اتهم السلطات الأميركية رجلاً بكسب 1.8 مليون دولار (1.4 مليون جنيه إسترليني) من خلال التداول على معلومات سرية سمعها في حين كانت زوجته تجري مكالمة عن بُعد، في قضية يمكن أن تؤجج الجدل المرتبط بالعمل من المنزل، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
قالت هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC) إنها اتهمت تايلر لودون بالتداول من الداخل بعد أن «استغل ظروف عمله عن بعد» واستفاد من معلومات خاصة تتعلق بخطط شركة النفط «بريتيش بتروليوم» (BP) لشراء مكتب يرتبط بالسفر والشاحنات مقره أوهايو.
تدعي هيئة الأوراق المالية والبورصة أن لودون، الموجود في هيوستن بتكساس، استمع إلى العديد من المكالمات عن بُعد التي أجرتها زوجته، مديرة عمليات الاندماج والاستحواذ في شركة «بريتيش بتروليوم» التي كانت تعمل على الصفقة المخطط لها في مكتب منزلي على بعد 20 قدماً (6 أمتار).
قالت الهيئة التنظيمية إن لودون انطلق في فورة شراء؛ إذ اشترى أكثر من 46 ألف سهم في شركة «TravelCenters of America» المستهدفة، دون علم زوجته، قبل أسابيع من الإعلان عن الصفقة في 16 فبراير (شباط) 2023. وارتفع سهم «TravelCenters» بنسبة 71 في المائة تقريباً بعد الصفقة، ثم باع لودون جميع أسهمه، محققاً ربحاً قدره 1.8 مليون دولار.
Today we charged a Houston resident with insider trading for using non-public information he obtained from his wife, a manager with BP, without her knowledge, about the company’s planned merger with TravelCenters of America. https://t.co/lJ9SjHBDcX
— U.S. Securities and Exchange Commission (@SECGov) February 22, 2024
اعترف لودون في النهاية لزوجته بالأمر، مبرراً أنه اشترى الأسهم لأنه أراد جني ما يكفي من المال حتى لا تضطر إلى العمل لساعات طويلة بعد الآن.
أبلغت الموظفة رؤساءها في شركة «بريتيش بتروليوم» عن تعاملاته، الذين طردوها لاحقاً على الرغم من عدم وجود دليل على أنها سربت معلومات إلى زوجها عن عمد. وفي النهاية، خرجت السيدة من منزلها، وتقدمت بطلب الطلاق.
قال إريك ويرنر، المدير الإقليمي لمكتب «فورت وورث» التابع للجنة الأوراق المالية والبورصة في تكساس: «نرى أن لودون استغل ظروف العمل عن بُعد وثقة زوجته للاستفادة من المعلومات التي كان يعلم أنها سرية. وتظل هيئة الأوراق المالية والبورصة ملتزمة بمحاكمة مثل هذه المخالفات».
ومن المتوقع أن تؤدي هذه القضية إلى تأجيج الحجج - خاصة في الشركات الأميركية - لعودة العمال إلى مكاتبهم، مما يعكس طفرة العمل من المنزل الناجمة عن عمليات الإغلاق الوبائية. وتجبر بنوك مثل «غولدمان ساكس» بعض الموظفين على الحضور خمسة أيام في الأسبوع، في حين أن شركات أخرى مثل «غوغل» تأخذ في الاعتبار الحضور المكتبي في مراجعاتها المنتظمة لأداء موظفيها.
وقد تؤدي المخاوف بشأن الأمن والمعلومات السرية في نهاية المطاف إلى التفوق على الدراسات التي تظهر أن العمل من المنزل يمكن أن يحقق فوائد صحية كبيرة، مما يسمح للناس بتناول طعام صحي أكثر، والشعور بقدر أقل من التوتر وانخفاض ضغط الدم.
ولم ينكر لودون الادعاءات الواردة في شكوى لجنة الأوراق المالية والبورصات، التي تم تقديمها إلى المحكمة الجزئية الأميركية لجنوب تكساس، ووافق بدلاً من ذلك على حكم جزئي. وسيمنعه هذا الحكم من تولي أدوار قيادية في الشركة، وسيجبره على سداد الأموال التي حصل عليها من التداول - مع الفوائد - بالإضافة إلى غرامة إضافية تحددها المحكمة.