دوللي عياش: مواقع التواصل أفقدت الساحة الفنية صدقيتها

تتحدّث مع «الشرق الأوسط» عن عودتها إلى الشاشة اللبنانية ببرنامج «هاي لايت»

ترى أنّ مواقع التواصل خربت الساحة الفنية (صور دوللي عياش)
ترى أنّ مواقع التواصل خربت الساحة الفنية (صور دوللي عياش)
TT

دوللي عياش: مواقع التواصل أفقدت الساحة الفنية صدقيتها

ترى أنّ مواقع التواصل خربت الساحة الفنية (صور دوللي عياش)
ترى أنّ مواقع التواصل خربت الساحة الفنية (صور دوللي عياش)

يتابع اللبنانيون عبر شاشة «إل بي سي آي» برنامج «هاي لايت» الذي يتناول أخبار المشاهير وأحدث أعمالهم الفنية. من خلاله، عادت المذيعة والممثلة دوللي عياش إلى الشاشة اللبنانية بعد غياب. ومع نجم «ستار أكاديمي» في موسمه الأول، الفنان المصري محمد عطية، تُشكّل ثنائية متناغمة. فهما يعرفان كيف يتبادلان كرة التقديم، وقراءة أخبار الفنانين بحوار رشيق ومسلٍّ.

تشير عياش في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أنّ البرامج التلفزيونية تفتقد مؤخراً ثنائيات التقديم. وتتابع: «قلة منها نجحت في الماضي، فهي تتطلّب الانسجام بين الطرفين، وتبادُل الحوارات بشكل سلس؛ لذا يصعب صنعها بسهولة».

تؤلّف مع محمد عطية ثنائية متناغمة (صور دوللي عياش)

ثنائيتها مع عطية تدور في الفلك التلفزيوني المطلوب. فالتناغم بينهما يمكن لمسه بسرعة. كما أنهما يعرفان كيف يلوّنان البرنامج بـ«قفشات» كوميدية، ما جذب المُشاهد وشدّه لمتابعته منذ حلقاته الأولى.

وعن التعاون بينهما، تقول: «جميعنا في العالم العربي نعرف نجم (ستار أكاديمي)، فقد ترك لدى الجمهور أثراً طيباً لخفّة ظلّه، ومواهبه الفنية المتعدّدة. عندما اتصلت (إل بي سي آي) بي، وأخبرتني أنه شريكي في (هاي لايت)، فوجئتُ. فلم يسبق أن التقيتُ به، ولا أعرفه من قرب، ولكن سرت كيمياء بيننا، وعرفتُ لاحقاً أنّ القلق أصابه أيضاً لعلمه بمشاركتي البرنامج معه. اعتقادنا كان خاطئاً، وبُني على أحكام مسبقة، إلى أن تبدّلت الأمور، وشكّلنا ثنائية يستسيغها المُشاهد، وينتظرها مساء كل سبت».

نسألها عن الثنائية التلفزيونية التي لا تزال تتذكرها، فتردّ: «مضى وقت طويل على الثنائيات الناجحة، ولكن تستحضرني واحدة من الأنجح، وُلدت بين كارلا حداد وطوني أبو جودة، فقدّما برنامجاً جميلاً لقي النجاح المطلوب».

برأيها، عاش التقديم الثنائي فترة ذهبية في الماضي؛ وعن أسباب تراجعه، تقول: «ربما لصعوبة إيجاد شخصين متناغمين. كما أنّ مذيعين يفضّلون أن تُسلّط الأضواء عليهم فقط، من دون تقاسمها مع أحد. إنها مسألة ثقة بالنفس، وعندما تحضُر يصبح من الصعب اهتزاز أي عامل آخر».

عياش ابنة الشاشة الصغيرة، سبق أن خاضت تجارب مختلفة في هذا المجال. غابت عن الشاشة اللبنانية، لتطلّ عبر أخرى عربية. برأيها، «نسبة المشاهدات التلفزيونية تراجعت»، وتتابع: «أنا مثلاً، لا أشاهد التلفزيون إلا عندما أزور أمي. فهي تتابعه دائماً، بعكس جيل الشباب المتّجه نحو المنصّات. وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً في هذا السياق، وقدّمت المحتوى التلفزيوني للجمهور على طبق من فضة. فعندما أريد أن أعرف عن المسلسلات أو الأعمال الفنية الأخرى الناجحة، أتصفّح هاتفي».

ترى الساحة الفنية في وضعية تراجع (صور دوللي عياش)

تتحدّث عن زمن دخولها العمل التلفزيوني بحسرة: «ليت تلك الأيام تعود، فكانت الساحة تنبض مثل خلية نحل. لكنّ اكتساح مواقع التواصل أدخل تغييرات كثيرة. يمكنني القول إنها خربت كل ما بُني، وأفقدت الساحة صدقيتها. فالناس ما عادوا يرضون بالقليل، ومعظمهم أصيب بالجشع، ويطالب بالمزيد. في الماضي، كنا نشعر بالرضا لأقل نجاح نحقّقه بتعب واجتهاد. لكن مواقع التواصل سمحت للناس بحشر أنوفهم في حياة الآخرين، وأغرتهم ببريق المظاهر».

