مصر: الدراما «الشعبية» تواصل سيطرتها... و«التاريخية» تعود للمنافسة في رمضان

وسط غياب الأعمال الدينية والوطنية

خالد النبوي يستعيد النص الأصلي في «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)
خالد النبوي يستعيد النص الأصلي في «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)
TT

مصر: الدراما «الشعبية» تواصل سيطرتها... و«التاريخية» تعود للمنافسة في رمضان

خالد النبوي يستعيد النص الأصلي في «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)
خالد النبوي يستعيد النص الأصلي في «إمبراطورية ميم» (الشركة المنتجة)

يظل موسم دراما رمضان هو الأغزر إنتاجاً في مصر والأكثر مشاهدة، بل والأكثر رهاناً عليه من النجوم وصناع الأعمال.

ورغم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر، فإنها لم تمنع إنتاج نحو 36 مسلسلاً للموسم الرمضاني الجديد، وهو رقم لم يختلف كثيراً عن إنتاج الأعوام السابقة التي تجاوزت الثلاثين عملاً، فقد شهد موسم رمضان الماضي 32 مسلسلاً.

وتقدم الشركة المتحدة 20 مسلسلاً هذا العام من إنتاجها وبمشاركة جهات إنتاجية أخرى، وتعكس مسلسلات هذا العام سيطرة الدراما الشعبية على الأعمال المنتجة بشكل أكبر، فيطل الفنان أحمد السقا بمسلسل «العتاولة»، الذي تدور أحداثه بمدينة الإسكندرية وقد صور بها أغلب المشاهد الخارجية ويرصد العمل صراعات الإخوة، وهو من بطولة زينة وباسم سمرة وطارق لطفي، وإخراج أحمد خالد موسى.

من جانبه، يراهن الفنان محمد إمام على الأجواء الشعبية مجسداً شخصية صاحب ورشة لإصلاح السيارات يواجه تحديات عدة تحتم عليه التصدي للشر، العمل من إخراج أحمد شفيق ويشارك في بطولته محمد ثروت وكريم عفيفي و(كزبرة).

العوضي في لقطة من مسلسله الجديد (الشركة المنتجة)

فيما يحقق أحمد العوضي البطولة المطلقة لأول مرة من خلال مسلسل «حق عرب»، الذي تدور أحداثه في إطار شعبي ويؤدي شخصية عرب السويركي الذي يعمل بمصنع أخشاب ويتهم في جريمة قتل ويهرب محاولاً إثبات براءته، ويضم العمل عدداً كبيراً من الممثلين، من بينهم، وفاء عامر ورياض الخولي والمسلسل من إخراج إسماعيل فاروق.

دراما شعبية

وبحسب الناقد سيد محمود فإن الدراما الشعبية تستحوذ على اهتمام الجمهور الأكبر في مصر، وقد تناولها مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كتاباً كباراً تناولوها في أعمالهم الأدبية ومنهم نجيب محفوظ في «الحرافيش» وغيرها من أعماله التي عبرت بصدق عن المجتمع في فترات زمنية مختلفة.

موضحاً أن هذا النوع من الدراما ساهم في تحقيق نجومية الفنان محمد رمضان.

بوستر «العتاولة» (الشركة المنتجة)

عودة الدراما التاريخية

وبعد غيابها سنوات تعود الدراما التاريخية للمنافسة مجدداً، ويتصدرها هذا العام مسلسل الفنان كريم عبد العزيز «الحشاشين» الذي تدور أحداثه خلال القرن الـ11 ويؤدي من خلاله شخصية حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين، وهي طائفة أشاعت الخوف في زمنها. وقد بدأ تصوير المسلسل منذ أكثر من عام ويعد من الأعمال ذات الميزانيات الضخمة، وقد كتبه المؤلف عبد الرحيم كمال ويشارك في بطولته فتحي عبد الوهاب، وأحمد عيد، وميرنا نور الدين وإخراج بيتر ميمي.

ويرى محمود أن «الحشاشين» من أهم المسلسلات هذا الموسم حيث يعرض لفترة تاريخية قد لا يعلم تفاصيلها أغلب الجمهور، مؤكداً أن «المؤلف عبد الرحيم كمال خرج بالعمل عن المذهبية التي سادت هذه الفترة، وقد تم تصوير المسلسل بعدة دول، كما يقف وراءه المخرج بيتر ميمي، الذي أثبت نجاحه في أعمال كبيرة»، وفق تعبيره.

