مَن هم المعرّضون للإرهاق في العمل؟ أداة جديدة تجيب

لا يتوقّف التوتر بالعودة إلى المنزل بعد نهار طويل

الإرهاق متلازمة مرتبطة بالعمل (الجامعة النرويجية)
الإرهاق متلازمة مرتبطة بالعمل (الجامعة النرويجية)
TT

مَن هم المعرّضون للإرهاق في العمل؟ أداة جديدة تجيب

الإرهاق متلازمة مرتبطة بالعمل (الجامعة النرويجية)
الإرهاق متلازمة مرتبطة بالعمل (الجامعة النرويجية)

حدّد باحثون في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، أبرز علامات احتمال تعرّضك لخطر الإرهاق نتيجة العمل. وأضافوا أنهم يعملون على تطوير أداة جديدة يمكنها تحديد المعرّضين لهذا الخطر، ونُشرت النتائج في المجلة الاسكندنافية لعلم النفس.

يُعرَّف الإرهاق عادةً بأنه متلازمة مرتبطة بالعمل، يحدث استجابةً من الجسم ضدّ مواقف أو أحداث تقود إلى الشعور بالتعب العقلي أو البدني.

ووفق الباحثين، لا يتوقّف التوتر والإرهاق بالضرورة عند العودة إلى المنزل في نهاية اليوم، حيث تمتدّ هذه التأثيرات غالباً إلى مجالات أخرى من الحياة، والعكس صحيح.

وأجرى الفريق دراستهم على 500 عامل نرويجي، لاختبار أداة جديدة لتحديد المعرّضين لخطر الإرهاق؛ تقيسه وفق 4 محدّدات، هي الشعور بالإرهاق الذهني في العمل، والشعور باللامبالاة تجاهه، ووجود صعوبة في التركيز، والشعور بعدم القدرة على التحكم بالمشاعر ورد الفعل تجاه التكليفات.

وأثبتت النتائج أنّ نحو 13 في المائة من الموظّفين الذين شملهم التقييم معرّضون لخطر الإرهاق الشديد.

ووفق الباحثين، إذا كنتَ تواجه متطلّبات وضغوطاً في العمل تبدو مستعصية على الحلّ، وقد عانيت بشكل متكرّر من الأعراض التالية في الأسابيع الأخيرة، فقد يكون ذلك علامة الإرهاق.

وأضافوا أنّ الأعراض تتمثّل في الشعور بالتعب العقلي أثناء العمل، والمكافحة من أجل الشعور بالحماسة تجاهه، والصعوبة في التركيز، والمبالغة في ردّ فعلك من دون قصد.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور ليون دي بير، إنه من المهم التعرُّف إلى العلامات المبكرة للإرهاق للتخفيف من آثارها الضارّة.

وأضاف أنّ عدم معالجة خطر إرهاق الموظّفين في الوقت المناسب يمكن أن تكون له عواقب طويلة المدى، إذ تشمل الآثار الجسدية والنفسية للإرهاق، أمراض القلب والأوعية الدموية، والألم المرتبط بإصابات العضلات والعظام، ومشكلات النوم، والاكتئاب، ويمكن أن تفقد المؤسّسات أيضاً موظّفين موهوبين، وتؤدّي إلى زيادة في الغياب المرضي، وفقدان الإنتاجية.

ووفق الدراسة، ثمة عوامل تزيد خطر الإرهاق، أبرزها أن تكون موظّفاً جديداً، ولديك احترام متدنٍ للذات، وتوقّعات وظيفية عالية بشكل غير واقعي، وأن تعاني سلوكيات ضارّة في بيئة العمل، مثل التنمّر أو الصراعات، بالإضافة إلى عدم تحقيق التوازن بين الجهد المبذول والمكافآت.

وثمة أسباب أخرى، منها ألا تناسب وظيفتك اهتماماتك ومؤهلاتك، وأن تكون ساعات العمل طويلة، وتؤدّي إلى قلة النوم، وعدم ممارسة الرياضة؛ إلى قلة تلقّي الدعم من الآخرين.


