«شتاء طنطورة» ينطلق في ديسمبر للاحتفاء بتراث العلا

تتيح فعاليات المهرجان للزوار فرصة اكتشاف جمال العلا عن قرب (الشرق الأوسط)
تتيح فعاليات المهرجان للزوار فرصة اكتشاف جمال العلا عن قرب (الشرق الأوسط)
TT

«شتاء طنطورة» ينطلق في ديسمبر للاحتفاء بتراث العلا

تتيح فعاليات المهرجان للزوار فرصة اكتشاف جمال العلا عن قرب (الشرق الأوسط)
تتيح فعاليات المهرجان للزوار فرصة اكتشاف جمال العلا عن قرب (الشرق الأوسط)

أعلنت «لحظات العلا» عودة فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان «شتاء طنطورة»، التي ستنطلق يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) وتستمر حتى 27 يناير (كانون الثاني)، وتوفر في أجواء شتوية ساحرة مجموعة من الفعاليات الثقافية، يتخللها عدد من العروض الموسيقية وعروض الأزياء، إلى جانب الأنشطة الرياضية المختلفة.

كما ستتيح فعاليات نهاية الأسبوع لزوار المهرجان فرصة اكتشاف جمال العلا عن قرب، حيث تتحول المدينة القديمة إلى وجهة شتوية تنبض بالحياة تحتضنها الطبيعة الصحراوية المميزة للمنطقة.

وقال رامي المعلم، نائب الرئيس لقطاع إدارة وتسويق الوجهات السياحية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا إن مهرجان شتاء طنطورة يحظى بشعبية واسعة بين عشاق التجارب المميزة، حيث يجمع التجارب والفعاليات المحببة لدى الزوار مع مجموعة رائعة من الإضافات الجديدة كل عام، ما يعزز من مكانته بوصفه الوجهة الأبرز والأكثر تكاملاً لقضاء وقت ممتع. كما أكد المعلم أن هذه النسخة من المهرجان ستحمل الكثير من المفاجآت، إذ عملنا جاهدين من أجل تقديم تجربة مميزة لم يشهدها شتاء طنطورة من قبل.

ومن المقرر أن يستهل المهرجان برنامجه بعروض احتفالية تمكِّن الضيوف من الاستمتاع بالفقرات الفنية والثقافية التي تسلط الضوء على تاريخ العلا وتراثها الغني، خلال الفترة من 22 وحتى 31 ديسمبر. أما المهتمون بالثقافة فسيكونون على موعد يوم 21 يناير 2024 مع فعالية نهاية الأسبوع بعنوان «حكايات الغروب» التي تقدم 4 أعمال فنية ضوئية ليلية في 4 مواقع متفرقة من العلا.

عروض احتفالية تسلط الضوء على تاريخ العلا وتراثها الغني (الشرق الأوسط)

وتشمل الحفلات الافتتاحية للمهرجان حفل شرفات الجديدة المباشر، الذي يقدم فيه عازفو الفرقة الوطنية السعودية أجمل الأغاني التقليدية بطابع محلي فريد، مستعرضين مواهبهم على شرفات المباني التراثية في حي الفنون بالجديدة. كما ستقدم الفرقة أيضاً مزيجاً موسيقياً مميزاً يضم أشهر الأغنيات السعودية ومقطوعات الأوبرا التقليدية، فضلاً على الموسيقى الكلاسيكية العربية، ما يمنح محبي الموسيقى تجربة فريدة تلبي تطلعاتهم.

وسيتضمن برنامج المهرجان مسرحية «جميل وبثينة» الموسيقية، التي تروي حكايات وقصائد الحب بين «جميل» ومحبوبته «بثينة» خلال عرضٍ مباشر يأسر الحواس، حيث تعود المسرحية المميزة إلى أراضي العلا على مسرح قاعة مرايا في 22 ديسمبر للمرة الثانية بعد النجاح الكبير الذي حققته في عرضها الأول عام 2020م.

ويأتي العرض الجديد برفقة الفنانين والممثلين الموهوبين من فرقة كركلا المسرحية، الفرقة المسرحية الاستعراضية الأبرز في الشرق الأوسط، وبمشاركة مميزة للفنانة زينة عماد التي ستقدم العرض الافتتاحي.

وتشكل العلا إحدى أبرز وجهات الفروسية عالمية المستوى، حيث تستضيف بطولة ريتشارد ميل العلا لبولو الصحراء، أول بطولة منظمة للعبة تُقام على رمال الصحراء في حلبة فريدة من نوعها في الفترة من 15 وحتى 20 يناير 2024، حيث تجمع بنسختها الحالية نخبة من أبرز اللاعبين حول العالم، إلى جانب الزوار، في تجربة استثنائية لا مثيل لها.

