مرض الإعلامية نجوى إبراهيم يثير تعاطفاً في مصر

تحدثت عن تعرضها لهجوم من متابعين

نجوى إبراهيم (صفحة نجوم إف إم على إنستغرام)
نجوى إبراهيم (صفحة نجوم إف إم على إنستغرام)
TT

مرض الإعلامية نجوى إبراهيم يثير تعاطفاً في مصر

نجوى إبراهيم (صفحة نجوم إف إم على إنستغرام)
نجوى إبراهيم (صفحة نجوم إف إم على إنستغرام)

أثارت تصريحات الإعلامية نجوى إبراهيم حول مرضها تعاطفاً كبيراً في مصر، وتصدرت محركات البحث على منصة «إكس» الاثنين، بعدما كشفت عن إصابتها بمرض السرطان وإجرائها عمليات جراحية عدّة، بعد تعرضها لتعليقات عدتها «سلبية» من متابعين لبرنامجها «بيت العز» الذي يُبث على إذاعة «نجوم إف إم».

وعبّر عدد من الفنانين والجمهور عن تعاطفهم مع الإعلامية المصرية التي اشتهرت سابقاً بلقب «ماما نجوى»، وعُرفت ببرامجها الناجحة للأطفال على شاشة التلفزيون المصري خلال عقدي الثمانينات والتسعينات. وكانت المذيعة اللامعة قد طالعت ما عدّته «آراء سلبية صادمة عنها» من متابعين، ما جعلها تظهر في فيديو بثته إذاعة «نجوم إف إم» قالت فيه: إنها «لأول مرة تقرأ تعليقات بهذا الشكل»، ووجّهت سؤالاً لأصحاب هذه التعليقات: «هل تريدون مني أن أعتزل؟» وأضافت «عمري 80 سنة ومريضة بالسرطان وأجريت جراحات عديدة وسأعتزل وأموت قريباً». وتابعت أنها قد تعتزل بالفعل لأنها (زهقت). وأبدت دهشتها من أن البعض يستكثر على الآخرين الابتسامة، مطالبة إياهم بأن يذهبوا لعلاج أنفسهم، حسب تعبيرها.

وأوضحت إبراهيم موقفها قائلة: «لا أعمل لأجل تربية أولادي، بل لأنني فرحانة بكم وسعيدة وأتشرف بكلامي معكم»، واختتمت بقولها: «حبوا بعض».

ورأت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع أن هذه «إحدى حالات التنمر التي زادت في مجتمعنا»، وأرجعت ذلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» لـ«تبدل منظومة القيم في الأسرة والمدرسة والبرامج والمسلسلات»، ووصفتها بأنها «كلها عوامل تؤثر سلباً وتفرز شخصيات فاشلة وحاقدة».

وأطلق متابعون «هاشتاغاً» لدعم الإعلامية الكبيرة بعنوان «ماما نجوى كلنا بنحبك»، للتعبير عن مساندتهم وحبهم واحترامهم لها، وتضمن «الهاشتاغ» رسائل شكر وتقدير لدورها في تربية أجيال على الأخلاق والقيم عبر برامجها. وكتب الفنان صلاح عبد الله عبر حسابه على «إكس» موجهاً كلامه لها: «الذين ذكروا هذا الكلام عنك يستحقون قطع لسانهم، وعلينا أن نقاطع أصحاب هذه الأخلاق ونتجاهلهم». ومازحها قائلا بأسلوبه الشعري «مثلما رأيت الكلام البصل لا بدّ أن تري الكلام العسل والهاشتاغ الذي انتشر».

فيما ذكرت الدكتورة هناء مرعي أستاذة الإعلام في جامعة مصر الدّولية أنه لا يوجد عمر محدد لاعتزال الإعلامي، ما دام لديه قدرة على العطاء ولديه الموهبة ويتمتع بمحبة الجمهور، وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «الإعلامية نجوى إبراهيم لها مكانتها التي حققتها على مدى سنوات من العطاء عبر تاريخ ناجح وهي تتمتع بالاحترام ولم تجرح أحداً».

