العائلة المالكة البريطانية تنتهج العلنية... بيانان عن صحة الملك وأميرة ويلز في ساعة واحدة

الملك يعاني من البروستاتا وكيت أجرت جراحة في البطن

قصر باكنغهام يصدر أول صورة رسمية للملك تشارلز والملكة كاميلا مع العائلة
قصر باكنغهام يصدر أول صورة رسمية للملك تشارلز والملكة كاميلا مع العائلة
TT

العائلة المالكة البريطانية تنتهج العلنية... بيانان عن صحة الملك وأميرة ويلز في ساعة واحدة

قصر باكنغهام يصدر أول صورة رسمية للملك تشارلز والملكة كاميلا مع العائلة
قصر باكنغهام يصدر أول صورة رسمية للملك تشارلز والملكة كاميلا مع العائلة

خلال ساعة واحدة، أعلنت العائلة المالكة البريطانية عن وعكتين أصابتا اثنين من أفرادها هما الملك تشارلز وأميرة ويلز كيت ميدلتون، استدعتا تلقي العلاج في المستشفى.

عندما دخلت ملكة إنجلترا الراحلة إليزابيث المستشفى لليلة واحدة في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021 لإجراء «فحوصات أولية»، كان أول ما علم به الجمهور بما يخص «مخاوفها الصحية» منشوراً على الصفحة الأولى لصحيفة «ذا صن».

وتوقعت «الغارديان» أن تكون الملكة الراحلة قد أخفت الموضوع لعدم إثارة الضجة، لكن حقيقة أن المراسلين الملكيين قد أبلغوا بأن الملكة نصحت بالراحة، لكن ليس في المستشفى، أدت إلى تكهنات بشأن حقيقة وضعها الصحي، كما أدى إلى انتقاد «سرية» القصر الملكي.

لذلك ليس من المستغرب، أن تتخذ العائلة المالكة نهجاً مختلفاً بشكل ملحوظ أمس (الأربعاء)، من خلال إعلان مزدوج، بفارق ضئيل، عن خضوع أميرة ويلز كيت ميدلتون والملك تشارلز للعلاج في المستشفى، وفق صحيفة «الغارديان».

وقال قصر كنسينغتون، أمس، إن كيت (42 عاماً) أميرة ويلز زوجة ولي عهد بريطانيا الأمير ويليام دخلت مستشفى «لندن كلينيك» الخاص يوم الثلاثاء، وخضعت لعملية جراحية ناجحة في البطن وستبقى في المستشفى لمدة تصل إلى أسبوعين وهي في صحة جيدة.

ولم يتم تقديم مزيد من التفاصيل بشأن «المعلومات الطبية الخاصة» للأميرة، على الرغم من أن القصر أشار إلى عدم وجود مخاوف بشأن السرطان.

وربما حرصاً على تجنب التكهنات في اليوم التالي حول الحالة الصحية للعائلة المالكة، سرعان ما أعقب هذا الإعلان إعلان آخر من الفريق الصحافي في قصر باكنغهام.

وجاء في البيان: «مثله مثل آلاف الرجال كل عام، يتلقى الملك العلاج من تضخم البروستاتا. حالته حميدة وسيدخل المستشفى الأسبوع المقبل لإجراء عملية تصحيحية».

وتابع البيان أن التزامات الملك، ستؤجل «لفترة قصيرة للتعافي».

الملك تشارلز لن يحتاج لفترة طويلة للتعافي (رويترز)

وفي حين سيتم تأجيل ارتباطات الملك البالغ من العمر 75 عاماً «لفترة قصيرة للتعافي»، فإن الجراحة التي تجريها الأميرة أكثر تعقيداً، وستبقى في المستشفى لمدة 10 إلى 14 يوماً، ومن غير المتوقع أن تكون في صحة جيدة بما يكفي للعودة إلى الارتباطات العامة إلا بعد عيد الفصح في أبريل (نيسان)، وفق «الغارديان».

وتماشياً مع محاولة الزوجين أن يكونا أبوين عمليين، على الأقل وفقاً لمعايير العائلة المالكة، سيتنحى زوجها أمير ويلز أيضاً عن واجباته العامة خلال الفترة التي تكون فيها في المستشفى، وبعدها مباشرة سيعودان إلى المنزل ليكونا مع أطفالهما الثلاثة، وفق «الغارديان».

وقام الزوجان أيضاً بتأجيل أي خطط للسفر في الأشهر المقبلة.