تشكل العلا إحدى أبرز وجهات الفروسية عالمية المستوى (الشرق الأوسط)

كما سيعود سباق درب العلا الذي يشارك فيه مجموعة من الرياضيين العالميين والعدائين الهواة إلى جانب الأطفال في أجواء تنافسية مميزة.

ويتزامن مهرجان «شتاء طنطورة» مع إقامة سلسلة من حفلات لحظات العلا الموسيقية، حيث من المقرر أن يستمتع محبو الفن بحفل المطربة اللبنانية الشهيرة ماجدة الرومي في 29 ديسمبر، في حين سيلتقي الفنان السعودي عبادي الجوهر مع محبيه من عشاق الفن الأصيل يوم الجمعة 12 يناير 2024.


مقالات ذات صلة

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

استحوذت مصر وتونس على جوائز الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي اختتمت فعالياته، الثلاثاء، في محافظة الأقصر (جنوب مصر)

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

شهد معبد الأقصر، مساء الخميس، انطلاق فعاليات الدورة 14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وسط تحديات عدة أبرزها الأزمة المالية نتيجة تقليص ميزانية المهرجانات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
TT

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

في ظل الجدل الذي أثير مؤخراً حول «موهبته»، احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان (13 مارس «آذار» 1925 - 19 مارس 1997)، وأصدر المهرجان بمناسبة ذلك كتاب «شكري سرحان... ابن النيل» للناقد المصري سامح فتحي، ويضم الكتاب فصولاً عدة تستعرض مسيرة الفنان منذ مولده وحتى أصبح نجماً من كبار نجوم السينما المصرية، متوقفاً عند أهم أفلامه التي وصلت إلى 161 فيلماً، بدءاً من أول أفلامه «نادية» 1949 للمخرج فطين عبد الوهاب، وحتى آخرها «الجبلاوي» 1991 للمخرج عادل الأعصر.

وكان قد أثير جدل حول انتقادات وجهها الممثل الشاب عمر متولي، نجل شقيقة عادل إمام، في برنامج يبثه عبر «يوتيوب» استضاف خلاله الممثل أحمد فتحي، تناولا خلاله سيرة الفنان الراحل شكري سرحان، حيث اتفقا على أنه «حقق نجومية أكبر من موهبته الحقيقية»؛ ما دفع أسرة الفنان الراحل لتقديم شكوى لنقابة الممثلين، حيث قدم نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي اعتذاراً لأسرة الفنان الراحل، مهدداً كل من يتجاوز في حق الرموز الفنية بالشطب من النقابة. وفي المقابل اعتبر نقاد وفنانون الهجوم على فتحي ومتولي بمنزلة «تضييق على حرية إبداء الرأي على الأعمال الفنية ونجومها».

شكري سرحان في أحد أدواره (أرشيفية)

أعمال هادفة

ووصف المؤلف مسيرة شكري سرحان الفنية التي امتدت على مدى نصف قرن بأنها تميزت بـ«اختيار الأعمال الهادفة والجادة، وعدم الابتذال أو السقوط في حب الظهور وشهوة المال»، حيث شارك في «مئات الأدوار بالمسرح والسينما، وأمتع الملايين، وأثرى الحياة الفنية بكل ما هو مفيد وهادف».

فيما عَدّه الناقد سعد القرش في مقدمة كتاب «ابن النيل» بأنه الأكثر حظاً، وأنه من بين نجوم السينما المصرية الذي «كان الأقرب إلى الملامح النفسية والجسدية لعموم المصريين في جيله، رغم أنه لم يكن في وسامة محمود مرسي أو كمال الشناوي وعمر الشريف ورشدي أباظة، ولا يتمتع ببنية جسدية تنقله إلى الفتوات مثل فريد شوقي، حيث كان للنجوم صورة ذهنية لدى المشاهدين يشبهون أو يتشبهون بنجوم هوليوود من حيث تسريحة الشعر ولمعانه والشارب».

الناقد المصري سامح فتحي (الشرق الأوسط)

يستعرض سامح فتحي بدايات سرحان، الذي وُلد بالإسكندرية لكنه ينتمي لقرية «الغار» بمحافظة الشرقية، وكان الأوسط بين شقيقيه صلاح وسامي، وقد أثرت فيه حياة القرية، كما ذكر هو بنفسه، فقد أكد أن النشأة الدينية كانت إحدى سمات حياته منذ طفولته، فقد اعتاد على ارتياد المساجد وحفظ القرآن الكريم، وكان والده يعمل أستاذاً للغة العربية، ويحرص على أن تمضي الأسرة شهور الدراسة بالمدينة ثم تنتقل للقرية في الإجازة.

