«آرت كايرو» يثير حراكاً تشكيلياً لافتاً في مصر

يضم 1500 عمل... ويستضيفه المتحف الكبير

من أعمال الفنانة الرائدة زينب السجيني (الشرق الأوسط)
من أعمال الفنانة الرائدة زينب السجيني (الشرق الأوسط)
TT
20

«آرت كايرو» يثير حراكاً تشكيلياً لافتاً في مصر

من أعمال الفنانة الرائدة زينب السجيني (الشرق الأوسط)
من أعمال الفنانة الرائدة زينب السجيني (الشرق الأوسط)

أضفت فعالية «آرت كايرو» حراكاً فنياً مُغايراً في فضاء المتحف المصري الكبير (غرب القاهرة)، وذلك من خلال عرضه لأعمال نحو 200 فنانٍ من مصر والعالم العربي، وهي الفعالية التي ترعاها وزارتا الثقافة والسياحة والآثار في مصر، وتستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي.

الفنانة شيريهان خلال زيارتها للمعرض (الصفحة الرسمية للفنانة على «إنستغرام»)
الفنانة شيريهان خلال زيارتها للمعرض (الصفحة الرسمية للفنانة على «إنستغرام»)

تتراوح أعمال المعرض الفني ما بين الرسم والتصوير والنحت والخَزف، وذلك من خلال مشاركة أكثر من 30 «غاليري» فنيّاً بأعمالهم خلال النسخة الخامسة من الفعالية. ويشير محمد يونس، مؤسس «آرت كايرو»: «تُعد هذه الدورة الكبرى، على الرّغم من صعوبة تنفيذها، نظراً للأحداث المحيطة في المنطقة العربية وأحداث غزة، والظروف الاقتصادية في مصر، لكننا كنا مصرّين على أن تخرج هذه الدورة في أفضل صورة، ولا سيما أن (آرت كايرو) هو المعرض الأول عربياً، بين 260 (آرت فير) عالمياً، وذلك بمشاركة 35 (غاليري) من مصر والمنطقة العربية، بأكثر من 1800 عمل فني»، كما يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

جانب من مقتنيات الفنانة جومانا مراد (الشرق الأوسط)
جانب من مقتنيات الفنانة جومانا مراد (الشرق الأوسط)

ويضيف يونس أن شراكة وزارة الثقافة المصرية في الدورة الحالية لـ«آرت كايرو» كانت من أبرز المحاور التي تخصّ العام الحالي: «منحت لنا الوزارة فرصة استعارة أعمال من أهم الأعمال الفنية المعروضة في المتاحف لعرضها أمام الجمهور هذه الأيام في الفعالية، وهذا الأمر يقرّب الأعمال المتحفية من الزائر، حيث يستطيع زائر الفعالية أن يشاهد أعمالاً قد يكون لم يشاهدها من قبل لقامات مثل محمود سعيد وإنجي أفلاطون، أعارها لنا قطاع الفنون التشكيلية، ما من شأنه أن يخلق اهتماماً لدى الزوار فيما بعد لزيارة متحف الفن الحديث وقصر عائشة فهمي وغيرهما من الجهات المتحفية التي ربما لم يزرها كثيرون حتى الآن، وكان من أبرز أهداف (آرت كايرو) تسليط الضوء عليها في هذه الدورة».

فنون النحت والتصوير في واحدة من قاعات العرض (الشرق الأوسط)
فنون النحت والتصوير في واحدة من قاعات العرض (الشرق الأوسط)

ويشير يونس إلى أن عدد زوار المعرض تجاوز حتى السبت 6 آلاف شخص، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار بنهاية الفعالية إلى 20 ألف زائر، على حد تعبيره.

ولفتت الفنانة المصرية شيريهان الأنظار بحضورها افتتاح «آرت كايرو»، وذلك بعد نشرها صوراً من زيارتها للمتحف المصري الكبير على صفحتها الشخصية على «إنستغرام»، وكتبت: «لقد تركت داخلي تلك الزيارة انطباعات أن لدينا فنانين شديدي الموهبة»، وظهرت صورها وهي تتأمل عدداً من لوحات المعرض الفني، علاوة على التقاطها صوراً في بهو المتحف المصري الكبير.

