ما خطورة الإفراط في التدريبات الرياضية على خصوبة الرجال؟

هناك فرق واضح بين وعي الذكور والإناث بالتأثيرات المحتملة للتمارين الرياضية عالية الكثافة (جامعة ماكماستر)
هناك فرق واضح بين وعي الذكور والإناث بالتأثيرات المحتملة للتمارين الرياضية عالية الكثافة (جامعة ماكماستر)
TT

ما خطورة الإفراط في التدريبات الرياضية على خصوبة الرجال؟

هناك فرق واضح بين وعي الذكور والإناث بالتأثيرات المحتملة للتمارين الرياضية عالية الكثافة (جامعة ماكماستر)
هناك فرق واضح بين وعي الذكور والإناث بالتأثيرات المحتملة للتمارين الرياضية عالية الكثافة (جامعة ماكماستر)

«هناك نقص كبير في الوعي فيما يتعلق بالآثار المحتملة لأنماط الممارسات الرياضية وخطر إصابة الرجال من فئة الشباب بالعقم»، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في عدد يناير (كانون الثاني) من دورية «الطب الحيوي الإنجابي».

أظهرت نتائج الدراسة وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين وعي الذكور والإناث بالتأثيرات المحتملة لبعض أشكال التمارين الرياضية عالية الكثافة ومكملات البروتين على الصحة الإنجابية للذكور. إذ لم يفكر سوى 14 في المائة فقط من المشاركين الذكور في كيفية تأثير التمارين الرياضية أو استخدام المكملات الغذائية على مستويات الخصوبة لديهم.

ووفق بيان صحافي، نشر الاثنين، على موقع «ميديكال إكسبريس»، أفاد باحثو الدراسة: «يعاني الشباب من نقص مثير للقلق في المعرفة بشأن خصوبتهم، وكيف يمكن لعوامل مثل المكملات الغذائية في صالة الألعاب الرياضية أن تكون لها آثار سلبية عليهم على المدى الطويل».

وفقاً لأحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية (2023)، فإن العقم يؤثر على 1 من كل 6 أشخاص في جميع أنحاء العالم. ويمثل عامل العقم عند الذكور ما يصل إلى نصف هذه الحالات.

ووفق نتائج دراسة سابقة، يوجد إهمال فيما يتعلق بالصحة الإنجابية للذكور من قبل السياسات والبرامج الصحية على مستوى العالم. كما أن هناك أزمة عالمية في الصحة الجنسية والإنجابية بسبب نقص تمويل الأبحاث، وغياب التشخيص والعلاج المبكر، ونقص الوعي المجتمعي والتعليم حول العقم عند الرجال. ولا يزال يُنظر إلى العقم، إلى حد كبير، على أنه مشكلة تخص النساء، ما يضع العبء العاطفي والجسدي للعلاج على عاتق المرأة بشكل غير عادل.

وكانت أليس نيومان ساندرز، من جامعة برمنغهام ومؤسسة برمنغهام للنساء والأطفال بالمملكة المتحدة، وزملاؤها قد قاموا بتقييم وعي الشباب بالتأثيرات المحتملة لعوامل نمط الحياة في الصالات الرياضية وتناول المكملات الغذائية والمنشطات الرياضية على الصحة الإنجابية والإصابة بالعقم. وتحتوي تلك المكملات على مستويات عالية من هرمون الإستروجين، وقد استخدمها 79 في المائة من الذكور المشاركين.

وشمل التحليل 153 رداً على الاستطلاع من عشاق الصالات الرياضية. عندما سئلوا عن قلقهم بشأن الخصوبة، قال أكثر من نصف المشاركين الذكور (52 في المائة) إنهم فكروا في خصوبتهم من قبل. ومع ذلك، فإن 14 في المائة فقط من الذكور الذين شاركوا فكروا في كيفية تأثير التمارين الرياضية أو استخدام المكملات الغذائية على الخصوبة. في حين كانت المشاركات الإناث أكثر وعياً بتأثير نمط الحياة في صالة الألعاب الرياضية على خصوبة الرجال.

قال الدكتور موريج غالاغر، من جامعة برمنغهام، وأحد باحثي الدراسة، لموقع الجامعة: «إن التمتع بصحة جيدة واتباع نمط حياة صحي أمر جيد. وفي سياق خصوبة الرجال، فإن القلق ينصب على الاستخدام المتزايد لمكملات البروتين. العامل الرئيسي المثير للقلق هو المستويات العالية من هرمون الإستروجين الأنثوي الذي يأتي من مكملات بروتين مصل اللبن وفول الصويا».

وأضاف: «يمكن أن يسبب كثير من الهرمونات الأنثوية مشكلات في كمية ونوعية الحيوانات المنوية التي يمكن للرجل إنتاجها. وقد وجد أن كثيراً من مكملات البروتين التي يمكن شراؤها ملوثة بالستيرويدات الابتنائية، التي يمكن أن تسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية وتقلص الخصيتين والانتصاب».

ونصح البروفيسور، جاكسون كيركمان براون، من جامعة برمنغهام، وأحد باحثي الدراسة «بأنه يجب علينا تثقيف أنفسنا حول أي شكل من أشكال المكملات الغذائية التي نتناولها، سواء أكان ذلك بروتيناً أو فيتامينات أو أي شيء آخر. ومن الأفضل تناول مصادر غذائية طبيعية، على أن تكون أقل عرضة للتلوث بأي ملوثات بيئية».

وكانت دراسات سابقة قد حذرت من الإفراط في ممارسة الرياضة، مشجعة الرياضيين على أخذ الأمور ببساطة. إذ التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل الجسم الناتجة عن التدريبات الشاقة تسبب آلام العضلات والتعب الشديد، ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنحو 7 مرات، وقد يتسبب في ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتة الدماغية.


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».