تعترف عياش بأنّ للشهرة حلاوتها، ومحبّة الناس تزيدها رونقاً. ما يستوقفها اليوم هو هذا التعطّش لها، وإنْ تطلّب الأمر من صاحبه الانتقاص من قَدْره. تقول: «بعض المشاهير لا يوفّرون فرصة للبقاء تحت الضوء، وإنْ على حساب تقديم ما لا يليق بمسيرتهم. ذلك كله بسبب وسائل التواصل. فهي بدل أن تُطوّر الإنسان، تدفعه إلى التهوّر». وتوضح: «(التيك توك) مثلاً، تطبيق أخجل مرات من تصفُّح منشوراته. تُحزنني مشاهدة أشخاص اعتلوا مكانات مرموقة في الفنّ، ويحاولون اليوم مجاراة الموجة بتصرّفات لا تليق بهم. ولأنني أصبحت مؤخراً أماً، صرتُ أخاف على مستقبل ابنتي من هذه التطبيقات. أساليب وطرق استُحدِثت من أجل تصدر الـ(ترندات)، وهو أمر مخزٍ».

عودتها إلى الدراما التلفزيونية متوقّعة (صور دوللي عياش)

عن مشاريعها المستقبلية، وهل بينها عروض درامية، تجيب: «ابتعدتُ عن الدراما لانشغالي بأمور مهنية وعائلية. اليوم، أنتظر العرض المناسب لأعود. وكما القصة والحبكة، فإنني أعطي الدور أهمية كبرى. لا أستطيع لعب أدوار الشرّ، إذ أراني قد أفشل فيها. كذلك الأمر بالنسبة إلى أخرى تتطلّب الجرأة».

أما عن التطوّر الفني الذي لفتها خلال تقديمها برنامج «هاي لايت»، فتختصره بالقول: «إنه التطوّر اللافت في السعودية، اطّلعتُ عليه من كثب خلال تغطية لمهرجان (جوي أووردز)، وفعاليات (موسم الرياض). نشعر بالفخر حيال عناية المملكة بالفنّ والعمل على تطويره. كما أنّ فتح أبوابها للنجوم الأجانب والعرب للتعرُّف على قدراها الفنية، أمر يستحق التصفيق».


مقالات ذات صلة

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

يوميات الشرق برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

«يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند)».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

فيصل بن سلمان يشكر أسرة سلمان الشبيب على إهداء مكتبة والدهم إلى «المكتبة الوطنية»

الأمير فيصل بن سلمان لدى استقباله ورثة «الشبيب» حيث قدّم لهم الشكر على مبادرتهم بإهداء مكتبة والدهم الخاصة إلى «الوطنية» (واس)
الأمير فيصل بن سلمان لدى استقباله ورثة «الشبيب» حيث قدّم لهم الشكر على مبادرتهم بإهداء مكتبة والدهم الخاصة إلى «الوطنية» (واس)
TT

فيصل بن سلمان يشكر أسرة سلمان الشبيب على إهداء مكتبة والدهم إلى «المكتبة الوطنية»

الأمير فيصل بن سلمان لدى استقباله ورثة «الشبيب» حيث قدّم لهم الشكر على مبادرتهم بإهداء مكتبة والدهم الخاصة إلى «الوطنية» (واس)
الأمير فيصل بن سلمان لدى استقباله ورثة «الشبيب» حيث قدّم لهم الشكر على مبادرتهم بإهداء مكتبة والدهم الخاصة إلى «الوطنية» (واس)

قدّم الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، شكره وتقديره لورثة سلمان بن حمود الشبيب، على مبادرتهم بإهداء مكتبة والدهم الخاصة إلى المكتبة الوطنية.

وأشاد الأمير فيصل بن سلمان خلال لقائه أسرة الشبيب، بهذه المبادرة التي من شأنها دعم مقتنيات المكتبة الوطنية وإثراء محتواها الثقافي بما فيه خدمة الباحثين والمستفيدين، مؤكداً أن مقتنيات المكتبة المهداة ستحظى بالعناية اللازمة التي تمكن الباحثين من الاستفادة منها على أفضل وجه.

يذكر أن المكتبة المهداة تحوي عدداً من الدوريات والمجلات الرائدة منذ العدد الأول، أبرزها مجلة المقتطف (1876م)، ومجلة الهلال (1892م)، إضافة إلى عدد من نفائس الكتب في شتى مجالات العلوم والمعارف، فالراحل كان دبلوماسياً ومؤلفاً ومشتغلاً بالكتب وصاحب «دار الإصدارات» أحد أقدم دور النشر في الرياض، كما أضاف إلى المكتبة العربية عدداً من الكتب والمؤلفات المترجمة.

وفي نهاية اللقاء منح الأمير فيصل بن سلمان شهادة تقديرية من مكتبة الملك فهد الوطنية، لعائلة الشبيب مقدمة من المكتبة؛ تقديراً لهم على مبادرتهم.

وسلمان الشبيب، دبلوماسي ومؤلف وصاحب «دار الإصدارات» أحد أقدم دور النشر في الرياض، توفيّ في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس، ودُفن بالرياض.

وأثرى الراحل المكتبة العربية مؤلفاً ومترجماً لعدد من الكتب التي حققت شهرة على مستوى العالم، من أهمها: «عهود خالدة - من الإرث التاريخي في المعاهدات»، و«قاموس في الدبلوماسية».

كما ترجم الراحل الشبيب كتاب «ممارسة الدبلوماسية - تطورها ونظرياتها وإداراتها»، لكيث هاميلتون وريتشارد لانجهورن، وعدت الترجمة العربية للكتاب هي الوحيدة، والأشهر، وغطى الكتاب البدايات الأولى للعمل الدبلوماسي في الشرق القديم، والإمبراطورية الرومانية والحضارات العربية القديمة إلى مرحلة التطور والتوسع الدبلوماسي ومراحله الانتقالية إلى اليوم.