مصر: الأزمة الاقتصادية تصل إلى «المعسِّل»

شكاوى من ارتفاع أسعاره وتراجع جودته

مصريون على أحد المقاهي في منطقة وسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصريون على أحد المقاهي في منطقة وسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: الأزمة الاقتصادية تصل إلى «المعسِّل»

مصريون على أحد المقاهي في منطقة وسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصريون على أحد المقاهي في منطقة وسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ما بين شكاوى برلمانية وشعبية في مصر من ارتفاع أسعار «المعسل» وتراجع جودته، تواجه سوق «المعسل» في مصر أزمة جديدة أخيراً. وتجدد الجدل حول أسعار «المعسل» في مصر، عقب حديث عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب حسام أبو زيد، خلال جلسة مجلس النواب العامة، الثلاثاء، بحضور وزير التموين المصري، علي المصيلحي، عن أن «علبة السجائر وصلت إلى 55 جنيهاً، و(باكو المعسل) أصبح سعره 200 جنيه، ما يعني غياب الرقابة في الأسواق المصرية».

وتصدر «باكو المعسل»، (وهو مصطلح شائع يُستخدم مع النارجيلة «الشيشة»)، «الترند» في مصر على منصة «إكس»، الأربعاء. وطالب متابعون على «إكس» تداولوا فيديو كلمة النائب أبو زيد في البرلمان بـ«ضرورة ضبط الأسواق، والتصدي لغلاء (المعسل) الذي يعتمده مصريون بوصفه أحد (عناصر المزاج)». وقال حساب باسم «الغنام»، على «إكس»، الأربعاء، إن «(باكو المعسل) في مصر أصبح بـ200 جنيه (الدولار يعادل نحو 30.9 جنيه)، وغير متوفر في الأسواق، وإذا توفر يكون أقل جودة من المتداول بالأسواق من قبل». وشكر حساب آخر على «إكس» باسم «جمال»، النائب المصري الذي ناقش سعر «المعسل» بعد ارتفاعه أخيراً، لكنه «تخوف من أزمة جديدة تطول (المعسل) في الأسواق المصرية، التي تواجه أزمة اقتصادية، وارتفاعاً في الأسعار، بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في البلاد».

عضو مجلس النواب المصري، النائب عاطف مغاوري، دعا وزارة التموين المصرية إلى «رقابة الأسواق». وقال مغاوري لـ«الشرق الأوسط» إنه «حينما يصل سعر (عبوة المعسل) إلى 200 جنيه فهذه أزمة في الأسواق، في علبة تتكلف أقل من ذلك بكثير».

الشركة الشرقية للدخان (صفحة الشركة على فيسبوك)

وأعلنت الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني» في تقرير سابق، العام الماضي، أن «المصريين زاد استهلاكهم من (المعسل) خلال العام المالي 2022 - 2023 ليصل إلى 8 أطنان، بزيادة نحو 33 في المائة عن العام السابق، حيث استهلكوا نحو 6 أطنان من المعسل». وكانت الشركة الشرقية للدخان قد أقرت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023 زيادات في أسعار السجائر و«المعسل»، ليصبح «سعر (معسل السلوم) للمستهلك 85 للعبوة 500 غرام، بينما سعر (معسل القص) 250 غراماً بمبلغ 55 جنيهاً للمستهلك، ومعسل (أبو نجمة) 500 غرام بسعر 70 جنيهاً»، وفق تقرير نشرته الشركة وتداولته وسائل إعلام محلية في مصر.

و«يتسبب التدخين في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص في العالم سنوياً»، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية. وقال التقرير الذي أصدرته المنظمة في يونيو (حزيران) 2022، إن «استهلاك التبغ يؤدي إلى فقدان 600 مليون شجرة، و200 ألف هكتار من الأراضي، و22 مليار طن من المياه».

ويشار إلى أن الشركة الشرقية للدخان قد أقرت في مارس (آذار) 2023، زيادة كانت الثانية خلال 6 أشهر، والثالثة خلال عام على السجائر و«المعسل»، وكذا دخان «البايب» بقيم تراوحت ما بين جنيه إلى 3 جنيهات، وسبقتها زيادة على أسعار «السجائر الشعبية» في سبتمبر (أيلول) 2022.

وأرجع رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، خالد الشافعي، زيادة أسعار «المعسل» في البلاد إلى «عدم وجود آلية لرقابة الأسعار في الأسواق». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الأمر يعمل على «مزيد من الاحتكار ورفع الأسعار بشكل عشوائي»، لافتاً إلى «ضرورة وضع آلية لمراقبة الأسعار في مصر».

وسبق أن أقر مجلس النواب المصري في فبراير (شباط) 2020، تعديلات على بعض أحكام قانون الضريبة على القيمة المضافة الصادر عام 2016، وتضمنت التعديلات «فرض ضرائب ورسوم على السجائر ومنتجات التبغ يتم تحميلها على سعر البيع للمستهلك، على أن يتم تحصيلها من المنتج أو المستورد».


