طوت السعودية «عام الشعر العربي»، متوَّجة مبادرتها بأثر عكسته الأنشطة والفعاليات التي احتفت بديوان العرب وذاكرتهم الحية ومستودع أيامهم القديمة، منذ أطلقت مبادرة «عام الشعر العربي» على العام المنصرم 2023، لإلقاء الضوء على ما يحويه ويضمّه من تاريخ عريق وتراث رصين، وتجلية الرابطة التاريخية بين الجزيرة العربية بشعرائها ونوابغها، مع هذا العنصر الثقافي والإرث التاريخي الذي يمد جسوراً بين الماضي والحاضر. أمسيات وفعاليات ومهرجانات ثقافية مكّنت المجتمع من الاستمتاع بتجارب ثقافية فريدة، واحتفت برموز في تاريخ الأدب العربي، وثقت مجتمع الحاضر بكل فئاته بتراث وإبداع الشعر العربي العريق.
في اختتام #عام_الشعر_العربي_2023 الشعر الذي يعد فصلًا من فصول السرد التاريخي، كيف كان في وجدان #الملك_عبدالعزيز؟وكيف كان هو في وجدان الشعر؟ pic.twitter.com/rfOYcB3wU6
— الملك عبدالعزيز (@kingabdulazizsa) December 30, 2023
ومنذ صدور موافقة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مطلع العام الماضي، على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»، تعميقاً للاعتزاز بالتراث والإبداع، وتأصيلاً لدور الجزيرة العربية وطناً لثقافة العرب وإنجازهم الحضاري؛ عزّزت المبادرات على مدار العام مكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، وأضاءت الأماكن والمواقع السعودية التي عاش بها الشعراء العرب، أو وردت في قصائدهم، مع إبراز المكانة الحضارية للجزيرة العربية، ودورها المؤثر في نشأة الشعر العربي ونهضته الكبرى التي جعلت من هذا الفن البديع ديواناً للعرب، ومكسباً للعقول، ببحوره وفنونه وأساليبه وقصائده التي نقلت مآثر العرب، وتجلّت فيها مشاعرهم وأفكارهم وتطلعاتهم نحو الخير والحياة والحب والجمال.
قيمة محورية للشعر تاريخياً
واحتفت وزارة الثقافة بختام فعاليات «عام الشعر العربي» التي امتدت طيلة عام 2023، وأشرفت على الفعاليات هيئة الأدب والنشر والترجمة، خلال حفل أقيم (السبت) في قاعة ميادين الدرعية، بحضور عدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة المشاركة في إثراء مبادرة عام الشعر، وأسهمت في تنفيذ وتنشيط برامج «عام الشعر العربي» التي أعادت تقديمه إلى المجتمع العربي في إطار تفاعلي وابتكاري فريد.
وجاءت مبادرة «عام الشعر العربي» اعتزازاً بمضامينه العربية الأصيلة، بوصفه قيمة محورية في الثقافة العربية، على امتداد تاريخ العرب، وانطلاقاً من تأثير الجزيرة العربية التي كانت ولا تزال موطناً للشعر والشعراء، ومصدراً لروائع أدبية راسخة في الحضارة الإنسانية. وكانت وزارة الثقافة قد عملت خلال «عام الشعر العربي» على دعم الحالة الشعرية العربية، والاحتفاء بمبدعيها السابقين والمعاصرين، إلى جانب تسليطها الضوء على الأنواع والأغراض الشعرية، وتعزيز حضورها في الحياة والمجتمع، وذلك من خلال مبادرات وأنشطة وفعاليات أقيمت على مدار العام في قالبٍ ثقافي متنوع وثريّ، وتجربةٍ شاملة ومتكاملة عززت من مكانة الشعر العربي.
يكفي لنكتشف الجمال .. بيتٌ من الشعر الجميل.#عام_الشعر_العربي_2023 #وزارة_الثقافة pic.twitter.com/fcbafLrMeG
— وزارة الثقافة (@MOCSaudi) December 26, 2023
احتفاء بالعناصر الثقافية العربية
ودأب القطاع الثقافي السعودي على الاحتفاء بعناصر الثقافة العربية، وتسمية كل عام بواحدة من القيم والرموز العربية احتفاءً بتأثيرها وتثميناً لقيمتها في المكون العربي وإنجازها الحضاري في الثقافة الإنسانية. وبدأت مسيرة الاحتفاء بالعناصر الثقافية العربية في السعودية، بالحرف العربي عندما أطلقته اسماً لعام 2021، واحتفت بما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، وبوصفه مخزوناً ثقافياً إبداعياً يعكس ثراء الثقافة العربية. بينما حمل عام 2022 اسم القهوة السعودية، والاحتفاء بها عنصراً ثقافياً وطنياً يرتبط بالإرث الثقافي للسعودية، عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات. وتزين عام 2023، باسم الشعر العربي؛ انعكاساً لما احتلّه وعلى مدى عقود مضت من مكانة ثقافية بوصفه من أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية.
ويطلّ العام الجديد 2024، باختيار السعودية الاحتفاء بالإبل وما تمثله في حياة أبناء الجزيرة العربية من قيمة ثقافية وتاريخية أصيلة، وذلك بعد صدور موافقة مجلس الوزراء في السعودية، منتصف ديسمبر (كانون الأول)، على تسمية 2024 «عام الإبل»، ليشكّل هذا القرار امتداداً للرعاية الملكية للتراث والثقافة، والحرص على إنسان الوطن وتاريخه وثقافته وتراثه. وثمّن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، الموافقةَ على الاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية، وتأصيل مكانتها الراسخة، وتعزيز حضورها محلياً ودولياً، بوصفها موروثاً ثقافياً أصيلاً، ومكوناً أساسياً في البناء الحضاري. وأشار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، إلى أن ما تحظى به الثقافة والمثقفون من رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ودعمهما غير المحدود «منَحَ الثقافة السعودية حقَّها من الاعتزاز والفخر، والاحتفاء بجذورها الراسخة وقيمِها وعناصرها الثقافية الأصيلة، وتقديمها إلى العالم».