إلقاء حساء على «الموناليزا» في «اللوفر» (فيديو)

صورة من فيديو تظهر إلقاء حساء اليقطين على لوحة «الموناليزا» (أ.ب)
صورة من فيديو تظهر إلقاء حساء اليقطين على لوحة «الموناليزا» (أ.ب)
TT

إلقاء حساء على «الموناليزا» في «اللوفر» (فيديو)

صورة من فيديو تظهر إلقاء حساء اليقطين على لوحة «الموناليزا» (أ.ب)
صورة من فيديو تظهر إلقاء حساء اليقطين على لوحة «الموناليزا» (أ.ب)

ألقت ناشطتان بيئيتان الحساء على الزجاج المصفح الخاص بلوحة «الموناليزا» الشهيرة في متحف «اللوفر» الباريسي اليوم (الأحد)، من دون إلحاق الأذى بالعمل، في خطوة تضاف إلى سلسلة تحركات في الأشهر الأخيرة لحركات بيئية داخل متاحف عالمية.

وأوضح المتحف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «العمل لم يتعرض لأي ضرر»، لافتاً إلى أن القاعة التي تُعرض فيها اللوحة، أعيد فتحها أمام الزوار بعد إغلاقها لنحو ساعة. ويعتزم متحف «اللوفر» تقديم شكوى الاثنين.

وهتفت الناشطتان اللتان وقف كل منهما على جانب من اللوحة، بعد رمي الحساء، وفق مراسل وكالة «فرنس برس»: «ما هو المهم؟ ما هو الأهم؟ الفن أم الحق في غذاء صحي ومستدام؟ نظامنا الزراعي مريض. مزارعونا يموتون أثناء عملهم. ثلث الفرنسيين لا يتناولون وجباتهم الغذائية كاملة كل يوم».

وأُوقفت الناشطتان بعد الخطوة التي قامتا بها، وفق مصدر في الشرطة. وبحسب متحف «اللوفر»، فإنّ الناشطتين أخفتا حساء اليقطين الذي ألقتاه على اللوحة في ترمس للقهوة. ويُسمح بإدخال الطعام عند مدخل الموقع.

وقد جرّب المتحف في الماضي حظر إدخال الأطعمة، لكنه تراجع عن هذه الخطوة، لا سيما بسبب إمكان شراء الطعام في الداخل.

صورة من فيديو تظهر إلقاء حساء اليقطين على لوحة «الموناليزا» (أ.ب)

ونددت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي بالحادثة، قائلة: «إن (الموناليزا)، مثل تراثنا، مِلكٌ للأجيال المقبلة. ولا يمكن تبرير استهدافها لأي سبب كان».

وقالت الناطقة باسم الحكومة بريسكا تيفنو عبر قناة «فرنس 3» التلفزيونية العامة من جانبها: «لا معلومات لديّ أنّ (الموناليزا) هي أكبر مسبّب للتلوث في فرنسا»، متسائلة: «ماذا يراد التعبير عنه أو المطالبة به من وراء ذلك؟ هذه خطوة استعراضية».

وكانت لوحة ليوناردو دا فينشي الأكثر شهرة في العالم، المعروضة خلف زجاج واقٍ منذ سنة 2005، تعرضت لعمليات تخريب عدة في السابق. ففي مايو (أيار) 2022، على سبيل المثال، رُشقت «الموناليزا» بقالب حلوى بالكريما أصاب زجاجها الواقي، من دون أن تتعرض لأي ضرر.

سلسلة تحركات احتجاجية

وجرى تبني هذه الخطوة في بيان أرسلته إلى «وكالة الصحافة الفرنسية» مجموعة تسمى «Riposte Alimentaire» (الرد الغذائي)، تقدم نفسها على أنها «حملة مقاومة مدنية فرنسية تهدف إلى إحداث تغيير جذري في المجتمع على المستوى المناخي والاجتماعي».

كما تأتي الخطوة «في أعقاب حملة (التجديد الأخير)» التي أعلنت مسؤوليتها في الأشهر الأخيرة عن سلسلة تحركات للمطالبة «بخطة تجديد حراري للمباني تتناسب وحالة الطوارئ» الحالية.

