حزمة مبادرات إعلامية تُطلَق في السعودية لتعزيز القطاع ورفع مستوى الكفاءات

وزير الإعلام السعودي: 2024... عام «التحول الإعلامي»

سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي (يزيد السمراني)
سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي (يزيد السمراني)
TT

حزمة مبادرات إعلامية تُطلَق في السعودية لتعزيز القطاع ورفع مستوى الكفاءات

سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي (يزيد السمراني)
سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي (يزيد السمراني)

أكد وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، أن الإعلام السعودي ينتظره مستقبل حافل بالمنجزات والتحوّلات المنشودة في مختلف قطاعاته، مبيّناً أبرز الملامح الاستراتيجية لمنظومة الإعلام للعام الحالي، التي ستُحقَّق بعدد من المبادرات والمشروعات والبرامج والأعمال، معلناً أن عام 2024 هو عام التحوّل الإعلامي في السعودية.

جاء ذلك، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المنتدى السعودي للإعلام في دورته الثالثة التي أعلن فيها استراتيجيات عام التحوّل الإعلامي في السعودية، التي تقوم على ركائز أربع هي: الأرقام، والمؤشرات، والشغف، والعمل، مضيفاً أنها «رؤية حكيمة يدعمها خادم الحرمين الشريفين، ويقودها ولي عهده الأمين».

زيادة الجاذبية الاستثمارية للقطاع

وأوضح الدوسري أن قطاع الإعلام في السعودية أسهم عام 2023 بما يعادل 14.5 مليار ريال (3.8 مليار دولار) على مستوى الناتج المحلي، كما يستهدف الوصول إلى نحو 16 مليار ريال (4.2 مليار دولار) خلال العام الحالي، مبيّناً أن استثمار قطاع الإعلام في رأس المال البشري أسهم في توفير فرص وظيفية بلغت حتى العام الماضي 56 ألف وظيفة، ويستهدف العام الحالي نحو 67 ألف وظيفة.

كما أعلن عن 3 استراتيجيات تسير عليها منظومة الإعلام وتمثل خريطة طريق نحو «إعلام المستقبل»، وتسهم في تعزيز القطاع الإعلامي، ورفع الجاذبية الاستثمارية، وتعزيز كفاءة الكوادر الوطنية، التي تتمثّل في تحديد التوجه الاستراتيجي الشامل لمنظومة الإعلام في السعودية، وتحسين حوكمة وكفاءة قطاع الإعلام، بالشراكة مع أكثر من 30 جهة حكومية، بالإضافة إلى القطاع الخاص والقطاع الثالث.

محتوى مميز يصل إلى العالم أجمع

وأشار وزير الإعلام، خلال كلمته، إلى بعض ملامح استراتيجية هيئة الإذاعة والتلفزيون، التي تسعى لتمكين الهيئة من النمو وتعزيز تنافسية الأعمال، وتطوير الكوادر والمواهب الإعلامية، إضافةً إلى صناعة محتوى متميّز يصل إلى المنصات الرقمية العالمية، ويستهدف تعزيز الصورة الذهنية للسعودية.

كما تطرق إلى العمل على إطلاق استراتيجية وكالة الأنباء السعودية (واس)، التي تهدف لزيادة فاعلية شبكتها ومكاتبها ومراسليها حول العالم، وتقديم محتوى إعلامي يتواءم مع تطلعات الجمهور والاتجاهات الحديثة في صناعة الإعلام.

مشاريع إعلامية تُبرز النهضة التنموية

وتطرق إلى أبرز المبادرات والمشاريع التي أطلقتها وعملت على تنفيذها وزارة الإعلام، ومنها «واحة الإعلام»، التي تقام بالتزامن مع استضافة السعودية ومشاركتها في القمم والمناسبات الكبرى، وقد استفاد منها أكثر من 2600 إعلامي، يمثلون أكثر من 455 وسيلة إعلامية محلية ودولية من 60 دولة، وتعرفوا من خلالها على أكثر من 30 مشروعاً وطنيّاً.

وأشار إلى استكمال العمل على المبادرات السابقة بنسخها الجديدة والمطورة، كمبادرة «ميديازون» التي أُعلن عنها في عدد من مناطق السعودية، لتوفر بيئة عمل مشتركة لممارسة مختلف فنون الإعلام، وإيجاد مكان متخصّص لتقديم المعارف الإعلامية، والوصول إلى المجتمعات الإبداعية ومواكبة تطوراتها.

