«أما الفائز بـ(أوسكار 2024) كأفضل مخرج فهو كريستوفر نولان، وذلك عن فيلمه (أوبنهايمر)...». يستطيع المرء أن يتوقع إعلان فوز المخرج نولان بهذه الكلمات في حفل «الأوسكار» بعد نحو شهر من الآن، وذلك بعد فوزه قبل يومين بجائزة «نقابة المخرجين الأميركية».
إن لم يكن بسبب قيمة الفيلم، وإن لم يكن بسبب هذه الموجة من الجوائز التي نالها فيلمه الجديد حتى الآن (265 جائزة حسب «IMDB»)، فبسبب حسبة بسيطة تظهر لنا أنه منذ إنشاء جائزة المخرجين سنة 1948 نال المخرجون الفائزون بها «الأوسكار». في الواقع، ثماني مرّات فقط في تاريخ جائزة المخرجين هذه لم ينجح المخرجون الفائزون بها في نيل «الأوسكار».
في تلك الحقبة، كان المخرجون القدامي هم من يحكمون نتائج الجائزة، وكانوا مجموعة من المخرجين المشهورين أمثال فرنك كابرا ودلمر دَڤز وجورج مارشال إلى جانب آخرين لم تُكتب لهم الشهرة على كثرة أفلامهم أمثال جورج سيدني وبروس همبرستون ونورمان توروغ.
وهي مُنحت في ذلك العام إلي هوارد هوكس عن «نهر أحمر» وفرد زنمان عن «البحث» (The Search) وأنتول ليتڤاك عن «حفرة الأفعى» وجوزف مانكوڤيتز عن «رسالة إلى ثلاث زوجات».
في عام 1970 تم تغيير النظام بحيث تُمنح هذه الجائزة لمخرج واحد فقط، ومن حينها تدلنا وثائق النقابة، أنه مرتان فقط تم ترشيح مخرج عن فيلمين في العام ذاته هما فرنسيس فورد كوبولا سنة 1974 عن «العراب 2» و«المحادثة» (وهو نال الجائزة عن «العراب 2» بالفعل)، وستيفن سودربيرغ سنة 2000 عن فيلميه «ترافيك» و«إرين بروكوڤيتش» (لم ينل الجائزة عن أي من هذين الفيلمين).
ثلاث فائزات فقط
عدد أعضاء النقابة من مخرجين عاملين في حقلي السينما والتلفزيون يبلغ نحو 19 ألف عضو، في حين يبلغ عدد أعضاء الأكاديمية 9427، ما يعني بطبيعة الحال أن عدداً محدوداً من أعضاء النقابة هم أيضاً أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي تمنح «الأوسكار».
على ذلك، نسبتهم كبيرة (الثانية بعد نسبة أعضاء الأكاديمية من الممثلين)، وهذا ما يفسّر أن «أوسكار» أفضل مخرج تذهب عادة للمخرج الفائز بجائزة النقابة. كما يفسّر شعور المخرج كريستوفر نولان بأنه بات على مرمى حجر من اقتناص «الأوسكار» هذا العام.
فوز نولان بهذه الجائزة، وإلى جانب أنه تمهيد لنيله «الأوسكار» كذلك، هو فوز على الذين شاركوه الترشيحات، وهم: ألكسندر باين عن «المستمرّون» (The Holdovers9) وغريتا غرويغ عن «باربي» ومارتن سكورسيزي عن «قتلة مون فلاور» ويورغوس لانتيموس عن «أشياء بائسة».
الملاحظ أن «قتلة مون فلاور» نال العديد من جوائز حلقات النقاد والمؤسسات التي هي أصغر حجماً من النقابة والأكاديمية، وبعدد يفوق ما نالته غرويغ أو لانتيموس أو باين.
الفوز النسائي بهذه الجائزة كان دائماً محدوداً غالباً بسبب قلّة عدد المخرجات اللواتي وصلن إلى مرتبة الترشيحات وانخفاضه في مقابل المخرجين الرجال.
في عام 2010 فازت كاثلين بيغلو بجائزة «نقابة المخرجين الأميركية» عن فيلمها «خزانة الألم» (The Hurt) المُنتج سنة 2009، ثم مرّت عدة سنوات قبل أن تُمنح كليو زاو الجائزة عن «Nomadland» سنة 2020، ثم في العام التالي، نالتها جين كامبيون عن «قوّة الكلب».
أخيراً، هناك ثلاثة من الذين تم ترشيحهم لجائزة النقابة مرشحون، وهم: نولان وسكورسيزي ولانتيموس. ومع أن النتيجة بدأت ترتسم فإن هناك مجالاً للمفاجأة في هذا النطاق، لكنها ستكون فقط بين سكورسيزي ونولان.