وأشارت المجموعة المسؤولة عن هذا التحرك الجديد إلى أن إلقاء الحساء على «الموناليزا» يشكّل «بداية حملة مقاومة مدنية، تحمل مطلباً واضحاً ومفيداً للجميع: الضمان الاجتماعي للغذاء المستدام».

واستهدفت سلسلة عمليات في الأشهر الماضية أعمالاً فنية في متاحف عدة حول العالم.

في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أفرغت شابتان ترتديان قميصين كُتب عليهما «Just Stop Oil» (أوقفوا النفط) محتوى علبتين من حساء الطماطم على تحفة فان غوخ «دوار الشمس» في متحف «ناشونال غاليري» في لندن، قبل أن تلتصقا بالحائط وتصيحا: «أيهما أكثر قيمة؟ الفن أم الحياة؟». وكانت هذه اللوحة بدورها محمية بزجاج واقٍ.

وفي متاحف أخرى، ألصق ناشطون أيديهم على لوحة للرسام غويا في مدريد، في حين رشّ آخرون طلاء أحمر وأسود على قفص زجاجي يحيط بلوحة ديغا «الراقصة الصغيرة ذات الأربعة عشر عاماً» في واشنطن. ووضع ناشطون أيضاً عصير تفاح على تحفة فنية لكلود مونيه في بوتسدام قرب برلين.

وعلى نطاق أوسع، أدت حركات عصيان مدني أخيراً إلى تعطيل أحداث رياضية أو عرقلة حركة المرور في بلدان غربية، للتنديد بتقاعس الحكومات والعالم الاقتصادي في معالجة أزمة المناخ.


مقالات ذات صلة

إنريكي سعيد بتشكيلة باريس سان جيرمان

رياضة عالمية لويس إنريكي سعيد بلاعبي باريس سان جيرمان (إ.ب.أ)

إنريكي سعيد بتشكيلة باريس سان جيرمان

عبّر لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، بطل دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم، (السبت) عن سعادته بصفقات الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة (أ.ف.ب)

خلاف الجزائر وفرنسا الجديد حول الصحراء يعقّد أكثر حلّ قضايا الذاكرة

الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية، الذي يأتي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الجزائرية، يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
أوروبا سرب من طائرات رافال لسلاح البحرية الفرنسي فوق العاصمة الفرنسية بمناسبة العيد الوطني للبلاد (أ.ف.ب)

ماكرون يروج لصفقة دفاعية فرنسية إلى صربيا ويكثف البحث عن رئيس للحكومة الجديدة

الرئيس الفرنسي يدافع عن خيار تسليح صربيا بصفقة طائرات رافال قيمتها 3 مليارات يورو ويجهد في البحث عن شخصية يكلفها تشكيل حكومة جديدة.

ميشال أبونجم (باريس)
رياضة عالمية لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان (أ.ف.ب)

«الدوري الفرنسي»: سان جيرمان في امتحان صعب أمام ليل

يسير باريس سان جيرمان بخطى ثابتة في حملة الدفاع عن لقبه وعينه على فوز ثالث تواليا حين يحلّ ضيفا على ليل الاثنين في ختام المرحلة الثالثة من الدوري الفرنسي.

أوروبا الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبِلاً الثلاثاء رئيس وزراء آيرلندا سايمون هاريس على مدخل قصر الإليزيه (رويترز)

الأزمة السياسية في فرنسا تتفاقم... واليسار المتشدّد يدعو للنزول إلى الشارع

الأزمة السياسية في فرنسا تتفاقم، واليسار المتشدد يدعو للنزول إلى الشارع، والرئيس ماكرون يرفض تسمية مرشحة جبهة اليسار لتشكيل حكومة جديدة.

ميشال أبونجم (باريس)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
TT

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً، ما بين حفلات غنائية وموسيقية وعروض مسرحية، بالإضافة إلى أنشطة فنية ورياضية متعددة.

وشهدت النسخة الثانية تعاوناً بين إدارة المهرجان والهيئة العامة للترفيه، ممثلة في إدارة «موسم الرياض»، بتقديم عروض مسرحية في العلمين قادمة من «موسم الرياض»، من بينها مسرحيات «السندباد» لكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، و«التلفزيون» لحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، إلى جانب حفلات غنائية منها حفل الفنان العراقي كاظم الساهر.

