سلطان البازعي: الجمهور السعودي سيلعب دوراً لافتاً بـ«الرياض المسرحي»

قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع توثيق الفنون الشعبية بالمملكة «مُلهم»

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)
TT
20

سلطان البازعي: الجمهور السعودي سيلعب دوراً لافتاً بـ«الرياض المسرحي»

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)

تحدث سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية عن المهام الرئيسية التي تقوم بها الهيئة، قائلاً: «المهمة الرئيسية للهيئة هي بناء قطاع قوي ومستدام يقوم بدوره في الحياة الثقافية، وأن يكون المسرح والفنون الأدائية ضمن العروض المتاحة لجميع المواطنين والمقيمين بجودة عالية في أنحاء المملكة».

وفي حواره لـ«الشرق الأوسط»، ذكر البازعي أن الهيئة تلتزم برؤية الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وهي أن تزدهر المملكة بمختلف ألوان الثقافة، لتثري نمط حياة الفرد وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية، كما تهتم الهيئة بكل أشكال المسرح الكلاسيكي والمعاصر والأوبرا وأنواع الرقص، بما فيها الفنون الأدائية الشعبية والرقص المعاصر والباليه.

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)

وأشار إلى أن الهيئة «جهاز تنظيمي يعمل على تطوير الأنظمة والقوانين بما يخدم القطاع، كما يعمل على بناء القدرات عبر التدريب والتعليم والابتعاث، ودعم الإنتاج المحلي وتطوير أداء الفرق المسرحية الأدائية عبر تشجيعهم على تأسيس كيانات قانونية تضمن الاستدامة».

وكشف البازعي آخر مستجدات الدورة الأولى من مهرجان «الرياض للمسرح»: «حين أعلنا عن بدء التقديم للمشاركات وضعنا هدف قبول 20 مشروعاً إنتاجياً يتم دعمها على أن تعرض في مناطقها قبل أن تقرر لجنة المشاهدة اختيار 10 منها في مسابقة المهرجان»، مؤكداً أن «الأعمال الـ20 التي تم ترشيحها بدأت مرحلة إنتاجها وتستعد لبدء العروض للحاق بموعد المهرجان الذي يقام في ديسمبر (كانون الأول) المقبل... نحن نرى أن النتيجة الأهم ليست في أيام المهرجان وإنما في حالة العروض التي تقام في مناطق المملكة المختلفة بحضور الجمهور، حيث اشترطنا أن تعرض لمدة لا تقل عن أسبوع، وسيكون رأي الجمهور من عوامل التحكيم المهمة في وصول الأعمال إلى مسابقة المهرجان».

وأوضح البازعي أنه «يجري راهناً تأسيس المسرح الوطني ككيان مستقل وغير ربحي يهتم بالإنتاجية النوعية الكبرى، بالإضافة إلى تأسيس أكاديمية المسرح بالتعاون مع شريك دولي، ومشروع المسرح المدرسي بالتعاون مع وزارة التعليم الذي يستهدف تدريب 25 ألف معلم ومعلمة ليكون لدينا بنهاية العام المقبل 2024 مشرف نشاط مسرحي في جميع مدارس المملكة للبنين والبنات».

وشدد البازعي على أن الثقافة الشعبية والهوية الوطنية جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للمواطنين السعوديين: «ممارسة الفنون الشعبية حاضرة في حياة الناس حتى للأجيال الجديدة، بل إن هيئة المسرح والفنون الأدائية وهيئة الموسيقى بدأت منذ العام الماضي مشروعاً كبيراً لتوثيق الفنون الأدائية والموسيقية في جميع مناطق المملكة، بما في ذلك تدوين الأغاني وتصويرها بالفيديو، وتم الانتهاء بالفعل من العمل في منطقتي عسير والباحة، ونستعد حالياً للمرحلة الثانية التي ستشمل عدة مناطق أخرى، ونتوقع استكمال المشروع في نهاية العام المقبل، وهذا العمل سيثري الأرشيف الثقافي الوطني بمادة ستكون متاحة للباحثين والفنانين».

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)

وعن تكريمه في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ30، الذي أقيمت فعالياته مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، قال البازعي: «التكريم حينما يأتي من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وهو أحد أهم وأعرق المهرجانات العربية، فإنه يكون تقديراً للتجربة السعودية التي تتسم بالشمولية والعمق في البناء».

