عقار للسكري مفيد لإنقاص الوزن

يقلل مخاطر الأمراض القلبية بنسبة 20 %

يمثل هذا أول تدخل دوائي ضد زيادة الوزن أو السمنة لتقليل مخاطر الأمراض القلبية (بابليك دومين)
يمثل هذا أول تدخل دوائي ضد زيادة الوزن أو السمنة لتقليل مخاطر الأمراض القلبية (بابليك دومين)
TT

عقار للسكري مفيد لإنقاص الوزن

يمثل هذا أول تدخل دوائي ضد زيادة الوزن أو السمنة لتقليل مخاطر الأمراض القلبية (بابليك دومين)
يمثل هذا أول تدخل دوائي ضد زيادة الوزن أو السمنة لتقليل مخاطر الأمراض القلبية (بابليك دومين)

أظهرت نتائج تجربة سريرية دولية، أجراها فريق مشترك من الباحثين من عدة مراكز بحثية حول العالم، أن المرضى الذين عولجوا باستخدام عقار «سيماغلوتايد»، فقدوا ما متوسطه 9.4 في المائة من وزن الجسم، وشهدوا تحسينات في عوامل خطر تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وفي حين يبدو أن تأثيرات فقدان الوزن لـ«سيماغلوتايد» تحدث في المقام الأول من خلال قمع الشهية، فإن له إجراءات أخرى تقلل من مخاطر القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تحسين مستويات الجلوكوز، وانخفاض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وتقليل الالتهابات، وتأثيرات مفيدة على عضلة القلب والأوعية الدموية.

الدراسة المنشورة في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» تم عرض نتائجها، السبت، ضمن فعاليات الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية لعام 2023.

ووفق النتائج، فإن «سيماغلوتايد» قلّل من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20 في المائة لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ولا يعانون من مرض السكري.

كما أثبتت النتائج تفوق الحقن الأسبوعية من «سيماغلوتيد» بجرعة 2.4 مليغرام (ملغ)، على العلاج الوهمي في تقليل خطر الوفاة لأسباب القلب والأوعية الدموية، أو نوبة قلبية غير مميتة، أو سكتة دماغية غير مميتة، بعد فترة من المتابعة بلغت في المتوسط 40 شهراً.

قال مايكل لينكوف، الباحث الرئيسي للدراسة ونائب رئيس الأبحاث في قسم طب القلب والأوعية الدموية في كليفلاند كلينك الأميركية، في بيان صحافي صادر (السبت): «يمثل هذا أول تدخل دوائي ضد زيادة الوزن أو السمنة لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يجري عرضه وفق ضوابط صارمة»، وفق وصفه.

السمنة خطر عالمي

ووفق الدراسة، تشير التقديرات إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم كان مسؤولاً عن 4 ملايين حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2015، أكثر من ثلثيها بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنه من المتوقع أن يعاني أكثر من نصف سكان العالم من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035.

في التجربة الأخيرة التي استمرت من أكتوبر (تشرين الأول) 2018 حتى يونيو (حزيران) 2023، قام الباحثون بتسجيل المرضى الذين تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو أكثر، والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية ومؤشر كتلة الجسم 27 أو أكثر، ولكن لا يعانون من مرض السكري، إذ بلغت أعداد المسجلين أكثر من 17 ألف مريض في 41 دولة.

المرضى الذين عولجوا باستخدام «سيماغلوتايد» فقدوا 9.4 % من وزن الجسم في المتوسط (بابليك دومين)

وفي حين، توقف عدد أكبر من المرضى عن استخدام العقار (16.6 في المائة) مقارنة بالعلاج الوهمي (8.2 في المائة)، لأعراض تتعلق بالجهاز الهضمي بما في ذلك الغثيان والإسهال. كان هناك معدل أعلى قليلاً من اضطرابات المرارة في مجموعة «سيماغلوتايد» مقابل الدواء الوهمي (2.8 في المائة مقابل 2.3 في المائة على التوالي)، وهو ما تم الإبلاغ عنه سابقاً أيضاً في دراسات أخرى.

ووفق الباحثين، لم تكن هناك مشكلات سلامة غير متوقعة مع «سيماغلوتايد» في هذه التجربة. إذ لم يرتبط بمخاطر أعلى للإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي الشديدة أو التهاب البنكرياس أو الاضطرابات النفسية أو إصابة الكلى.

وهو ما علق عليه لينكوف: «هناك اعتراف متزايد بأن السمنة وزيادة الوزن في الواقع أمراض استقلابية، ومع ذلك، فإن العلاجات الفعالة كانت محدودة للغاية، مشدداً على أن هذه الدراسة توضح فاعلية مسار جديد لتقليل المخاطر الزائدة المرتبطة بالسمنة ومضاعفات القلب والأوعية الدموية الخطيرة والمميتة».

حالة من الجدل

وأثار هذا الدواء حالة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي حتى قبل أن تخرج النتائج النهائية لهذه التجارب بشكل كامل إلى النور؛ حيث قال بعض المشاهير إنهم فقدوا وزنهم من خلاله. ومن هؤلاء الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي قال في أواخر العام الماضي، رداً على تعليق على موقع «X» (تويتر سابقاً) بشأن فقدان وزنه، إنه تمكن من إنجاز ذلك عن طريق اللجوء للصيام والاستعانة بـ«ويغوفي»، أحد الأسماء التجارية لـ«سيماغلوتايد».

وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على استخدام «سيماغلوتايد» تحت الاسم التجاري «أوزمبيك» في عام 2017 لعلاج البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، كما تمت الموافقة عليه من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2018، قبل أن توافق عليه «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في عام 2021 لإدارة الوزن المزمن لدى البالغين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن مع اعتلال مصاحب واحد على الأقل مرتبط بالوزن.


مقالات ذات صلة

صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك رحلة إنقاص الوزن ليست سهلة وتحتاج المزيد من الصبر والمثابرة (أرشيفية - رويترز)

أيهما أفضل لفقدان الوزن... تناول وجبات قليلة أم الصيام المتقطع؟

هناك عدة طرق يتبعها من يريد إنقاص وزنه. فأي الطرق أكثر فاعلية؟

صحتك حبات من التفاح (أرشيفية - أ.ب)

بدائل طبيعية ورخيصة الثمن لعقار «أوزمبيك» السحري لكبح الشهية

ترشح خبيرة تغذية أطعمة طبيعية ورخيصة الثمن لها تأثير مقارب من عقار «أوزمبيك» السحري لإنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قياس مستوى السكري لدى مريضة أثناء تلقيها العلاج الطبي في باكستان (إ.ب.أ)

دراسة: هرمونات التوتر هي المحرك الأساسي لمرض السكري المرتبط بالسمنة

أشارت دراسة حديثة إلى أن هرمونات التوتر قد تكون المحرك الأساسي لمرض السكري المرتبط بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.