جانب من الأعمال المشاركة بالمعرض (الشرق الأوسط)
جانب من الأعمال المشاركة بالمعرض (الشرق الأوسط)

ويُعّدُ الفنان المصري مهني ياؤد، الأستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا والمشارك في «آرت كايرو»، أن قيمة هذه الفعالية تكمن في طرحها رؤية بانورامية للمشهد الفني العربي المعاصر، ونبذة عن كل فنان من خلال عمله المشارك، وتوازي تلك الفعالية معارض الفن في العواصم العالمية، مثل «آرت بازل»، بما يجعلها مناسبة سنوية لمحبي ومقتني الفنون عبر العالم لزيارة القاهرة خلال الفترة من فبراير (شباط) كل عام للاقتراب من تطورات المشهد الفني بها، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

بهو المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
بهو المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)

ويخصص «آرت كايرو» هذا العام قاعة لتكريم الفنان عبد الوهاب الوشاحي، الذي يُعدّ أبرز النحاتين والفنانين التشكيليين في مصر والعالم، علاوة على قاعة لأعمال الفنانات المصريات الرائدات، وقاعة لأعمال مُكرّسة لفلسطين، تتّخذ ثيمات مختلفة من فنونها وتراثها مثل موسم الزيتون، فيما تطرح الفنانة السورية جومانا مراد وزوجها ربيع بسيسو جانباً من مجموعتهما الفنية الخاصة للعرض خلال الفعالية.

شيريهان في المعرض (حسابها على «إنستغرام»)
شيريهان في المعرض (حسابها على «إنستغرام»)

وتسعى الحكومة المصرية لافتتاح المتحف المصري الكبير رسمياً خلال العام الحالي، وذلك بعد تشغيل أجزاء منه بشكل تجريبي في الآونة الأخيرة، وقد تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، السبت، مشروع إنشاء الممشى السياحي الرابط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات، الذي يمتدّ لنحو 1200 متر.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد ترينالي الغرافيك الدولي بعد غياب 19 عاماً

يوميات الشرق افتتاح ترينالي الغرافيك بعد 19 عاماً من التوقف (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تستعيد ترينالي الغرافيك الدولي بعد غياب 19 عاماً

استعادت مصر، ترينالي الطبعة الفنية (الغرافيك) الدولي في دورته السادسة، بعد توقف دام 19 عاماً، ويشارك في النسخة الجديدة التي انطلقت الثلاثاء أكثر من 200 فنان.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق لوحات المعرض رصدت معالم سياحية وطبيعية (الشرق الأوسط)

مهرجان قاهري للألوان المائية يحتفي بالطبيعة في مواجهة الحرب

في مهرجان الألوان المائية الدولي المقام حاليا بقاعة نقابة الفنانين التشكيليين بساحة دار الأوبرا المصرية يتجلى الاهتمام بالطبيعة وعناصرها في مواجهة العنف والحرب.

حمدي عابدين (القاهرة)
يوميات الشرق مجموعة لوحات بيضون تعكس مزاجه الصباحي (الشرق الأوسط)

«تمارين الصباح الرياضية»... علاج بريشة تشفي

وقع الصمت يلمس زائر معرض وسام بيضون «تمارين الصباح الرياضية»، في غاليري «آرت أون 56»، ببيروت. لاشعورياً ينتاب ناظر لوحاته هدوء بالغ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنان الألماني أنسليم كييفر (يوتيوب)

لوحات مسروقة للرسام الألماني كيفر تعاود الظهور في باريس

لا يتعلق الأمر هذه المرة بلوحات كلاسيكية لفنانين قدامى سُرقت في زمن النازية، بل هي 6 لوحات ثمينة لفنان شهير ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
ثقافة وفنون معرض استعادي لساطع هاشم... عالم اللون والعاطفة

معرض استعادي لساطع هاشم... عالم اللون والعاطفة

يُقام حالياً في متحف وغاليري مدينة ليستر البريطانية للفنون معرض استعادي للفنان العراقي ساطع هاشم، يستمر حتى التاسع والعشرين من يونيو (حزيران) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من الحلم إلى الفيلم... مهرجان شوريل السينمائي يحتفي بالمواهب الصاعدة

صورة جماعية للفائزين في مهرجان شوريل السينمائي الذي تنظمه جامعة عفت (حساب سينما ميم في منصة «إكس»)
صورة جماعية للفائزين في مهرجان شوريل السينمائي الذي تنظمه جامعة عفت (حساب سينما ميم في منصة «إكس»)
TT
20

