لوحات مسروقة للرسام الألماني كيفر تعاود الظهور في باريس

مربية أطفال في دائرة الاتهام

الفنان الألماني أنسليم كييفر (يوتيوب)
الفنان الألماني أنسليم كييفر (يوتيوب)
TT

لوحات مسروقة للرسام الألماني كيفر تعاود الظهور في باريس

الفنان الألماني أنسليم كييفر (يوتيوب)
الفنان الألماني أنسليم كييفر (يوتيوب)

لا تكاد أوساط تُجَّار الفن تنام على فضيحة حتى تصحو على أخرى. وما بين تزوير اللوحات أو المبالغة في تقدير قيمتها أو التغاضي عن مصدرها، تأتي سرقة لوحات الفنان الألماني أنسليم كييفر لتُربك مزادات الفن ما بين باريس ونيويورك ولندن.

من لوحات الرسام الألماني كييفر (إنستغرام الفنان)

لا يتعلق الأمر هذه المرة بلوحات كلاسيكية لفنانين قدامى سُرقت في زمن النازية، بل هي 6 لوحات ثمينة لفنان شهير ما زال على قيد الحياة، وتُحقق أعماله أرقاماً هي من بين الأعلى في العالم. وكان كييفر (80 عاماً) المقيم في بلدة بارجاك جنوب فرنسا، قد تقدم ببلاغ إلى النائب العام في باريس، بعد اكتشافه وجود لوحتين مسروقتين من لوحاته، معروضتين للبيع في صالة للمزاد في العاصمة الفرنسية. ومن ثَمّ تبيَّن أن هناك 4 لوحات مسروقة أخرى مدرجة في قائمة المزاد نفسه.

لوحاته تُحقق أرقاماً هي من بين الأعلى في العالم (إنستغرام الفنان)

وجاء في البلاغ أنه اكتشف اختفاء اللوحات الست من مرسمه في عام 2003. وبناءً عليه فُتح تحقيق في القضية. وكانت الخطوة الأولى التحقُّق من هوية الجهة التي قدمت اللوحات للبيع. وحسب المعلومات التي تسرَّبت فإنها سيدة تدعى ربيعة أ، تبلغ من العمر 52 عاماً. وقد تعرَّف الرسام على الاسم فوراً، وأوضح أنها كانت تعمل مربية في منزله قبل 25 عاماً.

ويمكن تقدير حجم السرقة بالعودة إلى الأرقام التي تُباع بها لوحات كييفر الذي يقف في طليعة الفنانين المعاصرين؛ وهي لوحات كبيرة الحجم تجمع ما بين الأصباغ الزيتية والخامات الأولية التي تمنحها أبعاداً رمزية وإبداعية. إن أعماله حاضرة في المعارض العالمية ما بين سويسرا ونيويورك، وقد بيعت إحدى لوحاته بمبلغ 3 ملايين يورو. كما حققت لوحة أخرى مبلغاً زاد على 6 ملايين يورو في مزاد نظمته شركة «كريستيز». وبهذا فإن مجموع أثمان اللوحات الست يمكن أن يتجاوز 10 ملايين يورو.

صورة من أحد معارض كييفر (أ.ف.ب)

يُركِّز المحققون حالياً على التأكد من أن اللوحات المعروضة في المزاد أصلية. وكذلك تتبُّع مسارها منذ اختفائها حتى عودتها إلى الظهور، واستجواب المربية السابقة، وإن كانت قد تصرَّفت بمفردها أم مع شركاء.

من جهتها، تُبدي صالة المزاد تعاوناً مع المحققين، ولم تُوجَّه تهمة لها حتى الآن. وعلى الرغم من ذلك، فإن القضية هذه، تُعيد تسليط الضوء على الغموض الذي يُحيط بتجارة الأعمال الفنية، وتساهُل خبراء تقييم اللوحات في تتبُّع مصدرها والتأكد من هوية مالكيها.


مقالات ذات صلة

«مغرس»... تقاطعات البيئة والثقافة والذاكرة في مدينة الأحساء

يوميات الشرق جانب من العرض (إنستغرام)

«مغرس»... تقاطعات البيئة والثقافة والذاكرة في مدينة الأحساء

«مغرس: مزرعة تجريبية» هو اسم عرض الجناح السعودي الأول في ترينالي ميلانو للتصميم والعمارة المنعقد حالياً، ربما يكون من أكثر المعارض المتكاملة.

عبير مشخص (ميلانو (إيطاليا))
يوميات الشرق الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

حقَّق المنتخب السعودي 23 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2025"، بينها 9 خاصة، و14 كبرى منها 3 في المركز الثاني، و5 ثالثاً، و6 رابعاً.