كريم عبد العزيز في لقطة من «الحشاشين» (الشركة المنتجة)

ويستعيد ياسر جلال أجواء «ألف ليلة وليلة» في مسلسل «جودر»، الذي تدور أحداثه في إطار تاريخي ويؤدي شخصية «جودر» الذي يتعرض لأزمات عديدة بعد وفاة والده ويدخل في مغامرات تأخذه لعالم سحري ملئ بالإثارة والتشويق، المسلسل كتبه أنور عبد المغيث ويخرجه إسلام خيري وتشاركه البطولة ياسمين رئيس، ونور اللبنانية، وشيري عادل.

فيما كتب بيتر ميمي مسلسل «بيت الرفاعي» للفنان أمير كرارة وأحمد رزق وريم مصطفى وإخراج أحمد نادر جلال، وتدور أحداثه في إطار تشويقي ويؤدي كرارة شخصية تاجر معروف بالخير والنزاهة ويصدم الجميع باكتشاف تورطه في تجارة الآثار.

وفي إطار دراما الأكشن تدور أحداث مسلسل «محارب» من بطولة حسن الرداد ويؤدي من خلاله شخصية شاب قادم من الصعيد يكتشف سراً يغير مسار حياته، ويشاركه البطولة أحمد زاهر، وماجد المصري، ونيرمين الفقي، ويقدم مصطفى شعبان شخصية تاجر أسماك ويواجه صراعات مع التجار الكبار وتشاركه البطولة رانيا يوسف.

بهجة الفخراني

وتعود الدراما للأدب عبر مسلسل «عتبات البهجة» - من بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني والمأخوذ عن رواية للأديب إبراهيم عبد المجيد، وسيناريو وحوار د.مدحت العدل ويشارك في البطولة صلاح عبد الله وجومانا مراد.

يحيى الفخراني في كواليس تصوير «عتبات البهجة» (الشركة المنتجة)

وعبر «عتبات البهجة» يعود الفخراني للعمل مجدداً مع المخرج مجدي أبو عميرة مجسداً شخصية بهجت الذي يعيش مرحلة عمرية متقدمة ويقاوم الإحساس بنهاية العمر محاولاً انتزاع البهجة التي تهون من وطأة الشعور بالانسحاب. ويستعيد مسلسل «إمبراطورية ميم» قصة الأديب الراحل إحسان عبد القدوس التي قدمتها السينما المصرية قبل أكثر من نصف قرن. يؤدي بطولة المسلسل خالد النبوي وحلا شيحة، ونشوى مصطفى، وأعد له السيناريو والحوار محمد سليمان عبد المالك.

حضور نسائي

وبينما تغيب نجمات عن دراما رمضان هذا العام على غرار يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين تتواصل البطولات النسائية عبر عدة أعمال، فتعود نيللي كريم للكوميديا من خلال مسلسل «فراولة» المكون من 15 حلقة، وتجسد خلاله شخصية فتاة تتحول حياتها من الفقر للثراء بعدما أصبحت شخصية شهيرة عبر مواقع «السوشيال ميديا»، وتلعب سمية الخشاب بطولة مسلسل «بـ100 راجل» لتقدم شخصية المرأة القوية ابنة الحارة الشعبية.

وتؤدي روجينا في مسلسل «سر إلهي» شخصية امرأة بسيطة تتعرض للغدر من أقرب الناس لها، وفي مسلسل «نعمة الأفوكاتو» تتقمص مي عمر شخصية المحامية نعمة التي تساند زوجها ليحقق نجاحاً ثم تكتشف خيانته لها، ويشاركها البطولة أحمد زاهر وإخراج محمد سامي.

مي عمر تتصدر بوستر المسلسل بشخصية نعمة المحامية (الشركة المنتجة)

وتلعب غادة عبد الرازق بطولة مسلسل «صيد العقارب» وتؤدي شخصية سيدة أعمال ناجحة تتعرض لأزمة مالية كبيرة، فيما تجسد ياسمين صبري في مسلسل «رحيل» دور فتاة تنتمي لأسرة متوسطة تواجه كثيراً من الموقف الصعبة، وتلعب ريهام حجاج شخصية «صدفة» التي تحمل سراً خطيراً تحاول إخفاءه عن الجميع في مسلسل يحمل الاسم نفسه ويشاركها البطولة خالد الصاوي، وسلوى خطاب، وعصام السقا.

