تقرير: اختبار نظر قيادة السيارة لمسافة 20 مترا غير عادل؟!

تقرير: اختبار نظر قيادة السيارة لمسافة 20 مترا غير عادل؟!
TT

تقرير: اختبار نظر قيادة السيارة لمسافة 20 مترا غير عادل؟!

تقرير: اختبار نظر قيادة السيارة لمسافة 20 مترا غير عادل؟!

كشف تقرير جديد أن أقل من نصف سائقي السيارات في المملكة المتحدة الذين شملهم استطلاع أجرته وكالة ترخيص السائقين والمركبات (DVLA) يعرفون أنه يجب أن يكونوا قادرين على قراءة لوحة الأرقام من مسافة 20 مترًا من أجل القيادة بأمان.

وكاختبار رؤية، فهو سريع وسهل. ليس من الصعب العثور على لوحة أرقام لإجراء اختبار البصرز

وتقدم وكالة DVLA اقتراحات لحوالى 20 مترًا (أطوال خمس سيارات أو عرض ثمانية مواقف للسيارات). لكن هل هو اختبار عادل للرؤية للقيادة؟

وكاختبار تقريبي وجاهز، من السهل إجراؤه عندما لا يكون لديك اختبار رؤية في متناول يدك. ومع ذلك، هناك متغيرات مهمة؛ مثل كمية الضوء، والوقت من اليوم، والظروف الجوية، وعمر الشخص، ولون ونظافة لوحة الأرقام، والحروف الفعلية والمسافات. إذ يمكن أن تحدث اختلافات كبيرة في مدى سهولة القراءة. وذلك وفق ما نشر موقع «the conversation» العلمي المرموق.

وفي عيادات طب العيون في المملكة المتحدة، يتم قياس حدة البصر والإبلاغ عنها بالأرقام، مثل 6/6 أو 6/9 أو 6/12 في اختبار سنيلين؛ البسط (الرقم الموجود فوق الخط) هو مسافة العين من مخطط سنيلين (بالأمتار) والمقام يتوافق مع خط مخطط الحروف.

وعادةً ما يمثل أكبر حرف على الرسم البياني 6/60 من حدة سنيلين؛ فكلما كان القاسم أصغر كانت الرؤية أفضل؛ وكلما كان القاسم أكبر، كانت الرؤية أفقر.

جدير بالذكر، تم إنشاء الاختبار من قبل الطبيب الهولندي هيرمان سنيلين في ستينيات القرن التاسع عشر، ويتم استبداله ببطء باختبار أحدث يسمى LogMAR، والذي يتميز بتباعد أكبر بين الأحرف. ولكن، في الوقت الحالي، تظل متطلبات القيادة في المملكة المتحدة وفق سنيلين.

والناس على دراية بمصطلح الرؤية 20/20، والذي يستخدم لوصف مستوى الرؤية الجيد والواضح.

ويأتي المصطلح 20/20 من النموذج الأميركي لقياس حدة البصر، حيث يشير البسط إلى مسافة 20 قدمًا. وبالتالي فإن الحصول على رؤية 20/20 يعادل رؤية 6/6 في المملكة المتحدة على مخطط سنيلين، مع مسافة بسط تبلغ 6 أمتار.

وفي مشكلة الازدحام للوفاء بمعايير القيادة في المملكة المتحدة، يجب أن يكون لديك حد أدنى من الرؤية 6/12، ومجال بصري كامل (اختبار رؤيتك المحيطية)، وأن تكون قادرًا أيضًا على قراءة لوحة أرقام على بعد 20 مترًا.

بعض الأشخاص الذين يستوفون متطلبات سنيلين لحدة البصر والمجال البصري لا يمكنهم رؤية جميع حروف لوحات الأرقام على بعد 20 مترًا بسبب ظاهرة تسمى (الازدحام).

ويحدث الازدحام عندما يكون من الصعب التعرف على حرف محاط بأحرف أخرى، مقارنة بالحرف نفسه. ولهذا السبب يسهل التعرف على الحروف الموجودة على حافة لوحة الأرقام مقارنة بالأحرف الوسطى. وفي هذا الاطار، هناك بعض الحالات التي يعاني فيها الأشخاص من ازدحام أكثر من غيرهم، مثل الحول (العين الكسولة)، الغلوكوما (زيادة الضغط داخل العين ما يؤدي إلى تلف الأعصاب) والتقدم في السن. ويؤدي الازدحام إلى إضعاف قدرة الناس على التعرف على الأشياء المزدحمة والاستجابة لها. إذ إن هذا الأمر ليس مفهومًا جيدًا، لكننا نعلم أنه يحدث داخل القشرة البصرية (الجزء المسؤول عن معالجة الرؤية في الدماغ)، لأن الناس يعانون من الازدحام حتى عندما يتم عرض فوضى الصورة بشكل منفصل على أي من العينين.

وفي حالة الازدحام، كلما كانت المعلومات المرئية التي تتم معالجتها في القشرة البصرية «أكثر انشغالًا» وأكثر تشوشًا، أصبح فصل الصور أكثر صعوبة؛ ولا يعني ذلك أنه لا يمكن رؤية الأشياء، بل أنه لا يمكن فصلها بشكل فعال. فهل من العدل أو المهم أن نستمر في التحقق من حدة البصر، بما في ذلك الازدحام باختبار 20 مترًا؟

ان المملكة المتحدة تعاني من شيخوخة السكان؛ فهم يعملون لفترة أطول للتقاعد ويريدون البقاء مستقلين.