مقالات ذات صلة

مصر لتطوير منظومة الطيران المدني

الاقتصاد الرئيس المصري خلال اجتماع حكومي لتطوير منظومة الطيران المدني (الرئاسة المصرية)

مصر لتطوير منظومة الطيران المدني

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اجتماع حكومي، مساء الأحد، «موقف تطوير منظومة الطيران المدني بجميع مكوناتها».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا يوسف ندا (متداولة على حسابات موالية للإخوان)

رحيل الإخواني يوسف ندا يطرح تساؤلات عن مصير «أموال الجماعة»

أثار رحيل القيادي في جماعة «الإخوان»، يوسف ندا، الأحد، تساؤلات حول مصير «أموال الجماعة»، ومدى تأثرهم اقتصادياً بوفاته.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )

حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
TT

حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

بعدما كانت تشهد مصر تنظيم نحو 30 حفلاً غنائياً بموسم «العام الجديد» في السنوات السابقة، فإن هذا العدد تراجع إلى نحو 10 حفلات فقط في موسم الاحتفال ببداية عام 2025.

وأرجع خبراء ومتابعون سبب هذا التراجع إلى الأحداث السياسية والحروب بمنطقة الشرق الأوسط، ورغم اتجاه مطربين مصريين إلى الغناء في بلدان عربية أخرى، فإن مطربين لبنانيين فضلوا إحياء حفلات العام الجديد في مصر، وفي مقدمتهم وائل جسار، الذي من المقرر أن يحيي حفلاً بأحد فنادق مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، كما تحيي الفنانة نوال الزغبي حفل «ليلة رأس السنة» في مصر، وذلك بعد طرحها أغنيات مصرية بالآونة الأخيرة من بينها «حفلة»، و«أنا مش بتساب».

الملصق الدعائي لحفل رامي صبري (إنستغرام)

وأعرب الفنان وائل جسار عن سعادته لمقابلته الجمهور المصري في حفل «رأس السنة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «اعتدت منذ سنوات طويلة على إحياء حفلات رأس السنة بمصر، وبالنسبة لي أصبح الغناء في هذا اليوم بمصر أمراً مقدساً، (ليلة رأس السنة لا بد أن تكون في مصر)، وهذا العام سأحتفل معهم بنجاح أغنيتي (كل وعد)».

ومن أبرز الحفلات التي من المقرر أن تشهدها القاهرة في تلك الليلة، حفل الفنان رامي صبري، الذي من المقرر أن يقام في أحد فنادق القاهرة، والذي سيحييه بمفرده لتقديم باقة كبيرة من أغنياته الجديدة؛ نظراً لطرحه ألبومين غنائيين خلال العام المنقضي.

الملصق الدعائي لحفل وائل جسار ونوال الزغبي (إنستغرام)

وعلى مسرح البالون بالقاهرة، يحيي الفنان مصطفى قمر حفل العام الجديد بعد فترة غياب طويلة عن مشاركته مع وزارة الثقافة المصرية، ومن المتوقع أن يقدم مصطفى قمر مجموعة من أشهر أغانيه مثل «السود عيونه»، و«جت تصالحني»، و«مُنايا»، و«افتكروني».

كما يحيي الفنان هشام عباس بصحبة الفنان حميد الشاعري حفل رأس السنة 2025 في كايرو جاز كلاب Cairo Jazz Club في القاهرة.

وفي محافظة الإسكندرية (شمال مصر) يحيي الفنان تامر عاشور ليلة رأس السنة على مسرح راديسون بلو في الإسكندرية، وهو أول حفل جماهيري له بعد حصوله على جائزتين من حفل «بيلبورد للموسيقى العربية»، الذي أقيم في مدينة الرياض عن فئتي أفضل أغنية مصرية لعام 2024، وأغنية العام عربياً لعام 2024.

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

وفضل مطربون مصريون إحياء حفلات العام الميلادي الجديد خارج البلاد، وفي مقدمتهم الفنانة أنغام التي من المقرر أن تحيي حفلاً في أبوظبي ضمن فعاليات مهرجان «ليالي الوثبة»، كما سيشدو الفنان محمد حماقي بالإمارة نفسها، ولكن ضمن فعاليات مهرجان «أم الإمارات»، أما الفنان تامر حسني سيكون على موعد بالغناء مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في حفل غنائي كبير في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويرى الناقد الفني المصري فوزي إبراهيم أن موسم حفلات رأس السنة في مصر جيد مقارنة ببعض الدول العربية المجاورة، مضيفاً: «يجب ألا نغفل الأحداث السياسية بالمنطقة التي تؤثر إلى حد بعيد على الفن والغناء»، لكنه شدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن «عدد الحفلات يعد قليلاً مقارنة بما كانت تشهده مصر قبل عدة سنوات، حيث كانت تستضيف أكثر من 30 حفلاً غنائياً يضم نجوم الغناء العربي كافة»، كما أنه «لا يمكن إغفال الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر وتعد سبباً رئيسياً في انخفاض عدد الحفلات»، وفق تعبيره.

محمد حماقي سيحيي حفلاً في أبوظبي ضمن الاحتفال بالعام الميلادي الجديد (حسابه على فيسبوك)

وهو ما يتفق معه الناقد محمود عبد الحكيم، الذي يقول إن «عدد حفلات بداية العام الجديد يعد متوسطاً مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار أجر المطربين وأسعار إيجار القاعات، لا سيما بعد تراجع سعر الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي (الدولار الأميركي يعادل 50.8 جنيه مصري)، فأغلبية الفنانين والمطربين المصريين الكبار والعرب يتقاضون أجورهم بالدولار الأميركي، لذلك يتجه الكثير منهم للغناء في دول أخرى».

ويذهب عبد الحكيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأمر لا يتوقف على أجور المطربين فقط، بل إن الآلات الموسيقية وإكسسوارات المسرح في الحفلات الكبرى يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يتطلب عملة صعبة»، وفق تعبيره.