طوني بارود لـ«الشرق الأوسط»: الناس اليوم يتجهون أكثر نحو العلاقات الإنسانية

يعود إلى شاشة «إم تي في» في برنامج «أنت وحظك»

يعود إلى شاشة «إم تي في» في برنامج الألعاب «أنت وحظك» (طوني بارود)
يعود إلى شاشة «إم تي في» في برنامج الألعاب «أنت وحظك» (طوني بارود)
TT

طوني بارود لـ«الشرق الأوسط»: الناس اليوم يتجهون أكثر نحو العلاقات الإنسانية

يعود إلى شاشة «إم تي في» في برنامج الألعاب «أنت وحظك» (طوني بارود)
يعود إلى شاشة «إم تي في» في برنامج الألعاب «أنت وحظك» (طوني بارود)

مهما غاب الإعلامي طوني بارود عن الشاشة الصغيرة يكفي أن يطل لساعات قليلة حتى يستعيد مكانته عند اللبنانيين. منذ نحو عام تماماً هاجر سعياً وراء استقرارٍ مهني أكبر؛ يومها وصف قراره بصفحة جديدة يتجه معها نحو آفاقٍ حلوة ينتظرها. ولكنه في آخر أيام عام 2023 (ليلة رأس السنة) أمضى معه اللبنانيون يوماً من العمر، فأبهجهم وأمتعهم بحضوره الذكي والدمث وبديناميكية يشتهر بها ضمن برنامج «أنت وحظك». تلقى اتصالات المشاهدين على مدى ساعات متتالية منذ الصباح حتى ساعة متأخرة من الليل. وتصدر بارود «الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي، وعاد اسمه ولمع من جديد. فمحطة «إم تي في» تثق بقدراته في مجال الترفيه، فاختارته ليكون بمثابة جائزة من نوع آخر لمتابعيها، فيفوزون برفقته في هذا الموعد من كل عام. وصارت إطلالته هذه فأل خير يواكبهم مع وداع عامٍ واستقبال آخر.

فما سر علاقة بارود بالجمهور اللبناني؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «هي علاقة طويلة يملؤها الشغف منذ أكثر من 30 عاماً. لقد تكلمت بلغتهم وحملت همومهم ودخلت بيوتهم وشاركتهم أفراحهم وأحزانهم. وفي كل مرة أعود وأتواصل معهم يتملكني الشغف والحماس نفسه من جديد».

منذ تغطيته مسابقات وبطولات كرة السلة اللبنانية توطدت هذه العلاقة بينه وبين الناس. وبقي صوته يحفر في ذاكرتهم وهو يصرخ على الملاعب «شرقط البارود». ومن بعدها تواصل معهم عبر الشاشة الصغيرة في برامج ترفيهية وفنية وحوارية. كما ترك مساحة لا يستهان بها للنشاطات الخيرية. واليوم يعلن عودته إلى شاشة «إم تي في» من خلال برنامج أسبوعي «أنت وحظك». ويوضح : «دفع نجاح البرنامج ليلة رأس السنة إدارة المحطة لتمديده ليوم ثانٍ. وعندما لمست متابعته ومشاهدته بنسب مرتفعة قررت تقديمه أسبوعياً».

في «فرصة ثانية» يحاور ضيوفه من نجوم فن وإعلام ومشاهير (طوني بارود)

يقول بارود إن إطلالته السنوية هذه تزوده براحة نفسية لا يستطيع تفسيرها، ويضيف: «حتى ولو عملت طيلة 24 ساعة متتالية لا أشعر بالتعب مع هذا التفاعل والتواصل. وعودتي أسبوعياً مساء كل جمعة من التاسعة حتى منتصف الليل أمر يسعدني كثيراً».

عودته هذه لن تقف عقبة في مسيرته الإعلامية التي بدأها مع منصة «بلينكس»، وسيحاول التوفيق بين العملين، ويتابع: «ستكون فترة متعبة ولكنها متكاملة تجمع تحت سقفها حبي وشغفي لمهنتي، وهذا التعب سيتحول إلى راحة وفرح».

برنامجه الحواري «فرصة ثانية» حقق نجاحاً كبيراً، حين بدأه شعر بالحنين إلى لبنان، وقد عانى في تلك الفترة بعيداً عن عائلته، ولكنّه اليوم يقول: «أنا أخوض واحدة من أجمل فتراتي الإعلامية».

مع ابنته التي تدرس في فرنسا (طوني بارود)

«فرصة ثانية» يصبّ في خانة ظاهرة الـ«بود كاست» الرائجة حالياً. يستضيف خلالها أسماء معروفة في عالم الفن والمجتمع والرياضة والطب والإعلام وغيرها يقول: «أرى في هذه التجربة تركيزاً أكبر على نبرة الصوت لأنها تلعب دوراً أساسياً في الحوارات. وهذا الاتصال المباشر مع الضيف وعن قرب تجتمع فيه لغات العيون والجسد والفكر بعيداً عن السطحية مما يزيد التجربة جمالية».

هي تجربة لم يسبق أن قام بما يشبهها طوني بارود. وعدا تلك التي كان يستضيف فيها نجوم الفن والمجتمع وتدور في أجواء الاستوديو التلفزيوني. فهي تختلف من نواحٍ عدة، «هنا الصوت يلعب دوره وكذلك الخبرات وتجارب الحياة. والإنسانية تحضر في الحوار بامتياز، ويجري من منطلق (فرصة ثانية) توفرت للضيف وأعادته منتصباً مرة جديدة. فيتحدث عن مشاعر وأحاسيس مرّ بها في فترة إحباط تقابلها فترة نجاح. نغوص معاً في مراحل من حياته وبينها الطفولة التي أُعدّها الأهم في حياتنا. وهي فترات يحب عادة الناس التكلم عنها لأنها تشعرهم بالحنين إلى البيت العائلي، فيستعيدون طفولتهم وشبابهم وتجاربهم في الحياة خلال 30 دقيقة».

