بطل «ذي فُل مونتي» توم ويلكنسون جسَّد الأناقة وغادر
أحد الكبار في جيله وكل الأجيال
الممثل البريطاني توم ويلكنسون بطل «ذي فُل مونتي» (أ.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
بطل «ذي فُل مونتي» توم ويلكنسون جسَّد الأناقة وغادر
الممثل البريطاني توم ويلكنسون بطل «ذي فُل مونتي» (أ.ب)
على نحو «مفاجئ»، وعن 75 عاماً، توفّي الممثل البريطاني توم ويلكنسون الذي رُشّح مرتين لجائزة «الأوسكار»، وأدّى دور البطولة في فيلم «ذي فُل مونتي».
وأصدر مدير أعماله بياناً نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، أفاد فيه بأنّ عائلة الممثل «تعلن ببالغ الأسى أنه توفّي فجأة في منزله، محاطاً بزوجته وعائلته».
ورُشّح ويلكنسون لجائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل في دور رئيسي عن فيلمَي «إن ذي بدروم» عام 2001، ولجائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن «مايكل كلايتون» عام 2007. وهو اجتمع مجدداً في الآونة الأخيرة مع نجمَي فيلم «فُل مونتي» الآخرَين، روبرت كارلايل ومارك آدي، في مسلسل يحمل العنوان عينه عبر منصة البثّ التدفّقي «ديزني +».
وكان الفيلم الأساسي الذي حقق نجاحاً كبيراً عام 1997، فاز بجائزة «الأوسكار» لأفضل موسيقى أصلية لفيلم غنائي أو كوميدي، وكان مرشّحاً لثلاث جوائز أخرى، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج.
وحصل ويلكنسون أيضاً عن الدور نفسه على جائزة «بافتا» لأفضل ممثل مساعد.
وعلّق كارلايل على وفاة زميله في «فُل مونتي»، واصفاً إياه بأنه «ممثل عملاق، وأحد الكبار ليس فقط في جيله بل في كل الأجيال».
أما النجم الأميركي جورج كلوني الذي مثّل مع الراحل في «مايكل كلايتون»، فقال لمجلة «فرايتي»: «توم كان يجعل كل مشروع أفضل. كان يجعل كل ممثل أفضل. لقد كان تجسيداً للأناقة. سنفتقده جميعاً».
وفاز ويلكنسون بجائزة «غولدن غلوب» عام 2009، وبجائزة «إيمي» عام 2008 عن تجسيده دور بنجامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسِّسين للولايات المتحدة، في مسلسل «جون آدامز» عبر «إتش بي أو»، إلى جانب بول جياماتي.
وفي رصيد الراحل الذي وُلد لعائلة مزارعين في مدينة ليدز البريطانية، ودرس التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن، أكثر من 130 دوراً في أفلام ومسلسلات تلفزيونية، من بينها «باتمان بيغينز»، و«شكسبير إن لاف»، و«إيترنل سانشاين أوف ذي سبوتلِس مايند». وعُرف أيضاً بأدواره في مسلسل «مارتن تشازلويت» المقتبس من رواية لتشارلز ديكنز عبر «بي بي سي»، وفي فيلم مقتبس عام 1995 عن رواية «سنس آند سنسيبيليتي» لجين أوستن، وفي فيلم «ذي غراند بودابست هوتيل» للمخرج وِس أندرسون عام 2014، وفي «ذي بست إكزوتيك ماريغولد هوتيل» عام 2011.
وخلال تصوير مسلسل «فيرست أمونغ أيكوالز» (1986)، نشأت علاقة عاطفية بينه وبين الممثلة ديانا هاردكاسل، فتزوّجا عام 1988، ورُزقا ابنتين.
ومُنِح ويلكنسون عام 2005 لقب ضابط وسام الإمبراطورية البريطانية نظراً للخدمات التي قدّمها لفن التمثيل.
مع أنها حظيت بـ32 ترشيحاً إلى «أوسكار» 2024 فإن أفلام منصات البث العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» عادت أدراجها من دون جوائز... فما هي الأسباب؟
كريستين حبيب (بيروت)
عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائمhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5085293-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%91%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%85
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.
على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.
«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»
السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.
قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».
أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.
ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».
«وجدتُ العلاج في السعودية»
بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».
«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».
وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».
عُماني فخور بالسعودية
أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».
الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».
الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».
المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».