شتاء 2024 الأدفأ خلال 20 سنة... وغياب ظواهر مناخية

شهد فصل الشتاء تبايناً في درجات الحرارة بين الانخفاض والارتفاع (واس)
شهد فصل الشتاء تبايناً في درجات الحرارة بين الانخفاض والارتفاع (واس)
TT

شتاء 2024 الأدفأ خلال 20 سنة... وغياب ظواهر مناخية

شهد فصل الشتاء تبايناً في درجات الحرارة بين الانخفاض والارتفاع (واس)
شهد فصل الشتاء تبايناً في درجات الحرارة بين الانخفاض والارتفاع (واس)

شهد شتاء السعودية الحالي ارتفاعاً في درجات الحرارة مقارنة بالسنوات العشرين الماضية، وسجّلت فترة المربعانية نسبة برودة أقل من المعتاد؛ مما أدى إلى انخفاض الشعور بها هذا الموسم. و«المربعانية»، هي المؤشر الفعلي لدخول الشتاء إلى الجزيرة العربية، حيث تشتد فيها البرودة عن غيرها خلال هذا الفصل، وسميت بذلك لأن البعض يحدد أيامها بـ40 يوماً.

وقال حسين القحطاني، المتحدث الرسمي للمركز السعودي للأرصاد: «شتاء هذا العام أدفأ من السنوات السابقة، ولم نتجاوز مرحلة الصفر حتى الآن في جميع مناطق المملكة».

انخفاض الشعور بـ«المربعانية» بعد تسجيلها نسبة برودة أقل من المعتاد (واس)

وأوضح سبب هذا الدفء بأن هناك تبايناً في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء بين الانخفاض والارتفاع على نحو سريع، مرجعاً ذلك إلى تغير اتجاهات الرياح، حيث ترتفع درجات الحرارة بدعم من اتجاهات الرياح الجنوبية الرطبة، بينما تعاود الانخفاض نتيجة الرياح الشمالية الباردة التي تعطي إحساساً ببرودة أكبر.

وتشهد مدن ومحافظات منطقة الحدود الشمالية السعودية سنوياً، أرقاماً قياسية تصل إلى ما دون الصفر في فصل الشتاء، وتسقط الثلوج وتتجمّد المياه، وسجّلت محافظة طريف خلال الفترة من 2013 إلى 2022 أبرد مدينة سعودية بـ7 درجات تحت الصفر، وفقاً للسجلات المناخية للمركز.

منطقة الحدود الشمالية كانت تشهد تساقط الثلوج مع درجات حرارة دون الصفر (واس)

ويشير كبار سن من أهالي المنطقة إلى أن مربعانية شتاء هذا العام أكثر دفئاً من السنوات العشرين الماضية، ومختلفة كلياً عن تلك السنوات، منوهين إلى أن البرودة كانت شديدة جداً، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتحدثوا عن ظواهر مناخية لم تُشاهد هذا العام؛ كتكون الصقيع وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، مبيّنين أنها كانت تتكرر خلال السنوات الماضية في دلالة على شدة البرودة.

غياب ظواهر مناخية تكررت السنوات الماضية وتدل على شدة البرودة (واس)


مقالات ذات صلة

بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا قاعة طعام غارقة بالمياه في أحد الفنادق وسط طقس عاصف في النرويج (رويترز)

فيضانات وانهيارات أرضية في أعقاب هبوب عواصف في النرويج

ذكرت وسائل إعلام محلية، الجمعة، أن عواصف ليلية تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب غربي النرويج.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
أوروبا درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في أوروبا (أرشيفية - رويترز)

صيف 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق في جنوب شرقي أوروبا

أفاد تقييم أولي لخدمة «كوبرنيكوس» للتغير المناخي التابعة للاتحاد الأوروبي، بأن درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في منطقة جنوب شرقي أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا جزء من السيول التي شهدتها منطقة بني وليد شمال غربي ليبيا (الشركة العامة لخدمات النظافة)

ليبيا: وفاة مواطن وتضرُّر بعض الطرق جراء سيول جارفة

ضرب طقس عاصف مناطق بشمال غربي ليبيا؛ ما أدى إلى وفاة مواطن، بعدما غمرت السيول الجارفة حافلته، كما تضررت بعض الطرق؛ ما دفع السلطات المحلية إلى تعليق الدراسة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
TT

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)

لمصابيح المساجد المصنوعة في العهد المملوكي مكانة رفيعة في الفن الإسلامي؛ ولذلك تحرص المتاحف المتخصصة في الفنون الشرقية على وجود قطعة أو أكثر منها وبالنسبة إلى جامعي القطع الفنية؛ فالعثور على مصباح يعود لتلك الفترة وبحالة جيدة فذلك أمر شبه نادر الحدوث، ويضيف إلى القيمة العالية لتلك المصابيح نسبها والتاريخ المعروف عن توارثها. ولعل ذلك ما وجده المزايدون في مزاد «دار بونامز» (الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني) في مصباح عرضته الدار يعرف باسم «مصباح الأمير صرغتمش» من مصر، وتسبب في مزايدة تنافسية حامية بصالة المزاد وعبر الهواتف رفعت من سعر المصباح من السعر المقدر له الذي تراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني ليختتم المزاد على رقم لم يسبقه مثيل تجاوز الـ5 ملايين جنيه إسترليني.

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

يعود تاريخ المصباح إلى القرن الرابع عشر، وهو أحد أندر وأهم الأمثلة على الزجاج الإسلامي الذي عُرض في مزاد؛ ما يجعله للآن أغلى قطعة زجاجية بِيعت في مزاد على الإطلاق. وقد عُرِض المصباح من قِبل أحد أحفاد أول رئيس وزراء لمصر، نوبار باشا، بعد أن كان في العائلة لأكثر من قرن من الزمان. وقد عدَّته العائلة قطعة زخرفية - فقد اُسْتُخْدِم مزهريةً للزهور المجففة، بحسب بيان الدار.

من جانبه، عبَّر نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز» بعد المزاد عن سعادته بهذه النتيجة، مضيفاً أن «مصباح صرغتمش» هو عمل فني وحِرفي رائع. هذا المصباح ليس نادراً للغاية فحسب، بل إنه يتمتع بتاريخ عرض مثير للإعجاب وواسع، حيث عُرِض في بعض أهم متاحف باريس. وبحسب ساغارتشي، فلم تشهد السوق الفنية سوى ثلاثة مصابيح من ذلك العصر خلال القرن الحالي، ويرجع ذلك إلى سبب أن أغلب المصابيح المماثلة تقبع في المتاحف العالمية، ويضم متحف الفن الإسلامي في القاهرة عدداً كبيراً منها.

المصباح يعود في تاريخ ملكيته إلى دبلوماسي فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر الذي عُيّن مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843 وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا (1825 - 1899)، وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

تميز المصباح بحالة ممتازة وبالكتابات الملونة على الجزء العلوي منه، حيث كُتبت الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، وكُتب على المصباح أيضاً اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكان معلّقاً في مدرسة صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة التي أُسّست في عام 757هـ/ 1356م.

وتعدّ مصابيح المساجد من أكثر الأمثلة على الأواني الزجاجية التي تعود إلى العصور الوسطى براعة من الناحية الفنية في أي مكان في العالم. كانت تقنية التذهيب والطلاء بالمينا في الوقت نفسه فريدة في نوعها تقريباً في بلاط المماليك، حيث أُنْتِجت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر للزينة وتوفير الإضاءة في المساجد.