من الحلم إلى الفيلم... مهرجان شوريل السينمائي يحتفي بالمواهب الصاعدة

صورة جماعية للفائزين في مهرجان شوريل السينمائي الذي تنظمه جامعة عفت (حساب سينما ميم في منصة «إكس»)
صورة جماعية للفائزين في مهرجان شوريل السينمائي الذي تنظمه جامعة عفت (حساب سينما ميم في منصة «إكس»)

اختتمت مساء الثلاثاء فعاليات الدورة الثانية عشرة من «شوريل: مهرجان عفت الدولي لأفلام الطلبة»، الذي تُنظمه جامعة عفت سنوياً، وسط أجواء احتفالية مفعمة بالإبداع والابتكار، وبمشاركة دولية واسعة شملت أكثر من 100 دولة من صنَّاع الأفلام والمنتجين والمخرجين.

وقد جاءت هذه الدورة تحت شعار «من الحلم إلى الفيلم»، تعزيزاً لمكانة المهرجان بصفته منصة سينمائية دولية تُسهم في إعادة تعريف حدود الإبداع البصري لدى الجيل الجديد.

تنافس عالمي ومحلي في جوائز المهرجان

وشهد المهرجان هذا العام مشاركة قياسية لأكثر من 2200 فيلم طلابي، اختير منها 56 للتنافس على جوائز المهرجان في فئاته المختلفة؛ حيث توزَّعت الجوائز كالتالي: أفضل فيلم روائي دولي «الأم»، إخراج ماريا فيلينكو، جامعة كييف، أوكرانيا، وأفضل فيلم سعودي عن الثقافة السعودية «الضلع الأيسر»، إخراج غزل الأسدي، جامعة عفت، وأفضل فيلم وثائقي دولي «خاصاك»، إخراج جواد غلام نجاد جابري، جامعة آزاد، بوشهر، إيران، وأفضل فيلم وثائقي سعودي «غريب في الشحم»، إخراج وجدان يوسف هاشم، جامعة عفت، وأفضل فيلم رسوم متحركة دولي «ماتيتل» إخراج جوفندا ساو، المعهد الوطني للتصميم، الهند، وأفضل فيلم رسوم متحركة سعودي «المحيط»، إخراج وجدان وايني، جامعة عفت، وأخيراً ترشيح لجنة التحكيم لمبادرة «MBC» «وجبة منتصف الليل»، إخراج عبد الملك بخاري، معهد برات.

المخرجة غزل الأسدي وفريق عملها أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم الضلع الأيسر (الشرق الأوسط)
المخرجة غزل الأسدي وفريق عملها أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم الضلع الأيسر (الشرق الأوسط)

سرد بصري يروي التراث والهوية

بعد حصولها على جائزة أفضل فيلم سعودي عن الثقافة السعودية، عبَّرت المخرجة غزل الأسدي لـ«الشرق الأوسط» عن اعتزازها بالتكريم، بالقول إن قصة الفيلم تتناول صراعات عائلية تقود إلى نهاية غير متوقعة، وتهدف إلى تسليط الضوء على أهمية العدالة الأسرية، والربط بين فقدان هذه العدالة وتوارث الأزمات بين الأجيال.

وأضافت: «نشأتي في السعودية كوَّنت هويتي بشكل عميق. البيئة والناس وقصصهم شكّلوا وجداني، ومع أنني أميل إلى أفلام الأكشن والجريمة، لكن شدّتني هذه القصة؛ لأنها جزء من تراث عائلتي، ووجدت نفسي أرويها بأسلوبي الخاص المتأثر بأفلامي المفضلة».

وأشارت إلى أن العمل على الفيلم بدأ خلال أحد مقررات كتابة السيناريو، وأن التحدي الأكبر تمثل في ضيق الوقت، إذ تطلَّب منها تقديم قصة مليئة بالتفاصيل في قالب لا يتجاوز 10 دقائق، وهو ما اضطرها إلى اختيار أكثر العناصر تأثيراً لتقديم رسالة واضحة ومؤثرة.