وللكوميديا نصيب كبير في المسلسلات الرمضانية كالمعتاد ومنها «خالد نور وولده نور خالد» لكريم محمود عبد العزيز وشيكو، «لانش بوكس» لغادة عادل، «بابا جه» لأكرم حسني، «أشغال شاقة» لهشام ماجد، «أعلى نسبة مشاهدة» لسلمى أبو ضيف وليلى زاهر، وتطرح أعمال أخرى قضايا اجتماعية مثيرة للجدل كقضية تأجير الأرحام في «صلة رحم»، وهو إنتاج لبناني لصادق الصباح وبطولة إياد نصار ويسرا اللوزي وأسماء أبو اليزيد.

فيما تتواصل مسلسلات الأجزاء، فيقدم حمادة هلال الجزء الرابع من مسلسل «المداح»، ويواصل أحمد مكي الجزء الثامن من مسلسل «الكبير قوي»، وتقدم دينا الشربيني وشريف سلامة الجزء الثاني من «كامل العدد».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
TT

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية، عكس - وفقاً لعدد من الزوّار - غنى الموروث المصري وتنوّعه من منطقة إلى أخرى.

فرق فنيّة أدت رقصات «التنورة» و«الرقص النوبي» و«الدبكة السيناوية» (الشرق الأوسط)

الفعاليات التي انطلقت، الأحد، في إطار مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى 30 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اشتملت على عدد من العروض والحفلات الغنائية واستعراض للأزياء التقليدية، والأطعمة الشهية، والفلكلور الشعبي، واللهجات المحلية، لترسم لوحة فنية تعبر عن جمال التنوع المصري.

وتحولت أركان «حديقة السويدي» إلى عرض للأزياء التقليدية من مختلف مناطق مصر، حيث عكست أزياء النوبة، والصعيد، وسيناء، والدلتا، تفردها في الألوان والتصاميم، وتميّز كل زي بطابع جغرافي واجتماعي فريد، مما منح الزوار من المواطنين السعوديين أو المقيمين، فرصة للتعرف على جمال التراث المصري الذي يعبر عن الحرفية والإبداع الفني.

طفل مصري يؤدي وصلة غنائية خلال «أيام مصر» (الشرق الأوسط)

وعلى صعيد المطبخ المصري، أتيحت للزوار فرصة تذوق أشهر الأطباق المصرية التي تعبر عن غنى المطبخ المصري بتنوعه، وبرزت أطباق المطبخ المصري الشهيرة على غرار «الكشري»، و«الملوخية»، و«المسقعة»، و«الفطير المشلتت»، لتقدم تجربة فريدة جمعت بين الطعم التقليدي وطرق الطهي المتنوعة التي تميز كل منطقة.

وتضمّنت فعاليات «أيام مصر» عروضاً موسيقية حيّة ورقصات شعبية مستوحاة من التراث المصري، وأدّت فرق فنية رقصات مثل «التنورة»، و«الرقص النوبي»، و«الدبكة السيناوية»، التي عكست أصالة الفلكلور المصري وفرادته، وسط تفاعل كبير من الجمهور.

وأبدى عدد من الزوّار لـ«الشرق الأوسط» سعادتهم بفعالية «أيام مصر»، وأعرب بعضهم عن شعوره بأجواء تعيدهم إلى ضفاف النيل، وواحات الصحراء، وسحر الريف المصري، واستكشف عدد منهم تنوع الثقافة المصرية بكل تفاصيلها، وأكّد المسؤولون عن المبادرة أن الفعالية شكّلت فرصة لتقارب الشعوب والمجتمعات في السعودية وتبادل التجارب الثقافية.

جانب من الفعاليات (الشرق الأوسط)

وتأتي هذه الفعالية ضمن مبادرة لتعزيز التفاعل بين المقيمين والزوار من مختلف الجنسيات، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على الثقافات المتنوعة التي يحتضنها المجتمع السعودي، وتشكل «أيام مصر» نموذجاً حياً لرؤية السعودية نحو مجتمع غني بتعدد الثقافات ومتسق مع قيم التسامح التي اشتملت عليها «رؤية السعودية 2030».