«الشرق الأوسط» (كولومبوس)
يوميات الشرق اتجاه حكومي نحو التوسُّع في تصدير نباتات الظلّ والزينة (الشرق الأوسط)

زهور الربيع «تذبل» تحت عبء الغلاء في مصر

تبرز في المعرض أجنحة مخصَّصة لنباتات الظلّ المنزلية التي لا تحتاج إلى ضوء شمس مباشر؛ مما يستلزم إعداد الأجنحة بحيث تكون أسطحها مغطّاة.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق يقدّم لوحاته تكريماً لمجتمع يستحق (الشرق الأوسط)

«ظلال في الداخل»... وقفة مع الحياة لمجتمع يستحق

الحشود حاضرة في جميع لوحات أنطوان مطر، ومعها تغيب الفردية التي تُهيمن على معارض فنية أخرى. يصوغها في إطار مشترك، فتبدو كتلة مترابطة ومتماسكة في آن.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الخيال أداة لبناء واقع بديل وفضاء يمكن العيش فيه (صور رأفت مجذوب)

الخيال أداةٌ معمارية... اللبناني رأفت مجذوب يبني عوالم ممكنة

يبتكر رأفت مجذوب فضاءات مادية ومُتخيَّلة تتيح للناس أن يشاركوا في نسج سردياتهم الخاصة، وتفتح المجال للغات متعدّدة كي تتجاور وتتحاور، على مستويات الفكر والمعرفة.

فاطمة عبد الله (الشارقة)

المخرج السعودي أيمن خوجة: أركز على الأعمال الجماهيرية

المخرج السعودي أيمن خوجة (الشرق الأوسط)
المخرج السعودي أيمن خوجة (الشرق الأوسط)
TT

المخرج السعودي أيمن خوجة: أركز على الأعمال الجماهيرية

المخرج السعودي أيمن خوجة (الشرق الأوسط)
المخرج السعودي أيمن خوجة (الشرق الأوسط)

أكد المخرج السعودي أيمن خوجة أنه يعمل راهناً على وضع اللمسات الأخيرة لثلاثة مشروعات سينمائية جديدة. وقال خوجة في حواره مع «الشرق الأوسط» إن «هذه الأعمال ستحمل الطابع الجماهيري والكوميدي، مع الالتزام بميزانيات محدودة، بغرض خلق صناعة سينمائية مستدامة تدر دخلاً حقيقياً، وتُحفّز المستثمرين على دخول هذا المجال بشكل أكبر».

وأضاف، على هامش حضوره عرض فيلمه «السينيور» ضمن مهرجان «مالمو للسينما العربية»، «هناك أيضاً فيلم قصير من بطولة الفنان وليد قشران يتم العمل عليه حالياً، ومن المتوقع البدء في تصويره نهاية شهر يوليو (تموز)، أو مطلع أغسطس (آب) المقبل على أقصى تقدير».

وتطرَّق المخرج السعودي لفيلمه «السينيور» وعرضه في الدنمارك، والإقبال الكبير على مشاهدته، على الرغم من طرحه بالصالات السينمائية العام الماضي، الأمر الذي جعله يشعر بسعادة من خلال المناقشات المتعددة التي أجراها مع الجمهور بعد عرض الفيلم.

وقال خوجة إن «التحدي الأكبر الذي واجهنا في فيلم (السينيور) كان الحصول على التمويل، حيث استغرق الأمر 8 أشهر للوصول إلى الميزانية المناسبة»، لافتاً إلى أن «الهدف منذ البداية كان إنتاج فيلم بجودة عالية، وقصة تحمل رسالة واضحة، دون تحميل العمل ميزانية ضخمة قد تعرقل تحقيق أرباح عند توزيعه، ولذلك تم التصوير خلال 18 يوماً فقط، مع تحضير دقيق استغرق شهرين لضمان أفضل نتيجة ممكنة».

أيمن خلال الاحتفال بعرض الفيلم في الدنمارك (الشرق الأوسط)

وأوضح خوجة: «إن جزءاً كبيراً من التركيز في فترة التحضير كان يستهدف تحقيق الواقعية في الحوارات والمَشاهد، حيث عملت مع الممثلين بشكل فردي لإعادة صياغة النصوص بما يعكس طبيعة المجتمع المحلي»، موضحاً أن «الهدف كان تقديم كوميديا تنبع من البيئة والهوية السعوديَّتين، من خلال ديكورات ومواقع تصوير واقعية، وشخصيات تعبّر عن التنوع الثقافي والاجتماعي داخل المملكة».

وأكد خوجة أن عرض فيلم «السينيور» على منصة «نتفليكس» في منطقة الشرق الأوسط كان له تأثير كبير في توسيع نطاق المشاهدة، حيث احتلَّ المركز الأول في السعودية لأسبوعين، ودخل قائمة العشرة الأوائل في دول عربية عدة مثل الأردن وعُمان والكويت.

وأشار إلى أن هذه الأرقام، رغم عدم الإعلان الرسمي عنها من «نتفليكس»، تشير إلى تجاوب واسع من الجمهور، وهو ما يؤكد أهمية المنصات الرقمية في الوصول إلى شرائح أوسع مقارنة بشباك التذاكر، حسب تعبيره.

