ابتكار أول نموذج ثلاثي الأبعاد لملتحمة بشرية تنتج دموعا !

يمكن استخدامه لدراسة أمراض العيون التي تصيب ملايين الأشخاص

ابتكار أول نموذج ثلاثي الأبعاد لملتحمة بشرية تنتج دموعا !
TT

ابتكار أول نموذج ثلاثي الأبعاد لملتحمة بشرية تنتج دموعا !

ابتكار أول نموذج ثلاثي الأبعاد لملتحمة بشرية تنتج دموعا !

ابتكر علماء أول نموذج ثلاثي الأبعاد للملتحمة البشرية (الغشاء الخارجي الواقي والشفاف للعين) في المختبر، حتى أنها تنتج دموعا خاصة بها.

ويقول الباحثون إن النموذج الجديد يمكن استخدامه لدراسة الأمراض التي تصيب ملايين الأشخاص، مثل التهاب الملتحمة، المعروف باسم «العين الوردية».

والملتحمة المتماثلة عبارة عن «عضيّة» كتلة من الخلايا تم إنتاجها في المختبر لتشبه نسخًا مصغرة ثلاثية الأبعاد من الأنسجة كاملة الحجم في الجسم.

وتُزرع العضيات عادة من الخلايا الجذعية وقد تمكن العلماء من إعادة تكوين بنية ووظيفة الأعضاء البشرية.

وحتى الآن، لا توجد نماذج مختبرية واقعية للملتحمة البشرية، الأمر الذي أدى إلى محدودية الأبحاث في هذا المجال. حسب العلماء الذين أعلنوا عن النتائج التي توصلوا إليها في دراسة نشرت يوم (الخميس) الماضي بمجلة «Cell Stem Cell» العلمية، وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

ولصنع النموذج الجديد، قام مؤلفو الدراسة بجمع الخلايا الجذعية من أنسجة الملتحمة المقدمة من المتبرعين بالأعضاء والمرضى الذين خضعوا لجراحة العيون.

وباستخدام مواد كيميائية تسمى عوامل النمو، قام العلماء بتحويل الخلايا إلى هياكل ثلاثية الأبعاد تحاكي الملتحمة البشرية. إذ تحتوي هذه العضيات على جميع الخلايا الموجودة عادة في الملتحمة، بما في ذلك الخلايا المنتجة للمخاط، مثل الخلايا الكأسية والخلايا الكيراتينية، والتي تمكن الأنسجة من إنتاج دموع غنية بالمخاط تحمي سطح العين وتليّنه.

ومع ذلك، وجد مؤلفو الدراسة أن الخلايا الأخيرة تفرز أيضًا بروتينات مضادة للميكروبات. وقالوا «لقد اكتشفنا أن الملتحمة تصنع مكونات مضادة للميكروبات، وبالتالي تساهم في إنتاج الدموع بطرق أكثر من مجرد صنع المخاط».

وتقول المؤلفة الأولى للدراسة ماري بانييه-هيلاويت باحثة ما بعد الدكتوراه في علم الأحياء التطوري وأبحاث الخلايا الجذعية بمعهد «هوبريخت» الهولندي في بيان لها «ان النموذج الجديد يحاكي جميع السمات الرئيسية للملتحمة البشرية، بما في ذلك قدرتها على إنتاج دموع غنية بالمخاط. وبالإضافة إلى الكشف عن هذه الخصائص المضادة للميكروبات للخلايا الكيراتينية، ساعد النموذج العلماء على تحديد الخلايا الخصلية، وهي نوع من الخلايا لم يكن معروفًا من قبل بوجودها في الملتحمة. هذه هي الخلايا الظهارية الموجودة في الأنسجة التي تغطي أسطح مختلفة من الجسم وقد تم ربطها سابقًا بالحساسية».

وتوضح بانييه-هيلاويت «تم اكتشاف خلايا مماثلة في أنسجة أخرى، ولكن ليس في الملتحمة البشرية».

وفي هذا الاطار، أجرى الباحثون تجارب على العضيات الجديدة من خلال تطبيق مواد كيميائية التهابية تسمى إنترلوكينات على النماذج لتقليد ما يمكن أن يحدث أثناء رد الفعل التحسسي.

وتبين بانييه-هيلاويت «بدأت الكائنات العضوية في إنتاج دموع مختلفة تمامًا؛ كان هناك المزيد من المخاط ولكن كان هناك أيضًا المزيد من المكونات المضادة للميكروبات». وأضافت «أصبحت الخلايا الخصلية المكتشفة حديثًا أكثر وفرة داخل العضو العضوي، ما يشير إلى أنها قد تؤثر على كيفية استجابة أعيننا للحساسية».

ويعتزم المؤلفون استخدام النموذج لاختبار أدوية جديدة لعلاج أمراض الملتحمة، بما في ذلك جفاف العين الناجم عن ضعف كمية أو نوعية الدموع، والعين الوردية، أو الالتهاب الناجم عن العدوى أو الحساسية أو المهيجات.