وأكد خلال كلمته أهمية موسمي الحج والعمرة، إذ أُطلق مشروع «ميدياثون الحج والعمرة» قبل أيام، ليتسابق الإعلاميون والمهتمون من خلاله في ابتكار مبادرات ومشروعات إعلامية تعزز التغطية الإعلامية الإبداعية والمبتكرة.

معلناً عن تدشين مبادرة «حج ميديا هب»، التي تهدف لتسهيل مهام وسائل الإعلام خلال تغطيات موسم الحج، وإقامة معرض إعلامي تفاعلي يُبرز الخدمات المقدمة في موسم الحج، ويتوقع أن يصل عدد مستفيديها إلى أكثر من 2000 إعلامي وزائر دولي.

التمكين والتدريب واستقطاب الكفاءات

واختتم الدوسري كلمته بالحديث عن إطلاق الأكاديمية السعودية للإعلام، التي تهدف إلى التمكين والتطوير والتدريب في تخصصات المستقبل، إلى جانب عقد شراكات استراتيجية مبكرة ومبتكرة مع كبريات شركات التقنية ومنصات الإعلام العالمية، مثل: «غوغل»، و«هواوي»، و«علي بابا»، وغيرها.

قصة تستحق أن تُروى

من جانبه بيّن رئيس المنتدى السعودي للإعلام رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون محمد الحارثي، أن المنتدى يستضيف متخصصين من جميع أنحاء العالم «في الرياض عاصمة الإعلام العربي والتنمية التي تجمع من خلال هذا المنتدى نخبة من الإعلاميين والأكاديميين ليناقشوا ملامح التغيير والتطوير الإعلامي».

محمد الحارثي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون (يزيد السمراني)

وأضاف الحارثي أن السعودية تشهد نهضة تنموية شاملة على الأصعدة كافة وجميع المجالات، لافتاً إلى أن الإعلام مرآة للتغيرات العالمية.

وتابع أن المنتدى يتضمن مجموعة من الجلسات التي تناقش مستقبل الإعلام في ظلّ التحولات التقنية الهائلة، وأُطلقت حزمة من المبادرات الإعلامية بالتعاون مع الشركاء لتطوير القطاع ورفع مستوى الكفاءات.

وتابع: «لدينا قصة تستحق أن تُروى، والأبواب مفتوحة للجميع، حيث نستقبل ملايين الزوار سنوياً، وبإمكاننا تحسين وتطوير وإكمال المسيرة معاً».


مقالات ذات صلة

العيسى: المسلمون نهضوا بمعاني القيم الحضارية

الخليج الدكتور محمد العيسى يلقي خطبة الجمعة في أكبر جوامع مدينة دار السلام بتنزانيا (واس)

العيسى: المسلمون نهضوا بمعاني القيم الحضارية

أكد الشيخ الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي أن المسلمين نهضوا بكلّ معاني القيم الحضارية «فكانت خُلُقاً رفيعاً تَمثَّل في سلوكهم».

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
المشرق العربي الرئيس ميقاتي يتوسط وزيري الزراعة عباس الحاج حسن والبيئة ناصر ياسين خلال الإعلان عن الانضمام للمبادرة (رئاسة الحكومة)

لبنان ينضم إلى «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» ويطمح لـ«شراكة مستدامة»

أعلنت الحكومة اللبنانية انضمام لبنان إلى «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
يوميات الشرق مشهد من فعالية سابقة في «مركز فناء الأول» بمدينة الرياض (واس)

منتدى ثقافي لاكتشاف الممارسات الفنّية المعاصرة في السعودية‬⁩

تستعدّ مدينة الرياض لاحتضان منتدى ثقافي يوجّه نقاشاته لاكتشاف الممارسات الفنية المعاصرة في السعودية‬⁩، بمشاركة نخبة دولية من المتحدّثين والفنانين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

السعودية: أوامر ملكية بإعفاء وتعيين مسؤولين عسكريين

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أوامر بإعفاء وترقية وتعيين مسؤولين عسكريين، وذلك بناءً على ما عرضه الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
TT

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً، ما بين حفلات غنائية وموسيقية وعروض مسرحية، بالإضافة إلى أنشطة فنية ورياضية متعددة.