عبد الملك بخاري يفوز بترشيح لجنة التحكيم لمبادرة «MBC» (الشرق الأوسط)
عبد الملك بخاري يفوز بترشيح لجنة التحكيم لمبادرة «MBC» (الشرق الأوسط)

من نيويورك إلى جدة «وجبة منتصف الليل»

وفي مشاركة مميزة، قال المخرج عبد الملك بخاري عن تجربته في إنجاز فيلمه القصير «وجبة منتصف الليل»: «الفكرة انطلقت من تساؤل بسيط: ماذا لو استيقظ شخص جائع في منتصف الليل ليجد الطعام جاهزاً بطريقة غامضة؟ ثم يكتشف لاحقاً أنه هو نفسه من أعدّه أثناء نومه!».

ويُضيف: «أردت أن أقدّم فيلماً خفيفاً وطريفاً، يحمل في طيّاته رسالة حول قلة تقديرنا لقدراتنا، حتى في حالات اللاوعي»، وأكد بخاري أن التحدي الأكبر كان في تقليص مدة الفيلم بناءً على متطلبات الجامعة، إذ تطلب منه تعديل النص الأصلي (مدته 5 دقائق) إلى نسخة أقصر، دون التأثير على المعنى أو روح القصة.

وأشار إلى أهمية وجود جهات كبرى مثل «MBC» في مثل هذه المهرجانات، لما توفره من فرص لبناء علاقات مهنية مهمة، قائلاً: «دراستي في معهد برات منحتني فرصة نادرة؛ حيث أتممت مشروع D3 كاملاً وأنا ما زلت طالباً، ووجدت في الجامعة بيئة ساعدتني على تنمية مهاراتي في المونتاج والـ3D التي أمارسها منذ الطفولة».

وعن مشروعاته المقبلة، قال: «الفيلم القصير هذا اكتمل، وحالياً أركز على فيلم التخرج الذي سيكون أعمق وأطول، وتدور أحداثه في عالم عربي قديم مستلهم من الفولكلور العربي، أسعى فيه لدمج تراثي وهويتي في السرد البصري».

الفائزون في مهرجان عفت الدولي لأفلام الطلبة يتسلمون جوائزهم (حساب سينما ميم في منصة «إكس»)
الفائزون في مهرجان عفت الدولي لأفلام الطلبة يتسلمون جوائزهم (حساب سينما ميم في منصة «إكس»)

3 أيام من الفن والمعرفة

امتدت فعاليات المهرجان على مدار 3 أيام، وتضمنت عروضاً سينمائية وورش عمل تخصصية في كتابة السيناريو، والإخراج، والمونتاج، إلى جانب ندوات حوارية مع نخبة من صنّاع السينما من السعودية والعالم.

وبرز من بين الضيوف المخرجة العالمية -المرشحة للأوسكار- جوانا كوين، التي شاركت في لجنة تحكيم أفلام الرسوم المتحركة، إلى جانب رغد البارقي من السعودية، وكوجي يامامورا من اليابان.

كما شارك في لجان التحكيم لجنة الوثائقي فريدريك كلوتش من ألمانيا، وعلي السعيد من السعودية، وجمعة المسكري من عُمان، وغادة جبارة من مصر، وخالد الحربي من السعودية، وأوفيلي ليچغري من فرنسا.

أصوات سعودية تتحدث عن السينما

وشهد المهرجان أيضاً ندوة حوارية في سينما «حي جميل الثقافي» مع الفنان والمنتج حسن عسيري، إلى جانب جلسة نقاش بعنوان: «ماذا يحب السعوديون أن يشاهدوا؟»، شارك فيها فؤاد الخطيب (موفي سينما)، وهاني الملا (مهرجان أفلام السعودية)، وجمانة زاهد (أكاديمية نيوم)، وجواهر العامري (مخرجة)، وعمر المعينا (منتج).

حفلات تكريم وشراكات جديدة

وفي ختام المهرجان، وتحت رعاية الأميرة لولوة الفيصل، نائبة رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت، تم تكريم الأفلام الفائزة، وأعضاء لجنة التحكيم، إلى جانب توقيع شراكات استراتيجية مع مؤسسات مثل: أكاديمية الفنون بمصر، واتحاد الفنانين العرب، وجامعة الاتصالات الصينية، ومجموعة «إسرا»، وجمعية الرسوم المتحركة.

يشار إلى أن الحفل بدأ بعرض موسيقي أدّته السيدة سوسن البهيتي، أول مغنية أوبرا سعودية؛ حيث أبهرت الحضور بأدائها. كما قدَّمت فرقة جامعة عفت الموسيقية عرضاً حيّاً لطلاب موهوبين حظي بإعجاب واسع.