أعلن باحثون أميركيون عن تطوير نظام جديد لتوصيل الدواء، وهو عبارة عن «هيدروجيل» يحول الحقن اليومية أو الأسبوعية لمرض السكري وأدوية التحكم بالوزن إلى مرة واحدة فقط كل 4 أشهر.
وأوضح الباحثون في دراستهم المنشورة، الأربعاء، بدورية (Cell Reports Medicine)، أن مثل هذا النظام سيحسن بشكل كبير من إدارة كل من مرض السكري والوزن، ويحسن امتثال المريض للأدوية.
ويعاني نصف مليار شخص في جميع أنحاء العالم من مرض السكري من النوع الثاني، بما في ذلك 130 مليوناً في أميركا وحدها.
وتتوفر فئة من أدوية السكري من النوع الثاني لا تقتصر فائدتها على تحسين التحكم في سكر الدم فقط، لكنها قد تؤدي أيضاً لفقدان الوزن، ويُطلق عليها «ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاغون 1» (GLP-1).
وتعمل تلك الأدوية عن طريق محاكاة عمل «الببتيد المشابه للغلوكاغون-1»، وهو هرمون يُنتج بشكل طبيعي في الجسم، ويلعب دوراً مهماً في تنظيم مستويات السكر في الدم، كما أن تلك الأدوية تساعد المرضى أيضاً على الشعور بمزيد من الشبع.
ورغم نجاح تلك الأدوية في مساعدة الأشخاص على إدارة نظامهم الغذائي ووزنهم، فإن تناولها في صورة حقن يومية أو أسبوعية يشكل عبئاً على المرضى.
وأوضح الباحثون أن الهيدروجيل الجديد عبارة عن هلام مائي محمل بأدوية (GLP-1)، يُحقن تحت الجلد في مكان مناسب مثل منطقة تحت الذراع.
ويتكون الهيدروجيل من شبكة من سلاسل البوليمر والجسيمات النانوية التي تحمل جزيئات الدواء حتى تذوب الشبكة؛ ما يؤدي لإطلاق الجرعات المُحددة بمرور الوقت عندما يذوب الهيدروجيل ببطء.
ويتمتع الهيدروجيل الجديد بجودة معتدلة تماماً من التدفق المائع الذي يمكن حقنه بسهولة باستخدام إبر جاهزة للاستخدام، كما يتميز بالثبات الذي يجعله يمكث في الجسم لمدة 4 أشهر كاملة، وفق الفريق.
من جانبه، يقول الأستاذ المشارك في علوم وهندسة المواد في جامعة ستانفورد، الدكتور إريك أبيل، إن جزيئات الهيدروجيل تتفكك على مدى 4 أشهر مثل ذوبان مكعب السكر في الماء.
وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن تجارب الفريق المعملية أثبتت أن العلاج بالهيدروجيل يؤدي لتحسين مستوى السكر في الدم والتحكم بالوزن على مدار 4 أشهر، بصورة تُغني عن الحقن اليومية والأسبوعية للسكري.
وأوضح أن النظام الجديد يُعد علاجاً طويل المفعول وواعداً، ويسمح بإدارة مرض السكري من النوع الثاني بصورة أكثر فاعلية، وهذا قد يحدث تحولاً في العلاج ويحسن نتائج المرضى.
وعن خطواتهم المستقبلية، أشار إلى أن الفريق سيجري اختبارات على الخنازير، لأن جلدها وأنظمة الغدد الصماء لديها أكثر تشابهاً مع تلك الموجودة في البشر، وإذا سارت هذه التجارب وفقاً للخطة، فيمكن إجراء تجارب سريرية على البشر لاختبار العلاج في غضون عام ونصف.