زينة رمضان... ثقافة عربية متجذرة تعكس الروح الرمضانية

الإقبال على الأواني والإكسسوارات المنزلية يزيد خلال الشهر الفضيل

إطلالة مميزة لواجهة منزل محمد اللخمي بجدة في شهر رمضان (خاص للشرق الأوسط)
إطلالة مميزة لواجهة منزل محمد اللخمي بجدة في شهر رمضان (خاص للشرق الأوسط)
TT

زينة رمضان... ثقافة عربية متجذرة تعكس الروح الرمضانية

إطلالة مميزة لواجهة منزل محمد اللخمي بجدة في شهر رمضان (خاص للشرق الأوسط)
إطلالة مميزة لواجهة منزل محمد اللخمي بجدة في شهر رمضان (خاص للشرق الأوسط)

يعدُّ تزيين البيوت في رمضان من التقاليد والعادات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية، ووسيلة للتعبير عن الفرح التي تعكس روح رمضان وروحانيته، ويولي الناس اهتماماً كبيراً لتحضير منازلهم بشكل يعكس جو الاحتفال والسعادة بقدوم الشهر الفضيل.

وإلى جانب الفوائد الاجتماعية والنفسية لتزيين البيوت في رمضان، فإن الطلب المتزايد على المواد والديكورات يعزز النشاط الاقتصادي المحلي ويدعم العديد من الصناعات المحلية، وبحسب مدير عام شركة «برافو الدولية» عبد الله السليماني، فإن بوصلة المشتريات تتجه في موسم رمضان لشراء الأواني المنزلية والإكسسوارات الرمضانية والإضاءات، التي ترتفع مبيعاتها في هذه الفترة بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30 في المائة، مقارنة ببقية شهور السنة.

وأرجع السليماني في حديث له مع الـ«الشرق الأوسط» زيادة الطلب خلال هذه الفترة إلى تنوع الأصناف من مأكولات ومشروبات خلال الشهر والتي تحتاج إلى أطباق وأوانٍ مختلفة، كما أن الأجواء العائلية والتزاور بين الأهل والأصدقاء خلال شهر رمضان يلعب دوراً هاماً في إقبال المتسوقين على هذه الأواني. وقد شهدت عادة تزيين المنازل لشهر رمضان تطوراً وابتكاراً، وأصبحت هناك موضة لكل عام تحرص العائلات على اقتنائها، وأرجع السليماني الأمر لازدياد الوعي المجتمعي بالديكورات والزينة الرمضانية بشكل عام، وخصوصاً خلال الفترة الأخيرة.

الإكسسوارات الرمضانية تعكس أجواء الاحتفال بشهر رمضان المبارك (خاص للشرق الأوسط)

وبسؤاله عما إذا كان هناك تغير في نوعية الإكسسوارات المنزلية المطلوبة خلال شهر رمضان مقارنة بالأوقات الأخرى من العام، يقول السليماني: «خلال شهر رمضان، يزيد الطلب على الإكسسوارات ذات الطابع الرمضاني مثل الفوانيس والمصابيح الملونة والزينة الخاصة برمضان، ويكون هناك اهتمام أكبر بالإضاءة الهادئة والديكورات التي تسهم في إعطاء المنزل جواً رمضانياً مليئاً بالسكينة والراحة».

من جهته، يقول محمد اللخمي أحد الأشخاص المهتمين بتزيين منزله من الداخل والخارج بالزينة الرمضانية، إنه يحرص كل عام على تصميم ديكورات وتصنيعها في المصانع الخاصة بها، بالإضافة الى شراء الإضاءات وأقمشة التيراز والفوانيس مختلفة الأحجام. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «في كل عام أحرص أن ترسم زينة رمضان في منزلي لوحة فنية نوثق فيها أنا وعائلتي وجيراني ذكريات مميزة للحظات لها مذاقها الخاص، فاهتمامي بتزيين واجهة المبنى السكني الخاص بي وتخصيص مكان معين للجلوس مع الجيران والأصدقاء يحيي بداخلي ذكريات المنطقة التي ولدت بها، ويدفعني لصنع ذكريات جديدة مع أبنائي وأصدقائي».

وبالعودة لعبد الله السليماني، فإن ظاهرة الإكسسوارات المنزلية تفشت في الآونة الأخيرة لدى العائلات، وأصبحت عند البعض الآخر من باب التقليد، مبيناً أن وجودها يؤثر في نفسية الشخص ويساعد الأسرة على عيش روحانية رمضان وأجوائه المتميزة، التي تحدث فرقاً عن باقي أيام السنة. وأكد السليماني أن زينة رمضان تعدُّ جزءاً مهماً من تقاليد وثقافة الشهر الفضيل في المملكة، وتتنوع بين الزينة التقليدية و«المودرن»، وتشمل الإضاءات الزخرفية، والفوانيس، والتماثيل، المضيئة التي تُعرض في الأماكن العامة والخاصة.

تزيين البيوت بالديكورات الرمضانية لإشعار الشهر الفضيل (خاص للشرق الأوسط)

ولفت السليماني إلى أن الفانوس هو أحد أهم الزينات التقليدية المفضلة لدى المجتمع السعودي، الذي يُعدُّ رمزاً للفرحة والإشراق ويُستخدم لتزيين المنازل والأماكن العامة، كذلك تستخدم الإضاءات الزخرفية في تزيين المنازل والمحلات التجارية، علاوة على ذلك، يمكن رؤية التحف والمجسمات والزينة المختلفة التي تُعرض في المناطق العامة مثل المتنزهات والحدائق والمراكز التجارية، بينما يتجه بعض الأشخاص نحو استخدام الزينة المضيئة والتي تشمل أشكالاً وتصاميم مختلفة، مثل الكلمات الدينية والرموز الخاصة بالشهر الفضيل، ويتم عرضها في الأماكن العامة لإضفاء جو من الروحانية والاحتفال.

الزينة الرمضانية تضيف مفردات خاصة بالشهر الفضيل داخل المنزل (خاص للشرق الأوسط)


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.