ماذا نعرف عن تاريخ الملك تشارلز الصحي؟

أصيب الملك بـ«كوفيد-19» مرتين، وكانت نتيجة اختبار فيروس «كورونا» إيجابية لأول مرة في أواخر مارس (آذار) 2020، حيث كان الفيروس ينتشر في جميع أنحاء العالم. وقال كلارنس هاوس، في ذلك الوقت، إنه كان يعاني من أعراض خفيفة لكنه ظل بصحة جيدة.

كما جاءت نتيجة اختباره إيجابية للمرة الثانية في فبراير (شباط) من عام 2022. وبعد عزل نفسه، استأنف مهامه الملكية بعد أسبوع.

أصابع يديه متورمة

منذ سنوات عدة، تساءلت وسائل الإعلام البريطانية عن تورم أصابع يدي الملك تشارلز. وكانت يدا الملك تبدوان منتفختين عندما التقى رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك ليز تراس في 9 سبتمبر (أيلول) 2022، بعد وفاة والدته. لكن لا توجد كلمة رسمية حول تشخيصه.

الملك تشارلز مع ليز تراس (رويترز)

أزال ورماً غير سرطاني من وجهه

كذلك، ذكرت «أسوشييتد برس» أن هذا الإجراء الذي وصفته بـ«البسيط والروتيني» تم إجراؤه في عام 2008، وشمل بقعة على جانب أنفه. كما لفتت الوكالة إلى أن والديه كان لديهما نموات غير سرطانية مماثلة تمت إزالتها من وجهيهما في السنوات السابقة.

إصابات رياضية

لدى الملك مجموعة من الندوب من أيام لعب البولو. وذكرت «أسوشييتد برس» أنه ذراعه اليمنى كُسرت في مكانين بعد سقوطه من حصانه خلال مباراة بولو في عام 1990.

وفي عام 1998، أصيب بكسر في أحد أضلاعه بعد سقوطه من حصانه أثناء الصيد، بحسب «بي بي سي». وفي العام نفسه، خضع لعملية جراحية لإصلاح الغضروف في ركبته اليمنى.

تشارلز يلعب في مباراة بنادي بولو الحرس في وندسور بالقرب من لندن في أواخر السبعينات (صحيفة نيويورك تايمز)

في عام 2001، فقد الملك وعيه عندما سقط من حصانه خلال مباراة بولو. وفي العام نفسه، أصيب بكسر في عظمة كتفه عندما سقط من فوق حصان أثناء صيد الثعالب، حسبما أشارت «بي بي سي».

واعتزل الملك تشارلز لعبة البولو في عام 2005 عن عمر يناهز 57 عاماً.

عملية فتق

في عام 2003، أصيب الأمير تشارلز آنذاك بجروح أثناء قيامه بوضع سياج في حدائق إحدى عقاراته واحتاج إلى «عملية روتينية»، حسبما ذكرت «بي بي سي».

ماذا عن أميرة ويلز؟

لا يوجد العديد من التقارير التي تتحدث عن تاريخ الأميرة الصحي، لكن «الغارديان»، أشارت إلى أن الأميرة عانت أثناء حملها من التقيؤ الحملي، وهو شكل من أشكال غثيان الصباح الشديد، وتم إدخالها إلى المستشفى في عام 2012 أثناء حملها بالأمير جورج.

كيت ميدلتون خضعت لعملية جراحية في البطن (رويترز)

وأعلنت عن حملها الثاني في عام 2014 قبل الموعد المقرر لأنها كانت تتلقى العلاج من هذه الحالة.

وقالت في «بودكاست» في عام 2020: «لقد كان الأمر سيئاً جداً، كنت مريضة حقاً، لم أكن آكل الأشياء التي يجب أن آكلها، ولكن مع ذلك، كان الجنين لا يزال قادراً على أخذ كل الخير من جسدي. وأن تنمو حياة جديدة، وهو ما أعتقد أنه أمر رائع».

ويليام وكيت مع مولودهما الأول خارج جناح ليندو في مستشفى سانت ماري في وسط لندن في 23 يوليو 2013 (إكس)

الأمير فيليب وكاميلا

للتذكير، تم إبقاء الجمهور على اطلاع عندما تم إدخال دوق إدنبرة إلى المستشفى مرات عدة في سنواته الأخيرة. وأمضى الأمير فيليب 4 أسابيع في المستشفى بعد جراحة القلب في مارس 2021؛ وتوفي في الشهر التالي.