كما قام الباحثون بإصابة العضيات بفيروسات مختلفة معروفة بأنها تسبب التهاب الملتحمة الفيروسي، ثم عالجوا العدوى بالأدوية. على سبيل المثال، تم عكس العدوى بفيروس الهربس البسيط 1، وهو المسؤول بشكل رئيسي عن الهربس الفموي والتناسلي ولكن يمكن أن يسبب أيضًا التهاب الملتحمة، باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث، لكن المؤلفين يأملون في استخدام هذا النهج يومًا ما لصنع ملتحمة بديلة للأشخاص الذين يعانون من حروق العين أو السرطان أو الاضطرابات الوراثية.


مقالات ذات صلة

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

يوميات الشرق تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

كشف باحثون من جامعة «سيتي هونغ كونغ» في الصين، عن سماعة طبية تعد الأحدث ضمن «أجهزة استشعار صوت القلب القابلة للارتداء».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم ملابس تنمو في المختبرات... تحوك خيوطها الروبوتات

ملابس تنمو في المختبرات... تحوك خيوطها الروبوتات

لها ملمس مشابه لمزيج من الكشمير والصوف والحرير

إليزابيث سيغران (واشنطن)
تكنولوجيا ساعة «أبل» «أبل سيريس 10» الخفيفة

أفضل المختارات من هدايا الأجهزة التكنولوجية

إن وظيفتنا في موقع «سي نت» الإلكتروني هي التدقيق في كل تلك الأجهزة الإلكترونية الجديدة... وهو أمر مرح ولطيف، لكنه يضعنا في الوقت ذاته في موضع مسؤولية حقيقية،…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا جرس «رينغ بالكاميرا والبطارية» الذكي

طوّر منزلك الذكي بأجهزة مبتكرة في المنطقة العربية

«الشرق الأوسط» تختبر جهازين جديدين

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)

اختتم «مهرجان الرياض للمسرح»، الخميس، دورته الثانية التي شهدت على مدى اثني عشر يوماً، مجموعة من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وقال سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، إن المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي، ويعكس أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي، وتعزيز التفاعل مع التجارب المسرحية العالمية.

شارك في نسخة هذا العام 20 عرضاً سعودياً (تصوير: تركي العقيلي)

من جهته، أكد مدير المهرجان الدكتور راشد الشمراني، أن المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي، حيث نجح في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة، في حدث يُبرز مدى تطور قطاع المسرح في المملكة.

وأشار إلى أن المهرجان أكد التزام المملكة بتعزيز دور المسرح لكونه من الركائز الثقافية المهمة، ويُمثل بداية لحقبة جديدة من الوعي الفني والإبداعي، تُساهم في اكتشاف المواهب وبناء جيل جديد من الفنانين المسرحيين القادرين على مواكبة التطورات العالمية.

المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الحفل، أعلنت الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان، وقدمها على خشبة المسرح، رئيس لجنة التحكيم المخرج السعودي عامر الحمود.

ونالت ‏«مسرحية غيمة» جائزة أفضل مكياج مسرحي، و ‏«مسرحية سليق وباقيت» جائزة أفضل أزياء مسرحية، و «مسرحية رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه» جائزة أفضل موسيقى مسرحية، و‏«مسرحية كونتينر» جائزة أفضل إضاءة مسرحية، ‏و«مسرحية طوق» جائزة أفضل ديكور مسرحي.

شهد الحفل إعلان الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

وجائزة أفضل نص مسرحي، نالتها ‏«مسرحية قمم: الكاتب عبد العزيز اليوسف»، وجائزة أفضل إخراج مسرحي لـ«مسرحية كونتينر: المخرج عقيل عبد المنعم الخميس».

‏وعلى صعيد الجوائز الفردية، نالت ‏«آمال الرمضان» جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ، وذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ لـ«سعيد محمد عبد الله الشمراني»، وجائزة أفضل ممثلة دور أول لـ«فاطمة علي الجشي»، وجائزة أفضل ممثل دور أول، لـ«حسين يوسف».

يعكس المهرجان أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

واختتمت سلسلة الجوائز، بتتويج «مسرحية طوق» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار المعاصر)، و ‏«مسرحية حارسة المسرح» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار الاجتماعي).

وتمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة.

نجح المهرجان في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة (تصوير: تركي العقيلي)

وشارك في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج شمل 3 ندوات، و6 ورشات عمل، و20 قراءة نقدية، وتوزعت العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر وضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي وضم 9 عروض.

وشهدت الدورة الثانية من المهرجان، تكريم رائد المسرح السعودي، أحمد السباعي، الذي ساهم في إدخال المسرح إلى المملكة، وتطوير الفنون المسرحية، وأُقيم معرض فني يستعرض مسيرته الرائدة تضمّن عرضاً لمؤلفاته المسرحية والأدبية ومقتنياته الشخصية، إلى جانب الجوائز والشهادات التكريمية التي حصل عليها خلال مسيرته، وفيلماً وثائقياً يُبرز أبرز محطاته وإنجازاته الأدبية منذ الخمسينات، وصولاً إلى تأسيسه أول مسرح سعودي عام 1961م تحت اسم «دار قريش للتمثيل القصصي».