وكتبت الفنانة وفاء عامر على حسابها في «فيسبوك»: «حضرتك الماضي والحاضر والمستقبل، ستظلين من أهم وأجمل المذيعات العرب، منحك الله الصحة وطول العمر». وتابعت الدكتورة سامية خضر أنها تحترم نجوى إبراهيم الإعلامية ذات التاريخ الناجح سواء في برامجها أو في الأفلام التي لعبت أدوار البطولة بها، وأوضحت أن نجوى إبراهيم منذ بدايتها «حازت محبة الجمهور»، و«كان لها دور كبير في ترسيخ قيم مهمة عبر برامجها، ولا بدّ أن تواصل هذا الدور».

ودعا مدوّنون لها بالشفاء والتعافي من مرضها، وتحدث آخرون عن وجهها البشوش وروحها المرحة، وطالب فريق منهم بالتصدي لهؤلاء الكارهين لأنفسهم والحاقدين على الآخرين. وعدّت أستاذة الإعلام في جامعة مصر الدولية زيادة حالات التنمر بالمجتمع وكونها تطال شخصيات ناجحة ومؤثرة من مساوئ «السوشيال ميديا»، وأوضحت أن «البعض استغل وسائل التكنولوجيا بشكل سيئ ليظهر أمراضه النفسية». ودعت الإعلامية نجوى إبراهيم لـ«مواصلة دورها الإعلامي ونجاحها».

بدأت نجوى إبراهيم مشوارها مذيعة في التلفزيون المصري عام 1963 وقدمت برامج منوعات عدة، على غرار «فكر ثواني واكسب دقائق»، و«6 على 6»، و«صباح الخير» و«مساء الخير» للأطفال، وفيهما عُرفت باسم «ماما نجوى»، كما شاركت في 12 فيلماً سينمائياً، من بينها «الأرض»، و«الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«حتى آخر العمر».


مقالات ذات صلة

لماذا يضع الناس أموالاً داخل علب طعام الأطفال في أميركا وبريطانيا؟

يوميات الشرق متسوق في سوبر ماركت بلندن بريطانيا (إ.ب.أ)

لماذا يضع الناس أموالاً داخل علب طعام الأطفال في أميركا وبريطانيا؟

سلّطت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية الضوء على ظاهرة جديدة بدأت تنتشر بالمتاجر البريطانية وهي أن الناس يضعون أموالاً داخل علب طعام الأطفال والحفاضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تتعدّد أشكال رفع الصوت (غيتي)

دفاع فنّي عن ناشطتَيْن لطّختا لوحة فان غوخ بحساء الطماطم

لم يحدُث أي تلف أو ضرر للوحة، التي تُعدّ إحدى أشهر لوحات الرسام الهولندي، وتُقدَّر بملايين الجنيهات الإسترلينية، بل مجرّد ضرر بسيط أصاب إطارها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بعض الرسائل لا يصل (إكس)

طفل عملاق يُخيف بريطانيين

وصف مارّة مذهولون دمية طفل عملاقة ظهرت وسط بلدتهم بأنها «مخيفة» و«أبشع طفل» شاهدوه على الإطلاق... فما القصة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الباحثون أكدوا أهمية الجلوس أقل والتحرك أكثر (رويترز)

هل يساعد الوقوف على حرق السعرات الحرارية؟

كثيراً ما نقف خلال نشاطنا اليومي لأداء بعض المهام، سواء في المنزل أو العمل، و يطرح البعض سؤالاً: هل الوقوف يساعد في عملية حرق السعرات الحرارية أم لا؟ ووفق…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك قيام الشخص بعناق نفسه أو لمس ذاته برقّة وحنان يمكن أن يخلّصه من التوتر (رويترز)

للتخلص من التوتر والقلق... عانق نفسك 20 ثانية يومياً

كشفت دراسة جديدة أن قيام الشخص بعناق نفسه أو لمس ذاته برقّة وحنان، لمدة 20 ثانية يومياً، يمكن أن يخلّصه من التوتر والقلق.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
TT

