أسباب تزيد خطر الخرف المُبكر

الخرف المُبكر هو حالة تصيب من تقل أعمارهم عن 65 عاماً (بكساباي)
الخرف المُبكر هو حالة تصيب من تقل أعمارهم عن 65 عاماً (بكساباي)
TT

أسباب تزيد خطر الخرف المُبكر

الخرف المُبكر هو حالة تصيب من تقل أعمارهم عن 65 عاماً (بكساباي)
الخرف المُبكر هو حالة تصيب من تقل أعمارهم عن 65 عاماً (بكساباي)

حدد باحثون في بريطانيا وهولندا مجموعة من عوامل الخطر المُسببة للخرف المُبكر الذي يصيب الأشخاص في منتصف العمر.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تتحدى فكرة أن الوراثة هي السبب الوحيد لهذه الحالة؛ ما يضع الأساس لاستراتيجيات الوقاية الجديدة من الخرف لدى الشباب، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «غاما نيورولوجي».

والخرف المُبكر هو حالة تصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً، وتبدأ أعراضه عادة بين سن 30 و60 عاماً، وتتميز الأعراض بفقدان الذاكرة التدريجي وضعف التفكير والسلوك.

وعلى الرغم من وجود نحو 370 ألف حالة جديدة من الخرف المُبكر على مستوى العالم سنوياً، تُجرى قليل من الأبحاث نسبياً حول المرض، وفق الفريق.

وخلال الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي إكستر البريطانية وماستريخت الهولندية، تابع الفريق بيانات أكثر من 350 ألف مشارك تقل أعمارهم عن 65 عاماً في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وقام الفريق بتقييم مجموعة واسعة من عوامل الخطر المُسببة للخرف، والتي تتراوح بين الاستعداد الوراثي ونمط الحياة والتأثيرات البيئية.

وتوصل الباحثون إلى مجموعة من عوامل الخطر التي تسبب الخرف المُبكر لدى الشباب وهي: انخفاض التعليم الرسمي، وتراجع الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والأسباب الوراثية، وعوامل نمط الحياة مثل اضطراب تعاطي الكحول والعزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى المشكلات الصحية بما في ذلك نقص فيتامين «د»، والاكتئاب، والسكتة الدماغية، وضعف السمع، وأمراض القلب.

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة إكستر، البروفيسور ديفيد لويلين: «تحدد هذه الدراسة، لأول مرة، مجموعة واسعة من عوامل الخطر للإصابة بالخرف المُبكر والتي يمكن تعديلها، وهذا أمر مشجع حقاً لأنه يثير إمكانات جديدة للتدخلات لدى البالغين في منتصف العمر».

وأضاف أن «هذا الإنجاز أصبح مُمكناً بفضل التعاون الدولي، وجمع البيانات الضخمة من مئات الآلاف من الأشخاص المشاركين في المملكة المتحدة، وسوف تستهدف الأبحاث المستقبلية، عوامل الخطر القابلة للتعديل هذه في التجارب السريرية في محاولة لتعظيم صحة الدماغ، وتأخير أو حتى منع الخرف».

ووفق الباحثون، فإن الخرف لدى الشباب له تأثير خطير للغاية، لأن الأشخاص المصابين عادة ما يكون لديهم عمل، وأطفال، وحياة مزدحمة. وغالباً ما يُفترض أن تكون أسبابه وراثية، لكن النتائج كشفت أن الأسباب متنوعة، ويمكن الوقاية منها.

وأشاروا إلى أن النتائج تفتح آفاقاً جديدة في تحديد إمكانية تقليل خطر الإصابة بالخرف عند الشباب؛ ما يبشر بعهد جديد في التدخلات للحد من حالات الإصابة الجديدة بالمرض.


مقالات ذات صلة

جين مسؤول عن نمو الدماغ ربما يكون على صلة بمرض التوحد

صحتك طفل يعاني من التوحد (أرشيفية - رويترز)

جين مسؤول عن نمو الدماغ ربما يكون على صلة بمرض التوحد

من المعروف علمياً أن تحديد سبب التوحد أمر صعب، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى أنه عبارة عن مجموعة معقدة من اضطرابات النمو، وليس حالة واحدة.

صحتك السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)

منظمة الصحة: أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة

قالت منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، إن فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن، طوّرتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي، «تفتح الباب أمام إمكانية إنهاء وباء السمنة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العزلة المعتدلة تشمل أنشطة مثل قراءة كتاب في مقهى (جامعة ريدنج)

«العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة

كشفت دراسة أميركية أن «العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة عبر استعادة الطاقة والمساعدة على بناء الروابط الاجتماعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ السلطات الصحية الأميركية ترصد أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور (أ.ب)

أميركا تعلن عن أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور

أعلنت مراكز منع انتشار الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، اليوم، أنه جرى نقل مريض إلى المستشفى بعد تعرضه لإصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في لويزيانا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طريقة التنفس أثناء النوم قد تؤثر على الذاكرة (رويترز)

طريقة تنفسك أثناء النوم تؤثر على ذاكرتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن طريقة التنفس أثناء النوم قد تكون «المحرك» الذي يساعد بتنسيق العمليات الدماغية التي تشارك في تعزيز الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
TT

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية والنصائح التي يوجهنها للجمهور بناء على تجاربهن، وهو أمر برز خلال لقاءات إعلامية عدة في الأسابيع الماضية.

