التفاوض على الراتب في مقابلات العمل... كيف تقنع مسؤولي التوظيف؟

إذا كنت لا تعيش في بلد حيث يتطلب القانون فيه الإفصاح عن نطاق الأجور فلا يزال بإمكانك الإشارة إلى أنها ممارسة متنامية (رويترز)
إذا كنت لا تعيش في بلد حيث يتطلب القانون فيه الإفصاح عن نطاق الأجور فلا يزال بإمكانك الإشارة إلى أنها ممارسة متنامية (رويترز)
TT

التفاوض على الراتب في مقابلات العمل... كيف تقنع مسؤولي التوظيف؟

إذا كنت لا تعيش في بلد حيث يتطلب القانون فيه الإفصاح عن نطاق الأجور فلا يزال بإمكانك الإشارة إلى أنها ممارسة متنامية (رويترز)
إذا كنت لا تعيش في بلد حيث يتطلب القانون فيه الإفصاح عن نطاق الأجور فلا يزال بإمكانك الإشارة إلى أنها ممارسة متنامية (رويترز)

أصبح من السهل هذه الأيام معرفة المبلغ الذي ستدفعه أي شركة للموظفين المحتملين، قبل إجراء مقابلات العمل.

ولقد أصدرت أكثر من 12 ولاية ومدينة ومقاطعة في الولايات المتحدة قوانين الإفصاح عن الأجور؛ حيث يُطلب من أصحاب العمل من حجم معين إدراج نطاق الرواتب للوظيفة المفتوحة. ويعيش الآن أكثر من 1 من كل 4 عمال في الولايات المتحدة في مكان يحق لهم فيه رؤية نطاقات الأجور في إعلانات الوظائف.

ولكن بمجرد حصولك على هذه المعلومات، كيف يمكنك فعلياً الاستفادة من نطاقات الأجور للتفاوض على عرض العمل؟

الأمر بسيط، مثل طرح سؤال واحد مباشر في مقابلة عمل، كما تقول شانيل هاول (31 عاماً)، وهي مسؤولة توظيف في مدينة نيويورك، أجرت مقابلات مع مئات خلال عملها لدى «Goldman Sachs»، و«Bridgewater Associates»، ومن خلال شركتها الاستشارية الخاصة، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

لقد أعطت مؤخراً هذا المثال: لنفترض أنك تُجري مقابلة لشغل منصب ينص على أن نطاق الراتب يتراوح بين 100 ألف دولار و150 ألف دولار.

في المقابلة مع مدير التوظيف، يجب أن تسأل: «هل يمكنك أن تخبرني ما المهارات والخبرات التي تفصل المرشح الذي يتقاضى 100 ألف دولار عن المرشح الذي سينال 150 ألف دولار؟».

سيدفع هذا السؤال الشخص المسؤول عن إجراء المقابلة إلى شرح استراتيجية التعويض الخاصة بهذا الدور. على سبيل المثال، قد يقول إن المرشح في الطرف العلوي من النطاق لديه عدد معين من السنوات في هذا المجال، أو أدار عدداً معيناً من الأشخاص، أو قاد مشاريع محددة، أو أنه خبير في مهارات خاصة.

استخدِم هذه المعلومات لتكوين المهارات والإنجازات التي يمكنك مناقشتها بناءً على خلفيتك الخاصة. المفتاح هو تكرار هذه الصفات طوال المقابلة -كما تؤكد هاول- للمساعدة في بناء قضيتك حول سبب كونك مرشحاً مميزاً.

وتشرح هاول: «بعد ذلك، في وقت لاحق من عملية التفاوض، يمكنك استخدام كلماتهم الحرفية لتبرير سبب استحقاقك لمزيد من المال». بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى المحادثات النهائية وتحصل على عرض شفهي، يكون الوقت قد حان لاستعراض كيفية تلبية توقعات المرشح الأعلى أجراً، ثم مواجهة العرض بالراتب الذي تريده عند الحد الأعلى من النطاق.

وتتابع الخبيرة: «المفتاح هو دفع صاحب العمل إلى تحديد سبب استحقاق شخص ما لهذا المبلغ، ومن ثم إنشاء قصتك حول ذلك... وبعبارة أخرى: اجعلهم يعطونك الإجابات».

ماذا تفعل إذا كنت لا تعرف نطاق الراتب؟

حتى إذا كنت لا تعيش في بلد حيث يتطلب القانون الإفصاح عن نطاق الأجور، فلا يزال بإمكانك الإشارة إلى أنها ممارسة متنامية وأنك ترغب في تطبيقها في وضعك.

تقول هاول إنها شاهدت نجاح هذه الاستراتيجية «مراراً وتكراراً» بين الأشخاص الذين تدربهم. استخدم أحد العملاء الجدد الذي يعمل في مجال التسويق إطار العمل هذا للتفاوض على زيادة بنسبة 20 في المائة في العرض الأولي، أو ما يقرب من 15 ألف دولار إلى 20 ألف دولار.

قد تدرج بعض الأوصاف الوظيفية نطاقات رواتب واسعة جداً، بحيث لا تكون مفيدة. في تلك الحالات، لا يزال عليك التساؤل عما يضع المرشح في قمة النطاق. على سبيل المثال، قد يقول مسؤول التوظيف إن الجزء العلوي من النطاق محجوز لشخص لديه عقود من الخبرة، أو مستوى من الأقدمية لا تتمتع به بعد. إذا كان الأمر كذلك، توصي هاول بالسؤال عن متوسط مستوى الأجر المتوقع، وما الذي يساعد المرشح المؤهل على التميز.

وكونك -فقط- لم تصل إلى قمة النطاق على الفور، فهذا لا يعني أنك لن تصل إلى هناك. تشير هاول إلى أنه من الممكن أن يشمل النطاق المعلن نمو الراتب المتوقع للوظيفة بعد بضع سنوات.


مقالات ذات صلة

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

يوميات الشرق القدرة على التكيّف هي مهارة شخصية «يتزايد الطلب عليها» في مجموعة واسعة من الصناعات (رويترز)

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

اكتشف فولر أن ما يميّز أصحاب الإنجازات العالية عن أي شخص آخر، ليس ثقتهم أو فطنتهم التجارية، وإنما قدرتهم على التكيف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بالنسبة لأولئك الذين يتلقون المئات من الرسائل الإلكترونية يومياً من الضروري تجربة استراتيجيات فعالة لإدارة البريد الوارد (رويترز)

ما أهم نصيحة لتواصل أفضل عبر البريد الإلكتروني؟

إذا كنت تريد أن تتحسن في إتقان لعبة البريد الإلكتروني فيجب عليك إعطاء الأولوية لشيء واحد، كما يقول أحد خبراء اللغة: حسن التوقيت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)

الموظفون يعيشون «أزمة ثقة» برؤسائهم... ما السبب برأي علم النفس؟

إذا كنت تواجه أزمة ثقة بمديرك في الوقت الحالي، فأنت لست وحدك، حسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يهدف التدريب لتزويد المديرين بالمهارات اللازمة لدعم الصحة العقلية للأشخاص الذين يديرونهم (جامعة نوتنغهام )

تدريبات الصحة العقلية تحسن أداء المديرين

يرتبط التدريب على الصحة العقلية للمديرين التنفيذيين ارتباطاً وثيقاً بأداء أفضل للأعمال داخل مؤسساتهم، كما يمكن أن يوفر للشركات أموالاً كبيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
لمسات الموضة كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

شارك ديريك جاي، خبير الموضة ببعض نصائح للرجال لاختيار الملابس المناسبة للمكتب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.