الملك تشارلز والملكة كاميلا (رويترز)

كذلك، عندما خضعت الملكة كاميلا لعملية جراحية في أحد مستشفيات لندن عام 2007، تم إعلام المراسلين بأن دوقة كورنوال آنذاك خضعت لعملية استئصال الرحم.


مقالات ذات صلة

«بشكل سري»... الأمير هاري يحضر جنازة برفقة شقيقه ويليام

يوميات الشرق الأميران ويليام وهاري (رويترز)

«بشكل سري»... الأمير هاري يحضر جنازة برفقة شقيقه ويليام

حضر الأمير البريطاني ويليام وشقيقه هاري جنازة زوج خالتهما اللورد فيلوز، وجلسا في الغرفة نفسها لأول مرة هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة التُقطت للأمير هاري في نيويورك في 25 سبتمبر 2021 (رويترز)

الأمير هاري «فتى غاضب» في «منفاه الكاليفورني»... صديق يكشف عن شعوره بالعزلة

يُقال إن الأمير هاري أصبح «فتى غاضباً» لأنه معزول عن عائلته وأصدقائه، بحسب تقرير لشبكة «فوكس نيوز».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل (أ.ب)

بعد اعترافه بتعاطي المخدرات... ما جديد قضية تأشيرة الأمير هاري الأميركية؟

كشفت تقارير جديدة أن قاضياً أكمل مراجعته لطلب تأشيرة الأمير هاري إلى الولايات المتحدة بعد الكشف عن تعاطيه المخدرات في الماضي، ضمن مذكراته عام 2023.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كان ترمب واثقاً من أنه كان ضيف الملكة الراحلة المفضل على الإطلاق (أ.ف.ب)

كتاب جديد: الملكة إليزابيث عدّت ترمب «وقحاً جداً»

الملكة الراحلة إليزابيث الثانية وجدت الرئيس الأميركي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب «وقحاً جداً».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أول عملة معدنية من فئة جنيه إسترليني تحمل صورة الملك تشارلز الثالث للتداول (رويترز)

بريطانيا تطرح أول عملة معدنية تحمل صورة الملك تشارلز للتداول

طرحت الحكومة البريطانية أول عملة معدنية من فئة جنيه إسترليني تحمل صورة الملك تشارلز الثالث للتداول، مع تشجيع هواة جمع العملات للبحث عن الإضافة التاريخية لعملات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
TT

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)

«ماريا»، الذي سبق وتناولناه هنا قبل يومين، ليس سوى أحد الأفلام المعروضة على شاشة الدورة 81 لمهرجان «ڤينيسيا»، (انطلق في 28 من الشهر الماضي وتسدل ستارته في 7 سبتمبر «أيلول» الحالي)، الذي يتناول حياة شخصيات شهيرة. إذ إن هناك أفلاماً عدّة تتحدّث عن شخصيات حقيقية أخرى بينها ثلاثة أفلام غير درامية.

إنها أفلام وثائقية وتسجيلية عن أسماء مشهورة تتباعد في أزمانها وشخصياتها كما في أدوارها في الحياة. هناك «رايفنشتال» عن المخرجة الألمانية ليني رايفنشتال التي عاشت نحو 101 سنة، و«جون ويوكو» عن حياة المغني جون لينون (من فرقة البيتلز) والمرأة التي ارتبط بها، كذلك يطالعنا فيلم المخرج التسجيلي إيرول موريس «منفصلون» الذي يتناول بعض ما تمر به الولايات المتحدة من أزمات بخصوص المهاجرين القادمين من فنزويلا وكولومبيا ودول لاتينية أخرى.

في هذا النطاق، وبالمقارنة، فإن «ماريا» للمخرج التشيلي بابلو لاراين، يبقى الإنتاج الدرامي الوحيد بين هذه المجموعة متناولاً، كما ذكرنا، الأيام الأخيرة من حياة مغنية الأوبرا.

المخرجة المتّهمة

«رايفنشتال» للألماني أندريس فايَل فيلم مفعم بالتوثيق مستعيناً بصور نادرة ومشاهد من أفلام عدّة للمخرجة التي دار حولها كثير من النقاشات الفنية والسياسية. حققت ليني في حياتها 8 أفلام، أولها سنة 1932 وآخرها «انطباعات تحت الماء» (Impressions Under Water) سنة 2002. لكن شهرتها تحدّدت بفيلميها «انتصار الإرادة» (Triumph of the Will) (1935)، و«أولمبيا» الذي أنجزته في جزأين سنة 1938.

