«بنات ألفة» يمثل أحلام السينما العربية في «الأوسكار»

الفيلم التونسي ترشح للقائمة المختصرة للجائزة بفئة «أفضل وثائقي»

أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)
أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)
TT

«بنات ألفة» يمثل أحلام السينما العربية في «الأوسكار»

أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)
أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)

حقق الفيلم التونسي «بنات ألفة» إنجازاً عربياً بترشحه للقائمة النهائية المختصرة لجائزة الأوسكار «فئة أفضل فيلم وثائقي طويل»، وهي القائمة التي تضم 5 أفلام فقط، ويعلن الفيلم الفائز ليلة توزيع الجوائز للنسخة 96 لمنافسات الأوسكار.

وأعلنت مخرجته كوثر بن هنية عن اختيار الفيلم ضمن القائمة القصيرة عبر حسابها بموقع «فيسبوك»، حيث كتبت بالإنجليزية «We Did»؛ مشيرة إلى القائمة التي يتضمنها الفيلم، لتتلقى آلاف التهاني بهذا الفوز والتمنيات بأن يفوز الفيلم بجائزة أفضل وثائقي ليلة توزيع الجوائز.

وكان الفيلم قد حصد جوائز عدة منذ عرضه الافتتاحي بمهرجان «كان» السينمائي في دورته الفائتة، حيث تنافس على جائزة السعفة الذهبية، وحصد 3 جوائز هي: «السينما الإيجابية»، و«العين الذهبية» للأفلام الوثائقية، التي حصل عليها مناصفة مع الفيلم المغربي «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير، كما حاز «بنات ألفة» تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم جائزة الناقد «فرنسوا شالي»، كما فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان جوثام الدولي، وحاز جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

المخرجة التونسية كوثر بن هنية (حسابها على فيسبوك)

وعبّر المخرج المصري أمير رمسيس عن سعادته بوصول فيلم «بنات ألفة» للقائمة النهائية، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المخرجة نجحت في الجمع بين الوثائقي والدرامي، وبات لها صوتها الخاص في هذه النوعية من الأفلام، كما طرحت عبر فيلمها قضية تؤرق بعض الأسر التونسية وهي المرتبطة بالهاربين من تونس إلى تنظيم (داعش) في ليبيا، وقدمتها عبر تجربة إبداعية صادقة دون ضجيج؛ لأنها تتحدث عن الإنسان في النهاية».

ورأى رمسيس أن السينما العربية تحقق في السنوات الأخيرة هذا الصعود عبر أكثر من مخرج، من بينهم طلال الديركي وكوثر نفسها بفيلم «الرجل الذي باع ظهره»، الذي وصل أيضاً للقائمة النهائية منذ عامين، مشيراً إلى أنه يتمنى تتويجه بالجائزة، مؤكداً أن الفوز له ملابسات أخرى وشروط لها علاقة بالتوزيع، لكن صعود «بنات ألفة» يظل حدثاً سعيداً للسينما التونسية والعربية.

ويروي الفيلم عبر تمازج بين الوثائقي والروائي قصة حقيقية لامرأة تونسية تدعى ألفة لديها 4 بنات، تنخرط اثنتان منهن في تنظيم «داعش» الإرهابي بليبيا، وتكافح الأم لإعادتهما إلى تونس مرة أخرى في محاولة لإنقاذهما من مصير غامض، واستعانت المخرجة بالأم الحقيقية وابنتيها الأصغر سناً ليشاركا في بطولة الفيلم، بينما تؤدي الفنانة هند صبري مشاهد روائية للأم.

ورأى الناقد خالد محمود أن وصول فيلم للمخرجة التونسية كوثر بن هنية للمرة الثانية للقائمة النهائية بالأوسكار يؤكد تميزها كمخرجة وأنها انضمت لمجموعة من المخرجات اللواتي استطعن فرض أنفسهن على ساحة السينما العالمية خلال السنوات الأخيرة.

لقطة من «بنات ألفة» (الشركة المنتجة)

وأشاد محمود باللغة السينمائية الجديدة التي قدمتها هنية عبر فيلم «بنات ألفة» بالمزج بين الشخصيات الحقيقية وأداء الممثلين، وطرح قضيتها بشكل غير مباشر، مشيراً إلى أن «الفيلم الذي يجمع بين التوثيقي والروائي بات منافساً حقيقياً للفيلم الروائي التقليدي»، متمنياً أن يتوج الفيلم بالجائزة ليحقق صعوداً كبيراً للسينما العربية.

وكانت هنية قد كشفت في حوار سابق مع «الشرق الأوسط» أنها بدأت العمل على الفيلم منذ عام 2016، وأنها كانت تنوي تقديمه فيلماً وثائقياً يحتوى حوارات مع الأم وبناتها، لكنها بعد التصوير قررت المزج بين الروائي والوثائقي؛ لإلقاء الضوء على كل أبعاد القصة المعقدة عن طريق حوارات بين الممثلين وأصحاب القصة الحقيقية.


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.