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري، إن التكريم الذي يحظى به الفنان له وقع رائع على معنوياته لما يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح، مؤكدة في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها تعتز بتكريم مهرجان «سلا الدولي لفيلم المرأة» في المغرب، لا سيما أنها قدّمت أعمالاً عديدة طرحت قضايا المرأة، لافتة إلى أنها تجد صعوبة في الاختيار خلال الآونة الأخيرة بسبب مركزية الإنتاج الدرامي في مصر. مُشدّدة على أنها لن تطرق باب أحد حتى لو بقيت في بيتها بلا عمل. معربة عن تحمّسها لتقديم جزء خامس من مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي»، وترقُبها عرض مسلسل «بدون مقابل» الذي تظهر فيه بشكل جديد تماماً.

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

وبدت داليا البحيري سعيدة لدى تلقيها التهاني التي تقبلتها بالترحيب من الجمهور المغربي قائلة: «حين يأتي التكريم من بلد مثل المغرب به جمهور كبير يُقدر الفنان والفن المصري يكون له وقع آخر، كما أنه مهرجان يعنى بإبداع المرأة السينمائي ويعرض قضاياها، وقد حضرته قبل 11 عاماً وشاركت في لجنة التّحكيم، لذا تزداد سعادتي بوجودي فيه على منصة التكريم خلال دورته الحالية».

وتستطرد داليا: «كنا نُعيب تكريم الفنان بعد وفاته، ومن ثَمّ حدثت طفرة، وأصبح التكريم يأتي مبكراً، وأنا أعتبره نوعاً من الطبطبة والتشجيع والإشادة، لذا يكون له وقع جميل ويؤثر على الفنان بشكل إيجابي.

وطرحت داليا قضايا المرأة في أعمال فنية عدة، تتذكرها قائلة: «قدّمتُ مسلسل (القاصرات) الذي تصدى لظاهرة زواج الأطفال، ومسلسل (صرخة أنثى) وفيلم (للحب قصة أخيرة) الذي أدّيتُ به شخصية امرأة لا تعمل، بل تعيش في كنف رجل هو مصدر دخلها الوحيد وتضطر لقبول حياة قاسية تتعرض فيها للإيذاء البدني والنفسي لأنها ليس لديها بديل، كما مسلسل (يوميات زوجة مفروسة أوي) الذي ناقش قضايا المرأة والبيت المصري في إطار(لايت كوميدي)».

وتنفي داليا البحيري أن يكون هذا المسلسل قد استنفد أغراضه، مؤكدة أنه عبارة عن يوميات تستمد أحداثها من متغيرات الواقع، وكل يوم هناك تحديات جديدة في حياة الأسرة، مشيرة إلى أن هناك جزءاً خامساً لدى الكاتبة أماني ضرغام وقد وضعت له خطوطاً رئيسية وأن فريق العمل متحمس له لأن الناس تحبه وارتبطت به، وتسألهم عنه حين تلتقيهم.

داليا البحيري تعتزّ بعملها مع عادل إمام (الشرق الأوسط)

وتواجه داليا صعوبة في تقديم موضوعات تحقّق طموحها لطرح نماذج مختلفة للمرأة حالياً، مبرّرة ذلك بأنه لم تعد لديها فرص للاختيار لوجود مركزية في الإنتاج الفني تحدّد من يعمل ومن لا يعمل، مؤكدة أنها لا تجيد الطَّرق على الأبواب، فقد اعتادت أن تُعرض عليها أعمالٌ عدة تختار من بينها.

