المواد البلاستيكية الدقيقة في السحب قد تساهم في تغير المناخ

غيوم مضاءة مع غروب الشمس في برلين (أ.ب)
غيوم مضاءة مع غروب الشمس في برلين (أ.ب)
TT

المواد البلاستيكية الدقيقة في السحب قد تساهم في تغير المناخ

غيوم مضاءة مع غروب الشمس في برلين (أ.ب)
غيوم مضاءة مع غروب الشمس في برلين (أ.ب)

اكتشف الباحثون جزيئات صغيرة من البلاستيك في السحب، والتي قد تساهم في تغير المناخ.

وجمع العلماء المياه من السحب المحيطة بجبل فوجي وجبل أوياما في اليابان على ارتفاعات تتراوح بين 1300 و3776 متراً، ثم طبقوا تقنيات التصوير المتقدمة لتحديد ما إذا كانت المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة أم لا، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

وعُثر على تسعة أنواع مختلفة من البوليمرات ونوع واحد من المطاط في المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة بالهواء، بتركيزات تتراوح بين 6.7-13.9 قطعة لكل لتر وأحجام تتراوح بين 7.1-94.6 ميكرومتر.

ووجدوا أيضاً وفرة من البوليمرات المحبة للماء، والتي قالوا إنها قد تكون بمثابة «نواة تكثيف السحب» - ما يشير إلى أنها تلعب دوراً رئيسياً في تكوين السحب السريع، والذي قد يؤثر في النهاية على المناخ العام.

وكتب العلماء في الدراسة التي نشرت في مجلة Environmental Chemical Letters: «بشكل عام، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة على ارتفاعات عالية يمكن أن تؤثر على تكوين السحب، وبالتالي قد تغير المناخ».

وتابعوا: «على حد علمنا، هذه الدراسة هي الأولى التي تكتشف المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جواً في المياه السحابية في كل من طبقة التروبوسفير الحرة والطبقة الحدودية للغلاف الجوي».

مواد بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر (رويترز)

وقال المؤلف الرئيسي للبحث، هيروشي أوكوتشي من جامعة واسيدا في اليابان: «يتم نقل المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في طبقة التروبوسفير الحرة وتساهم في التلوث العالمي... إذا لم تتم معالجة قضية تلوث الهواء البلاستيكي بشكل استباقي، فقد يصبح تغير المناخ والمخاطر البيئية حقيقة واقعة، ما يتسبب في أضرار بيئية خطيرة لا يمكن إصلاحها في المستقبل».

وأضاف أوكوتشي أن الجسيمات البلاستيكية المحمولة جواً تتحلل بشكل أسرع بكثير في الغلاف الجوي العلوي بسبب الأشعة فوق البنفسجية القوية، التي «تطلق غازات الدفيئة وتساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري».

وقال الباحثون إن هذا هو التقرير الأول عن المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جواً في المياه السحابية.

في بيان حول الدراسة، أفادت جامعة واسيدا بأن الأبحاث تُظهر أن «الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يتم ابتلاعها أو استنشاقها من قبل البشر والحيوانات على حد سواء، وقد تم اكتشافها في أعضاء متعددة مثل الرئة والقلب والدم والمشيمة والبراز».

وتابعت: «10 ملايين طن من هذه القطع البلاستيكية ينتهي بها الأمر في المحيط، وتنطلق مع رذاذ المحيط، وتجد طريقها إلى الغلاف الجوي. وهذا يعني أن المواد البلاستيكية الدقيقة ربما أصبحت عنصرا أساسيا في السحب، وتلوث تقريبا كل ما نأكله ونشربه من خلال هطول الأمطار البلاستيكية».


مقالات ذات صلة

صناديق استثمار الحوكمة البيئية الأوروبية تحقق 13 % عوائد خلال العام الحالي

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مبنى المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)

صناديق استثمار الحوكمة البيئية الأوروبية تحقق 13 % عوائد خلال العام الحالي

أظهرت بيانات أداء صناديق الاستثمار الأوروبية التي تستثمر في الأدوات الملتزمة بقواعد الحوكمة البيئية والاجتماعية، أنها حققت عوائد بمعدل 13 في المائة العام الحالي

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
العالم من فعاليات قمة المستقبل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)

الأمم المتحدة تتبنى ميثاقاً واعداً لبناء «مستقبل أفضل» للبشرية

تبنّت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، اليوم الأحد، «ميثاقاً من أجل المستقبل» يهدف إلى رسم «مستقبل أفضل» للبشرية، رغم معارضة بعض الدول بينها روسيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد جانب من الاجتماعات التي جرت اليوم حول صندوق التمويل للتغير المناخي (الشرق الأوسط)

رئاسة «كوب 29» تخطو نحو تحويل تعهدات صندوق التمويل إلى واقع ملموس

قال مجلس إدارة الصندوق المعني بالاستجابة للخسائر والأضرار، إنه اتخذ قرارات مهمة نحو التشغيل الكامل للصندوق في اجتماعه الثالث في باكو، الذي استضافته رئاسة مؤتمر…

«الشرق الأوسط»
أوروبا متظاهرون في مدينة بوخوم بغرب ألمانيا (أ.ب)

عشرات الآلاف يتظاهرون في ألمانيا للتحرك من أجل المناخ

نزل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في جميع أنحاء ألمانيا، الجمعة، للمطالبة بمزيد من العمل من أجل المناخ.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
العالم حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي: الفيضانات وحرائق الغابات تظهر أن الانهيار المناخي بات القاعدة

حذّر الاتحاد الأوروبي من الفيضانات المدمّرة وحرائق الغابات التي تظهر أن الانهيار المناخي بات سريعاً القاعدة، مؤثراً على الحياة اليومية للأوروبيين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بينالي جدة... حوار المقدس والمعاصر

جانب من عرض في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)
جانب من عرض في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)
TT

بينالي جدة... حوار المقدس والمعاصر

جانب من عرض في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)
جانب من عرض في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير (كانون الثاني) المقبل الذي سيجمع بين المقدس والمعاصر. وفي حوارات لـ«الشرق الأوسط» مع القيمين على البينالي تبين حجم مشاركة الدول الإسلامية، إذ سيضم 280 قطعة من 21 دولة.

جمال البينالي يتمثل في التقابل بين التاريخي والمعاصر وإبراز المشاعر عبر رحلة تقوي الإحساس بخلق الله، وكيف صنع الإنسان الجمال تمجيداً للخالق عبر ثلاثة أجنحة أساسية تتضمن قطعاً فريدة.

الجانب المعاصر في الدورة الثانية هو أشبه بـ«أوركسترا أفكار»، و«حوار بين القطع المعاصرة والتاريخ».