خالد زكي: اعتذاري عن «بابا عبده» غلطة عمريhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4583426-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%B2%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B0%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%86-%C2%AB%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%87%C2%BB-%D8%BA%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%8A
قال الفنان خالد زكي إنّ اعتذاراته المتتالية عن عدم المشاركة في بعض الأعمال، عطّلت مشواره الفني، ضارباً المثل باعتذاره عن عدم القيام بدوره في مسلسل «بابا عبده» للمخرج محمد فاضل، الذي أدّاه الفنان الراحل فاروق الفيشاوي وحقق نجاحاً لافتاً؛ فقد تردّد أمام شخصية الابن العاق لوالده، وكان في تلك الفترة معروفاً بأدواره الرومانسية، ما جعله يصف اعتذاره بـ«غلطة العمر».
جاء ذلك خلال ندوة تكريمه في «مهرجان الإسكندرية السينمائي»، الثلاثاء، بإدارة رئيس المهرجان الناقد أمير أباظة.
وأضاف أنه اعتذر إلى فاضل لاحقاً عن ذلك، مشيراً إلى أنّ سهرة «حب بلا ضفاف» للمخرجة إنعام محمد علي، كانت طوق نجاته، إذ أدّى شخصية مكروهة حققت نجاحاً، لتنهال الأدوار المتنوّعة البعيدة عن الرومانسية التي زجَّه بها المخرجون طوال 10 سنوات.
وتطرّق زكي إلى أدواره الجادّة، من بينها شخصية الرئيس في فيلم «طباخ الرئيس»، كاشفاً أنه رُشح في البداية لشخصية أخرى ضمن العمل، لكنه اعتذر عن عدم الموافقة عليها، من ثَم رُشِّح عادل إمام ومحمود عبد العزيز لشخصية الرئيس، لكنهما اعتذرا عن عدم أدائها أيضاً، فعادت إليه الشخصية التي تمنّاها. تابع: «حمّلني الفيلم مسؤولية كبيرة كما جميع العاملين فيه. السيناريو كُتب بعناية، والأصداء الرسمية حياله كانت جيدة. مرض طلعت زكريا بعدها، وطلب لقاء الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بعد شفائه، فنقل إليَّ أنّ الرئيس كان سعيداً بالفيلم».
وتحدّث زكي عن شخصية وزير الداخلية التي أدّاها في مسلسل «صاحب السعادة»: «تشرّفتُ بالوقوف أمام عادل إمام ولو ضمن مشهد. الشخصية كانت جادّة وكوميدية في الوقت نفسه، والسيناريو كُتب بحرفية، ووجد دعماً كبيراً من عادل إمام والمخرج رامي إمام».
وأشار إلى أنه يتعامل مع الشخصيات من واقع خبرته ورؤية المخرج، مؤكداً: «لا بدّ من الابتعاد عن الذاتية في العمل الفني، فوجود ممثل قوي أمامك يجعلك تجتهد أكثر وتطوّر أداءك».
وانتقد شائعات تطوله عبر مواقع التواصل، قائلاً: «صحتي جيدة ولست مريضاً. وأيضاً لستُ مفلساً كما يُحكى. التمثيل هو مصدر رزقي الوحيد، واعتدتُ العيش بما أملك، سواء أكان كثيراً أم قليلاً».
وطالب الفنان بزيادة حجم الإنتاج الفني ليستوعب الفنانين بجميع أعمارهم وليس الشباب فحسب، متمنياً أن تتاح له ولجيله أدوارٌ على غرار كبار الممثلين في السينما العالمية، فوجودهم في أدوار مؤثرة مكتوبة بعناية يمنح العمل ثقلاً، رافضاً تصنيف الفنان بدرجة أولى وثانية، وتحديد الأجور لكل فئة».
وعدّ زكي نفسه محظوظاً بلقائه منذ بداياته بالعملاق محمود المليجي الذي قدَّم معه 5 أعمال، فكان لقاؤهما الأول من خلال مسلسل «لعبة القدر»، حيث رأى فيه المليجي ممثلاً واعداً، ونصحه باحترام عمله وبألا يقبل أعمالاً لا تضيف إليه، وإنْ أمسى عاطلاً عن العمل، لافتاً إلى أنه عمل بنصيحته، ولم يسعَ منذ بدايته خلف الشهرة، بل قَبِل فقط ما شكّل خطوة إلى الأمام.