مقالات ذات صلة

ضغوط العمل قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في السلوك والانفعالات

يوميات الشرق ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)

ضغوط العمل قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في السلوك والانفعالات

أكدت دراسة جديدة أن ضغوط وإرهاق العمل ومحاولة الشخص الدائمة لدفع نفسه للصبر وممارسة ضبط النفس، يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة بالتحكم في المشاعر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الخليج مبادرات «رؤية 2030» جعلت من الإنسان محوراً لجميع برامجها ومشاريعها التطويرية (واس)

السعودية تنفي مزاعم بشأن ظروف العمل

نفى «مجلس السلامة المهنية» السعودي صحة ما تداولته منصات إعلامية من مزاعم بشأن ازدياد أعداد حالات الوفاة للعاملين بسبب ظروف العمل في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من جلسات ملتقى التحول الوطني الذي عُقد في جدة (الشرق الأوسط)

«الموارد البشرية»: سوق العمل السعودية لم تتأثر من التأشيرات الموسمية

أكد د. أحمد العبدالله، الوكيل المساعد لتطوير الأنظمة والأعمال في وزارة الموارد البشرية بالسعودية، عدم تأثر سوق العمل المحلية من التأشيرات الموسمية.

سعيد الأبيض (جدة)
تكنولوجيا الأداة تعمل جهاز تلقين للمرشحين للوظائف أثناء مقابلات العمل التي تجرى عَبر الإنترنت (أ.ف.ب)

أداة ذكاء اصطناعي تلقِّن المتقدمين للوظائف الإجابات أثناء مقابلات العمل

ابتكر باحثون أداة ذكاء اصطناعي تعمل جهاز تلقين للمرشحين للوظائف، أثناء مقابلات العمل التي تجرى عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ميزة التواضع قد تشجع الأشخاص من حولك على أن يكونوا أكثر إبداعاً وتعاوناً (رويترز)

هل ترغب بأن تصبح أكثر تأثيراً في العمل؟ ميزة واحدة تساعدك

غالباً ما يُنظر إلى الأشخاص الأقوياء على أنهم واثقون بأنفسهم ومنفتحون ولا يعتذرون، لكن أكثر الأشخاص تواضعاً يمكنهم في الواقع تحقيق أكبر قدر من التأثير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عالمة بحرية تقدم تفسيراً للغز «الحوت الجاسوس»: هرب من قاعدة روسية

الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)
الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)
TT

عالمة بحرية تقدم تفسيراً للغز «الحوت الجاسوس»: هرب من قاعدة روسية

الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)
الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)

قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن لغز الحوت الذي عُثر عليه نافقاً قبالة سواحل النرويج منذ أشهر، وقيل إنه «جاسوس روسي»، يبدو أنه تم حله على يد عالمة بحرية.

وذكرت أن ذلك الحوت الأبيض، الذي أطلق عليه السكان المحليون اسم «هفالديمير»، كان تصدر عناوين الأخبار قبل 5 سنوات، وسط تكهنات واسعة النطاق بأنه جاسوس بسبب وجود حزام حوله، وكان ذلك غير عادي؛ لأن الحوت الأبيض كان نادراً ما يُرى في تلك المنطقة، وكان يوجد حزام به يحمل كاميرا، حمل كلمات بالإنجليزية «معدات سانت بطرسبرغ»، ولفت الانتباه عندما اقترب من الصيادين قبالة ساحل النرويج.

وساعد صياد في إزالة الحزام من الحوت، الذي سبح بعد ذلك إلى ميناء هامرفست القريب، حيث عاش لعدة أشهر، ويبدو أنه لم يتمكن من اصطياد الأسماك لتناولها، لكنه جذب انتباه الزوار.

ومن جانبها، قالت الدكتورة أولغا شباك إنها تعتقد أن الحوت كان بالفعل ينتمي إلى الجيش الروسي، وهرب من قاعدة بحرية في الدائرة القطبية الشمالية، ولكنها لا تعتقد أنه كان جاسوساً بل كان يتدرب لحراسة القاعدة، وهرب لأنه «مشاغب».

ولطالما رفضت روسيا تأكيد أو نفي تدريب الحوت من قبل جيشها.

لكن شباك، التي عملت في روسيا في مجال أبحاث الثدييات البحرية منذ التسعينات حتى عودتها إلى موطنها أوكرانيا في عام 2022، قالت لـ«بي بي سي»: «بالنسبة لي هذا مؤكد بنسبة 100 في المائة».

