صخور تعود لمليارات السنين تكشف عن أشكال الحياة على الأرض !

صخور تعود لمليارات السنين تكشف عن أشكال الحياة على الأرض !
TT

صخور تعود لمليارات السنين تكشف عن أشكال الحياة على الأرض !

صخور تعود لمليارات السنين تكشف عن أشكال الحياة على الأرض !

نقل موقع interesting Engineering عن مجلة «Precambrian Research» العلمية، أن علماء بجامعة غوتنغن وجامعة لينيوس السويديتين عثروا على أدلة لأقدم أشكال الحياة على الأرض في عينات صخور تعود إلى أكثر من ثلاثة مليارات سنة.

فقد قادت الجامعتان فريقا بحثيا اكتشف دليلا على وجود دورة كربون متنوعة تشمل المجتمعات الميكروبية منذ نحو 3.42 مليار سنة.

وتوضح الدراسة الجديدة أن المجتمعات الميكروبية المتنوعة كانت موجودة طوال الحقبة السحيقة القديمة؛ وهي الحقبة الثانية من الدهر السحيق (ثاني دهور الزمن الجيولوجي لما قبل الكامبري الذي يمتد منذ 3600 إلى 3200 مليون سنة)؛ ما يشير إلى أن الحياة بدأت في وقت مبكر من تاريخ الأرض.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال مانويل رينهارت الباحث الرئيسي بمركز علوم الأرض بجامعة غوتنغن «إن النتائج التي توصلنا إليها تعزز بشكل كبير فهم النظم البيئية الميكروبية القديمة وتفتح آفاقا جديدة للبحث في مجال علم الأحياء القديمة».

ولإجراء الدراسة، حصل العلماء على عينات صخرية قديمة من سلسلة جبال «حزام باربرتون غرينستون» (Barberton Greenstone Belt) بجنوب أفريقيا وتم تسجيل الصخور الموجودة فيه على أنها من بين الأقدم على سطح الأرض. حيث اكتشف العلماء آثارا لجزيئات مادة كربونية محفوظة جيدا وسط الصخور، وهو ما كان مفاجئا. كاشفا عن «بقايا كائنات حية متغيرة».

وقد أتاح تحليل الجزيئات المجهرية بدقة للعلماء التعرف على الآثار البيولوجية الأصلية مع تمييزها عن أي تلوث لاحق على مدى فترة طويلة. لكن المثير للاهتمام أن التحليل أظهر «بصمات جيوكيميائية» متنوعة خلفتها مجموعة متنوعة من أشكال الحياة الصغيرة القديمة.

وفي هذا الاطار، تشير البيانات إلى أن هذه الكائنات الحية الدقيقة استخدمت ضوء الشمس للحصول على الطاقة، واستقلاب الكبريتات، وربما أنتجت غاز الميثان.

ويضيف رينهاردت «لم نتوقع العثور على آثار للعديد من عمليات التمثيل الغذائي الميكروبية. لقد كان الأمر مثل البحث عن إبرة في كومة قش».

ومن أجل فهم الوظائف الدقيقة لهذه الميكروبات بدورة الكربون للنظام البيئي القديم بشكل أكبر، قام العلماء بدمج البيانات الجيوكيميائية مع دراسات النسيج الصخري.

وقد كشفت هذه التقنية الشاملة التي تضمنت فحص مقطع رفيع تحت المجهر، عن معلومات مهمة حول النشاط الميكروبي القديم في النظام البيئي.

وخلص الدكتور هنريك دريك كبير مؤلفي الدراسة بجامعة لينوس الى القول «من خلال اكتشاف المادة الكربونية في بلورات البيريت الأولية وتحليل نظائر الكربون والكبريت في هذه المواد، تمكنا من التمييز بين عمليات التمثيل الغذائي الميكروبي الفردية».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق 77 مشروعاً بحثياً تنتشر في مختلف المناطق السعودية (هيئة التراث)

دلائل أثرية لاستيطان العصور الحجرية في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي

بدأت نتائج المسح الأثري في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي تظهر مبكراً مع إطلاق هيئة التراث بالسعودية أعمال المسح الميداني ضمن مشروع اليمامة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)

هيكل عظمي لـ5 أشخاص تفصل بينهم آلاف السنوات

حلَّ علماء آثار لغز هيكل عظمي غريب من بلجيكا يتكوّن من عظام 5 أشخاص عاشوا قبل 2500 عام متفرِّقين... فكيف التقت هذه المجموعة المختلطة من العظام في هيكل واحد؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تستهدف الندوة توسيع الفهم لأثر التنقل والترحال في تشكيل المجتمعات البشرية (هيئة العلا)

«ندوة العلا العالمية للآثار» تستكشف دور التنقل في تشكيل تاريخ البشرية

تهدف ندوة العلا العالمية إلى استكشاف الدور العميق للتنقل في تشكيل تاريخ البشرية، وتأمل السرديات حول القصص المتعددة عن أثر التنقل والترحال في حياة المجتمعات.