يُذكر أنّ زكي قدَّم نحو 300 عمل ما بين السينما والتلفزيون والمسرح منذ تخرّجه في معهد الفنون المسرحية عام 1974.
تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.
رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.
إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.
إيمان الخطاف (جدة)
من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباماhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5090841-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7
من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما
وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)
ليست الوثائقيات المخصصة لاستكشاف أعماق البحار مادّةً تلفزيونية جديدة، فأول هذه الأعمال يعود إلى عام 1954. ومع مرور السنوات، توالت تلك الأفلام الوثائقية إلى أن باتت تُعَدّ بالآلاف وتملأ شاشات التلفزيون ومنصات البث. صحيح أنّها مادّة عابرة للأزمنة ولا يُملّ منها، غير أنه صار من الصعب إنتاج وثائقي آخر عن عالم ما تحت الماء، وتقديم محتوى جديد ومختلف عمّا سبق.
لعلّ التميّز والاختلاف هما أكثر ما سعى إليه فريق عمل «Our Oceans (محيطاتنا)»، السلسلة الوثائقية الجديدة التي تُعرض على «نتفليكس». وقد اجتمعت عناصر كثيرة لتحقّق هذا الهدف؛ بدءاً باللقطات الحصريّة للمخلوقات البحريّة التي جرى تصويرها بتكنولوجيا تُستَخدم للمرة الأولى ومن مسافاتٍ قريبة جداً، وليس انتهاءً بصوت الراوي... باراك أوباما شخصياً.
وما بين هاتين الميزتَين، عناصر أخرى كثيرة تجعل من مشاهَدة «Our Oceans» تجربة استثنائية، لا تختلف كثيراً عن متابعة مسلسل مشوّق وزاخرٍ بالمؤثّرات البصريّة.
تُخصَصُ كلٌ من الحلقات الـ5 لأحد محيطات هذا العالم، بدءاً بالمحيط الهادئ، وصولاً إلى الجنوبي، مروراً بالهندي والأطلسي والمتجمّد. يقول الراوي إنّ تيّاراً يسافر بين تلك المحيطات ويجعل منها عالماً واحداً. لكن بين الحلقة والحلقة، تختلف السرديّات وتتنوّع المَشاهد، لتبقى نبرة الراوي ثابتةً ومُريحة للسمع.
ليس من المنصف مقارنة موهبة أوباما الصوتيّة بأيقونة وثائقيات الطبيعة، المذيع والعالِم البريطاني ديفيد أتينبورو. فالأخير رائدٌ في مجاله وأحد مؤسسي هذا النوع من الأعمال التوثيقية، بينما أوباما حديث العهد في هذا المجال. قد يغرق الرئيس الأميركي الأسبق في السرد الرتيب أحياناً، إلا أنه يحاول جاهداً أن يجعل من صوته مرآةً للصورة المذهلة، لاجئاً إلى التلوين في النبرة، وإلى خفّة الظلّ المثيرة للابتسام، وإلى التفاعل الصوتيّ البارز مع المَشاهد المُدهشة. فأوباما، إلى جانب كونه موهبة تلفزيونية صاعدة، مدافعٌ شرس عن البيئة البَحريّة، هو الذي ترعرع في جزيرة هاواي الأميركية.
يتلاقى صوت أوباما مع نصٍّ كُتبَ بحنكةٍ وإحساسٍ عاليَين، مع لمسةٍ لافتة من الفكاهة. تتميّز السلسلة الوثائقية بسرديّتها التي لا تُشبه النصوص المرافقة عادةً لهذا النوع من المحتوى، وهي ترتكز إلى تقنية الكتابة على الصورة، أي استلهاماً ممّا تقدّمه المحيطات وكائناتها من مَشاهد مذهلة. في «Our Oceans»، تتحوّل الكائنات البَحريّة إلى شخصيات، لكلٍّ منها قصة بما فيها من كفاح وتحديات ومشاعر وعلاقات صداقة وعداوة. وأمام هكذا نص على قدرٍ عالٍ من الإنسانية، لا بدّ للمُتفرّج من أن يتماهى مع المواقف التي تواجه المخلوقات المائية والطيور البَحريّة.