ومنحت الشراكة بين «موسم الرياض» و«العلمين الجديدة»، زخماً كبيراً للفعاليات، حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «تقديم العروض المسرحية يُعدّ من أهم الإضافات التي شهدها المهرجان في نسخته الثانية العام الحالي، خصوصاً مع وجود نجوم كبار شاركوا في هذه العروض».

عمر خيرت مع إسعاد يونس ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأضاف عبد الرحمن أن «من بين الأمور المميزة في العروض التي تضمّنها المهرجان عدم اقتصار المسرحيات على النجوم، ولكن أيضاً على الشباب، على غرار مسرحيتي (الشهرة)، و(عريس البحر)، وهما العرضان اللذان لاقيا استحسان الجمهور، ما انعكس في نفاد تذاكر المسرحيات خلال ليالي العرض».

يدعم هذا الرأي الناقد الفني خالد محمود، الذي يشير إلى أهمية التعاون بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على المحتوى الفني المقدم للجمهور، مشيراً إلى أن «في النسخة الثانية من مهرجان (العلمين الجديدة) تحقق جزء كبير من الأحلام والطموحات التي جرى الحديث عنها بعد انتهاء الدورة الأولى، عبر مشاركة نجوم عرب في الحفلات على غرار ماجدة الرومي، وكاظم الساهر، بعد غياب لفترة طويلة».

وأشار محمود إلى «تنوع الحفلات الغنائية والفعاليات المصاحبة للمهرجان، خصوصاً فيما يتعلّق بالاستعانة بفرق الفنون الشعبية من مختلف المدن المصرية لتقديم عروضها في المهرجان بحفلات متنوعة»، لافتاً إلى أن «غياب البث المباشر للحفلات كان بمثابة نقطة ضعف لا بدّ من تجاوزها في النسخة المقبلة».

وتضمن المهرجان، الذي افتتح حفلاته الغنائية محمد منير في يوليو (تموز) الماضي، فعاليات جماهيرية كثيرة، منها الاحتفال بأبطال مصر الحاصلين على ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية، بالإضافة إلى إطلاق فعاليات مهرجان «نبتة»، الذي قدم أنشطة فنية وترفيهية للأطفال بمشاركة فنانين، من بينهم أحمد أمين وهشام ماجد.

محمد منير خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

ومن بين الحفلات الفنية الكبرى التي شهدها المهرجان، حفلات عمرو دياب، وتامر حسني، وعمر خيرت، وفريق «كايروكي»، بجانب تصوير عشرات الحلقات التلفزيونية مع نجوم الفن من مصر والعالم العربي الذين شاركوا في المهرجان.

وشهدت سماء مدينة العلمين الجديدة عروضاً جوية بالطائرات في الأيام الأخيرة للمهرجان، فيما قدمت فرق متعددة من جهات وأقاليم مختلفة عروضاً مجانية لمسرح الشارع.

إحدى فرق الفنون الشعبية ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأعلنت «اللجنة العليا» للمهرجان، في بيان، السبت، انتهاء الفعاليات بعد تحقيقه «خدمة توعوية وتثقيفية وسياسية وتنموية ومجتمعية للدولة المصرية وأبنائها بتنفيذ عدد غير مسبوق من الفعاليات الشاملة، ومشاركة جميع أطياف المجتمع المصري وفئاته العمرية والصحية والاقتصادية والتعليمية، واستقبال زوار من 104 جنسيات لدول أجنبية، وكذلك عدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والأجانب».

ويتوقف محمد عبد الرحمن عند إعلان المهرجان تخصيص 60 في المائة من الأرباح لدعم فلسطين للتأكيد على أن «تأثير المهرجان ليس فنياً ترفيهياً فقط، بل يحمل رسالة مجتمعية مهمة».

ويشير خالد محمود إلى «ضرورة استفادة المهرجان مما تحقّق على مدار عامين بترسيخ مكانته بين المهرجانات العربية المهمة، الأمر الذي يتطلّب مزيداً من التوسع في النُّسخ المقبلة التي تتضمن التخطيط للاستعانة بنجوم عالميين لإحياء حفلات ضمن فعالياته».