عمر البدوي (العلا)
ثقافة وفنون الحقد الاسرائيلي على صور لم ينحصر بحدود حاضرها الراهن (أ.ف.ب)

صُور مدينة الأرجوان والأساطير والمرايا العصية على الانكسار

لأسابيع خلت ظلت مدينة صور أقرب مدن الجنوب اللبناني إلى فلسطين، تعج بعشرات الآلاف من أبنائها المقيمين،

شوقي بزيع

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

كوكب المريخ (رويترز)
كوكب المريخ (رويترز)
TT

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

كوكب المريخ (رويترز)
كوكب المريخ (رويترز)

قال موقع «سبيس» إن محاكاة حاسوبية رجّحت أن قمري كوكب المريخ المحيرين، فوبوس وديموس، ربما تكوّنا من الحُطام الناتج عن اقتراب كويكب كبير بشكل خطير من الكوكب الأحمر.

ووفقاً للمحاكاة، فإن فوبوس وديموس نتجا عن حطام كويكب أكبر حجماً، اقترب كثيراً من المريخ، وتأثر بجاذبيته.

وقال جاكوب كيغيريس، من مركز أبحاث «إيمس»، التابع لوكالة «ناسا»، في بيان: «من المثير أن نستكشف فرضية جديدة لتكوين فوبوس وديموس القمرَيْن الوحيدَيْن في نظامنا الشمسي اللذَين يدوران حول كوكب صخري إلى جانب الأرض».

وليس من السهل تفسير قمرَي المريخ، كلاهما صغير، إذ يبلغ عرض فوبوس 16 ميلاً (26 كيلومتراً)، ويبلغ عرض ديموس 10 أميال (16 كيلومتراً) فقط، ومتكتلان.

وهناك فرضية أخرى مفادها بأن فوبوس وديموس تشكلا تماماً مثل قمر الأرض، إذ إن اصطدام الكويكب بسطح المريخ ألقى حطاماً في المدار الذي اندمج في النهاية، ليشكّل القمرين، ولكن فوبوس وديموس يختلفان كثيراً عن سطح المريخ في الارتفاعات، نحو 6000 كيلومتر (3700 ميل)، و23000 كيلومتر (14577 ميلاً) على التوالي، وهو ما يصعّب على النماذج التي تحاكي الاصطدام بالسطح تفسيره.

شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

وتوصل كيغيريس وفريقه إلى الفرضية الجديدة باستخدام أجهزة الكومبيوتر العملاقة في جامعة «دورهام»؛ حيث أجروا محاكاة لمثل هذا الحدث مئات المرات، مع تغيير قطر الكويكب ودورانه وسرعته ومسافته عن المريخ في أثناء أقرب اقتراب له.

وبينما ضاع بعض الحطام في الفضاء، وجدوا أن ما يكفي من شظايا الكويكب الأصلي نجت في المدار في الكثير من المحاولات؛ حيث ارتطمت بجسيمات أصغر استقرّت في جسم حول المريخ الذي تشكّل منه فوبوس وديموس.

ويعترف كيغيريس بأن تصوّره لنشأة القمرين لا تزال مجرد فرضية في الوقت الحالي، ومع ذلك فسوف يجري اختبارها قريباً.

ففي عام 2026، ستطلق وكالة استكشاف الفضاء اليابانية مركبة لاستكشاف أقمار المريخ، وهي مهمة إعادة عينات ستجلب قطعاً من فوبوس إلى الأرض لدراستها في المختبرات؛ مما سيوفّر دليلاً كبيراً على أصله.

وإذا كانت تحتوي على آثار صخور من المريخ، فهذا يشير إلى أنها تشكّلت من حطام الاصطدام، ولكن إذا كان تكوينها أشبه بالكويكب، فقد يدعم ذلك فرضية كيغيريس.

وقال كيغيريس، إن «هذا الفرضية الجديدة تقدّم تنبؤات مختلفة حول خصائص الأقمار التي يمكن اختبارها لهذا الحدث الرئيس في تاريخ المريخ».

ويمكن أيضاً تكييف المحاكاة للنظر في التفاعلات الأخرى بين الكواكب والأجسام الأصغر مثل الكويكبات والمذنبات طوال تاريخ النظام الشمسي، وربما استكشاف كيفية تشكّل حلقات زحل، أو الأقمار المحيرة الأخرى.