السبب في أن هذين الفيلمين لا يزالان الأشهر بين أعمالها يعود إلى أنهما أُنتجا في عصر النهضة النازية بعدما تبوأ أدولف هتلر رئاسة ألمانيا.

دار «انتصار الإرادة» عن الاستعراض الكبير الذي أقيم في عام 1934 في مدينة نورمبيرغ، الذي ألقى فيه هتلر خطبة نارية أمام حشد وصل تعداده إلى 700 ألف شخص. فيها تحدّث عن ألمانيا جديدة مزدهرة وقوية وعن مستقبل كبير ينتظرها.

الفيلم الثاني من جزأين كان عن الأولمبياد الرياضي الذي أقيم صيف 1936، وحضرته أمم كثيرة بعضها من تلك التي تحالفت لاحقاً ضد الاحتلال الألماني لأوروبا.

شغل المخرجة على الفيلمين فعلٌ فني لا يرقى إليه الشك. تصوّر بثراء كل ما يقع أمامها من الجموع إلى المسيرات العسكرية والرياضية، ومنها إلى هتلر وهو يخطب ويراقب سعيداً الاستعدادات العسكرية التي خاضت لاحقاً تلك الحرب الطاحنة التي خرجت ألمانيا منها خاسرة كلّ شيء.

تبعاً لهذين الفيلمين عدّ الإعلام السياسي الغربي المخرجة رايفنشتال ساهمت في الترويج للنازية. تهمة رفضتها رايفنشتال. وأكدت، في مقطع من الفيلم مأخوذ عن مقابلة مسجّلة، أنها لم تنفّذ ما طُلب منها تنفيذه، ولم تنتمِ إلى الحزب النازي (وهذا صحيح) ولم تكن تعلم، شأن ملايين الألمان، بما يدور في المعتقلات.

ليني رايفنشتال خلال تصوير «أولمبياد» (مهرجان ڤينيسيا)

يستعرض الفيلم حياة المخرجة التي دافع عن أعمالها نُقاد السينما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم. فيلماها لا يزالان من أفضل ما طُبع على أشرطة في مجال الفيلم الوثائقي إلى اليوم، وذلك عائد إلى اختياراتها من اللقطات والمشاهد وتوثيقها لحدثين مهمّين لا يمكن تصوّر السينما من دون وجودهما بدلالاتهما المختلفة. النتيجة الواضحة إلى اليوم، حتى عبر المقتطفات التي يعرضها الفيلم، تفيد بحرفة متقدّمة وتعامل رائعٍ مع الحدث بأوجهه المتعدّدة.

ينتهج المخرج فايل موقفاً يشيد فيه بالمخرجة ومجمل أفلامها السبعة. لا يفوته الاعتراف بأن رايفنشتال كانت فنانة سينما حقيقية، لكن يوجّه مشاهديه في الوقت نفسه إلى أن هذا الفن لم يكن سوى مظهر دعائي للنازية، وأنها لعبت الدور المباشر في البروباغاندا في الفترة التي سبقت الحرب.

حيال سرد هذا التاريخ يستعين المخرج فايل بمقابلات متعددة أدلت بها (معظمها بعد نهاية الحرب) وواجهت فيها منتقديها كما يعمد المخرج إلى مشاهد من حياتها الخاصة. زواجها. رحلتها إلى السودان خلال اضطرابات عام 2000 حيث تحطمت الطائرة المروحية التي استقلّتها وأصيبت برضوض. رحلتها تلك كانت بصدد التعرّف على البيئة النوبية، وكانت قد حصلت على الجنسية السودانية قبل سنوات (إلى جانب جنسيتها الألمانية وإقامتها البريطانية)، وبذلك كانت أول شخص غربي يُمنح الجنسية السودانية.

لا يأتي الفيلم بجديد فِعليّ لما يسرده ويعرضه. هناك كتب عديدة دارت حولها أهمها، مما قرأ هذا الناقد، «أفلام ليني رايفنشتال» لديفيد هنتون (صدر سنة 2000) و«ليني رايفنشتال: حياة» الذي وضعه يورغن تريمبورن قبل سنة من وفاة المخرجة عام 2003.

هو فيلم كاشف، بيد أنه يتوقف عند كل المحطات التي سبق لمصادر أخرى وفّرتها. محاولة الفيلم لتكون «الكلمة الفصل» ناجحة بوصفها فكرة وأقل من ذلك كحكم لها أو عليها.

