الروبوت «كاي - 5» يودّع أنفاق مترو نيويوركhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4831151-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%88%D8%AA-%D9%83%D8%A7%D9%8A-5-%D9%8A%D9%88%D8%AF%D9%91%D8%B9-%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%88-%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%8A%D9%88%D8%B1%D9%83
«الجوهرة التكنولوجية» تستحيل «سلة مهملات على عجلات»
المؤتَمن على الأمن يثبت عجزه (شاترستوك)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
الروبوت «كاي - 5» يودّع أنفاق مترو نيويورك
المؤتَمن على الأمن يثبت عجزه (شاترستوك)
أوقفت شرطة نيويورك عمل روبوت المراقبة التابع لها داخل أنفاق المترو في المدينة، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن صحيفة «نيويورك تايمز»، بعد 5 أشهر فقط على استعانتها به لتنفيذ دوريات، عدَّه البعض خلالها «الجوهرة التكنولوجية» لأمن محطات القطارات السفلية، في حين لم يرَ فيه آخرون سوى «سلة مهملات على عجلات».
فمستخدمو قطار الأنفاق النيويوركي، سواء أكانوا من المقيمين أم السياح، لن يشاهدوا بعد اليوم الروبوت «كاي - 5» (K- 5) الذي أطلق عمله في أكبر محطة مترو نيويوركية هي «تايمز سكوير» في سبتمبر (أيلول) الماضي رئيس بلدية المدينة إريك آدامز، وهو نقيب سابق في الشرطة انتُخِب على أساس برنامج لمكافحة انعدام الأمن.
أودِع الروبوت أحد المخازن، بينما أوضح ناطق باسم شرطة نيويورك أنّ الآلة «أنجزت مرحلتها التجريبية في مترو الأنفاق».
وتعرّض الروبوت المجهَّز بعدد من الكاميرات وبنظام لطلب النجدة، لمجموعة من الأعطال تتعلّق بشحن بطارياته. كذلك تبيّن أنّ شرطياً يجب أن يرافقه باستمرار، ولم يكن يجيد النزول على سلالم مترو الأنفاق الشديدة الانحدار.
وقال رئيس جمعية «مناهضة» للمراقبة الإلكترونية والتكنولوجية، ألبرت فوكس كان، في تعليق ساخر: «قلت إنه سلّة مهملات على عجلات، ولكن حتى العجلات لم تعمل».
واستغرب «الإنفاق إلى هذا الحد على مثل هذه الآلات، في وقت يشهد فيه عدد الجرائم تراجعاً، بينما خفّض رئيس بلدية المدينة موازنات عدد من الوظائف البلدية».
ويولي آدامز اهتماماً كبيراً بالتقنيات الجديدة، مثل التعرُّف إلى الوجه والطائرات المسيّرة، ونظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، والكلاب الآلية للتصدّي لانعدام الأمن.
وارتفع عدد الجرائم في نيويورك بعد جائحة «كوفيد» عامَي 2021 و2022، لكنه انخفض بشكل ملحوظ العام الماضي، خصوصاً في مترو الأنفاق.
تمكّن فريق بحثي من كلية الهندسة بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا من تطوير أصغر روبوت طبي متعدد الوظائف في العالم، بحجم يقل بنسبة 60 % عن النماذج الحالية.
أثار إعلان وزارة الصحة المصرية اعتزامها التوسع في استخدام الروبوتات الجراحية جدلاً.
هشام المياني (القاهرة )
«ربع تون» يعزف على أوتار الانسجام بين الموسيقى والفن التشكيليhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5105039-%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D8%AA%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D8%B2%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%88%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%8A
«ربع تون» يعزف على أوتار الانسجام بين الموسيقى والفن التشكيلي
الموسيقار العراقي نصير شمة فناناً تشكيلياً (وزارة الثقافة المصرية)
من خلال التفاعل بين الموسيقى والفنون البصرية، يستحضر الفنانون جوهر الخيال، ويصنعون أعمالاً يتردد صداها بعمق لدى المشاهدين، الذين ينطلقون عبر ذلك التفاعل إلى عوالم تنسجم فيها الألوان مع الألحان، وتتناغم ضربات الفرشاة مع الإيقاع.
وفي معرض «ربع تون» للفنان العراقي نصير شمة بقاعة «الباب» بساحة «دار الأوبرا المصرية» يستكشف المتلقي كيف يمكن أن يؤدي دمج الفن البصري والموسيقى في خلق تجربة متعددة الحواس؛ فأمام لوحات الموسيقار الذي أسس مجموعة من بيوت العود العربي في عدد من الدول العربية، لا يسعك سوى الانغماس في تجربة غامرة، تتزايد خلالها حواسك، وأنت تشهد كيف يجلب الرسم بُعداً جديداً لعالم الموسيقى.