وبدأت علاقة سرحان بالفن من خلال شقيقه الأكبر صلاح، فحينما افتتحت دار سينما بالقرب من منزلهما، كان وشقيقه، حسبما روى، يتوقفان بجوارها ليستمعا لأصوات الممثلين، ويؤديان بعض الأدوار في حجرتهما حتى لا يشعر بهما والدهما، والتحق مثل شقيقه بفريق التمثيل بمدرسة الإبراهيمية، ثم التحق كلاهما بمعهد الفنون المسرحية في أول دفعة به، وكان من زملائه بالمعهد فريد شوقي وصلاح نظمي.

عثرات ونجاحات

واجه شكري سرحان عثرات في بداية طريقه الفني، حين اختاره منتج فيلم «هارب من السجن» لدور البطولة، حيث كاد يطير من الفرحة ثم قرر المخرج استبداله بالفنان فاخر فاخر، فحزن حزناً كثيراً خصوصاً بعد أن طالع خبراً بإحدى المجلات الفنية بأن الممثل الشاب شكري سرحان أثبت فشله في السينما، ما أصابه باكتئاب لفترة طويلة، لم ينقذه منه إلا خبر آخر كتبه الصحافي صلاح ذهني بمجلة «آخر ساعة»، حيث نشر صورة له وكتب أسفلها «فتى أول ينقصه مخرج»، فاتصل به المخرج حسين فوزي، ومنحه دوراً في فيلم «لهاليبو» مع نعيمة عاكف، ثم شارك في أدوار صغيرة بأفلام عدة من بينها «أفراح» و«بابا عريس».

مع سعاد حسني في أحد الأعمال (أرشيفية)

لكن الفرصة الكبرى والأهم جاءت حين اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلمه «ابن النيل» ليكون هذا الفيلم البداية الحقيقية لشكري سرحان في السينما، وقال الفنان عن ذلك: «منحني الله هذا الشرف العظيم بأن أُمثل (ابن النيل) في هذه القصة، وفي وجود فريق قوي من الممثلين مثل يحيى شاهين ومحمود المليجي وفاتن حمامة».

وأشاد به يوسف شاهين بعد أحد المشاهد التي أداها، قائلاً له: «أنت برعت في أداء هذا المشهد مثل أعظم نجوم هوليوود، وأنا أمنحك أوسكار على ذلك».

انطلاقة كبرى

ويرى سامح فتحي مؤلف الكتاب أن فيلم «شباب امرأة» 1951 قد مثَل انطلاقة كبرى في مسيرة شكري سرحان، وكانت قد رشحته الفنانة تحية كاريوكا للمخرج صلاح أبو سيف لأداء دور «القروي الساذج إمام بلتاجي حسنين»، وقد ساعده على أداء الشخصية جذوره الريفية ليصبح الفيلم المأخوذ عن رواية الأديب أمين يوسف غراب في مقدمة الأفلام الواقعية المهمة في تاريخ السينما المصرية.

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

وتعد شخصية «سعيد مهران» بطل رواية نجيب محفوظ «اللص والكلاب» من أبرز الشخصيات التي أداها شكري سرحان، حيث كتب في مذكراته أنه حينما قرأ الرواية جذبته عبارة «خرج من السجن وفي جوفه نار»، ما يوحي بسخونة أحداثها وأنه أطلق لخياله العنان لتجسيد أحداثها التراجيدية، ومَثّل الفيلم الذي أخرجه كمال الشيخ السينما المصرية في مهرجان برلين 1964، وأشاد به النقاد الألمان الذين رأوه «فيلماً مصرياً متكاملاً يرقى إلى مستوى العالمية».

ويشير الكتاب الجديد إلى تقديم الفنان الكبير لتجارب مهمة في السينما العالمية، من بينها فيلم «ابن كليوباترا»، وسلسلة أفلام «قصة الحضارة بين العصور» للمخرج العالمي روسليني، وفيلم «أسود سيناء» مع المخرج الإيراني فريد فتح الله، كما يتوقف عند أعماله المسرحية التي برزت بشكل أكبر بعد نكسة 1967.

غلاف الكتاب الجديد (الشرق الأوسط)

وحاز شكري سرحان جوائز عدة خلال مسيرته، فقد حصل على جائزة أفضل ممثل عن أدواره في أفلام «اللص والكلاب»، و«الزوجة الثانية»، و«رد قلبي»، و«شباب امرأة»، و«ليلة القبض على فاطمة»، كما تم اختياره «أفضل ممثل في القرن العشرين» بعد تصدره قائمة «أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية» بعدد 15 فيلماً في استفتاء مهرجان القاهرة السينمائي 1996، الذي كرمه قبل عام من رحيله.