متحف «الفن الإسلامي» في القاهرة... 120 عاماً من التراث والنوادر

احتفال بذكرى إنشائه ومقتنياته الفريدة

جانب من المعرض الخاص باحتفالية المتحف (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)
جانب من المعرض الخاص باحتفالية المتحف (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)
TT

متحف «الفن الإسلامي» في القاهرة... 120 عاماً من التراث والنوادر

جانب من المعرض الخاص باحتفالية المتحف (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)
جانب من المعرض الخاص باحتفالية المتحف (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)

120 عاماً مرت على افتتاح متحف الفن الإسلامي في القاهرة، الذي يضمّ ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية وتحفة فنية من المقتنيات النادرة، التي تشكل جزءاً من التراث الفني والتاريخي للحضارة الإسلامية على مدى 12 قرناً.

ويضمّ المتحف قطعاً من الهند، والصين، وشبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام، ومصر، وحضارة الأندلس.

وجرى الاحتفاء بالذكرى 120 لافتتاحه، عبر فعاليات متنوعة، وفقاً لأحمد صيام، مدير متحف الفن الإسلامي في القاهرة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: إنهم «حوّلوا القسم التعليمي في المتحف إلى محاكاة للفن الإسلامي بداية من الحارة والمنزل من خلال مستنسخات للديكورات الأثرية، تعبر عن الحضارة والتاريخ الإسلاميين».

السفيرة الأميركية في القاهرة وعدد من الحضور (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)

وافتتح الخديو عباس حلمي الثاني، دار الآثار العربية (المعروفة حالياً بمتحف الفن الإسلامي) في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 1903، بمنطقة باب الخلق في القاهرة التاريخية، وكان المبنى يحتوي على نحو 3 آلاف قطعة أثرية نادرة وتحفة فنية من عصور وبلاد مختلفة، معظمها كان من مقتنيات الأسرة العلوية الحاكمة في مصر، إذ أهدى ملوكها وأمراؤها المتحف عديداً من القطع النادرة.

وأوضح صيام أن احتفالية المتحف شهدت فقرات فنية للمولوية والإنشاد الديني أحياها المنشد السوري أحمد سليمان، وكان ضيف الحلقة المنشد محمود التهامي، ولفت إلى أن الاحتفالية التي أقيمت بالتعاون مع مؤسسة مداد للتراث والفنون الثقافية في السعودية حضرها عدد كبير من المسؤولين من بينهم السفيرة الأميركية في القاهرة هيرو مصطفى.

جانب من مقتنيات المتحف (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)

وكانت الوكالة الأميركية للتنمية قدمت دعماً لاستعادة واجهة المبنى الخاص بالمتحف بعد تضرره من أحداث عنف وقعت في محيطه عام 2014.

ومن المقتنيات النادرة التي يضمّها المتحف شاهد قبر من الحجر الجيري المنحوت يعود لعصر الخلفاء الراشدين، ودينار ذهبي يعود لعصر عبد الملك بن مروان، وإبريق من البرونز المصبوب منسوب لمروان بن محمد، آخر حكام بني أمية، حيث عثر عليه بالقرب من مدفنه.

فنانة روسية تشارك في الاحتفالية (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)

وعدّ أستاذ الآثار الإسلامية في كلية الآثار بجامعة الفيوم، الدكتور وليد خليل، متحف الفن الإسلامي «من أكبر المتاحف في العالم»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه يضم مجموعة متنوعة من الفنون والتحف التطبيقية المختلفة من شرق العالم الإسلامي إلى غربه.

وأشار خليل إلى نماذج نادرة لمقتنيات المتحف مثل، رقبة شمعدان كاتبغا للأمير كاتبغا المنصوري، عليها كتابات وحروف لها أشكال آدمية تصوّر محاربين، تعود للقرن الثالث عشر الميلادي، والمحاريب الخشبية المتنقلة مثل محراب السيدة رقية والسيدة نفيسة.

قدح زجاجي عليه زخارف لامعة من القطع النادرة في المتحف (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)

بدأت نواة متحف الفن الإسلامي بنحو 111 قطعة في عهد الخديو إسماعيل، وتضاعفت مقتنياته بعد أن وصلته إهداءات من المجموعات النادرة، كما اعتمد في مقتنياته على الحفائر وشراء التحف، وكان للحفائر في الفسطاط وجبل درونكة بغرب أسيوط (جنوب مصر) دوراً مهماً في إثرائه، وفقاً لهيئة الاستعلامات المصرية.