في المحيط الهنديّ، يتعرّف المُشاهد إلى أنثى الحوت التي تسعى جاهدةً لأكل ما تستطيع، من أجل إرضاع صغيرها المولود حديثاً الذي يستهلك الكثير من الحليب. أمّا في المحيط الأطلسي، فيجهّز ذكور سمكة الفرّيدي الأرض لاستقبال إناثها من أجل أن تضع بيضها. تتنافس الأسماك فيما بينها لترتيب المكان وتنظيفه من كل ما قد يزعج الإناث، كالأعشاب والأصداف وحتى نجمات البحر.
يُدرك فريق «Our Oceans» أنّ المعلومات العلميّة وحدَها لا تُقنع الجمهور ولا تكفي لتُعلّقه في شرك العمل. لذلك فقد ارتأى أن يستند إلى المشاعر، من خلال ملاحقة الأسماك وسائر الحيوانات، وتصويرها ضمن مواقف يسهل التماهي البشري معها؛ كما أنثى الدب تلك في حلقة المحيط المتجمّد الشمالي، والتي تبحث بشراسة عن طريدةٍ ما من أجل إطعام صغيرها المتضوّر جوعاً.
ومن بين المَشاهد التي تذهل العين والفكر على حدٍّ سواء، ذاك الأخطبوط الصغير في المحيط الهندي، الذي يصرّ على العثور على طبقتين متجانستَين من إحدى الأصداف، كي يختبئ بينهما من عيون الأسماك المفترسة وأفواهها.
ما يميّز السلسلة الوثائقية كذلك، مواكبتُها لسلوكيّات المجتمعات البَحريّة. تساعد في التقاط تلك المشاهد عن قُرب، تكنولوجيا متطوّرة جداً تُستخدم للمرة الأولى على هذا العمق. ولم تنتج عن ذلك التصوير الفريد متعة بصريّة فحسب، بل انهماكُ علماء البحار في تحضير 20 دراسة جديدة حول سلوكيّات الكائنات البحريّة، بناءً على ما شاهدوه ضمن السلسلة. مع العلم بأنّ 700 عالِم وباحث شاركوا في تحضير «Our Oceans».
من المواضيع المهمّة التي يلقي الوثائقي الضوء عليها، التلوّث البحري والآثار السلبية للتغيّر المناخي على المحيطات. يأتي ذلك انطلاقاً من الاهتمام الذي يوليه المنتجان المنفّذان، باراك وميشيل أوباما، للتوعية البيئية. وإذا كانت الحلقة الأولى مكرّسة لتصوير السِّحر البحري، فإنّ الحلقة الثانية والخاصة بالمحيط الهندي تُظهر كيف يمكن أن تتحوّل جنّة ما تحت الماء إلى حاوية نفايات ضخمة. وفي هذه الحاوية، كائناتٌ صغيرة وكبيرة تآلفت مع المواد البلاستيكية وسائر أشكال القمامة وباتت تقتات منها.
ليس الهدف من الوثائقي تجارياً بقَدر ما هو توعويّ إلى خطورة اليد البشريّة على جمال المحيطات. يجتاز فريق العمل 75 ألف ميل انطلاقاً من حب كبير للبحار والمياه التي تغطّي 71 في المائة من مساحة كوكب الأرض. على رأس الفريق، الثنائي الرئاسي الأميركي الأسبَق المنشغل منذ عام 2018 بمشروعٍ ترفيهيّ كبير، هو عبارة عن شركة إنتاج تُدعى Higher Ground.
أنتجت شركة آل أوباما حتى اللحظة، أكثر من 20 مشروعاً تتنوّع ما بين أفلام روائية، ووثائقيات، ومسلسلات، وبرامج للأطفال، وبودكاست. وتُعتبر معظم تلك الإنتاجات هادفة، بما أنها تتضمّن رسائل توعويّة إنسانياً، وبيئياً، ومجتمعياً.
أمّا الموهبة الصاعدة التي يلوّن صوتُها بعض تلك الأعمال، أي باراك أوباما، فيبدو صاحبَ مستقبلٍ واعد في المجال. تُوّج مجهوده الصوتيّ بجائزة «إيمي» عام 2022 عن فئة أفضل راوٍ. وكان قد حاز سابقاً جائزتَي «غرامي» في الإطار ذاته.