ضغط الدم غير المعالج قد يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه قد يقلل من ضغط الدم (رويترز)

نظام غذائي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى... تعرَّف عليه

أكدت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه قد يقلل من ضغط الدم، ويخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ناقد سعودي يحصد جائزة «جيل المستقبل» في «القاهرة السينمائي»

العياد بعد تسلم الجائزة في المهرجان (الشرق الأوسط)
العياد بعد تسلم الجائزة في المهرجان (الشرق الأوسط)
TT

ناقد سعودي يحصد جائزة «جيل المستقبل» في «القاهرة السينمائي»

العياد بعد تسلم الجائزة في المهرجان (الشرق الأوسط)
العياد بعد تسلم الجائزة في المهرجان (الشرق الأوسط)

حصد الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد جائزة «جيل المستقبل» التي أقيمت نسختها الأولى ضمن فعاليات «أيام القاهرة لصناعة السينما» بالدورة الـ45 من مهرجان «القاهرة السينمائي»، بعدما اختاره القائمون على الجائزة بوصفه «أحد أنشط النقاد العرب»، بحسب البيان الرسمي الصادر عن المهرجان.

وفاز بالجائزة كذلك كل من المخرج المصري هاني خليفة، والمخرجة الشابة نهى عادل، بالإضافة إلى الممثلة الأردنية ركين سعد؛ تقديراً لإسهاماتهم في المجال السينمائي.

وأكد مدير مهرجان القاهرة الناقد عصام زكريا أن الاتفاق على إعلان الجائزة ضمن فعاليات المهرجان يأتي في إطار سعيهم لتعزيز التواصل مع المنصات السينمائية المختلفة والمؤثرة في العالم، عبر تغطياتها لفعاليات المهرجانات المختلفة، معرباً عن سعادته بإطلاق النسخة الأولى من الجائزة التي تقدم بالشراكة بين إدارة المهرجان المصري وموقع «ذا فيلم فيردكت» الذي تترأسه الناقدة الأميركية ديبورا يونغ.

خلال الجلسة الحوارية التي أعقبت تسليم الجوائز (الشرق الأوسط)

وعبرّت الناقدة الأميركية عن ترحيبها بالتعاون مع مهرجان القاهرة في الجائزة التي اختيرت لها أسماء متنوعة تركت بصمة في صناعة السينما، حيث أدارت جلسة حوارية مع الفائزين الأربعة؛ للحديث عن تجاربهم المختلفة وعلاقاتهم بالسينما.

وقال الناقد السعودي أحمد العياد إن حرصه على حضور المهرجانات السينمائية، ومتابعة النقد الذي يكتب عن الأفلام بشكل مستمر، أمر شجعه على إطلاق منصة «فاصلة»، العام الماضي، التي اهتمت بالكتابات النقدية عن الأفلام السينمائية فور عرضها في المهرجانات المختلفة، مشيراً إلى أن المنصة لاقت تفاعلاً سريعاً من السينمائيين بعد وقت قصير من طرحها.

وأضاف أن «الزخم السعودي بالسينما والاهتمام بالأفلام الجديدة لعبا دوراً مهماً في هذا الأمر»، مشيراً إلى «أهمية استمرار التعمق السعودي في صناعة الأفلام المختلفة، وألا يقتصر الأمر على الأفلام المدعومة حكومياً، بل يمتد لأفلام تجارية تصمد في شباك التذاكر».

وتحدث المخرج هاني خليفة عن وجود جيل جديد من صناع السينما لديهم حماس لتقديم أعمال متنوعة وأفكار مختلفة، من دون الانخراط في قيود العملية الإنتاجية، مشيراً إلى أنه يستمتع بمشاهدة تجارب الشباب المختلفة في ظل إمكانية تقديم الأعمال السينمائية بسهولة عن أي وقت مضى.

وأضاف أنه درس لمدة 4 سنوات بأكاديمية الفنون، وبدأ العمل في وقت كان صناع الأعمال ينتظرون فيه نحو أسبوع قبل مشاهدة ما قاموا بتصويره، لكن اليوم الوضع اختلف بشكل كبير، وأصبحت عملية تنفيذ الأفلام أسهل تقنياً، مشيراً إلى أنه يستلهم الأفكار من الجيل الجديد.

واستعادت الفنانة الأردنية ركين سعد ذكرياتها عن الاهتمام بالسينما منذ طفولتها ومشاهدتها الأفلام كل خميس مع أسرتها، وحرصها على متابعة الأعمال الجديدة باستمرار، لافتة إلى «أنها أصبحت تدرك الكثير من التفاصيل الخاصة بالتعامل مع الكاميرا مع مرور الوقت، وانتقالها من تجربة لأخرى».

وأبدت المخرجة نهى عادل التي عُرض فيلمها الأول «دخل الربيع يضحك» بالمسابقة الدولية للمهرجان، سعادتها بخوض التجربة وقدرتها على تجاوز العديد من الصعوبات التي واجهتها خلال تقديم الفيلم.

صورة تذكارية للمكرّمين بعد تسلم الجوائز (الشرق الأوسط)

وأكد العياد أهمية النظر لأداء الممثلين عند تقييم الأفلام السينمائية، ومدى نجاح الممثلين في التعامل بتلقائية مع الأدوار التي يقدمونها، وقدرة المخرج على تحقيق معايشتهم للشخصية أمام الكاميرا، لافتاً إلى أن الناقد عندما يشاهد الفيلم يضع تقييمه بناءً على عدة اعتبارات؛ منها التمثيل والإخراج والموسيقى التصويرية، وغيرها من عناصر صناعة الفيلم.

وأبدى المخرج هاني خليفة رغبته في تقديم تجربة سينمائية مختلفة بعيدة عن القيود الإنتاجية، من خلال وجوه جديدة تقف أمام الكاميرا للمرة الأولى، فيما تحدث عن الصعوبات التي واجهته في فيلم «رحلة 404» الذي عُرض مطلع العام الحالي، ورشحته مصر ليمثلها في جوائز «الأوسكار».