ورداً على التصنيف الذي يُطلق أحياناً على أفلام مثل «السينيور» بأنها «تجارية»، قال: «أفضِّل مصطلح (أفلام جماهيرية)، لأن الهدف ليس مجرد الربح، بل إيجاد صناعة مستدامة تعيد تدوير رأس المال وتفتح آفاقاً جديدة للتمويل الذاتي».

وأضاف: «هذه الرؤية ستستمر في مشروعاتي المقبلة؛ للمحافظة على توازن دقيق بين المحتوى الترفيهي والقصة ذات الرسالة، مع محاولة تحسين التجربة الإنتاجية من حيث الميزانية وعدد أيام التصوير».

وأكد خوجة أن برنامج «ليالي الفيلم السعودي» الذي ترعاه «هيئة الأفلام» لعب دوراً محورياً في وصول الفيلم إلى مهرجانات دولية مثل مهرجان «مالمو» في الدول الإسكندنافية.

وعدّ «هذا النوع من الدعم الرسمي يُمثل دفعة معنوية ومهنية كبيرة لصناع الأفلام السعوديين؛ لأنه يفتح لهم نوافذ عرض جديدة خارج النطاق المحلي، ويسهم في تقديم السينما السعودية على نطاق عالمي بشكل مشرف».

وأشاد خوجة بالحضور الجماهيري الكبير الذي شهده عرض فيلمه «السينيور»، موضحاً أن القاعة كانت ممتلئة بالكامل، وهو أمر أدهشه وأسعده في آنٍ واحد، خصوصاً أن جمهور العرض كان متنوعاً من مختلف الدول العربية، وفق قوله.

وأضاف أن «التفاعل مع الكوميديا السعودية كان واضحاً في ضحكات الجمهور، وهو ما عكس تقبّلهم الفكاهة النابعة من الثقافة المحلية، مما يعزِّز أهمية الكوميديا بوصفها وسيلةً فنيةً قادرةً على العبور بين الثقافات».

وأكد المخرج السعودي أن تجربته في مهرجان «مالمو» حفَّزته بشكل كبير على المضي قدماً في صناعة أفلام جديدة، مشيراً إلى أن «الكوميديا تمتلك سحراً خاصاً لدى الجمهور، حيث يذهب الناس إلى السينما لكي يضحكوا ويمضوا وقتاً ممتعاً مع العائلة والأصدقاء»، مضيفاً أن «الكوميديا ليست سهلة كما يعتقد البعض، بل تتطلب دراسة عميقة وفهماً لأنواعها، وهو ما عمل عليه خلال التحضير لـ(السينيور)».

الملصق الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

ولفت إلى أن النجاح في الكوميديا يتطلب كتابةً دقيقةً، وتكوين شخصيات متنوعة، وكل منها يملك طباعه وطريقته الخاصة في التفاعل، وهذا ما حرص على تحقيقه في الفيلم.

وأشاد بأداء بعض الشخصيات الثانوية في الفيلم، التي ظهرت لدقائق فقط، لكنها تركت أثراً كبيراً وضحكاً واسعاً بين الجمهور، مما يدل على أهمية بناء كل شخصية بعناية مهما كان حجم ظهورها على الشاشة.

وحول مشاركة الممثل المصري بيومي فؤاد في الفيلم، أوضح خوجة أن «الدور كان يتطلب وجود شخصية مصرية، وأن اختيار بيومي جاء نتيجة طبيعية، نظراً للعلاقة المتينة بين الشعبين المصري والسعودي، وكذلك لوجود ملايين المصريين المقيمين في السعودية»، مشيراً إلى أن «فؤاد أبدى إعجابه بالسيناريو منذ البداية، وأظهر احترافية وتواضعاً كبيرَين خلال التصوير، مما أسهم في رفع جودة الفيلم فنياً وفكرياً».

وحول الجدل المتعلق برسالة الفيلم وطريقة تناوله لقضية العلاقة بين السعوديين والمقيمين الأجانب، أكد خوجة أن «الفيلم سعى لتقديم صورة واقعية تُظهر التحديات التي يواجهها الجميع، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، بطريقة كوميدية تسلط الضوء على الواقع»، مشيراً إلى أن «اختيار القالب الكوميدي للفيلم ساعد على تمرير الرسالة دون إثارة الجدل أو سوء الفهم».

وعن رؤيته للفارق بين الأفلام الجماهيرية وأفلام المهرجانات أوضح أن «أفلام المهرجانات غالباً ما تركز على الجانب الفني والرسائل العميقة، لكنها لا تحقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، مما يُقلق المستثمرين. على النقيض من ذلك، الأفلام الجماهيرية تمتلك قالباً محبوباً من الجمهور، وبالتالي فهي أكثر قدرة على تحقيق عائد مادي يدعم استمرار الصناعة».