أحدث هذه التصريحات كانت من نصيب الفنانة المصرية رانيا يوسف، في برنامج «ع الرايق»، بعدما تطرقت لتعرضها للضرب من زوجيها الأول والثاني، مع نصيحتها للفتيات بألا تقل فترة الخطوبة قبل الزواج عن 3 أو 4 سنوات، فضلاً عن نصيحتها لبناتها بعدم الزواج قبل سن الـ30 عاماً.

وقالت رانيا إن «طبيعة العلاقات في الوقت الحالي أصبحت تتطلب مزيداً من العمق والتفاهم بين الطرفين، بعيداً عن السطحية والانجذاب المؤقت»، محذرة من تعامل النساء بمشاعرهن عند البحث عن الشراكات العاطفية التي تحقق لهن السعادة والاستقرار.

وجاءت تصريحات رانيا بعد وقت قصير من تصريحات للفنانة زينة عن حياتها الشخصية وإنجابها طفليها التوأم بمفردها في الولايات المتحدة وصعوبة الأيام الأولى لهما مع مرضهما، بالإضافة إلى الفترة التي قضتها بمفردها في الغربة. وكذلك تطرقت إلى تفاصيل كثيرة عن حياتها، خصوصاً في ظل تحملها مسؤولية دور الأم والأب ووجودها مع نجليها بمفردها.

الفنانة المصرية زينة (فيسبوك)

وكانت الفنانة لبلبة قد أثارت جدلاً مشابهاً عندما تحدثت عن طفولتها الصعبة التي عاشتها واضطرارها للعمل من أجل الإنفاق على عائلتها بجانب انشغالها بمسؤوليات الأسرة وأشقائها، الأمر الذي جعلها تحاول أن تعوض ما لم تعشه في طفولتها.

من جهتها، تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «بعض الفنانين لا يكون قصدهم دائماً إثارة الجدل بالحديث عن حياتهم الشخصية أو مواقف سابقة مروا بها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التصريحات تخرج بشكل عفوي، لكن التفاعل يحدث معها نتيجة اهتمام الجمهور بمتابعتهم».

وأضافت أن «رانيا يوسف على سبيل المثال مرّت بتجارب مختلفة، وبالتالي عندما تتحدث عن صعوبة ثقتها في الرجال، بالإضافة إلى نصيحتها بتأجيل خطوة الزواج للفتيات؛ فهي تحاول إبداء رأي تعتقد أنه صواب»، لافتة إلى أهمية التعامل مع الفنانين باعتبارهم بشراً من حقهم الإدلاء بآرائهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جميع آرائهم صحيحة أو غير قابلة للتغير مع مرور الوقت.

الفنانة المصرية لبلبة (فيسبوك)

وهنا يشير مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى «ضرورة التفرقة بين المواقف الشخصية والخبرات التي يتحدث بها الأشخاص العاديون، وبين المشاهير الذين تكون لديهم قاعدة جماهيرية ومصداقية ربما أكثر من غيرهم وإمكانية وصول لأعداد أكبر من الجمهور عبر البرامج والمنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً من الجدل يكون مجتمعياً في الأساس، لكن بدايته تكون من تصريحات المشاهير».

وأضاف أن «هناك تبايناً في الآراء قد يصل لدرجة التناقض بين الأفراد داخل المجتمع، وهو أمر يتوجب فهمه في إطار الخلفيات الاجتماعية والعادات والخبرات التي يمر بها كل فرد، وبالتالي ستجد من يقتنع بكل رأي يقال حتى لو لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية»، لافتاً إلى ضرورة فتح نقاشات أعمق حول بعض الآراء عبر وسائل الإعلام.

وهو الرأي الذي تدعمه الناقدة المصرية، موضحة أن «آراء الفنانين تسلط الضوء على موضوعات قد تكون محل جدل مجتمعي، لكن تبرز لوسائل الإعلام مع إعلانها من المشاهير»، لافتة إلى أن «بعض الآراء قد تعرض أصحابها لانتقادات من شرائح أكبر عبر مواقع التواصل، لكن على الأرجح يكون لدى الفنان القدرة على تحمل تبعات موقفه وشرح وجهة نظره التي ليس بالضرورة أن تتسق مع رأي الغالبية».