واختتم البازعي: «لم أعده تكريماً شخصياً، بل هو تكريم لمشروع وطني ينهض بقطاعات الثقافة مستمد من (رؤية المملكة 2030) التي عدت الثقافة عنصراً من أهم عناصر جودة الحياة».


مقالات ذات صلة

«فينوس» تعود بعد عقد... أنوثة السُّلطة وسحر الانقلاب المسرحي

يوميات الشرق ديكور «فينوس» المبهر (مسرح مونو)

«فينوس» تعود بعد عقد... أنوثة السُّلطة وسحر الانقلاب المسرحي

تعود مسرحية «فينوس» إلى الخشبة بنسخة عربية من توقيع جاك مارون، في عرض يجمع بين الجمال والتمرّد ليقلب الموازين بين الرجل والمرأة في لعبة مسرحية مشحونة بالإثارة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العرض المسرحي «الوهم» الذي عالج قضية الغيرة (وزارة الثقافة المصرية)

عروض مسرحية مصرية تعالج «الغيرة وزواج القاصرات»

حول وهم الغيرة، والشكوك التي تتصارع في صدر رجل مسن تجاه زوجته الشابة، يدور العرض المسرحي «الوهم» الذي عُرض ضمن «مهرجان نوادي المسرح» في دورته الـ32.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من عرض «عائلة شكسبير» (وزارة الثقافة المصرية)

«عائلة شكسبير» يفتح أبواب «نوادي المسرح» بمصر

افتتح العرض المسرحي «عائلة شكسبير» مهرجان نوادي المسرح المصري في دورته الثانية والثلاثين، الخميس، على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية بمشاركة 27 عرضاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق كارول سماحة مع المخرج والممثل روي الخوري خلال التدريبات (فريق عمل المسرحية)

«كلو مسموح»... ميوزيكال عالمي يُبعَث باللهجة اللبنانية

تُعدّ هذه المُشاركة نقطة تحوّل في مسيرة كارول سماحة المسرحية، التي اشتهرت بأدوار الأميرات والملكات في الأعمال الرحبانية، وشاركت في «آخر أيام سقراط» و«المتنبي».

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)

مصر: المسرح القومي يحتضن الملتقى الدولي الأول للحكي 

برعاية وزارة الثقافة المصرية، احتضن «المسرح القومي» حفل افتتاح الدورة الأولى لـ«ملتقى القاهرة الدولي للحكي»، الذي شهد حضور نخبة من الفنانين.

داليا ماهر (القاهرة )

«الخلافات الفلسطينية» تخيّم على افتتاح «مالمو للسينما العربية»

جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT
20

«الخلافات الفلسطينية» تخيّم على افتتاح «مالمو للسينما العربية»

جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

طال الانقسام الفلسطيني حفل افتتاح الدورة الـ15 من مهرجان «مالمو للسينما العربية» بعدما قام شباب فلسطينيون من غزة بتوجيه انتقادات وهتافات ضد السلطة الفلسطينية، مع وصول سفيرة السلطة رولا المحيسن بالسويد إلى حفل الافتتاح.

ورداً على هتافات المنتقدين، قام مسؤولو المهرجان برفع صوت الموسيقى للتغطية على صوت الهتافات قبل أن يقوم آخرون بالرد على منتقدي السلطة.

وتدخلت الشرطة السويدية لإبلاغ الشباب بأنهم غير مرغوب بوجودهم مع حديثهم غير المدرج في برنامج المهرجان، قبل أن تستكمل الفعاليات بشكل اعتيادي وفق البرنامج المعد مسبقاً من جانب إدارة المهرجان مع حضور دبلوماسي عربي رفيع المستوى عبر سفراء عدة دول بجانب مسؤولين في بلدية مالمو.

ورحب نائب عمدة مدينة مالمو ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس البلدي لبلدية مالمو ياني غرونهولم بالحضور باللغة العربية، معرباً عن سعادته باستمرار المهرجان على مدار 15 عاماً، وبريادته كمهرجان سينمائي عربي بالدول الإسكندنافية، مشيراً إلى أن الأفلام المعروضة بالمهرجان تعزز التفاهم المتبادل.

وأكد مؤسس ورئيس المهرجان محمد قبلاوي على أن المهرجان تحول ليكون جزءاً أساسياً من المشهد الثقافي للمدينة، موجهاً الشكر للحضور والداعمين لاستمرار المهرجان عاماً بعد آخر.

وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم قصير عن مسيرة الفنان أحمد حلمي قبل صعوده على المسرح للتكريم عن مجمل أعماله السينمائية، وسط تصفيق حار من الحضور الذين تفاعلوا مع صعوده على المسرح بشكل سريع.

حلمي بعد تسلم التكريم (إدارة المهرجان)
حلمي بعد تسلم التكريم (إدارة المهرجان)

حفل الافتتاح البسيط في قاعة السينما تضمن صعود المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي على خشبة المسرح لتقديم فيلمه «أحلام عابرة» الذي اختير لافتتاح المهرجان، وتطرق في كلمته للمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، فيما حظي الفيلم بتصفيق حاد من الحضور.

وبالتزامن مع انطلاق المهرجان، وضمن برنامج «ليالي عربية» برعاية من «ليالي الفيلم السعودي» جرى عرض فيلم «ليل نهار» إخراج عبد العزيز المزيني في مدينة «أوميو»، بينما بدأت أعمال «أيام السينما العربية» في المدينة ذاتها بعروض المدارس في سينما «شينو»، حيث عرض فيلم «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوي، وتلاه عرض فيلم «أرزة» للمخرجة اللبنانية ميرا شعيب، فيما تتواصل الفعاليات المختلفة حتى 5 مايو (أيار).

وتعاني فلسطين من انقسام بين السلطة الفلسطينية التي يترأسها الرئيس محمود عباس والمسيطرة على الضفة الغربية، وحركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.

وكان الرئيس محمود عباس (أبو مازن) قد شن أعنف هجوم على حركة «حماس» منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، متهماً الحركة بـ«إلحاق ضرر بالغ بالقضية الفلسطينية، وتقديم خدمات مجانية خطيرة لإسرائيل، وتوفير ذرائع لمؤامراتها وجرائمها في الضفة الغربية، وقطاع غزة». وهو ما ردت عليه «حماس» قائلة في بيان «إن شعبها الفلسطيني يستحق قيادة وطنية جامعة ترتقي إلى مستوى تضحياته الجسيمة، وتكون أمينة على حقوقه، لا قيادة تنسق أمنياً مع الاحتلال».

أحمد حلمي خلال تكريمه بالمهرجان (إدارة المهرجان)
أحمد حلمي خلال تكريمه بالمهرجان (إدارة المهرجان)

وعلق الناقد المصري طارق الشناوي على واقعة الشباب الفلسطينيين قائلاً إن «تصرفهم يعد خروجاً عن البروتوكول، وهو أمر جرى التعامل معه بشكل احترافي من جانب القائمين على المهرجان مع النظر إلى طبيعة المدينة التي تستضيف المهرجان، وتسمح للفلسطينيين بتنظيم مظاهرات أسبوعية للتنديد بما يحدث من الاحتلال الإسرائيلي طالما أنها ترتبط بالشق السياسي».

وأضاف الشناوي أن المهرجان شهد أحداثاً مماثلة عام 2014 بعد أحداث «30 يونيو» مع مظاهرات نظمتها عناصر تنظيم «الإخوان»، وجرى أيضاً التعامل معها وفق القانون السويدي، ولم تتأثر فعاليات المهرجان بأي شكل من الأشكال.

واعتبر الناقد العراقي قيس قاسم لـ«الشرق الأوسط» أن ما حدث أمر طبيعي يحدث في مهرجانات سينمائية عدة، وليس بجديد على الفعاليات والتظاهرات السينمائية، مشيراً إلى أنه يتفهم دوافع الشباب بسبب الإحباط الذي أصابهم.

جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

وأضاف أنه رغم صحة الإجراءات التي اتبعت في التعامل معهم من جانب إدارة المهرجان، فإنه كان يفضل أن يكون هناك تعامل آخر بمنحهم فرصة الحديث حتى لو لم يكن حديثهم مبرمجاً مسبقاً.

وتشهد المسابقة الرسمية للمهرجان عرض 12 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية والوثائقية، من أبرزها السعودي «نورة» للمخرج توفيق الزيدي، والمصري - السعودي «ضي... سيرة أهل الضي»، واللبناني «أرزة» لميرا شعيب، والمصري «رفعت عيني للسما» لندى رياض وأيمن الأمير، والمغربي «الجميع يحب تودا» لنبيل عيوش، والعراقي «أناشيد آدم» لعدي رشيد.