دينار ذهبي باسم الخليفة عبد الملك بن مروان (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)

وأضاف أستاذ الآثار الإسلامية أن «نواة المتحف بدأت في عهد الخديو إسماعيل، وكان يطلق عليه المتحف العربي أو دار الآثار العربية»، ولفت إلى أن «المبنى نفسه له طابع أثري»، موضحاً أنه «مكون من طابقين، ويضمّ العديد من التُّحف التطبيقية في الفنون الإسلامية مثل الخزف، والفخار، والخشب، والنسيج، والمعادن، والأسلحة والمسكوكات (العملات) بالإضافة إلى مجموعة نادرة جداً من المشكاوات الزجاجية».

متحف الفن الإسلامي يزين وسط القاهرة (المتحف)

ويحتوي المتحف على نحو 13 ألف كتاب، كما يضمّ 1170 مخطوطة نادرة من بلدان مختلفة، بالإضافة إلى مجموعة من الزخارف الفريدة المزينة بالزخارف، وقد أُغلق للترميم في عام 2002 وأعيد افتتاحه عام 2010، وتعرض جزء منه للتدمير خلال عام 2014، منها محراب السيدة رقية، ومشكاوات السلطان حسن، وإبريق عبد الملك بن مروان الذي يُعدّ من القطع النادرة، وأعيد ترميم المتحف وافتتحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2017.


مقالات ذات صلة

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)

حبس أم خبأت طفلتها في درج لمدة ثلاث سنوات

صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها
صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها
TT

حبس أم خبأت طفلتها في درج لمدة ثلاث سنوات

صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها
صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها

حكم على سيدة بريطانية خبأت ابنتها الرضيعة في درج أسفل سريرها حتى بلغت الثالثة من عمرها تقريباً بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف.

وبحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فعندما عثر عاملون اجتماعيون على الطفلة، كانت تعاني من تشوهات وطفح جلدي وكان شعرها متشابكاً بشدة، كما أنها «لم تكن تعرف اسمها».

وقد استمعت محكمة تشيستر في بريطانيا إلى أن الأم أخفت الطفلة في درج سريرها حتى لا يكتشف أشقاء الطفلة وصديق الأم أمرها.

وقالت عاملة اجتماعية للمحكمة إنها عندما رأت الطفلة جالسة في الدرج وسألت الأم عما إذا كانت تحتفظ بابنتها هناك؟ أجابت المرأة بلا تردد: «نعم، في الدرج».

وقالت إنها «صُدمت» لأن الأم لم تظهر أي مشاعر أثناء ردها عليها «وبدا عليها عدم الاكتراث بالموقف».

ومن جهته، قال القاضي ستيفن إيفرت، في حكمه على المرأة إن سلوكها «يتحدى كل العقائد»، وإنه «لا يتذكر أنه رأى قضية سيئة مثل هذه طوال حياته».

وأضاف: «لقد حُرمت طفلتها من أي حب، أو أي عاطفة مناسبة، أو أي اهتمام مناسب، أو أي تفاعل مع الآخرين، أو نظام غذائي مناسب، أو عناية طبية ضرورية».

وقال القاضي إن التجربة كانت «كارثية» بالنسبة للطفلة «جسدياً ونفسياً واجتماعياً»، قائلاً إنها تحملت «حياة تشبه الموت».

وقال المدعي العام سيون أب ميهانغل إن الطفلة تركت وحدها بينما كانت والدتها تأخذ أطفالها الآخرين إلى المدرسة، وتذهب إلى العمل.

وقال إيفرت إن سر الأم «الرهيب» لم يتم اكتشافه إلا «بالصدفة المحضة» عندما عاد صديقها إلى المنزل في صباح أحد الأيام لاستخدام المرحاض بعد أن غادرت الأم وسمع صوت بكاء الطفلة ليكتشف أمرها وأخبر أفراد الأسرة بالأمر.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم جاءت الخدمات الاجتماعية ووجدت الطفلة في درج السرير.

وفي المقابلة، قالت المرأة للشرطة إنها حملت من الطفلة من أحد أصدقائها السابقين، وأنها كانت «خائفة حقاً» من رد فعل أطفالها وعائلتها عندما ولدت.

وأضافت الأم: «لقد شعرت أن الطفلة ليست جزءاً من عائلتي».

واعترفت المرأة بأربع تهم تتعلق بقسوة معاملة الأطفال، شملت نقاطاً من بينها فشلها في طلب الرعاية الطبية الأساسية للطفلة، والتخلي عنها، وسوء التغذية، والإهمال العام.