وشهدت النسخة الثانية تعاوناً بين إدارة المهرجان والهيئة العامة للترفيه، ممثلة في إدارة «موسم الرياض»، بتقديم عروض مسرحية في العلمين قادمة من «موسم الرياض»، من بينها مسرحيات «السندباد» لكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، و«التلفزيون» لحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، إلى جانب حفلات غنائية منها حفل الفنان العراقي كاظم الساهر.

ومنحت الشراكة بين «موسم الرياض» و«العلمين الجديدة»، زخماً كبيراً للفعاليات، حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «تقديم العروض المسرحية يُعدّ من أهم الإضافات التي شهدها المهرجان في نسخته الثانية العام الحالي، خصوصاً مع وجود نجوم كبار شاركوا في هذه العروض».

عمر خيرت مع إسعاد يونس ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأضاف عبد الرحمن أن «من بين الأمور المميزة في العروض التي تضمّنها المهرجان عدم اقتصار المسرحيات على النجوم، ولكن أيضاً على الشباب، على غرار مسرحيتي (الشهرة)، و(عريس البحر)، وهما العرضان اللذان لاقيا استحسان الجمهور، ما انعكس في نفاد تذاكر المسرحيات خلال ليالي العرض».

يدعم هذا الرأي الناقد الفني خالد محمود، الذي يشير إلى أهمية التعاون بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على المحتوى الفني المقدم للجمهور، مشيراً إلى أن «في النسخة الثانية من مهرجان (العلمين الجديدة) تحقق جزء كبير من الأحلام والطموحات التي جرى الحديث عنها بعد انتهاء الدورة الأولى، عبر مشاركة نجوم عرب في الحفلات على غرار ماجدة الرومي، وكاظم الساهر، بعد غياب لفترة طويلة».

وأشار محمود إلى «تنوع الحفلات الغنائية والفعاليات المصاحبة للمهرجان، خصوصاً فيما يتعلّق بالاستعانة بفرق الفنون الشعبية من مختلف المدن المصرية لتقديم عروضها في المهرجان بحفلات متنوعة»، لافتاً إلى أن «غياب البث المباشر للحفلات كان بمثابة نقطة ضعف لا بدّ من تجاوزها في النسخة المقبلة».

وتضمن المهرجان، الذي افتتح حفلاته الغنائية محمد منير في يوليو (تموز) الماضي، فعاليات جماهيرية كثيرة، منها الاحتفال بأبطال مصر الحاصلين على ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية، بالإضافة إلى إطلاق فعاليات مهرجان «نبتة»، الذي قدم أنشطة فنية وترفيهية للأطفال بمشاركة فنانين، من بينهم أحمد أمين وهشام ماجد.

محمد منير خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

ومن بين الحفلات الفنية الكبرى التي شهدها المهرجان، حفلات عمرو دياب، وتامر حسني، وعمر خيرت، وفريق «كايروكي»، بجانب تصوير عشرات الحلقات التلفزيونية مع نجوم الفن من مصر والعالم العربي الذين شاركوا في المهرجان.

وشهدت سماء مدينة العلمين الجديدة عروضاً جوية بالطائرات في الأيام الأخيرة للمهرجان، فيما قدمت فرق متعددة من جهات وأقاليم مختلفة عروضاً مجانية لمسرح الشارع.

إحدى فرق الفنون الشعبية ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأعلنت «اللجنة العليا» للمهرجان، في بيان، السبت، انتهاء الفعاليات بعد تحقيقه «خدمة توعوية وتثقيفية وسياسية وتنموية ومجتمعية للدولة المصرية وأبنائها بتنفيذ عدد غير مسبوق من الفعاليات الشاملة، ومشاركة جميع أطياف المجتمع المصري وفئاته العمرية والصحية والاقتصادية والتعليمية، واستقبال زوار من 104 جنسيات لدول أجنبية، وكذلك عدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والأجانب».

ويتوقف محمد عبد الرحمن عند إعلان المهرجان تخصيص 60 في المائة من الأرباح لدعم فلسطين للتأكيد على أن «تأثير المهرجان ليس فنياً ترفيهياً فقط، بل يحمل رسالة مجتمعية مهمة».

ويشير خالد محمود إلى «ضرورة استفادة المهرجان مما تحقّق على مدار عامين بترسيخ مكانته بين المهرجانات العربية المهمة، الأمر الذي يتطلّب مزيداً من التوسع في النُّسخ المقبلة التي تتضمن التخطيط للاستعانة بنجوم عالميين لإحياء حفلات ضمن فعالياته».