إبراهيم الحساوي: «البحر الأحمر» أعطى دفعة كبيرة للسينما السعودية

أعرب عن فخره لمشاركته بفيلمين في الدورة الثالثة من المهرجان

الحساوي يشيد بالإنجاز الذي حققه مهرجان البحر الأحمر (الشرق الأوسط)
الحساوي يشيد بالإنجاز الذي حققه مهرجان البحر الأحمر (الشرق الأوسط)
TT

إبراهيم الحساوي: «البحر الأحمر» أعطى دفعة كبيرة للسينما السعودية

الحساوي يشيد بالإنجاز الذي حققه مهرجان البحر الأحمر (الشرق الأوسط)
الحساوي يشيد بالإنجاز الذي حققه مهرجان البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

أعرب الفنان السعودي إبراهيم الحساوي، عن فخره لمشاركته بفيلمين في الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، يقدم في كل واحد منهما شخصية مختلفة، فبينما يقدم في فيلم «هجان» شخصية طيبة، فإنه يجسد في فيلم «إلى ابني» شخصية أب يقسو على ولده.

وعبر الحساوي عن سعادته بالنجاح الذي يحققه مهرجان البحر الأحمر والخطوات التي قطعتها السينما السعودية مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنها ينتظرها مستقبل واعد في ظل حكايات كثيرة عن المجتمع السعودي تستحق أن تروى في السينما.

يتحدث الحساوي عن شخصيته بفيلم «إلى ابني»، الذي يؤدي خلاله دور أب يتعامل بقسوة شديدة مع ابنه، ويبرر قسوته قائلاً: «هو قاسٍ على الابن لغضبه منه بسبب سفره على غير إرادته، والفيلم يصور نوعيات من الآباء الذين يريدون من أبنائهم أن يكونوا مثلهم، لكن غضب الأب يتفتت على صخرة الحفيد الذي جعله يتجاوز غضبه لارتباطه بحفيده، ثم مرض الابن».

ويضيف الفنان: «في الواقع أنا لست قاسياً مثل شخصيتي بالفيلم، وأرى أن علينا أن نوجه أبناءنا دون تسلط، ونترك لهم حرية الاختيار، دون أن نفرض عليهم شيئاً، وقد أعجبتني الشخصية والفنان ظافر العابدين مخرج رائع قادم من التمثيل للإخراج».

الفنان السعودي إبراهيم الحساوي (الشرق الأوسط)

ووفق الحساوي، فإنه لمس كيف أثَّر الفيلم على المشاهدين: «قالوا لي عقب عرضه إننا أبكيناهم، مما يؤكد تفاعلهم مع الفيلم، وكل مشاهد شعر بتأثر أو لمعت عيناه أو بكى من الفيلم المليء بالمشاعر الإنسانية، كما أن الأب رغم صرامته كان لا بد أن يلين، حتى مع بناته، وأراه نموذجاً عصرياً لـ(سي السيد) في ثلاثية نجيب محفوظ، لكنني مقتنع بقول (ربوا أولادكم لزمن غير زمنكم) ولا أحب فكرة الوصاية حتى على ابني».

وفي فيلم «هجان» يقدم الحساوي شخصية عابد، الذي يساعد مطر بطل الفيلم في مهمته، ويقول عن هذا الدور: «الفيلم يعرض لرياضة عريقة من ثقافتنا وهي سباق الهجن، مؤكداً أن مخرج الفيلم المصري أبو بكر شوقي جيد جداً رغم قلة رصيده السينمائي، لكن المسألة ليست بالكم، كما كُتب السيناريو بشكل جيد، والجهة الإنتاجية وفرت كل الإمكانات لنا، مما انعكس على نجاح الفيلم».

وحول رؤيته لمهرجان البحر الأحمر بعد ثلاث دورات يقول الفنان السعودي: «حضرته منذ دورته الأولى وحتى الثالثة، وأرى أن هناك نقلة كبيرة وإضافات مختلفة، ففي هذه الدورة هناك مجموعة أفلام طويلة إلى جانب القصيرة، وبات لدينا إنتاج من الأفلام الطويلة كشفت عن مواهب سعودية، إذ يشهد المهرجان عرضها الأول».

مع أسرة فيلم «هجان» على الـ«رد كاربت» بمهرجان البحر الأحمر السينمائي (إدارة المهرجان)

وبشأن انعكاس المهرجان على السينما السعودية يؤكد الحساوي: «المهرجان أعطى دفعة كبيرة للسينما السعودية»، لافتاً إلى أن «السعودية لديها مهرجان (أفلام السعودية)، وهو مهرجان خليجي محلي، لكن (البحر الأحمر) منصة عالمية تستقبل أفلاماً من أنحاء العالم كافة، لذلك فأنا أرى أن وصول مهرجان البحر الأحمر إلى هذا المستوى إنجاز كبير».