وتشير تقارير DVLA إلى أن عدد سائقي السيارات الذين تبلغ أعمارهم 90 عامًا أو أكثر قد تضاعف إلى أكثر من 150.000 خلال العقد الماضي.

وتظهر حدة البصر ارتباطًا ضعيفًا، إن وجد، بإحصائيات التصادم أو أداء القيادة. حيث تظهر حساسية التباين (القدرة على التمييز بين ظلال اللون الرمادي) ارتباطًا أفضل، ومع ذلك لم يتم اختبارها للقيادة على الإطلاق.

وفي حين قد يجد البعض أن الافتقار إلى متطلبات البصر القانونية لقيادة سكوتر للتنقل أمر مثير للقلق، فإن العزلة الاجتماعية والاكتئاب المرتبط بالتوقف عن القيادة يثيران القلق أيضًا. إذ يمكن لمعاييرنا الحالية أن تقضي على الأشخاص الذين يعتبرون سائقين جيدين من القيادة وفقًا لتنبؤات الاختبار الأفضل.

وفي غياب اختبار أفضل على جانب الطريق، هل من المفيد استخدام اختبار لوحة الأرقام المتاح بسهولة؛ على الرغم من عيوبه؛ لإعطاء تقييم فوري بدلاً من عدم الحصول على أي شيء على الإطلاق؟ أم أنه من الأفضل توجيه السائقين إلى اختبار أكثر موثوقية، يتم إجراؤه ضمن إطار زمني مناسب؛ في ظل شيخوخة السكان مع ارتفاع سن التقاعد مثل ما هو موجود المملكة المتحدة؟ قد يكون هذا شيئًا نحتاج إلى التفكير فيه بالمستقبل القريب.


مقالات ذات صلة

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

يوميات الشرق د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

وجدت دراسة برازيلية أن مزيجاً من دواءَين تجريبيَّين حقق نتائج واعدة في مكافحة السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تعلم اللغة عند الأطفال أمر حاسم يؤثر على نموهم الأكاديمي والمعرفي (جامعة آيوا)

الذكاء الاصطناعي لمساعد الأطفال على تعلم اللغة

طوّر باحثون من كوريا الجنوبية نظاماً مبتكراً يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة الأطفال على تعلم اللغة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة في 3 أيام فقط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
TT

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)

لم يتبق سوى أسبوع واحد فقط على نهاية موسم إحصاء عدد الفراشات، إذ يحذر الخبراء من أنها باتت تهاجر شمالاً بشكل أكبر بسبب تغير المناخ. ويعد موسم إحصاء تعداد الفراشات الكبير حدثاً سنوياً تقوده مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» الخيرية للحياة البرية. ولا يتبقى أمام المشاركين سوى أسبوع واحد فقط للمشاركة، حيث ينتهي موسم الرصد في 4 أغسطس (آب).

وتطلب الفعالية من المشاركين قضاء 15 دقيقة في منطقة مشمسة، وتسجيل أعداد وأنواع الفراشات التي يرونها، إذ حدد الباحثون تغييرات في طريقة هجرتها عبر البلاد.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور دان هوير من مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «الفراشات حساسة جداً فهي تحب الحرارة».

وأضاف هوير: «تحتاج يرقات هذه الفراشات إلى نباتات غذائية معينة لتتغذى عليها، كما تحتاج أيضاً إلى درجات حرارة مناسبة لإكمال دورة حياتها، ومن المؤكد أن الاتجاهات تتغير مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، إذ تصبح المزيد من الأماكن مناسبة لبعض أنواع الفراشات بشكل أكبر كلما اتجهت شمالاً مقارنة بحياتها السابقة».

وتابع: «ولذا؛ فإن أنواع مثل الفراشة الزرقاء المقدسة، وتلك التي تشبه علامة الفاصلة، وفراشة الطاووس، أصبح رصدها في أسكتلندا أسهل بكثير الآن مما كانت عليه في السابق».

وقد تراجعت أعداد نحو 80 في المائة من أنواع الفراشات الموجودة في المملكة المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، وأوضح الدكتور هوير: «هذا يخبرنا شيئاً عما يحدث في البيئة».

وذكر: «يتعلق الأمر بتغير المناخ، وبفقدان الموائل بسبب التنمية واستخدام المبيدات الحشرية، ولكن إذا حصلنا على هذه الإحصاءات، فإن ذلك يساعدنا أيضاً في معرفة كيفية إصلاح هذا الخلل ومعرفة سبل تحقيق التعافي للطبيعة للوصول لمستقبل أكثر إشراقاً».

يذكر أنه في العام الماضي تم إجراء أكثر من 135 عملية إحصاء أعداد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إذ أمضى المتطوعون ما يقرب من 4 أعوام في الرصد.

وأفاد روبرت ونيل بأنهما شاركا من قبل في إحصاء أعداد الفراشات عدة مرات، لكن هذا الموسم كان أقل نجاحاً من المواسم الأخرى.