شهد ماراثون مصر الدولي الذي انطلق من مدينة الأقصر (جنوب البلاد)، صباح الجمعة، مشاركة عربية لافتة، فاحتشد عشرات العدّائين من 20 دولة عربية وأجنبية في ساحة معبد حتشبسوت، ليمرَّ خط سيره على عدد من الآثار المصرية القديمة بالبرّ الغربي.
شكَّل الماراثون في نسخته الـ31، برعاية وزارتي السياحة والآثار والشباب والرياضة، بالإضافة إلى محافظة الأقصر، مناسبةً سنوية لتنشيط السياحة بالمحافظة، والتعريف بالآثار المصرية.
ووصفه رئيس غرفة السياحة بمحافظة الأقصر ثروت عجمي، بـ«الحدث الكبير»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «إنها مناسبة سنوية مهمّة لتنشيط السياحة، ليس في الأقصر فقط، بل في مصر عموماً».
ولفت إلى أنّ «الأقصر تشهد نوعين من الماراثون بشكل سنوي، هما الجري والدراجات؛ يؤدّيان دوراً مهماً في تنشيط السياحة بالمحافظة عبر المشاركات الأجنبية والعربية التي عادة ما تكون كبيرة ومتميّزة».
واتّبع الماراثون مساراً دائرياً انطلاقاً من معبد الملكة حتشبسوت، مروراً في منطقة جبانات البرّ الغربي وآثار مدينة هابو بمعبدها الشهير، ليعود إلى نقطة الانطلاق.
تابع عجمي: «اختيار البرّ الغربي لانطلاق الماراثون كل عام، بصفته منطقة تمثّل عمق الآثار بالمحافظة، مناسبٌ، ويساعد على التعريف بعدد من المناطق الأثرية التي يمرّ بها المتسابقون»، مشيراً إلى أنّ «في الأقصر نسبة كبيرة من آثار العالَم، ما يجعلها مكاناً ثرياً على المستوى السياحي بامتياز».
وينطلق ماراثون مصر الدولي كل عام من ساحة معبد حتشبسوت في الأقصر، وهو مُدرَج ضمن أجندة الدولة المصرية لتنويع المنتج السياحي المصري، ويشارك فيه نجوم الرياضة وأبطال مسابقات الماراثون في مصر والعالم.
ورأى رئيس غرفة السياحة بالأقصر أنّ «الماراثون يأتي في وقت مهمّ للتأكيد على الأمان في مصر والأقصر، بعيداً عن أحداث حرب غزة».
وقال إنّ مشاركة عدد كبير من الرياضيين العرب والأجانب في الماراثون، تساعد في تنشيط السياحة، وتَجاوُز الظروف الصعبة التي تمرّ على هذا القطاع المهمّ والحيوي بسبب تداعيات الحرب».
وكانت وزارة الشباب والرياضة وعدد من الشركات والمؤسّسات، نظّمت سابقاً أكثر من ماراثون في مناطق أثرية وتاريخية، من بينها ماراثون منطقة الأهرامات الأثرية في الجيزة بدورته الخامسة قبل أيام، وشارك فيه 4 آلاف متسابق من 82 دولة، وشهد حضوراً لافتاً لعلم فلسطين والشعارات المتضامنة مع أهل غزة الصامدين.
يُذكر أنّ مدينة الأقصر تقع في صعيد مصر (تبعد عن القاهرة 670 كيلومتراً)، وكانت عاصمة لمصر في إحدى فترات العصور القديمة تحت اسم «طيبة»، وتضمّ عدداً من المعابد والمواقع الأثرية، خصوصاً في البرّ الغربي، وما يُعرَف بوادي الملوك، أو مقبرة طيبة القديمة المُسجَّلة ضمن قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي عام 1979.
كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.
تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.
«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.
وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.
وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».
وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».
وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.
بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.
وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».
وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.
ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.
وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».
ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».
ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».
ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».
وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».
وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».
من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».
وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».
وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».