ويعد الفنان إبراهيم الحساوي شاهداً على ظروف متباينة عاشها الفن السعودي: «بدأت مع صناع الأفلام القصيرة من الشباب بالسعودية، في وقت لم يكن هناك دعم لأي فيلم سعودي، وقدمنا أفلاماً قصيرة أُنتجت بجهود ذاتية، وقد وافقت حتى على العمل بالمجان وبلا شروط سوى أن يكون العمل جيداً وكانوا مخرجين موهوبين يستحقون كل التشجيع لإيماني بأن يكون لدينا سينما».

مضيفاً: «بعد أن تأسست هيئة الأفلام حظي الفيلم السعودي بالدعم وبدأنا في إنتاج الفيلم الطويل، والحمد لله رصيدي بها أعتز به قياساً بالعمر القصير للسينما السعودية، وفخور بما وصلنا له، لذا أشعر بسعادة بالغة واعتزاز، وأقول للشباب السعودي من صناع الأفلام (هذا زمنكم استمتعوا وأبدعوا، نحن نحتنا في الصخر لأجل هذه اللحظة)».


مقالات ذات صلة

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

يوميات الشرق ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

فنان الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
يوميات الشرق «عن الكلاب والرجال» (AE Content)

رسالة احتجاج من 300 فنان ضد المشاركة الإسرائيلية بمهرجان «ڤينيسيا»

بدا الأمر نشازاً عرض فيلمين إسرائيليين في مهرجان «ڤينيسيا» في حين أن الأحداث لا تزال في أوجها، وأن إدارة المهرجان لم تشأ أي اشتراك روسي بسبب الحرب الأوكرانية.

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا )

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
TT

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)

التحقت سارة إبراهيم، 35 عاماً، بزحام سوق «ديانا» بوسط القاهرة، في إرضاء لشغفها بـ«اقتناء» السّلع والتّحف والعملات القديمة التي تتخصص هذه السوق في القاهرة بعرضها، وتُعرف كذلك بـ«سوق السبت» نسبةً لليوم الأسبوعي الوحيد الذي يستقبل جمهوره فيه.

يُطلق على هذه السوق اسم «ديانا» نسبةً إلى سينما «ديانا بالاس» العريقة التي تقع في محيط الشوارع المؤدية إليها.

تقول سارة إنها تعرّفت على السوق منذ نحو عامين، رغم أنها كانت تسمع عنها منذ سنوات: «بدأ الأمر صدفة، خلال جولة لي مع صديقة، فانبهرنا بكمية المعروضات التي لم نجدها سوى في هذه السوق، وصرت أولاً أقصدها للتنزّه بها من وقت لآخر. وقد اشتريت منها اليوم صوراً قديمة من أرشيف فيلم (معبودة الجماهير)، وصدف بحر عملاقاً لم أرَ مثله من قبل، وكذلك علبة معدنية قديمة مرسوم عليها (روميو وجولييت) كالتي كانت تستخدمها الجدات قديماً لحفظ أغراض الخياطة، وجميعها بأسعار معقولة، وتحمل معها زمناً قديماً لم نعشه»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

الأسطوانات القديمة إحدى السلع التي يبحث عنها زوار السوق (الشرق الأوسط)

رغم حرارة الطقس، كان زوار السوق ومرتادوها يتدفقون ويتحلقون حول المعروضات التي يفترشها الباعة على الأرض بكميات كبيرة، ويبدو تأمل تلك المعروضات في حد ذاته ضرباً من المتعة، يمكن أن ينطبق عليه المثل الشعبي المصري المعروف: «سمك لبن تمر هندي» بما يدّل على التنوّع المدهش في نوعية السلع، بداية من الساعات القديمة، إلى أطباق الطعام التي تحمل طابعاً تاريخياً، فيحمل بعضها توقيع «صنع في ألمانيا الغربية»، الذي يعود إلى ما قبل إعادة توحيد ألمانيا، ويمكن مشاهدة زجاجة مياه غازية فارغة تعود للفترة الملكية في مصر، يشير إليها أحمد محمود، بائع المقتنيات القديمة بالسوق.

عملات وتذكارات معدنية (الشرق الأوسط)

يقول محمود: «يمكن على تلك الزجاجة رؤية شعار علم مصر القديم (الهلال والنجمات الـ3 ولونها الأخضر)، وتحمل اسم (كايروأب) التي كانت إحدى شركات المياه الغازية في مصر في عهد الملك فؤاد، وما زال هناك زبائن إلى اليوم يهتمون كثيراً باقتناء مثل تلك التذكارات التي تحمل معها جزءاً من تاريخ الصناعة في هذا الوقت، علاوة على شكلها وتصميمها الجمالي الذي يعكس تطوّر التصميم»، كما يشير في حديثه مع «الشرق الأوسط»، ويضيف: «جمهور هذه السوق هو الباحث عن اقتناء الذكريات، عبر تذكارات تحمل معها جزءاً من تاريخهم الشخصي أو الذي لم يعيشوه، فمثلاً يُقبل الجمهور هنا على شراء ملصقات سينما قديمة، أو حتى صابونة مُغلّفة تعود للخمسينات تُذكرهم بمصانع الفترة الناصرية، ويشترون كروت الشحن القديمة التي كانت تُستخدم في كابينات التليفون بالشوارع قبل انتشار الهاتف المحمول، وهي ذكريات يعرفها جيل الثمانينات والتسعينات بشكل خاص ويستعيدونها مع معروضات السوق».