ويُعدّ المعرض المستمر حتى أول فبراير (شباط) المقبل، المعرض الشخصي الثاني للفنان؛ حيث سبقه معرض آخر استضافه «غاليري الاتحاد» في أبوظبي، في بداية العام الماضي، لكن بالنسبة لشمة فإن علاقته بالفن التشكيلي تعود إلى سنوات بعيدة.
يقول شمة لـ«الشرق الأوسط»: «ربما أثار اهتمامي بالفن التشكيلي أخيراً دهشة الكثيرين، لكن في الحقيقة هذا الاهتمام يعود إلى سنوات طويلة؛ حيث بدأت علاقتي به في طفولتي، من خلال حصص الرسم بالمدرسة، ثم من خلال اهتمامي بمتابعة الحركة التشكيلية من حيث الأعمال الفنية والنقد على السواء، إضافةً إلى علاقتي بالتشكيليين في العراق والوطن العربي والعالم، إلى جانب قيامي بالرسم، لكنني لم أعلن عن ذلك».
ويتابع: «استمر الحال هكذا إلى أن شاهد بعض أصدقائي من الأسماء البارزة في عالم الفن التشكيلي أعمالي فأثنوا على تجربتي الفنية، وأكدوا ضرورة عرضها على الجمهور؛ وشجعني ذلك بالفعل على اتخاذ هذه الخطوة؛ فقمت بعرض عدد محدود في (أبوظبي آرت)، وتبع ذلك معرضي الشخصي الأول، إلى أن قررت إقامة هذا المعرض في مصر التي أكنّ لها كل الحب».
يؤكد حديث شمة من جديد العلاقة القوية المتبادلة بين الفنون، ويذكّرنا بتمهيد بعض الفنانين في أوائل القرن العشرين الطريق لهذا الدمج بين أشكال الفن؛ فرأينا الرسم يؤثر بشكل عميق على الموسيقى من خلال جمالياتها وعواطفها؛ فتدفقت الألحان عبر أذهانهم وكأنها ألوان على القماش، أو منحوتات من الطين، ومن ناحية أخرى انعكست الموسيقى بشكل عميق على عدد كبير من التشكيليين؛ ما سمح لإيقاعاتها وألحانها بإنتاج إبداعاتهم البصرية.
على سبيل المثال، تبنى ستيوارت ديفيس موسيقى الجاز مصدرَ إلهامٍ للوحاته، مستخدماً الألوان الجريئة والتراكيب الديناميكية؛ لتعكس طبيعتها المرتجلة، وكانت أعمال فاسيلي كاندنسكي أدواتٍ لنقل المشاعر والإيقاعات المختلفة، بل تحدث الفنان الروسي عن الروابط التي رآها بين الألوان والأصوات في مقال مهم له عام 1911 ساوى فيه ما بين الأسود والسكون، والأحمر وصوت البوق، والبرتقالي والكمان القديم، والبنفسجي والبوق الإنجليزي.
في هذا السياق، يقدم نصير شمة في معرضه نحو 40 لوحة فنية ابتعد فيها عن التشخيصية والكلاسيكية، مستخدماً التجريدية التعبيرية التي خلقت فضاءات ممتدة من الخيال والتصوف، والأحاسيس الروحانية، عبر استخدام مجموعة متنوعة من التكوينات والخطوط المتعرجة والمنحنية والمتقاطعة.
فضلاً عن زخم الألوان وترجمتها على مسطح اللوحة بشكل موسيقي بصري، يتشابه مع أسطر النوتة الموسيقية؛ لإيمانه العميق بتواصل الموسيقى مع الرسم، إلى حد أنه يستخدم نشارة الخشب المستخدمة في صناعة الأعواد - التي يلتقي بها يومياً في بيت العود - كونها خامة أساسية للوحاته!
ومن المعروف أن «ربع التون» هو مسافة موسيقية تُعادل ربع المسافة بين نغمتين متتاليتين في السلم الموسيقي الغربي، ويُستخدم في الموسيقى العربية؛ لإضافة ثراء إلى اللحن، كما يُستخدم أحياناً لخلق انتقالات سلسة بين المقامات. وربما من هنا اختاره شمة عنواناً لمعرضه الجديد، بصفته رمزاً للانتقال المستمر ما بين الموسيقى والفنون البصرية، وعن ذلك يقول: «يعبّر (ربع التون) عن هوية الموسيقى العربية، وقد أردت من خلاله أن أربط العمل الموسيقي بالتشكيلي؛ فكلاهما نوع من الانسجام والتوافق، وعلاج للروح وتهذيب للنفس، وهو واقع، وليس كلاماً إنشائياً».
وهكذا عبْر اقتحام شمة عالم الفن التشكيلي تصبح أمامه الفرصة للانتقال السلس الآمن ما بين لونين من الفن، هما المرئي واللامرئي، أو البصري والموسيقي؛ «ليس بهدف الشهرة أو المال، إنما بحثاً عن فضاءات إضافية من الجمال والسلام، ومساحات صادقة من التعبير عن دواخلي ومشاعري وتفاعلي مع الأحداث المحيطة»، بحسب تعبيره.