وتشدد: «أنا فنانة لديّ كرامة لن أطلب أن أعمل، ولن أقول سأعتزل الفن، ليسارع البعض للتعاقد معي، فأنا ممثلة مصرية وعندي تاريخ أعتز به، لم يعتمد في أي وقت على الكمّ، بل اخترت أعمالاً لها صدى كبير لدى الجمهور، ورصيدي 14 فيلماً و12 مسلسلاً بخلاف المسرحيات، وأصوّر مسلسلاً واحداً في العام، أعطيه مجهودي ووقتي. وأتذكر أنه في عام 2005 شاركت في بطولة 4 أفلام عندما كان الإنتاج غزيراً، كما أن تصوير الفيلم لا يستغرق أكثر من 4 أسابيع عكس المسلسل الذي يستغرق أشهراً، وقد اعتذرت عن تقديم أعمالٍ أشبه بأفلام المقاولات، ورأيتها فشلت فشلاً ذريعاً ما جعلني أثق في قرارتي».

وتعترف داليا أنها محظوظة بالعمل مع الفنان الكبير عادل إمام في فيلم «السفارة في العمارة»، ومسلسل «فلانتينو»، مؤكدة أن العمل مع فنان كبير بمكانته وجماهيريته الواسعة يُعدّ فرصة رائعة خاصة، غير أنها تؤكد أنه رغم النجاح الكبير في الفيلم فلم تقدّم بعده مباشرة أعمالاً سينمائية، لأن المنتجين خافوا من التعاون معها بعض الوقت كونها باتت بطلة أمام أكبر نجم مصري، وفق تعبيرها.

وعن علاقتها بالفنان عادل إمام حالياً، تقول: «أطمئن عليه من نجله المخرج رامي إمام، وأرى أن من حقه أن يستريح طالما أراد ذلك، وأن يَسعَد بأسرته بعدما رفع مكانة الفن المصري عالياً على مدى عقود».

خلال تكريمها في مهرجان «سلا» (الشرق الأوسط)

وتترقّب الفنانة عرض أحدث أعمالها الدرامية عبر مسلسل «بدون مقابل» الذي تقوم ببطولته أمام هاني رمزي، قائلة: «لقد أنهينا التّصوير تقريباً، ويبقى أمامنا 5 أيام لمشاهد معدودة وقد جذبني العمل لأن موضوعه قائم على حبكة درامية جيدة، وهو ليس عملاً كوميدياً بل اجتماعي، كما أن الدور جديد عليَّ تماماً، وبالطبع أسعد بالعمل مع الفنان هاني رمزي، كما تحمّست له لأنه يشهد عودة المنتج الكبير محمد فوزي، وهو من المنتجين المحترمين الذين قدموا أعمالاً كبيرة ومهمة».

وأهدت داليا تكريمها في «سلا» للمرأة الفلسطينية ولوالديها وزوجها وابنتها قِسمت التي كتبت داليا اسمها على ذراعها، وقد تغيرت لأجلها مثلما تقول: «قِسمت غيَرت كل شيء داخلي، وقد كنت قبل مجيئها أنزل لأشتري ما أريده بلا حسابات، وبعدما صرت مسؤولة عن ابنتي لا بدّ أن أؤمّن حياتها، وأن أفكر في احتياجاتها ودراستها وأنشغل بمستقبلها».

وتتمتع قِسمت بجينات الفن حسبما تؤكد داليا التي أخذتها من جدّة والدها الفنانة الراحلة هدى سلطان، والفنان محمد فوزي، وجدها الفنان فريد شوقي، وهي تلحّن منذ طفولتها، وإذا اتجهت للتمثيل تقول داليا: «لن أرفض ذلك، لكن سأقول لها إنه مهنة شاقة جداً».

داليا وزوجها على السجادة الحمراء في مهرجان «سلا» المغربي (الشرق الأوسط)

ورغم سعي كثيرين للشهرة، فإن داليا البحيري ترى أنها تنزع عن الفنان الخصوصية وتحرمه من أشياء بسيطة يكتمل بها طعم الحياة «أتمنى التجوّل بحُرية في منطقة (خان الخليلي) في القاهرة الفاطمية وهذا صعب بالتأكيد».

ورافق داليا خلال تكريمها زوجها رجل الأعمال حسن سامي، وقد أهدته هذا التكريم مؤكدة أن وراء نجاح كل امرأة رجلاً عظيماً أيضاً، قائلة إنها تحب أن يشاركها لحظات سعادتها.