معروضات نوستالجية تجذب الجمهور (الشرق الأوسط)

تظهر صور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في وسط المعروضات، كما تظهر بورتريهات لعبد الحليم حافظ، وملصقات لنجوم كرة القدم في السبعينات، تُجاور شرائط كاسيت قديمة يشير البائع لإحدى الزبونات إلى أن سعر أي شريط كاسيت لمحمد عبد الوهاب 25 جنيهاً، فيما تُعرض أسطوانات التسجيلات القديمة بكميات كبيرة يبدأ سعرها من 50 جنيهاً، وكذلك الكاميرات التي تتراوح في تاريخها، وتبدأ من 200 جنيه وحتى 2000 جنيه (الدولار يعادل 48.6 جنيه)، ويعرض أحمد مهاب كثيراً من أجهزة التليفون القديمة التي تلفت أنظار الزوار.

يشير مهاب لأحد تلك الأجهزة التقليدية ذات القرص الدوّار ويقول عنه: «سعر هذا التليفون ألف جنيه مصري؛ وذلك لأنه يعود لفترة الخمسينات ولأن لونه الأحمر نادر، في حين أبيع الجهاز نفسه باللون الأسود بـ500 جنيه لأنه أكثر انتشاراً، فيما تقلّ أسعار تلك الهواتف الأرضية كلما كانت أحدث، فالتليفون ذو القرص الدوار الذي يعود لفترة التسعينات يُعرض للبيع بـ300 جنيه، وعلى الرغم من سطوة أجهزة الجوّالات المحمولة فلا يزال هناك جمهور يبحث عن تلك الأجهزة، إما لرخص سعرها نسبياً عن أجهزة التليفون الأرضي الحديثة، أو رغبة في اقتنائها بوصفها قطع أنتيكات للديكور»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط».

هواتف قديمة ونادرة تلفت أنظار الزوار (الشرق الأوسط)

أما باعة العملات والأوراق النقدية القديمة، فيبدو جمهورهم في ازدياد على مدار ساعات السوق؛ حيث يحتفظون بالعملات المعدنية التي تتراوح بين الفضية والنحاسية في أكوام ضخمة، سواء عملات مصرية أو عربية يختلف سعرها حسب تاريخها الزمني، ينادي البائع لطفي عبد الله على الزبائن: «الواحدة بـ10 جنيه» في إشارة منه لعملة «النصف جنيه» المصري وعملة «الربع جنيه» التي أصبحت جزءاً من التاريخ بعد انهيار قيمتها الشرائية، فيما يشير إلى عملات أخرى أجنبية يحتفظ بها داخل «كاتالوغ» مُغلّف، تظهر على عملة كبيرة الحجم صورة ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث تعود لفترة السبعينات، وعملة أخرى منقوش عليها شعار بطولة الألعاب الأولمبية في مونتريال 1976 التي يعرضها للبيع بـ2600 جنيه مصري، ويقول عنها: «تلك عملة من الفضة الخالصة وثقيلة الوزن، ولها قيمتها التاريخية التي يبحث عنها كثيرون من المقتنين، فجمهور العملات النادرة هم أقدم جمهور لهذه السوق، التي كانت في بداياتها تعتمد على بيع العملات وشرائها، ثم بدأ في التوسع التدريجي ليشمل مختلف المعروضات النادرة والمقتنيات القديمة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

شرائط كاسيت قديمة لكوكبة من نجوم الغناء (الشرق الأوسط)

ويبدو أن جمهور سوق «ديانا» لا يقتصر فقط على المصريين، فهو بات جزءاً من الجولات السياحية للكثير من السائحين من جنسيات مختلفة، منهم لي شواي، سائحة صينية، تتحدث مع «الشرق الأوسط» وتقول: «أزور مصر في رحلة عمل، وهذه أول مرة لي في هذه السوق، وما لفتي كثيراً أن هناك معروضات وتحفاً عليها نقوش ورسوم صينية شعبية، لم أكن أعرف أنهم في مصر مهتمون بالفنون والخطوط الصينية القديمة التي تظهر على اللوحات وأطباق التزيين هنا».

السوق تشهد حراكاً واهتماماً من الزوار (الشرق الأوسط)

ويُبدي عبد الله سعداوي، بائع في سوق ديانا، انتباهه لما يصفه بـ«الجمهور الجديد للسوق»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «زاد الجمهور بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وجزء كبير من هذا الأمر يعود لانخفاض الأسعار من جهة والميل لشراء السلع المستعملة كبديل للسلع الجديدة مرتفعة الثمن، بما فيها السلع الاستعمالية كالحقائب والنظارات وأطقم المائدة، وكذلك بسبب كثافة الفيديوهات التي صار يصوّرها المؤثرون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن السوق وتجربة الشراء فيها، وهو ما جعل جمهوراً أكبر من الشباب يأتي بفضول لاستكشافها».