جميعنا كما يقول الإعلامي بارود نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى البوح والفضفضة؛ «العلاقات الإنسانية عادت تطفو من جديد. كل الناس تحتاجها، بعدما لمست فقدانها. والغالبية تعبت من اللهاث وراء المصالح والمادة وتبحث عما يصالحها مع نفسها. فالحوار لا تعنونه الشهرة وأجواؤها بقدر ما يطلّ على داخل كل منا. من هنا اختلفت التجربة عن غيرها مع أنني قمت بتجارب إعلامية عديدة تدور في الإطار الإنساني البحت».

مع الفنان عباس جعفر في «فرصة ثانية» (طوني بارود)

يوفر طوني بارود مساحة إعلامية لضيوفه في «فرصة ثانية» قد لا يجدونها في حياتهم اليومية؛ «جميعنا خضنا تجربة الفرصة الثانية وتجاوزنا سقطات أصبحت وراءنا. الجلسة الحوارية مع ضيوفي تدور في أجواء دافئة. وهي بعيدة عن صخب التصوير والكاميرات والتقنيات التي تتحكم بالبرامج التلفزيونية عادة».

يتابع الإعلامي اللبناني «بودكاست» لكثير من الإعلاميين اللبنانيين والخليجيين. «هناك أسماء لمعت في هذا المجال من الخليج العربي كما من لبنان. وهي ظاهرة إعلامية نستمتع بها اليوم».

تمنى طوني بارود العودة إلى لبنان وتحققت أمنيته أخيراً. فهو اشتاق له ولأهله، ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «خضت تجارب كثيرة في حياتي بينها الحلوة والمرة. واليوم أستطيع القول إنني راضٍ على نفسي وأشعر براحة كبيرة. وأنا اليوم موجود في المكان الذي أحب وكما رغبت دائماً».


مقالات ذات صلة

ما مدى سرعة تفكيرنا؟ علماء يجيبون

صحتك تمكن العلماء أخيراً من تحديد الحد الأقصى لسرعة التفكير (رويترز)

ما مدى سرعة تفكيرنا؟ علماء يجيبون

تمكن العلماء أخيراً من تحديد الحد الأقصى لسرعة الدماغ في معالجة الفكر البشري، في تقدم يكشف سبب عدم قدرة أدمغتنا على معالجة العديد من الأفكار في وقت واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاستماع إلى الموسيقى يمكنه تغيير كيفية تذكر الناس للماضي (رويترز)

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

أكدت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى لا يمكن أن يحفز الذكريات فحسب، بل يمكنه أيضاً تغيير كيفية تذكُّر الناس لها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق حفل «موريكس دور» 2024

حفل «موريكس دور»... مسك الختام لعام صعب تُوّج بالأمل

سجّلت النسخة الـ24 من حفل «موريكس دور» اختلافاً، فطغى عليها جوائز تكريمية لنجوم غالبيتهم من لبنان. وغاب عنها النجوم الأتراك الذين كانوا يشاركون في نسخ سابقة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)

3 أكاذيب تُقنع بها نفسك قد تتسبب في فشلك

في بعض الأحيان، تكون الأشياء التي نرويها لأنفسنا لإنكار الموقف أو تجاوزه هي السلاسل التي تقيدنا وتقيد نجاحنا، حسبما أكده عالم النفس جيفري بيرنستاين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نجمة بلخديم (الفيغارو)

الجزائرية نجمة بلخديم... مرشحة لجائزة فرنسية لنساء الأعمال

جاءت سيدة الأعمال المغربية نجمة بلخديم ضمن الأسماء العشرة المرشحة للفوز بجائزة «بيزنس وذ أتيتود» التي تكافئ أكثر امرأة مجددة في المؤسسة الخاصة التي تديرها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
TT

«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.

ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.

إقبال كبير شهده المعرض من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.

جهود متواصلة

وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

سيدة برفقة ابنها يتصفحان إصدارات إحدى دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.

وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».

سيدة تتصفح مع ابنتها أحد الإصدارات الخاصة بالأطفال (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية

وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.

واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.

جانب من ندوة جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.

بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.

جانب من إحدى ورش العمل المُقامة ضمن فعاليات المعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

فكرة إصدار كتاب

وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.

وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.

شاب يبحث عن أحد الإصدارات الأدبية بإحدى دُور النشر (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».

جانب من الفعاليات التعليمية والتثقيفية المقامة بمنطقة الأطفال (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

برنامج حافل للأطفال

قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.

جانب من الفعاليات التعليمية في منطقة الأطفال ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.

يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.

مسرح الطفل في المعرض قدَّم فقرات متعددة تفاعل معها الأطفال بشكل كبير (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

تفاعل مع الأنشطة

وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.

طفل تبدو عليه السعادة داخل جناح «مانجا» بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«المانجا» تخطف الأنظار

جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.

أحد الأطفال مع شخصية «جحا» ضمن الفعاليات المصاحبة لمنطقة الأطفال بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.

20 فكرة ملهمة

وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.

عبد الله هزازي مؤلف كتاب «عشرون فكرة ملهمة» على منصة التوقيع بمعرض الكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.

ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.

فتيات يتصفحن الإصدارات الأدبية عند أحد أركان دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

إقبال كبير شهده المعرض من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

سيدة تتصفح مع ابنها أحد إصدارات دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

جانب من الفعاليات التعليمية والتثقيفية المقامة في منطقة الأطفال بمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)