واستندت الخبيرة في روايتها إلى محادثات مع أصدقاء وزملاء سابقين في روسيا، ظهرت في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية، حمل عنوان «أسرار الحوت الجاسوس».

وقالت إيف جوردان، الباحثة من هيئة المسح النرويجية للحيتان القاتلة: «كان من الواضح جداً أن هذا الحوت قد تم تدريبه على وضع أنفه على أي شيء يبدو وكأنه هدف لأنه كان يفعل ذلك في كل مرة، لكننا لا نعرف نوع المنشأة التي كان فيها، لذلك لا نعرف ما تم تدريبه عليه».

واتخذت النرويج ترتيبات لمراقبة وإطعام الحوت الأبيض، بعد أن انبهرت بقصته، وأطلقت عليه اسم «هفالديمير»؛ إشارة إلى «هفال» وهي كلمة نرويجية تعني: الحوت، واسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولم ترغب شباك في ذكر أسماء مصادرها في روسيا من أجل سلامتهم، لكنها قالت إنها أُبلغت أنه عندما ظهر الحوت الأبيض في النرويج، حدده خبراء الثدييات البحرية الروسية على الفور على أنه أحد حيواناتهم.

وقالت: «وصلت رسالة من خلال أطباء بيطريين ومدربين، أنهم يفتقدون الحوت (أندروها)».

وفقاً لشباك، تم الإمساك بأندروها/هفالديمير لأول مرة في عام 2013 في بحر أوخوتسك في أقصى شرق روسيا، وبعد عام تم نقله من منشأة مملوكة لمركز دولفيناريوم في سانت بطرسبرغ إلى البرنامج العسكري في القطب الشمالي الروسي.

وذكرت: «أعتقد أنهم عندما بدأوا تدريبه في المياه المفتوحة، كانوا واثقين من أنه لن يسبح بعيداً، لكنه هرب، وما سمعته من الرجال الذين اعتادوا أن يكونوا معه هو أنه كان ذكياً؛ لذا فهو اختيار جيد للتدريب، ولكن في الوقت نفسه، كان مشاغباً إلى حد ما، لذلك لم يفاجأوا بأنه تخلى عن متابعة القارب وذهب إلى حيث أراد».

ووفقاً لـ«بي بي سي»، أُظهِرت صور الأقمار الاصطناعية القاعدة البحرية الروسية، ما يشير إلى أنه من الممكن أن يكون الموطن القديم للحوت.

وذكر الصحافي النرويجي توماس نيلسن: «قد يخبرنا موقع الحيتان البيضاء بالقرب من الغواصات والسفن أنها جزء من نظام حراسة».

ومن جانبها، لم تتطرق روسيا رسمياً أبداً إلى الادعاء بأن الحوت تم تدريبه من قبل جيشها، لكن موسكو لديها تاريخ طويل في تدريب الثدييات البحرية لأغراض عسكرية.

وقال العقيد الاحتياطي الروسي فيكتور بارانيتس في حديثه في عام 2019: «إذا كنا نستخدم هذا الحوت للتجسس، فهل تعتقد حقاً أننا سنرفق رقم هاتف محمول مع الرسالة الرجاء الاتصال بهذا الرقم؟».

وللأسف، فإن قصة الحوت المذهلة ليس لها نهاية سعيدة، فبعد أن تعلم إطعام نفسه، أمضى سنوات في السفر جنوباً على طول ساحل النرويج وفي 2023 تم رصده قبالة ساحل السويد.

وفي 2024 تم العثور على جثته عائمة في البحر، بالقرب من الساحل الجنوبي الغربي للنرويج، فهل تمكنت الذراع الطويلة لروسيا من اللحاق به؟ يبدو أن الأمر ليس كذلك.

فعلى الرغم من أن بعض منظمات حقوق الحيوان رجحت أن الحوت قد تم إطلاق النار عليه، فإن هذا التفسير لم يتم تقديمه.

رفضت الشرطة النرويجية هذا الأمر، وقالت إنه لا يوجد ما يشير إلى أن النشاط البشري تسبب بشكل مباشر في وفاة الحوت.

وكشف فحص ما بعد الوفاة عن أن الحوت نفق بعد أن علقت عصا في فمه.