أظهرت نتائج تجربة سريرية دولية، أجراها فريق مشترك من الباحثين من عدة مراكز بحثية حول العالم، أن المرضى الذين عولجوا باستخدام عقار «سيماغلوتايد»، فقدوا ما متوسطه 9.4 في المائة من وزن الجسم، وشهدوا تحسينات في عوامل خطر تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي حين يبدو أن تأثيرات فقدان الوزن لـ«سيماغلوتايد» تحدث في المقام الأول من خلال قمع الشهية، فإن له إجراءات أخرى تقلل من مخاطر القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تحسين مستويات الجلوكوز، وانخفاض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وتقليل الالتهابات، وتأثيرات مفيدة على عضلة القلب والأوعية الدموية.
الدراسة المنشورة في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» تم عرض نتائجها، السبت، ضمن فعاليات الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية لعام 2023.
ووفق النتائج، فإن «سيماغلوتايد» قلّل من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20 في المائة لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ولا يعانون من مرض السكري.
كما أثبتت النتائج تفوق الحقن الأسبوعية من «سيماغلوتيد» بجرعة 2.4 مليغرام (ملغ)، على العلاج الوهمي في تقليل خطر الوفاة لأسباب القلب والأوعية الدموية، أو نوبة قلبية غير مميتة، أو سكتة دماغية غير مميتة، بعد فترة من المتابعة بلغت في المتوسط 40 شهراً.
قال مايكل لينكوف، الباحث الرئيسي للدراسة ونائب رئيس الأبحاث في قسم طب القلب والأوعية الدموية في كليفلاند كلينك الأميركية، في بيان صحافي صادر (السبت): «يمثل هذا أول تدخل دوائي ضد زيادة الوزن أو السمنة لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يجري عرضه وفق ضوابط صارمة»، وفق وصفه.
السمنة خطر عالمي
ووفق الدراسة، تشير التقديرات إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم كان مسؤولاً عن 4 ملايين حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2015، أكثر من ثلثيها بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنه من المتوقع أن يعاني أكثر من نصف سكان العالم من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035.
في التجربة الأخيرة التي استمرت من أكتوبر (تشرين الأول) 2018 حتى يونيو (حزيران) 2023، قام الباحثون بتسجيل المرضى الذين تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو أكثر، والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية ومؤشر كتلة الجسم 27 أو أكثر، ولكن لا يعانون من مرض السكري، إذ بلغت أعداد المسجلين أكثر من 17 ألف مريض في 41 دولة.
وفي حين، توقف عدد أكبر من المرضى عن استخدام العقار (16.6 في المائة) مقارنة بالعلاج الوهمي (8.2 في المائة)، لأعراض تتعلق بالجهاز الهضمي بما في ذلك الغثيان والإسهال. كان هناك معدل أعلى قليلاً من اضطرابات المرارة في مجموعة «سيماغلوتايد» مقابل الدواء الوهمي (2.8 في المائة مقابل 2.3 في المائة على التوالي)، وهو ما تم الإبلاغ عنه سابقاً أيضاً في دراسات أخرى.
ووفق الباحثين، لم تكن هناك مشكلات سلامة غير متوقعة مع «سيماغلوتايد» في هذه التجربة. إذ لم يرتبط بمخاطر أعلى للإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي الشديدة أو التهاب البنكرياس أو الاضطرابات النفسية أو إصابة الكلى.
وهو ما علق عليه لينكوف: «هناك اعتراف متزايد بأن السمنة وزيادة الوزن في الواقع أمراض استقلابية، ومع ذلك، فإن العلاجات الفعالة كانت محدودة للغاية، مشدداً على أن هذه الدراسة توضح فاعلية مسار جديد لتقليل المخاطر الزائدة المرتبطة بالسمنة ومضاعفات القلب والأوعية الدموية الخطيرة والمميتة».
حالة من الجدل
وأثار هذا الدواء حالة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي حتى قبل أن تخرج النتائج النهائية لهذه التجارب بشكل كامل إلى النور؛ حيث قال بعض المشاهير إنهم فقدوا وزنهم من خلاله. ومن هؤلاء الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي قال في أواخر العام الماضي، رداً على تعليق على موقع «X» (تويتر سابقاً) بشأن فقدان وزنه، إنه تمكن من إنجاز ذلك عن طريق اللجوء للصيام والاستعانة بـ«ويغوفي»، أحد الأسماء التجارية لـ«سيماغلوتايد».
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على استخدام «سيماغلوتايد» تحت الاسم التجاري «أوزمبيك» في عام 2017 لعلاج البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، كما تمت الموافقة عليه من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2018، قبل أن توافق عليه «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في عام 2021 لإدارة الوزن المزمن لدى البالغين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن مع اعتلال مصاحب واحد على الأقل مرتبط بالوزن.