جون لينون ويوكو أونو

في الإطار الفني، ولو على مسافة كبيرة في الاهتمام ونوع المعالجة، يأتي (One to One: John & Yoko) «واحد لواحد: جون ويوكو» لكيڤن ماكدونالد، الذي يحيط بحياة الثنائي جون لينون وزوجته يوكو أونو اللذين وقعا في الحب وانتقلا للعيش في حي غرينتش فيلاج في مدينة نيويورك مباشرة بعد انفراط فريق «البيتلز» الذي كان جون لينون أحد أفراده الأربعة.

النقلة إلى ذلك الحي لم تكن اختياراً بلا مرجعية سياسية كون غرينتش فيلاج شهدت حينها حياة ثقافية وفنية وسياسية حافلة تعاملت ضد العنصرية وضد حرب فيتنام، وكانت صوت اليسار الشّعبي الأميركي إلى حين فضيحة «ووترغيت» التي أودت بمنصب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. يكشف فيلم مكدونالد (الذي سبق وأُخرج قبل أعوام قليلة، فيلماً عن المغني الجامايكي بوب مارلي) عن اهتمام لينون وزوجته بتلك القضايا السياسية. جون الذي باع منزله المرفّه في ضواحي لندن واستقر في شقة من غرفتين في ذلك الحي، ويوكو التي لعبت دوراً فنياً وتثقيفياً في حياته.

لا يكتفي الفيلم بالحديث عن الثنائي معيشياً وعاطفياً بل عن المحيط السياسي العام ما يُعيد لمشاهدين من جيل ذلك الحين بعض الأحداث التي وقعت، ويوجه المشاهدين الذين وُلدوا سنوات صوب تقدير الثنائي، كما لم يفعل فيلم ما من قبل. ليس لأن «واحد لواحد: جون ويوكو» فيلم سياسي، بل هو استعراض منفّذ مونتاجياً بقدر كبير من الإجادة لحياة ثنائيّ موسيقيّ مطروحة على الخلفية المجتمعية المذكورة.

إرث ترمب

نيسكون مضى ومعه قناعاته وبعد عقود حلّ دونالد ترمب ليسير على النهج اليميني نفسه.

يرتسم ذلك في «منفصلون» (Separated) للمخرج المتخصص بالأفلام التسجيلية والوثائقية السياسية إيرول موريس. من بين أفضل أعماله «ضباب الحرب» (The Fog of War)، الذي تناول الحرب العراقية وكيف تضافرت جهود الحكومة الأميركية على تأكيد وجود ما لم يكن موجوداً في حيازة العراق، مثل القدرات النّووية والصواريخ التي يمكن لها أن تطير من العراق وتحط في واشنطن دي سي (وكثيرون صدّقوا).

«منفصلون» لديه موضوع مختلف: إنه عن ذلك القرار الذي اتخذه ترمب خلال فترة رئاسته ببناء سياج على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنع تدفق المهاجرين القادمين من الدول اللاتينية بدافع الفقر وانتشار العنف.

كان يمكن تفهّم هذا القرار لو أنه توقف عند هذا الحد، لكن ترمب تلاه بقرار آخر يقضي بفصل الأطفال عن ذويهم الراغبين في دخول البلاد عبر الحدود. بذلك لدى هؤلاء إمّا العودة من حيث أتوا مع أولادهم، أو العودة من دونهم على أساس وجود هيئات ومؤسسات أميركية ستعني بهم.

مثل هذا الموقف، يؤكد الفيلم، غير الأخلاقي، وكان له معارضون ومؤيدون. بعض المعارضين من أعضاء الكونغرس انقلبوا مؤيدين ما بين مؤتمر صحافي وآخر.

محور الفيلم هو رفض هذا الانفصال على أسس أخلاقية وإنسانية والمتهم الأساسي في فرض العمل به هو ترمب الذي لم يكترث، والكلام للفيلم، لفظاعة الفصل بين الآباء والأمهات وأطفالهم. تطلّب الأمر أن يخسر ترمب الانتخابات من قبل أن يلغي بايدن القرار على أساس تلك المبادئ الإنسانية، لكن بذلك تعاود أزمة المهاجرين حضورها من دون حل معروف.

يستخدم المخرج موريس المقابلات لتأييد وجهة نظره المعارضة وأخرى لرفضها، لكنه ليس فيلماً حيادياً في هذا الشأن. مشكلته التي يحسّ بها المُشاهد هي أن الفيلم يتطرّق لموضوع فات أوانه منذ أكثر من عامين، ما يجعله يدور في رحى أحداث ليست آنية ولا مرّ عليه ما يكفي من الزمن لإعادة اكتشافها ولا هي بعيدة بحيث تُكتشف.